أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - موقف ثابت من تابت إلى طرة!














المزيد.....

موقف ثابت من تابت إلى طرة!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن ندين ونشجب ونستنكر القتل خارج نطاق القانون، وحملات الاعتقالات التعسفية، والموت في السجون بتهم التعاون المتبادل بين طرفي القتال! كما نستنكر آخر فظائع جرائم الحرب وانتهاكاتها العرقية التي توجب ذلك، ومنها ما حدث في سوق طرة المأهول بمساكين الشعب في شمال دارفور. فقد أثار منظر الجثث المتفحمة، وموت النساء والأطفال والشيوخ، سخط الأهالي بعد أن قصفهم طيران الجيش، الذي يخضع لقيادات خانعة لإرادة الحركة الإسلامية في معركته مع مليشيات الدعم السريع. كان يوم الاثنين، 25 مارس 2025، يومًا دامياً، حيث أمطرت سماء السوق بالبراميل المتفجرة الحارقة، فحصدت أرواح 400 شخص. وقد أثبتت الشواهد أنه لا وجود لمتحركات عسكرية للدعم السريع، وما يحدث هو مزيد من النكايات والفتن على هؤلاء المستضعفين بين رحى الجيش والدعم السريع. إن استخدام الطيران لإلقاء البراميل المعبأة بالمواد الكيميائية فوق رؤوس المواطنين هو تكتيك استخدمته قوات الجيش في معاركها السابقة في جبال النوبة وجنوب كردفان. هذه الممارسات أصبحت جزءًا من سياسة ممنهجة من العنف لقتل الأبرياء وتهجيرهم من أرضهم.
الجديد الذي أفرزته حرب 15 أبريل الراهنة هو نشر ثقافة التخوين والإرهاب للرأي العام بهدف إدانة كل من يعارض جرائم الحرب ضد الإنسانية. يتم دمغ المطالبين بوقف الحرب بالعمالة والخيانة، واتهامهم بأنهم يعملون ضد الوطن، وعملاء للأعداء، وموالون للدعم السريع! أو (قحاتة)، مع أنهم مدنيون لم يحملوا السلاح، أو يمثلوا بالجثث، أو يبقروا بطون النساء الحوامل.
للأسف، هؤلاء الذين يقودون حملات التخوين هم جزء من مجموعة من المغيبين عاطفيًا، وأشخاص مستميتين في هذه المعارك الإعلامية المضللة. هم في الحقيقة من يسهمون في استمرار جحيم الحرب على الناس. هؤلاء الذين كانوا يلعقون جزم السلطة بحثًا عن مصالحهم الشخصية، غافلين عن أن نيران هذه الحروب ستلحق الضرر بالجميع. لقد جهلوا أن الفاعلين في المشهد السياسي لم يتغيروا كثيرًا عبر السنين، بل فقط تغيرت مواقعهم على رقعة الشطرنج بحسب مصالحهم. فقد تحولت الحركات المسلحة من خانة المتمردين في نظر الجيش إلى خانة داعمة (مشتركة)، و(دراعة)، و(كيكلاب)، وبالطبع، تحول الدعم السريع من "حمايتي" إلى خانة التمرد، وهكذا.
الأصوات التي تسعى اليوم لإخماد الرأي العام البصير بعوار هذه الحرب ونهاياتها الحتمية في ضياع الوطن، وهلاك المواطنين، وإتاحة الفرص لأطماع المجتمع الدولي في تقسيم البلاد وفصل غربها كما تم فصل جنوبها، هي أصوات شريكة في جرم دمار هذا البلد. شهدها الجميع في وسائط التواصل الاجتماعي وهم يحاولون تكميم الأفواه وإرهاب الذين لا يوافقونهم، من خلال حملات "البل بس"، و"الجغم"، والدمار الشامل، والصمت عن قول الحق، والدفاع عن المواطنين، والحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان. تجدهم أشد ضراوة في العداء لوقف الحرب، أكبر من عداوتهم للدعم السريع والمليشيات الداعشية، ومشجعي فوضى انتشار السلاح والمتفلتين.
لقد كان موقفنا دائمًا ثابتًا منذ زمن بعيد، مؤكدين أن الحلول العسكرية لن تؤدي إلى الأمن والاستقرار في البلاد. لذا، فإن انحيازنا للحلول السلمية هو موقف مبدئي منذ قيام الحركات المسلحة في دارفور، عندما كانت تقاتل الجيش والجنجويد دفاعًا عن شعوبها ضد الإبادة العرقية والنهب، وحماية للأعراض والتهميش. كنا نطالب بالعدالة لتلك الشعوب، وحرصنا عليها كان المحرك الأساسي لمواقفنا، ولم نرهن ذلك بالانتماء العشائري أو المناطقي أو الإيديولوجي. لم تكن إدانتنا لجرائم الاغتصاب والعنف ضد النساء، واستخدامه كسلاح حرب بواسطة قوات الدعم السريع، أمرًا عارضًا أو وليد هذه الحرب اللعينة؛ بل كان عملًا متواصلًا دؤوبًا، وأبرز محطاته حادثة اغتصاب 200 امرأة وفتاة في قرية تابت بدارفور. تلك الحادثة التي نجح سلاح التخويف الإعلامي والإرهاب ضد الأهالي في منع التحقيقات بواسطة قوات "اليوناميد" المبعوثة من الأمم المتحدة، وأجبرت السلطة الأهالي على إنكار حدوثها.
إننا نؤكد مجددًا أن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو السلام الشامل العادل، الذي يتضمن محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم ضد الإنسانية، وتقديمهم للعدالة عند سيادة دولة القانون. لا يمكننا أن نرضى بمستقبل تكون فيه بلادنا محط أطماع القوى الأجنبية أو لعبة في يد فصائل فاسدة. لابد أن نعيد بناء بلادنا على أسس من المواطنة المتساوية، ونتخلص من دوامة العنف التي ألحقَت بالوطن والشعب أفظع الأضرار. نحن نطالب بكل قوة بتحقيق سلام شامل يضمن الأمن والاستقرار لكل أبناء الوطن، ويوقف آلة الحرب التي تأكل كل شيء في طريقها. وحتى ذلك الحين، نظل رافعين رايات السلام.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكوماتنا ومظالم نسوية مستمرة!
- هل يجرؤ الجيش على التبرؤ من كتائب البراء؟
- لا سبيل لمدنية في حكومة مليشيا!
- الجنرال العطا مرشد عسكري لفلول الحركة الاسلامية
- التمييز بين الطلاب وتأصيل الأحقاد!
- نساء في حواضن الدعم والجيش!
- روسيا من دنا عذابها الي اخت بلادي!
- للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!
- كارتيلات اخوانية وشعب في محنة!
- الي متي يلد الجيش ويبارك الشعب؟!
- السفير شرفي وراية السلام في الظلام!
- الفريق العطا الجنرال والوصاية الجبرية!!
- مشمعات المفوضية سبب الشكية!
- صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!
- هواهم يجافي جنيف والجنينة!
- البرهان وساعتا التوهان!
- دبلوماسية (صرف البركاوي)!
- أم قرون ودواس الساسة الذكوريون!
- قلوب الاَثمين اَسنة من الظلم!
- قول عسكرية.. قول جاهزية!


المزيد.....




- انتشال جثامين 15 مسعفاً بعد أيام من مقتلهم بنيران إسرائيلية، ...
- إعلام: طهران تجهز منصات صواريخها في أنحاء البلاد للرد على أي ...
- -مهر- عن الخارجية الإيرانية: الحفاظ على سرية المفاوضات والمر ...
- صحيفة -لوفيغارو-: العسكريون في فرنسا ودول أوروبية أخرى يستعد ...
- الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأو ...
- -حماس-: ما يشجع نتنياهو على مواصلة جرائمه هو غياب المحاسبة ...
- ترامب يعلن عن قرار بقطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب مخ ...
- -أكسيوس- يكشف موعد زيارة ترامب للسعودية
- حادث إطلاق نار في مورمانسك بشمال روسيا.. والأمن يلقي القبض ع ...
- ترامب: زيلينسكي يحاول التراجع عن صفقة المعادن وستكون لديه مش ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - موقف ثابت من تابت إلى طرة!