كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 11:58
المحور:
الادب والفن
(التعليم في العراق الهبوط بمظلات التخلف)
2018
مقدمة
الاسباب وراء وضع هذا الكتاب عدة , لكن آفة التأجيل شملته ,لقد مارست التعليم هاويا فمبتكرا, لخطط تعليمية معتمدا على تراكم الخبرة لكني قلما كنت اسجل ملاحظاتي في تجربة التعليم .
مرة جمعت مادة كثيرة من رسوم الاطفال وكنت أأمل ان ياتي يوم وادرسها دراسة سيكولوجية , لكني اهملت تلك الرسومات وضاعت ,وحاولت محاولات اخرى واهملتها ايضا,وليس هذا الكتاب الا تجربة حياة في حقل التعليم وليس دراسة علمية .
(درس الرسم )
ليس الغاية من درس الرسم ان ننشيء فنانين محترفين بل لتطويرالذائقة الفنية التي تنمو عند الفرد عبر سلسلة من التجارب والتوجيه والمران ,وكان الكثير من المعلمين يمتازون بخط انيق ..او لهم خبرة بانواع الخطوط ..فكان احد معلمينا يدرسنا الجغرافية ولم يكن له مزاج بالتعليم فكان يختصر الدرس باقل من ربع ساعة ثم يسرح في عالمه تاركا الطلاب ينشغلون او يتسلون بانضباط , لكنه يملك قلم حبر حرفه ليصلح للخط.. كنا في الاول متوسط وكل يتمنى ان يكتب له اسمه بذلك الخط الساحر .. واذكر مرة كتب اسمي على دفتري وجواري الطالب قاسم يحثني ان اشكر المدرس لكن الخجل تغلب علي فلم اقدم شكري وأسفت سنوات لذلك ,اما مدرس اللغة العربية الاستاذ علي فكان لا يتقن الرسم وهو كاتب وشاعر ومترجم ويعزف العود .. دخل الينا مرة في درس الرسم ونظر الينا ثم استدار للسبورة ورسم بالطبشور فتاة اشبه بدمية وخطوطا متعرجة حولها كاعشاب ... وقال ارسموها .. قالها وفي صوته نبرة تعكس عدم الرضا عن رسمته . لكن احد الطلاب رسمها باتقان مضيفا لها بعض اللمسات ولونها بتناسق فظهرت لوحة جميلة فلما نظرها المعلم شجع الطالب ووضعها على السبورة امام الطلاب .
بمرور السنوات اهمل درس الرسم واصبح حصة للرياضيات او الانكليزي وصرنا نتندر على الكسالى في الابتدائية (انه ناجح بالرياضة والرسم ).
في الصف الثاني المتوسط دخل علينا مدرس ممتليء الجسم انيق وكان يرتدي قاطا بلون براق فقال (الناس لا تهتم بالجمال فان ارتدى احد زيا جاذبا احتجوا عليه وقالوا انه عيب ).. فيما بعد علمنا بان هذا المدرس كان رساما, وافتتح له محلا للرسم(كاليري ) في قلب العشار .
ذات يوم رسم ـ وهو يشرح ـ امرأة حزينة مطرقة وهي واقفة , خلفها يضع رجل يده على كتفها وأخذ يشرح اللوحة وكيف ان المرأة فاغرة فاها كطفل لحظة البكاء وان يد الرجل تمتد لتآزرها .. وشرح مرة كيف ان رساما تمكن من وضع البعد الثالث.. مضت اعوام قبل ان نكتشف بان اللوحة لبيكاسو مبتكر التكعيبية ومن هنا بدأت رحلة البحث لدي عن انجازاته ومعرفة عظمته متذكرين لوحة مدرسنا .
ومن تجربة شخصية علّمت ان عددا كبيرا من الاطفال كيف يرسمون جسم الانسان بطريقة مبسطة .. كنت احثهم على رسم دويرة ـ دائرة ـ ومستطيلين الاسفل يكون اطول .. وبعد ان يتمكنا من ذلك تأتي التفاصيل من ملامح واذرع وسيقان وانحرافات بالمستطيل تتحول لتنورة فتاة مثلا او لانحناء بدن .
وقد رايت الصغار يتعلمون سريعا رسم الانسان وفي ايام معدودة عبر تكرار متواصل بحجوم صغيرة .
وان كان التلميذ يجهل الالوان فضلا عن اتدرجها عبر مزجها فالسبب يعود الى اهمال المدارس ...
وارى ان معرفة مبسطة لمدارس الرسم والرسامين تتنامى مع تقدم البحث افضل من بعض دروس في الجغرافية وغيرها من امثال معرفة بعض التضاريس المعقدة .
تفتقر اغلب المدارس الابتدائية والمتوسطة الى غرف خاصة للرسم , رغم ما فيها من متعة وتخفيف من ضغط الدروس وتطوير الذائقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الاطروحات الجامعية )
كنت اتابع برنامج اخر السبعينيات من القرن الماضي يبث من اذاعة بغداد لمناقشة الاطروحات التي يقدمها الباحثون لنيل الشهادات العليا .. وسأل المشرف طالباعن اصل مادة فاجابه الطالب هي من (قرأ ) .. فصرخ الاستاذ محتدما وهو يقول (( متى نتمكن من كتابة الاطروحة .)) ... وللمقارنة اذكر ما قصه علينا في اتحاد الادباء بالبصرة الدكتور قاسم البريسم المختص بالاصوات .. ( ذهبت الى بريطانيا فطلبوا مني ان ادرس سنة لان التعليم في العراق قاصر وتمكنت بعد عام من النجاح رغم ما كنت اعانيه من صعوبة اللغة .. بعدها طلبوا مني ان امضي الى مشفى الامراض النفسية واستغربت من هذا الطلب (هناك علاقة بين العي او الخلل بالصوت والحالة النفسية ), وبعد شهرين قلت سادرس الصوت واذا يرسلوني لدراسة آلات تختص بالصوت وتقويمه .. وبعد دورات عدة استغرقت اشهرا تمكنت من البدء بدراسة مادة الصوت .
حين يقصد طالب عراقي الدول الغربية يرفضون عددا كبيرا من كتاباته حتى يتعلم التكثيف والتبسيط
لقد ظهر يوما الرئيس السابق وفضح الغرف المظلمة قائلا : (علمت بان بعض الاساتذة يكتبون الاطروحات لطلابهم )... وعليك ان تتخيل ما جرى بعد ذلك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الانشاء ـ التعبير)
غاية اللغة ان تكون وسيلة للتعبير وربما يكون وسيلة لترسيخها واستيعابها بصورة سليمة ..وبدءا احب انقل رسالة مدرس لي وهي تهميش منه على ابيات كتبتها في الصف الاول المتوسط , فقد كتب لي مهمشا (ان القصيدة من بحر الوافر لكن بعض ابياتها تخرج من نظام الوزن الى جمال النثر , فأقرا دواوين القدماء والمحدثين لتكتمل لديك سليقة الشعر وملكته واعلم بان كبار الشعراء قد قرأ العديد من الدواوين قبل ان تنضج شاعريتهم)... ان مثل هذا التوجيه كان كافيا ليحثني بقوة ويدفعني للاطلاع على مساحة واسعة من الشعر العربي وان اقتني كتب العروض الذي اتقنته بوقت مبكر .بعدها تمكنت من الارتجال في القريض ...وقد لاحظت ان كثيرا من المدرسين اما ان يطلبوا من طلابهم ان يكتبوا عن امور اخلاقية او مناسبات وطنية ..وغالبا ما يستعين الطالب بشخص ليكتب له ...وهو ما جمد الخيال لدى الطلاب وصحر اقلامهم .. وكنت احث الطلاب والصغار ان يكونوا احرارا بالكتابة .. فقط احدد لهم اطرا واسعة المساحة مثلا (اكتب عما شاهدته في الشارع ) او( اكتب موضوعا عن بيتك او غرفتك او زقاقك ).
فيحاول الطلاب بمفرداتهم البسيطة ان يعبروا وكانت النتائج مرضية وتطور لديهم الاسلوب بتسارع , ولم اعترض على مفردات شعبية يكتبونها بل اهمش ما يقابلها بالفصحى .. واستذكر حينما كنت في الثانية عشرة من عمري راقدا في المشفى لمدة شهر لاجراء عملية بسيطة ...وكان رجل حوذي ثلاثيني يرقد جوار سريري واتى محقق برتبة عقيد ومعه شرطي يسجل ما يملى عليه فسأله (كيف اصبت ؟ ) . اجاب كنت (لزم نفسه بنظام وعادات صارمة حيث كان يستيقظ في العاشرة صباحا ويبدأ بمطالعة الصحف والرسائل الواردة إليه، ثم يتناول غذاء خفيفا في الحادية عشرة، ويقضي الساعتين التاليتين متكاسلا في الشرفة أو جالسا في جناحه يقرأ، وفي الساعة الواحدة ينكب على الكتابة حتى الساعة السابعة مساءا، ثم يتناول عشاءه ويقوم بجولة في الحديقة ثم يعود بعدها ليستأنف الكتابة حتى ساعة متأخرة من الليل.
ممكن ان يكتب الطالب مذكراته او رسائل لاصدقائه او عشيقاته ان يكتب عن اي شيء يشاهده, لابد بقوة الاصرار ان يتمكن من تطوير اسلوبه عبر المران وقد يصبح كاتبا ان وجدت فيه موهبة ...وهناك طريقة انصح بها هي ان يكتب الشخص ذات الفكرة مرات عدة ويقارن وسيرى كيف يستقيم لديه التعبير ويتمكن من الاختزال والتبسيط .
ان منهج القراءة مؤخرا اعتاد ان يبدأ بموضوع ثم يحوله الى جمل متفرقة ويطلب من الطالب ان يكتب انشاء بذلك الموضوع وهي فكرة ناجحة شرط ان تتوقف في الثالث الابتدائي ويترك للطالب حرية التحليق بعدها .
ان قراءة الكتب والروايات لا تؤهل الفرد ان يجيد التعبير حتى يمرن قلمه عبر جهد متواصل ..لقد تمكن نجيب محفوظ ان يتفوق على الكاميرا احيانا برسم الوجوه في روايته < زقاق المدق >عبر مران طويل.فقد ذكر انه كان يسجل الملامح في دفتر حتى تلك اللحظة التي يودعها في رواياته.
(لا تستخدم أي كتاب عن تعليم الكتابة بديلاً من ممارسة الكتابة/ هيفرون ).
(النجاح في الكتابة يأتي لأولئك الذين لديهم القليل من الموهبة والكثير من الصبر./ آن مانهيمر )
(يحتاج الكاتب إلى أن يكون جريئاً في كسر القواعد الاجتماعية لتوفير الوقت. / ستيفن كنج ).
(الحذف شجاعة مهمة، وقليل من الكتاب من يقوى عليها).
(إن تمزيق القصص القصيرة أمرٌ لا مناص منه، لأن كتابتها أمرً أشبه بصبّ الإسمنت المسلح. أما كتابة الرواية فهي أشبه ببناء الآجر. وهذا يعني أنه إذا لم تنجح القصة القصيرة من المحاولة الاولى فالأفضل عدم الاصرار على كتابتها. بينما الأمر في الرواية أسهل من ذلك: إذ من الممكن العودة للبدء فيها من جديد.
ماركيز).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شوكت الرسام مصمم القراءة الخلدونية: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفنان التشكيلي شوكت سليمان (1899-1987) المعروف بشوكت الرسام- وهو من قام بتصميم صور واشكال القراءة الخلدونية وذلك عام .1922
ولد في بغداد , رحل الى تركيا مع اهله وعمره ثلاث سنوات تلقى التعليم في اسطنبول حيث درس الابتدائية والمتوسطة واعدادية المعلمين ومن ثم التحق بالجيش التركي كضابط وبعد انتهاء الخدمة العسكرية التحق بدار المعلمين للدراسة وعاد الى العراق بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى رسم صورة للخليفة هارون الرشيد عندما تم تشييد بناية المتحف العراقي .عين مدرسا للرسم في دار المعلمين الابتدائية في بغداد نسب للعمل في المتحف العراقية من قبل ساطع الحصري لترميم الاثار العراقية ورسمها وتلوينها ,ورسم الصور لاول دليل للتلفونات في العراق ثم انتقل الى الثانوية المركزية لتدريس المنظور والرسم الانطباعي والنحت وهو من مؤسسي جمعية اصدقاء الفن وقد اصبح تلاميذه نجوم ساطعة في سماء الفن التشكيلي العراقي من امثال اكرم شكري وعطا صبري وحافظ الدروبي وجواد سليم ..عين مدرسا للرسم في كلية البنات ثم في دار المعلمات ثم الاعدادية الشرقية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلدونية وساطع الحصري
((اضمنوا لي وحدة الثقافة وأنا أضمن لكم كلَّ ما بقي من ضروب الوحدة... ـ كلام الحصري لطه حسين ـ))
ولي الملك فيصل الأول على عرش العراق وجاء معه ساطع الحصري، وعينه معاوناً لوزير المعارف ثم مديراً للآثار وتولى إدارة دار المعلمين العالية في بغداد، وكان الحصري علمانياً فلم يبد اهتماما بدروس الدين في المناهج المدرسية، ، وفي سنة 1923م أحتج المعلمون في بغداد على سلوك الحصري وقدموا مذكرة للملك فيصل الأول، ثم نشروا كراساً بعنوان "سر تأخر المعارف"، ولكن الملك كان يلزم وزارة المعارف بأوامر ساطع الحصري ولم يهتم بآرائهم.
لقد اختار الحصري طريق التربية والتعليم, لخلق جيش من المعلمين, يحملون اْفكاراً وينشرونها في المجتمع, فهم الفئة المتنورة التي اْناط بها القيام بالدورالقيادي في التنوير القومي, وقد لاحظت الباحثة الروسية تيخونوفا سرعة نضج اْفكار الحصري وجهوده التي اْينعت ثمارها, وبرزت اَثارها في نمو الوعي الوطني والقومي في صفوف المعلمين.. انظر: (تيخونوفا، ساطع الحصري، ص:31)).
فقد تعلَّم من إخوته الكبار القراءة والكتابة باللغتين التركية والفرنسية, غادر اسطنبول وعمره تسع وثلاثون سنة . في دمشق انضمّ إلى دعاة القومية العربية ودعا إلى إصلاحات وتبنّى الأفكارَ التنويرية في المعاهد المخصّصة لإشاعة التفكير العصري . عانى كثيراً في مجال التعليم ، واصطدم بعراقيل كثيرة لأن العثمانيين اعتبروا المدارسَ مراكز للمعارضة الفكرية وهذا ما قاله (( هاشم باشا )) وزير المعارف في عهد السلطان عبد الحميد (( ما كان أحسنَ عملَ الوزارة لو لم تكن هناك مدارسُ أبدا )) أمضى خمس سنوات في التدريس حتَّى اقتنع بعقم جهوده التنويريّة . فقرَّرَ ترك سلك التدريس, روَّج لنظريته التربوية على صفحاتِ مجلتين ترأَّس تحريرهما (( التدريسات الابتدائية )) و (( التربية )) ولم يتجاهلْ تأثُّره بأفكار العلماء الأوربيين أمثال (( لوتورتو ، سبنسر ، رينان.))
. وقد خرج من العراق مرغماً لأنَّهُ أغضب الإنكليز في العراق من جراء سياسته القومية . وفي الأردن عمل مستشاراً لوزارة المعارف . وعام 1944 دعته سوريا لوضع برنامج لإصلاح نظام التعليم ، فعمل مستشاراً فنيّاً لوزارة المعارف وقدّم / 16 / تقريراً عن حالة المعارف وسبل الإصلاح منها تعزيز التربوية القومية . وفي مصر وبعد الحرب العالمية الثانية كان منظراً للقومية العربية ، ودرّس في معهد التربية العالية ، وألقى محاضرات في التربية وعام 1948 عمل مستشاراً فنياً في الإدارة الثقافية التابعة لجامعة الدول العربية .
وأصدر (( حوليات الثقافة العربية )) في ستة مجلّدات وأصدر كتبه التي تردُّ على دعاة الإقليمية والنعرات الطائفية وتدافع عن القومية العربية .. وعاش في القاهرة في غرفة بسيطة في فندق (( لاقينواز )) ومن دخل كتبه الضئيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هاشم البغدادي بالنسخ يخط الخلدونية :
هو خطاط عراقي معروف على المستوى العربي والإسلامي بإتقانه التام للخط العربي وبرونقه الجميل الذي خط به حروف القرآن، ولد هاشم في بغداد عام 1921م، وأخذ الخط عن الاستاذ علي صابر الخطاط والملا عارف الشيخلي الذي أجازه في الخط عام 1943م، وأجازه كذلك الخطاط التركي المشهور موسى عزمي والمعروف باسم حامد الآمدي وقد أجازه مرّتين الأولى في عام(1950م)، والثانية في عام(1952م)، بإجازة عامة، وكانت الاجازة الثانية بمثابة إجازة تقديرية وليست اجازة بالمعنى الحرفي، وعند وفاة هاشم البغدادي، قال الخطاط حامد الآمدي المقولة المشهورة "ولد الخط وتوفي في العراق".
وله إسهامات كثيرة ومتنوعة في الخط العربي، خصوصاً على عدد من مساجد بغداد ومنها جامع الحاج بنية. ومن خطوطه في المساجد أيضاً يوجد له شريط من أروع مايكون خلفية سوداء وخط أصفر بخطه على جامع الحيدرخانة قرب شارع المتنبي في بغداد كتبه عام 1390هـ. ولقد اشتغل خطاطاً في مديرية المساحة العامة في بغداد، وله من الآثار الفنية الكثيرة على المسكوكات العراقية والتونسية والمغربية والليبية والسودانية. وسافر لعدة بلدان منها مصر حيث قدم للأمتحان في القاهرة عن طريق مدرسة تحسين الخطوط الملكية في الإسكندرية وحصل على شهادة الدبلوم بدرجة امتياز عام 1945م.
حصل على إجازات عديدة من مختلف الخطاطين منهم الخطاط المصري (محمد حسني والخطاط المصري سيد إبراهيم)، وأشتغل موظفا في مديرية المساحة العامة ببغداد. وأرسل موفداً إلى ألمانيا من قبل وزارة الأوقاف العراقية للأشراف على طبع القرآن في إحدى مطابع ألمانيا عام 1979م. وأستطاع أن يعيد لبغداد مجدها القديم في الخط العربي، وله الكثير من اللوحات الفنية في متحف الفنانين الرواد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مذكرات المعلمين
(1)كنا في تسعينيات القرن الماضي في معتقل ـ مديرية الامن العامة ـ ببغداد ,في الموقع الذي يسمح فيه للمعتقلين بالتدخين, كانت الاسرّة الحديدية من طابقين , في الاعلى حدثنا معلم قصير مكتنز الجسم : (كنت اعلم درس الاسلامية ومر يومان لم يتمكن الطلاب من حفظ الدرس , في اليوم الثالث ابتكرت طريقة جديدة فطلبت منهم ان يطبلوا على الرحلات ونغمت المعلومات وهم يطرقون (الله ربنا ... محمد نبينا .. ولد في مكة وتوفي بالمدينة), فكان الطلاب يرددون معي فرحين .. وكنت خلفهم امشي بعد انتهاء الدوام وسمعتهم يرددون الجمل ـ الدرس بصوت مرتفع وهم يضربون على الحقائب (الللللله ربنا ... ) .بعد اسبوع اتى مشرف وشكا من ضعف ذاكرة الطلاب وضمور الاستيعاب ..قلت ارسل على احد من طلابي وسترى ... واتى الطالب فسأله فاجاب سريعا , استغرب المشرف وبعث على طالب اخر فثالث والجميع يجيب بلباقة وسرعة .( لقد نجحت المؤامرة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) في مقهي بأحدى مقاهي البصرة القديمة مزدحم بالزبائن والدخان والثرثرة ..شتاء.. حدثنا مدرس قديم (كنت ادرس الصف الخامس او السادس الابتدائي حسب منهج وضعه مؤلف مختص بريطا ني على غلافه رسمت الملوية... والدرس تمرين على كتابة الرسائل <ليلى تكتب لزكي ويجيبها او بالعكس >وطلبت من طلابي ان يكتب كل من في الصف ج ألى اقرانهم في الصف ب ... وان يكتبوا العنوان ويرسلون رسائلهم في البريد... بعد يومين استعداني المدير , مستغربا من حوالي مائة رسالة وصلت باللغة الانكليزية ... واستفسر فأجبته انا من طلبت منهم ليتمرنوا على كتابة الرسائل .
ذلك المنهج قد وضعه رجل بريطاني استغرق ثلاثين عاما وهو يضع المناهج الانكليزية لغير ناطقيها , حتى اتى مدرس عراقي قفز بسنوات غير معقولة الى درجة بروفسور بطريقة القفز على غرار رجل العنكبوت فاستبدل المنهج , واحل فيه الخراب ,وساهم بصنع جيل من الاميين في اللغة الانكليزية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استدعاني شاب في الصف الرابع الاعدادي لادرسه مادة الانكليزي ,صحبني مسافة طويلة بين مسطحات وسخة وبرك نتنة وازقة ضيقة , فلما استقر بنا الجلوس, وباشرت بشرح قواعد موضوع المبني للمجهول , قال (انا لا افهم هكذا , احتاج لمختصر مفيد ), استغربت من قوله ,وقلت له ( القواعد لا تختصر ولا تعصر ), فرفض ان يتعلم , سألته < كيف تجيب > , قال استعين بالغش .. عندها وضحت الصورة , وكنت في ذلك الوقت اجمع مادة عن اساليب غش الطلاب ... فتحول محاضرا لي وشارحا اساليب خرافية بالغش لم تخطر ببالي . شربت قدح الشاي وودعته مبتسما ومستغربا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .
نوادر الطلاب
عادت المدرسة الى صفها بعد اجازة مرضية وفكر بعضهم بتقديم هدية لها فارسلوا طالبا ظريفا الى سوق قريبة واتى بهدية مغلفة واخذتها المدرسة للأدارة لتتباهى بها امام زميلاتها فطلبوا منها ان يروا تلك الهدية وكانت المفاجأة (شدات من الفجل والكرفس والريحان ) فضحكت المدرسات واحست هي بالحرج ... واخذت تلعن طلابها وهي تغالب عبرتها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت اعلم طالبا في الصف الخامس الابتدائي في منزلهم,قلت (ان الله خلق الانسان ) فاجابني بسرعة وبراءة ـ وكانت امامنا صينية الشاي ـ (صحيح الله خلق الانسان , وهذه الملاعق والكؤوس واقداح الشاي ), قلت له< يا ولدي ان الله لا يملك معامل لصنع الاقداح وانها من صنع البشر> وما زلت للآن كلما تذكرته يغالبني الضحك فقد اجاب بطريقة يصعب معها ان تتمالك نفسك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في رمضان وكانت لي معهما حكاية .. كانت الصغرى متفوقة والاخرى تتراجع ويصعب عليها الاستيعاب .. اخبرت امهما ان تأتي الكبرى وحدها .. وهو ما حدث واخذت احللها وعلمت بان امها تعامل اختها بلطف اما هي فكانت الام تقسو عليها .. وسألتها مم تخافين .. اجابت ( ذات يوم, غروبا , كنت اسفل الدرج والبيت مظلم .. فصرخ اخي عابثا وارتعدت ومن يومها وانا ارى قزما اسود بطول ذراع ورأسه كبير يطاردني .. كلما حل الليل ).. لكن الحكاية عن اختها التي تصغرها بعام فقد كنت اعلمها آلآيات (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ).. وسألتها ما هو <الفطور >.. حدث ذلك قبيل الافطار بربع ساعة وكنت اهم بالمغادرة فاجابت < بعد قليل يأتي الفطور : التشريب والحلوى واللبن والطرشي ونومي البصرة >.بعد عشر سنوات كنت قريبا من معلمة تدرس صغارا وسألت عن معنى <الفطور > وطلبت ان يجيب الطالب فانحرج .. واجابت (ماما :الفطور معناه النقصان ).. وهو المعنى الصعب المثبت في المنهج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في درس الرياضيات ... علق المدرس لوحة كبيرة بيضاء من الورق المقوى قرب السبورة وكتب عليها السؤال والاجابة عليه معا .. وطلب من طلابه ان يجيبوا ..فلم يتمكن الا خمسة عشرطالبا من الاجابة من مجموع 45 طالبا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاءت اجابة طفلة في الخامس ابتدائي... على سؤال في العلوم : عرف الزهرة ؟ <انها الزهرة ام الحسن >.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدني مستوى التربية والتعليم في العراق ؛ الاسباب والتبعات
مؤسسة الحوار المدني ـ محاضرة د.عبد الله الموسوي.
صادق الطائي
(في محاضرة نظمتها مؤسسة الحوار الانساني بلندن بتاريخ 3 شباط -2016 تحدث الدكتور عبد الله الموسوي -
عما حصل في الواقع التعليمي العراقي بعد ان كان العراق يتميز عن دول الجوار في المستوى التعليمي المتقدم ، وعرج الضيف في حديثه على دور تغير الانظمة الحاكمة في انهيار الواقع التربوي نتيجة تغيير المناهج وانحسار التعليم الالزامي ومحو الامية وتعليم الكبار الذي شهدته حقبة السبعينات من القرن المنصرم.
والدكتور عبدالله الموسوي حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ويلز(بريطانيا)1990،عمل رئيسا لقسم العلوم التربوية والنفسية /كلية التربية جامعة بغداد،كما شغل منصب رئيس الجمعية العراقية للعلوم التربوية والنفسية، وقد اشرف خلال رحلته الاكاديمية في عدد من الجامعات العراقية على العديد من رسائل الماجستير الدكتوراه، ونشر اكثر من (50 ) بحثا في دوريات محكمة ، وقد منح جائزة المعهد الدولي للبحوث التربوية / واشنطن عام 2009.
وقد ابتدأ الدكتور الموسوي محاضرته ،بالتطرق الى ان محاضراته عادة ما تكون مبنية على ابحاث تجريبية ،وان الموضوعات التي يتناولها في المحاضرات التي يقدمها هي عبارة عن خلاصات ابحاث ينتهج فيها المنهج التجريبي الذي يعتبره منهجا مهما وناجحا في العلوم الاجتماعية بشكل عام وفي العلوم التربوية بشكل خاص.ثم اشار الدكتور الموسوي الى ما جاء في عنوان محاضرته وهو مفهوم (التدني) ،وقال ان هذا المفهوم يعني بضمن ما يعني اننا كنا في مستو عال وانحدرنا الى ما هو اقل منه ،فكيف حصل ذلك؟وما هي الاسباب التي ادت الى هذا التدني ؟ وما هي طرق معالجة ذلك؟ اي اننا سنقدم استعراضا تاريخيا لما كان عليه حال التعليم في العراق ثم سنتناول اسباب التدني والتدهور،ومن ثم سنحاول تقديم ملخص بما يمكن عمله لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة.
في البدء يجب الاشارة الى ان هنالك اربعة مناهج مستخدمة في البحوث الاجتماعية وهي المنهج التاريخي والمنهج السردي او الوصفي ومن ثم وعلى يد العالم فونت عام 1813 انزل البحث في العلوم الاجتماعية من برجه الميتافيزيقي الى عالم التجريب عبر استخدام المنهج التجريبي ،ثم وعلى يد العالم الفرنسي جلتن ولد في منتصف القرن التاسع عشر المنهج المقارن.
ثم اشار الدكتور عبد الله الموسوي الى انه اشرف على اكثر من 240 طالب ماجستير ودكتوراة في حوالي خمس جامعات عراقية على امتداد حياته الاكاديمية ،وقد ساعده طلبته الذين اصبحوا تدريسين واداريين في المؤسسات التربوية في انحاء العراق في البحث الذي اجراه لدراسة واقع التعليم في العراق، فقد صمم استمارة استبيان بعث بها الى طلبته السابقين ،وعادت له نتائج الاستبيان الذي اشتغل عليه في بحثه الذي قدمه في الامسية .
وللتعريف التاريخي بواقع التعليم العراقي اشار د.عبدالله الى ان سليمان فيضي قد افتتح اول مدرسة تعمل وفق النظام الحديث عام 1906 في ولاية البصرة ،وفي نفس السنة اشرف جعفر ابو التمن ومعه نخبة من اثرياء بغداد على افتتاح مدرسة في بغداد ،وفي عام 1908 تم افتتاح مدرسة الحقوق وتم الاعتماد على الاساتذة العراقيين الذين لم يكن عددهم كاف كهيئة تدريسية فتمت الاستعانة ببعض الاساتذة من الاستانة،وقد تطورت هذه المدرسة بعد ذلك لتصبح في 1935 كلية الحقوق وقد تم جلب اساتذة من الشام ومصر بالاضافة الى الاساتذة العراقيين للعمل فيها وكان من ابرز من درس في كلية الحقوق عبدالرزاق باشا السنهوري من مصر الذي يعد من ابرز فقهاء الدستور في العالم العربي بالاضافة الى العديد من الاساتذة الاكفاء في مجال تخصصهم ،ثم توالى افتتاح الكليات في مختلف الاختصاصات ،فبدأ من الحقوق عام 1908 مرورا بدار المعلمين العالية عام 1923 ،الطب 1927حتى الخمسينات عندما افتتحت كلية الزراعة وكلية الطب البيطري في ابي غريب ،لتنشأ عام 1957 جامعة بغداد من تجميع كل هذه الكليات ،وقد رأس الجامعة ثلاثة من علماء العراق ،والمفارقة ان احدهم كان مسلما وثانيهما كان صابئيا وثالثهما كان مسيحيا في دلالة على تعايش مختلف الطوائف في مؤسسة علمية رصينة ومتميزة في المنطقة ،فقد رأس جامعة بغداد الدكتور عبد العزيز الدوري المسلم والدكتور متي عقراوي المسيحي والدكتور عبد الجبار عبدالله الصابئي ،عالم الفيزياء العراقي المميز و تلميذ اينشتاين الذي اذل واهين بعد ذلك على يد جلاوزة الانظمة الشمولية التي حلت على العراق بعد 1963 .
واستمرت رحلة بناء النظام التعليمي ففي الستينات افتتحت الجامعة المستنصرية وجامعة البصرة وجامعة الموصل ،وكلها جامعات رصينة انشأت وفق اعلى معيار عالمي للتعليم ،وقد اضاف الدكتور الموسوي ،كما أحب ان اشير الى نقطة مهمة ، وهو افتتاح 14 دار معلمين ابتدائية في 14 لواء (محافظة) بعد ثورة تموز 1958 في خطة شاملة للنهوض بواقع التعليم الابتدائي عبر التوسع في تهيئة الكادر التعليمي المطلوب،كما تجدر الاشارة الى خطوة قام بها الزعيم عبد الكريم قاسم ،وهي الطلب من 1200 رجل دين التحول من الخدمات الدينية المحدودة التي يقدمونها للناس الى تدريس اللغة العربية والتربية الدينية بعد ادخالهم دورات تؤهلهم لذلك .
ثم انتقل د.الموسوي الى مرحلة اخرى فأشار الى ان اليونان القديمة كانت تتقاسمها ثقافتان ،الثقافة الاثينية التي تركز وتعنى بالعقل ،والثقافة الاسبارطية التي تركز على الجسد وتربيته تربية رياضية وعسكرية صارمة ،لأعتقاد القائمين على التربية ان الجسد القوي المنظبط وفق اسس عسكرية هو عماد بناء الدول ،ويذكر الموسوي ان التحول الذي حصل بعد 1963 في العراق فيما يتعلق بمناهج التعليم هو اشبه ما يكون بالتحول نحو النمط الاسبارطي الذي ركز على عسكرة المجتمع وادى الى تغييب دور العقل.
ثم ولالقاء نظرة على سياقات التعليم ،اشار الضيف الى ان مخرجات وزارة التربية هي مدخلات وزارة التعليم العالي وان مخرجات وزارة التعليم العالي هي مدخلات وظائف الدولة والمجتمع ،وكثيرا ما سمعنا الشكاوى والاتهامات المتبادلة بين الوزارتين ورمي القصور من كل جهة على الاخرى ،وهنا يتسائل الدكتور الموسوي عن الغاية من فصل الوزارتين ،وان اغلب دول العالم المتقدمة لا تمتلك الا وزارة تربية اما الجامعات فانها تحضى باستقلالية ادارية وعلمية ومالية ،اذا لماذا لانسعى الى هذا المنهج في العراق؟.
كما تطرق الضيف الى ان العراق مر بتجربة مهمة جدا في السبعينات وهي الحملة الوطنية لمحو الامية ،وقد وصل العراق الى نتائج مهمة من محو الامية في النصف الثاني من السبعينات حيث اصبحت نسبة المتعلمين حوالي 98% وهي مقاربة للنسبة في لبنان التي تعد من الدول المتطورة في هذا المجال ،وقد زار العراق ابان هذه الحملة الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو فاشار الى انه يتمنى ان يرى كوبا تحذو حذو العراق في هذا المضمار ،ثم ذكر د.الموسوي الى انه كان مستشارا في وزارة التربية عندما اشتعلت الحرب العراقية الايرانية عام 1980 ،وقد صدر امر رسمي حينها بالتغاضي عن تطبيق قانون التعليم الالزامي وقانون محو الامية الذي كان يفرض عقوبات على المتسربين من التعليم سواء الصغار(الامر يتعلق بولي الامر) او الكبار ،ومن هنا بدأت اسوء مرحلة تدهور في حالة التعليم الاولي والجامعي في العراق.
يضيف الدكتور عبدالله الموسوي قائلا ،نحن نتسائل عن المخطط؟ وما يراد بنا ؟ومن وراء ذلك ؟،لقد قالها جيمس بيكر في حرب الخليج (تحرير الكويت)عندما تكلم عن العراق وانهم سوف يعيدوه الى العصر الحجري ،كما تساءلت عضوة الكونغرس الامريكي متعجبة عن شعب تعداده 28 مليون وفيه هذا الكم الهائل من العلماء والاساتذة والاختصاصين في كل المجالات ؟ كيف يمكن ان يحدث هذا؟.واهم من يقول لكم انهم جاءوا من اجل البترول ،اي بترول الذي اصبح سعره 20 دولارا ،وماذا عن البترول الصخري وهم يمتكلون اكبر خزين في العالم ،لقد جاءوا لاعادتنا الى العصر الحجري كما قالها بيكر وقد فعلوا ،واضاف لقد قدمت امسية في شهر شباط عام 2006 في منتدى عام ،اي قبل عشر سنوات ،واخرجت من جيبي قائمة موثقة وانا مسؤول عما ورد فيها من ارقام ،القائمة تشير الى اغتيال اكثر من 1000 عالم عراقي حتى شباط 2006،اغتيلوا على يد مختلف الجهات من دول الجوار كلها دون استثناء ،كيف يمكن لبلد ان يعوض اهدار هذه الثروة من العقول ؟ اما بعد القتل فقد حصلت موجة لا مثيل لها من هجرة العقول استفادت منها مختلف دول العالم القريبة من العراق او البعيدة في المهاجر،المملكة الاردنية على سبيل المثال فيها 34 جامعة كلها قائمة بشكل اساس على الكفاءات العراقية الهاربة من جحيم العراق،كما يمكنكم ان تشاهدوا هنا في بريطانيا وهي نموذج للمهاجر التي ينتشر فيها العراقيون ، في اي مستشفى تزورنه يمكنكم ملاحظة وجود اخصائي عراقي او اكثر في كل قسم من اقسام المستشفى ،وهذه كلها عقول هاجرت وكان الواجب ان تدرس وتعود الى بلدها لتخدمه.
وفي حملة الغزو الامريكي الاخير الذي اسقط النظام السابق وفي احصاءات موثقة تشير الى سرقة محتويات اكثر من 2300 مدرسة في انحاء العراق ،146 مدرسة هدمت جراء القصف في الحرب ،197 مدرسة احرقت مع محتوياتها،وكان النظام السابق قد حول 136 مدرسة الى مخازن للاعتدة ،و100 مدرسة حولها لمخازن اسلحة مما عرضها للتدمير،كما سرقت مكتبات لا يمكن ان تقدر بثمن من مؤسسات بيت الحكمة والمجمع العلمي والمتحف العراقي وكافة الجامعات ،واتلفت عشرات الالاف من المخطوطات التي لايمكن تعويضها ،كل ذلك ونحن نسأل من وراء ما حصل ويحصل لنا ،يجب علينا ان نقرأ بامعان ما كتبه هنري كيسنجر احد اهم مخططي السياسية الامريكية في عام 1973 ،وسنجد كل ما يحصل في المنطقة مخططا ومرسوما منذ ذلك الوقت.
نتائج الاستبيان الذي ارسله الدكتور عبدالله الموسوي جاءت مفزعة ،فبدأ بالصحة النفسية للطفل العراقي الذي تعرض بلده لسقوط اربعة ملايين ومئتا الف طن من القنابل واستمرار التوتر والقتل والخطف والسيارات المفخخة انتجت ازمات نفسية لايمكن حصرها لدى الطفل العراقي .في المملكة المتحدة بكل اجزائها (ايرلندا واسكوتلندا وويلز وانكلترا )هنالك نظام جامعي واحد يؤهل الافراد ليصبحوا مدرسين ،بينما تجد الحالة في العراق تتوزع على دار المعلمين ومعهد المعلمين وكليات التربية والدورات الخاصة التي تخرج المعلمين ،وكل نظام له سياقاته ونظامه مما ينتج اشخاصا قائمين على العملية التربوية متبايني القدرات ،كما ان التغيرت السياسية التي ادت الى تغيرات سريعة وعشوائية في المناهج الدراسية ادت الى زعزعة النظام التعليمي المفتقد للتخطيط الاستراتيجي،وكذلك الاكتظاظ الحاصل في المدارس نتيجة عدم كفاية عدد المدارس الذي يؤدي الى تقليص ساعات الدراسة وهذا الامر يؤدي الى تدني مستوى الطلبة العلمي ،كما ان العامل الاقتصادي وسوء وضع المعلم على امتداد اكثر من ربع قرن ادى الى تهرؤ المنظومة التعليمية ونخرها،وان سوء الادارة المدرسية التي تحولت الى بيروقراطية فارغة لا تؤدي دورها في قيادة العملية التربوية كان لها دورها التدميري في العملية التربوية ، وان غياب المتابعة الادارية يعد احد اهم المشكلات التربوية وذلك لعدة اسباب ،منها تجاهل مشاكل الطلبة وتركهم ومشاكلهم للبيت او الشارع ليحل لهم مشاكلهم ، تنامي الاحساس بعدم المسؤولية خلق شبابا ضعيفي الشخصية يحركهم مبدأ (اني شعلية ،وقابل بس اني )،كما ان تردي الاوضاع الامنية وما يصاحبه من تهجير وقتل وتفجير وتعطل الدراسة لفترات طويلة ادى الى نتائج سيئة جدا انعكست على المستوى التعليمي،وكذلك استفحال ظواهر الغش وعدم رفضها اجتماعيا وتفشي ظاهرة الرشوة والمحسوبية في العملية التربوية ادى الى نخر ما تبقى من وجودها المهترء ،كما ان المعلومات التي توفرت لدي على هذا الصعيد تشير الى وجود 700 شهادة مزورة تم تعيين اصاحبها معلمين في خمس محافظات عراقية ،كذلك وجود 1200 مدرسة مبنية من الطين او القصب في محافظات مختلفة في العراق مثل الموصل والسليمانية وصلاح الدين والانبار والبصرة والناصرية والعمارة والبصرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درس الرسم
ليس الغاية من درس الرسم ان ننشيء فنانين محترفين بل لتطويرالذائقة الفنية التي تنمو عند الفرد عبر سلسلة من التجارب والتوجيه والمران ,وكان الكثير من المعلمين يمتازون بخط انيق ..او لهم خبرة بانواع الخطوط ..فهذا المدرس (ل ) كان يدرسنا الجغرافية ولم يكن له مزاج بالتعليم فكان يختصر الدرس باقل من ربع ساعة ثم يسرح في عالمه تاركا الطلاب ينشغلون او يتسلون بانضباط , لكنه يملك قلم حبر حرفه ليصلح للخط.. كنا في الاول متوسط وكل يتمنى ان يكتب له اسمه بذلك الخط الساحر .. واذكر مرة كتب اسمي على دفتري وجواري الطالب قاسم يحثني ان اشكر المدرس لكن الخجل تغلب علي فلم اقدم شكري وأسفت سنوات لذلك ,اما مدرس اللغة العربية الاستاذ علي فكان لا يتقن الرسم وهو كاتب وشاعر ومترجم ويعزف العود .. دخل الينا مرة في درس الرسم ونظر الينا ثم استدار للسبورة ورسم بالطبشور فتاة اشبه بدمية وخطوطا متعرجة حولها كاعشاب ... وقال ارسموها .. قالها وفي صوته نبرة تعكس عدم الرضا عن رسمته . لكن احد الطلاب رسمها باتقان مضيفا لها بعض اللمسات ولونها بتناسق فظهرت لوحة جميلة فلما نظرها المعلم شجع الطالب ووضعها على السبورة امام الطلاب .بمرور السنوات اهمل درس الرسم واصبح حصة للرياضيات او الانكليزي وصرنا نتندر على الكسالى في الابتدائية (انه ناجح بالرياضة والرسم ).
في الصف الثاني المتوسط دخل علينا مدرس ممتليء الجسم انيق وكان يرتدي قاطا بلون براق فقال (الناس لا تهتم بالجمال فان ارتدى احد زيا جاذبا احتجوا عليه وقالوا انه عيب ).. فيما بعد علمنا بان هذا المدرس كان رساما, وقد شاهد بعضنا (محله للرسم ـ كاليري ) في قلب العشار . ذات يوم رسم ـ وهو يشرح ـ امرأة حزينة مطرقة وهي واقفة , خلفها يضع رجل يده على كتفها وأخذ يشرح اللوحة وكيف ان المرأة فاغرة فاها كطفل لحظة البكاء وان يد الرجل تمتد لتآزرها .. وشرح مرة كيف ان رساما تمكن من وضع البعد الثالث.. مضت اعوام قبل ان نكتشف بان اللوحة لبيكاسو مبتكر التكعيبية ومن هنا بدأت رحلة البحث عن انجازاته ومعرفة عظمته متذكرين لوحة مدرسنا . ومن تجربة شخصية علمت عددا كبيرا من الاطفال كيف يرسمون جسم الانسان بطريقة مبسطة .. كنت احثهم على رسم دويرة ـ دائرة ـ ومستطيلين الاسفل يكون اطول .. وبعد ان يتمكنا من ذلك تأتي التفاصيل من ملامح واذرع وسيقان وانحرافات بالمستطيل تتحول لتنورة فتاة مثلا او لانحناء بدن . وقد رايت الصغار يتعلمون سريعا رسم الانسان وفي ايام معدودة عبر تكرار متواصل بحجوم صغيرة . .وان كان التلميذ يجهل الالوان فضلا عن الوان مزجها فالسبب يعود الى اهمال المدارس ...وارى ان معرفة مبسطة لمدارس الرسم والرسامين تتنامى مع تقدم البحث افضل من بعض دروس في الجغرافية وغيرها من امثال معرفة بعض التضاريس المعقدة .
تفتقر اغلب المدارس الابتدائية والمتوسطة الى غرف خاصة للرسم , رغم ما فيها من متعة وتخفيف من ضغط الدروس وتطوير الذائقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاطروحات الجامعية
كنت اتابع برنامج يبث من اذاعة بغداد لمناقشة الاطروحات التي يقدمها الباحثون لنيل الشهادات العليا .. وسأل المشرف طالباعن اصل مادة <الاستقراء > فاجابه الطالب هي من (قرأ ) .. فصرخ الاستاذ محتدما وهو يقول (( متى نتمكن من كتابة الاطروحة .)) ... وللمقارنة اذكر ما قصه علينا في اتحاد الادباء بالبصرة الدكتور قاسم البريسم المختص بالاصوات .. ( ذهبت الى بريطانيا فطلبوا مني ان ادرس سنة لان التعليم في العراق قاصر وتمكنت بعد عام من النجاح رغم ما كنت اعانيه من صعوبة اللغة .. بعدها طلبوا مني ان ان امضي الى مشفى الامراض النفسية واستغربت من هذا الطلب (هناك علاقة بين العي او الخلل بالصوت والحالة النفسية ), وبعد شهرين قلت سادرس الصوت واذا يرسلوني لدراسة آلات تختص بالصوت وتقويمه .. وبعد دورات عدة استغرقت اشهرا تمكنت من البدء بدراسة مادة الصوت .حين يقصد طالب عراقي الدول الغربية يرفضون عددا كبيرا من كتاباته حتى يتعلم التكثيف والتبسيط
لقد ظهر يوما الرئيس السابق وفضح الغرف المظلمة قائلا : (علمت بان بعض الاساتذة يكتبون الاطروحات لطلابهم )... وعليك ان تتخيل ما جرى بعد ذلك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الانشاء ـ التعبير) )
غاية اللغة ان تكون وسيلة للتعبير وربما يكون وسيلة لترسيخها واستيعابها بصورة سليمة ..وبدءا احب انقل رسالة مدرس لي وهي تهميش منه على ابيات كتبتها في الصف الاول المتوسط , فقد كتب لي مهمشا (ان القصيدة من بحر الوافر لكن بعض ابياتها تخرج من نظام الوزن الى جمال النثر , فأقرا دواوين القدماء والمحدثين لتكتمل لديك سليقة الشعر وملكته واعلم بان كبار الشعراء قد قرأالعديد من الدواوين قبل ان تنضج سليقتهم )... ان مثل هذا التوجيه كان كافيا ليحثني بقوة ويدفعني للاطلاع على مساحة واسعة من الشعر العربي وان اقتني كتب العروض الذي اتقنته بوقت مبكر .بعدها تمكنت من الارتجال في القريض ...وقد لاحظت ان كثيرا من المدرسين اما ان يطلبوا من طلابهم ان يكتبوا عن امور اخلاقية او مناسبات وطنية ..وغالبا ما يستعين الطالب بشخص ليكتب له ...وهو ما جمد الخيال لدى الطلاب وصحر اقلامهم .. وكنت احث الطلاب والصغار ان يكونوا احرارا بالكتابة .. فقط احدد لهم اطرا واسعة المساحة مثلا (اكتب عما شاهدته في الشارع ) او( اكتب موضوعا عن بيتك او غرفتك او زقاقك ). فيحاول الطلاب بمفرداتهم البسيطة ان يعبروا وكانت النتائج مرضية وتطور لديهم الاسلوب بتسارع , ولم اعترض على مفردات شعبية يكتبونها بل اهمش ما يقابلها بالفصحى .. واستذكر حينما كنت في الثانية عشرة من عمري راقدا في المشفى لمدة شهر لاجراء عملية بسيطة ...وكان رجل حوذي ثلاثيني يرقد جوار سريري واتى محقق برتبة عقيد ومعه شرطي يسجل ما يملى عليه فسأله (كيف اصبت ؟ ) . اجاب كنت <بالعربانة اسوك الحصان ) فالتفت الضابط للشرطي وقال (كنت في عربتي التي يجرها الحصان ودهستني العجلة من الخلف )... قلت في نفسي كيف تمكن من هذا التعبير وصممت ان اطور اسلوبي منذ تلك اللحظة .كان فلوبير مبدع <مدام بوفاري > (لزم نفسه بنظام وعادات صارمة حيث كان يستيقظ في العاشرة صباحا ويبدأ بمطالعة الصحف والرسائل الواردة إليه، ثم يتناول غداءا خفيفا في الحادية عشرة، ويقضي الساعتين التاليتين متكاسلا في الشرفة أو جالسا في جناحه يقرأ، وفي الساعة الواحدة ينكب على الكتابة حتى الساعة السابعة مساءا، ثم يتناول عشاءه ويقوم بجولة في الحديقة ثم يعود بعدها ليستأنف الكتابة حتى ساعة متأخرة من الليل.ممكن ان يكتب الطالب مذكراته او رسائل لاصدقائه او عشيقاته ان يكتب عن اي شيء يشاهده, لابد بقوة الاصرار ان يتمكن من تطوير اسلوبه عبر المران وقد يصبح كاتبا ان وجدت فيه موهبة ...وهناك طريقة انصح بها هي ان يكتب الشخص ذات الفكرة مرات عدة ويقارن وسيرى كيف يستقيم لديه التعبير ويتمكن من الاختزال والتبسيط .ان منهج القراءة مؤخرا اعتاد ان يبدأ بموضوع ثم يحوله الى جمل متفرقة ويطلب من الطالب ان يكتب انشاء بذلك الموضوع وهي فكرة ناجحة شرط ان تتوقف في الثالث الابتدائي ويترك للطالب حرية التحليق بعدها .
ان قراءة الكتب والروايات لا تؤهل الفرد ان يجيد التعبير حتى يمرن قلمه عبر جهد متواصل ..لقد تمكن نجيب محفوظ ان يتفوق على الكاميرا احيانا برسم الوجوه في روايته < زقاق المدق >عبر مران طويل.فقد ذكر انه كان يسجل الملامح في دفتر حتى تلك اللحظة التي يودعها في رواياته.
(لا تستخدم أي كتاب عن تعليم الكتابة بديلاً من ممارسة الكتابة/ هيفرون ).
(النجاح في الكتابة يأتي لأولئك الذين لديهم القليل من الموهبة والكثير من الصبر./ آن مانهيمر )
( (يحتاج الكاتب إلى أن يكون جريئاً في كسر القواعد الاجتماعية لتوفير الوقت. / ستيفن كنج ).
(الحذف شجاعة مهمة، وقليل من الكتاب من يقوى عليها).
(إن تمزيق القصص القصيرة أمرٌ لا مناص منه، لأن كتابتها أمرً أشبه بصبّ الإسمنت المسلح. أما كتابة الرواية فهي أشبه ببناء الآجر. وهذا يعني أنه إذا لم تنجح القصة القصيرة من المحاولة الاولى فالأفضل عدم الاصرار على كتابتها. بينما الأمر في الرواية أسهل من ذلك: إذ من الممكن العودة للبدء فيها من جديد.
ماركيز).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغش لدى الطلاب
حتى اواخر السبيعينات من القرن الماضي لم يكن الغش عند التلاميذ قد تفشى او يتحول الى ظاهرة يصعب السيطرة عليها ..بعدها تطور كما ونوعا ... اصبح الطلاب يغشون على اجسادهم وتحت حجاب الطالبات وعلى المساطر والرحلات والاحذية ويستخدمون حتى قناني المائي لمعرفة رموز العناصر المكتوبة عليها ويغش طالب من طالب اخر وتحول بعض المدرسين الى مساهمين بالغش ..!!.في كلية الاداب (باب الزبير |البصرة ) دخلت على عميد كلية الاقتصاد لاجري تحقيقا صحفيا حول ثلاثين طالبا وطالبة ضبطوا وهم يغشون وربما يتم ترقيم قيدهم .. وسألت العميد فاجابني متشنجا (من اخبر الصحافة ؟ ... وهل نتسامح مع الغش )...بصعوبة التقطت له صورة ودونت اقواله وطلب مني ان لا التقي بمن غشوا .. لكني ودعته ورأيته منشغلا مع دكتور وانعطفت الى الطلاب وسألتهم فقالت طالبة جريئة (نعم نغش لان الاستاذ نفسه يغشش بعض الطلاب ).
وحين اجرى النظام السابق منافسة بين المدارس كانت منطقة الحيانية (التي امتازت بتدني مستوى التدريس ) هي المتفوقة .لكن كيف يغش الاساتذة ؟ هناك طريقة بسيطة باختيار المدرس 3 او 4 اسئلة من مادة الرياضيات ويحلها لطلابه ويخبرهم (انها ما ستاتي بالامتحان فقط ). وهو ما يشبه الانقاذ في متاهة بان يرسلوا معك دليلا فتصل بسهولة .. وقد يسرب المعلم الاسئلة فتشاع لكل الطلاب ويصبح اجتياز الامتحان ميسرا للجميع .
وطالما تسربت اسئلة البكلوريا في الصفوف المنتهية لجميع الطلاب في العراق .
العلامة مصطفى جواد منح درجات متوسطة للملك فيصل عندما كان يعلمه , احدى الدرجات 6 ونصف ..وكنت اسهر حتى قريب الصباح مع بن اخي حينما كان في كلية الهندسة لكن المدرس لا يمنحه اكثر من خمس درجات فاستغرب قلت له اسأل عن استاذك ستراه متخرجا من جامعة بريطانية وهو ما تأكد حقا .
.وقد حدثني التدريسي بكلية الاداب قسم اللغة الانكليزية الاستاذ شهاب (مرة اتى شيخ من تكريت في عهد صدام , وبعد تناول الشاي , فتح حقيبة كبيرة وقدم المبلغ الذي فيها لي لاساعد نجله الطالب عندي , فنظرت له ممتقعا وقلت (يا حاج لو لم تكن ضيفي في منزلي لطردتك فاحزم حقيبتك وارحل ).
قد ترى احفاد الفراهيدي الذي رفض قبول المبلغ المقدم من الوالي (كان سليمان بن حبيب بن أبى صفرة والي فارس والأهواز يدفع للفراهيدي راتباً بسيطاً يعينه به، فبعث إليه سليمان يوما يدعوه إليه، فرفض وقدم للرسول خبزاً يابساً مما عنده قائلاً: ما دمت أجده فلا حاجة بي إلى سليمان، فقال الرسول: فما أبلغه عنك؟ فقال:
(أبلغ سليمان أني عنه في سعة، وفي غنى غير أني لست ذا مال).
(خلف الفراهيدي الكثير من المصنفات منها كتاب «العروض»، و«الشواهد»، و«النقط والشكل»، و«النغم»، و«معاني الحروف»، و«العوامل»، و«النوادر»، و«الجمل».ومعجم «العين>>>>.
وعرف بالصلاح وحسن الخلق ورجاحة العقل والذكاء والوقار والتواضع، وأكثر ما كان من صفاته بعد سيادته في العلم وانقطاعه له ما كان من زهده وورعه والتقلل من الدنيا والصبر على خشونة العيش وضيقه، وكان يقول: «إني لأغلق علي بابي فما يجاوزه همي»، وكثرت الروايات التي تؤكد إخلاصه للعبادة وزهده، فحكى عنه تلميذه النضر بن شميل، أنه أقام في خص من أخصاص البصرة لا يقدر على فلسين، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال. )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاعتداء على المعلمين
(قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا)
(لو مدرس لو ما اعرس ــ اهزوجة اطفال )
لم يعد المدرس بتلك المكانة وما عاد ابا كما كان حيث يتم شكره من قبل ذوي الطالب ان عاقبه .. فقد اعتاد بعض الطلاب ان يعتدوا عليه بالضرب والسباب والسخرية وبالعصي والسكاكين وربما بطلق ناري او يكونوا زمرة ليسرقوا منزله .. والاقسى ان يدفع فدية احيانا ان انب او حاسب تلميذا.. فتتوافد العقل ويزدحم (الحظ والبخت )
ذكر لي مدير مدرسة ابتدائية بان معلما لديه في حالة فزع لان عشيرة الطالب هددته في شمال البصرة حيث تترسخ الاعراف العشائرية بقوة .. واضاف المدير بانهم اتوا لي وحاولت تلافي الامر وان اطيب الخواطر.. الا ان شيخهم قال (انه يقبل بالتراضي شرط ان اعطيه ضمانا ).. فقلت له (ابنكم ليس مكيفا اوثلاجة ولست شركة مصنعة لاضمن السلعة) .
(انا لمن امة غاض الضمير بها
من مدعي العلم والاخلاق والدين
أدري بأنك من ألفٍ مَضَتْ هَدراً
للآنَ تهزْينَ من حكمِ السلاطين
تَهزين أنْ لم تَزَلْ في الشرق شاردةً
من النواويس أرواحُ الفراعينِ
تهزين من خِصْب جنّاتٍ مُنثرةٍ
على الضفافِ ومن بُؤسِ الملايينِ
تهزيْنَ من عُتقاءٍ يوم ملحمةٍ
أضفوْا دروع مطاعيمٍ مطاعينِ
الضارعين لأقدارٍ تحِلُّ بهمْ كما
تلوّى ببطن الحوت ذو النونِ
يروْن سود الرزايا في حقيقتها
ويفزعون إلى حدْسٍ وتخمينِ
يا دجلةَ الخير: كم من كنْز موهبةٍ
لديْكِ في (القُمْقُمِ) المسحور مخزون
لعلّ يوماً عصُوفاً جارفاً عرساً
آت فترضيك عقبان وتُرضيني )ـ الجواهري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استبيان حول اسباب تدني التعليم في العراق
آثرت ان انقل الموضوع بشكل شبه نصي بما فيه من لهجة دارجة واخطاء نحوية واملائية لانه استبيان شعبي وليس لمختصين , لما فيه من تنوع و اشارات مهمة واراء مميزة .
قناة النبأ :( مروة الأسدي)
ما هي الاسباب التي أدت الى تدني مستوى التعليم في العراق وما الاساليب الناجعة للنهوض به؟
كيف ترون علاقة الاستاذ بالطالب بين الامس واليوم في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي؟
وما مدى تأثير وانعكاس حب الاستاذ على فهم المادة واستيعابها لدى الطلاب؟، علما أن الأوربيين قد حوّلوا التعليم الى ما يعرف بـ متعة العقل، فكيف يمكننا ان نصلح أو نستثمر اساليبهم المتطورة في التعليم بما يتوافق مع طبيعة المجتمع؟.
هل يوجد تأثير كبير لعلاقة الاستاذ بالطالب على تحسين المستوى الدراسي لعموم الطلبة؟
((التعليقات))
عبد الرزاق عباس العراق 2015-10-6لا شك ان هذا الموضوع، يشكل حجر الزاوية في قضيةالتطور، فالتعليم فعلا اساس التطور.. الموضوع في غاية الاهمية.. نأمل أن تبدأ الجهات المعنية بتطبيق خطة محكمة للتعليم والنهوض بالبلاد، استطلاع مهم ...
عادل الربيعي السويد 2015-10-6الخلل الأكبر عند الطالب الشاطر والمثابر والي يريد يصير براسه خير يسهر اليالي وأني اعرف اساتذة كبار كانوا يدرسون على الفانوس واتصور الان هم رجع الفانوس .. أحب ان اتكلم عن ابن اختي وهو بروفيسور بالكيمياء العضويه ... شوفي الي يحب ان يصبح متميز ومن حقي ان افتخر به وبكل عراقي ناضل من اجل ان يحصل على مراتب متميزة من العلوم .. أتى الى السويد سنة 1974 للدراسة في احدى الجامعات وفي ذالك الوقت افتتح قسم جديد في العالم وهو قسم الكيمياء العضويه فرع التغذيه .. قبل في هذا القسم بصعوبة بالغه لان كما تعلمون العدد يكون محدود في الجامعات علماً ان الجامعه تعطي الماجستير عند التخرج لان الدراسة 5 سنوات اكمل الجامعة بتفوق وعمل في مختبرات السويد العلمية بعدها حصل على الدكتوراه من نفس الجامعة واعتمدت رسالة الدكتوراه كدرس في الجامعة وظل مثابر وكرس جل اهتمامه في المختبرات وسافر الى الولايات المتحده وعمل في ارقى مختبرات العالم بغبة الحصول على ان يكون بروفيسور .. لان كما تعلمون ان البروفسور ليست دراسه فقط بل دراسه وعمل وفي نفس الوقت كان استاذ في احدى الجامعات الامريكيه بعدها انتقل الى المملكة المتحده وعمل استاذ وأصبح مسؤول احد اكبر المختبرات العلميه وبذاك نال لقب بروفسور .. هل بقى شيء نعم بقى شيء واحد هو انه اقدم الى احدى كليات الطب حتى تكون شهادة الطب عوناً له لان اختصاصه التغذية!! هذا هو الاستاذ الطالب بروفسور (( جعفر ))
سارة منير بغداد 2015-10-6بالاضافه الى ماقيل انا اشوف الخلل الاكبر بتقصير بعض الطلاب وعدم رغبتهم في التعليم.
فرزدق الفهد بغداد 2015-10-6موضوع رائع ومهم وفيه شجون وشجون !!
ولكنني سألتزم بالإجابة عن الأسئلة المحددة فقط /
ج1- تدنت قيم المجتمع فتدنت قيم كل مؤسساته بما فيها التربوية !!
ج2- يجب على المعلم -كقائد تربوي- أن يكون شمعة في الظلام .. عليه أن يكسر هذه الحلقة الجهنمية .. أن يسبح عكس التيار ليزرع في نفوس وعقول أبنائنا قيم جديدة تنبع من أصالتنا ومتطلبات مستقبلنا قوامها حب المعرفة والإستطلاع بعقول باحثة متسائلة لاعقول خاملة متلقية .
ج3- سابقاً كان المعلم هو المصدر الوحيد للمعلومات فكانت مهنته تلقينية ببغاوية بإمتياز !! .. اليوم هناك صراع مابين النمط القديم الببغاوي التلقيني الذي صار متنافياً وعصر المعلومات التي لم تعد حكراً لأحد ومابين البوادر الخجولة للنمط الحديث (التعليم التفاعلي الهادف الى تدريب الطالب على التفكير وإنتاج الأفكار بنفسه) .. نتائج الصراع للأسف لازالت لمصلحة الرث القديم !!
ج4- المعلم ليس قصاباً ولامحارباً .. بل هو إنسان غايته إقناع الآخرين بفكرته ولذا فللكاريزما في شخصيته دور فعّال في ذلك .
ج5- هذا الجواب فيه مشتركات مع ج3 ولكن حتى نقوم بذلك على الدولة أن تتبنى فلسفة واضحة لتطوير التعليم يتم من خلالها إعطاء دور فعّال لدعاة التطوير وأصحاب الفكر والإختصاص مع الإستعانة بتجارب الدول المماثلة وبخبراءها وجعل أؤلائك المعلمين المشار إليهم في ج2 هم الحلقة الأقوى ورأس حربة التطوير والتغيير .. والله الموفق
.
قدر السماء بغداد 2015-10-6عدم حرص الكادر التعليمي.
اسامة البياتي بغداد 2015-10-6سبب فشل التعليم لأنهم لا يعلّمون الطالب كيف يفكر .. مجرد يعطوه تجارب ناس قبله
علي الباز بغداد 2015-10-6الابتعاد عن الكلاسيكية القاتلة ومزج طرق التعليم بشيء من مسببات المتعة للاطفال والمراهقين وحتى الشباب, الاقتراب قدر الامكان من التعليم العملي والابتعاد اكثر عن النظري,تشجيع عامل التفكير لدى التلميذ وتركه يحلق في افق التنظير سيما في المناهج الادبية وعدم اعتبار الكتاب المنهجي او الملزمة(قرآن منزل) يجب الأخذ به حرفيا.اعتماد اسلوب المناقشة لا المحاظرة,الغاء العمل بنظام الانسيابية حسب المعدل وفتح الباب ع مصراعيها امام الطلبة لأنتقاء ما يرغب من تخصص دراسي,وضع الرجل ،،أو المرأة حتة ليكولن عنصرية ،، المناسب في المكان المناسب في اروقة الادارة الجامعية,الاهتمام بالمضمون لا الشكليات في تنظيم الحياة الدراسية وتفاصيلها،، كألابتعاد عن بعبع (الزي الموحد) ومنع انواع محددة من النقالات داخل الجامعة ،، وسواها من الاجراءات التي تجذر التخلف والرجعية في الصروح العلمية.
مريم محمد كربلاء 2015-10-6نحذف كل شخص بالتعليم عمرة يتجاوز ال50 خصوصاً الدكاترة لان افكارهم رجعية بشكل.
يعني مصر على طريقة التعليم القديمة مع انه هو ديشوف انه مامنها اي فائدة ..
نوزاد حسين خانقين 2015-10-6اشير الى نقطة وحدة فقط وهو انو اذا نريد ان ينجح المؤسسة التعليمية و نخرج جيل واعي و مثقف و ودي ، لازم نقدم مهمة التربية على التعليم .
نقدم تعليم الادب و الاخلاق و احترام الجنس الاخر على تعليم الحروف و الارقام .
اني اشوف المؤسسة التعليمية الحالية عبارة عن ماكنة يدخل بيها الطالب و يخرج منها حامل شهادة عليا لكن بدون افكار بدون اهداف بدون شئ سوى شهادة يعتبره وسيلة لكسب الرزق فقط . .
زامل السعدون 2015-10-6نعم ... أن التدني الحاصل في مستوى التعليم في العراق له الكثير من الاسباب , ولعلّ أبرزها هو تدنّي المستوى العلمي للمعلمين والمدرسين بشكل ملحوظ , وهذا يعود الى التسيّب العلمي في الجامعات العراقية الناتج عن قلّة الخبرة التدريسية لدى الكوادر المتقدمة في التعليم العالي , مما أدى الى عبور طلبة الجامعات سنوات المرحلة الجامعية دون ان يكونوا مؤهلين للعبور , وبالتالي أنعكاس ذلك على مستوى التعليم , ومن الأسباب الأخرى التي يعاني منها التعليم هو أنهيار المستوى التدريسي لمعاهد المعلمين في العراق , فقد أثبت أحد الاستطلاعات أن هناك في العراق مايقارب من سبعمائة وثيقة مزورة صادرة من معاهد المعلمين في خمسة محافظات من محافظات العراق ... وأن أكثر هؤلاء المعلمين لايمكن فصلهم من الوظيفة بسبب تلف أكثر السجلات الخاصة بالخريجين ... أما مايتعلق بالطلبة , فالحديث ذو شجون .
دينا رضا بغداد 2015-10-6الغاء نظام العبور
الغاء الاضافات الطالب الضعيف يعيد
شيرين بغداد 2015-10-6اني احجي عن نفسي..احد اسباب عدم حصولي عالدرجات العالية انه المواد العلمية صايرة درخية..مجرد احفظ وامشي..مامهتمين بكمية معلوماتي..مع العلم انا علميتي كلش كبيرة بمجال اختصاصي ويظهر هذا بمشاركاتي بالمحاضرة او طبيعة اسئلتي للاستاذ. ..
احمد ياسين بغداد 2015-10-6أهم خطوة هي تعامل المعلم حصرا مع التلميذ بروح غير متكبرة
ازاله العائق الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء وتوحيد المدارس وجعل المدارس المميزة للمميزين ليست الأغنياء.
تعامل الأساتذة الجامعيين بدون غرور لأن أغلبهم مغرورين على أساس هم عباقرة الكون
عمل عقوبات للمعلمين المهملين
ورغم كل هذا لن ينجح التعليم ابدا إلا إذا علمنا أطفالنا من البداية حب القراءة وتثقيفهم لأن المدرسة تحجم عقل الطالب وتقولبه على علم لا ينفع.
نور كاظم بغداد 2015-10-6اني كطالبه راح اتكلم .
علاقتنا ويه المدرسات مو قويه جداً للاسف لان معظم المدرسات تجي ومزاجها متعكر لسبب ما تذب قهرها بينه عن طريق الصياح والاهانة ...
لو كل مدرسه تهتم بينا و متشدد ويانا لسبب معين التدريس ينهض .
الدراسه مو مهمه بكد م المخالفات مهمه بالمدرسه ..
سمارة الحسني بغداد 2015-10-6رأيي الشخصي...الام اولا واخيرا...بساطة التحصيل للام كلش ياثر عل اطفال...اني اعرف امهات لحد الخامس ابتدائي بعد ميكدرون يتابعون اولادهم...لان فاقد الشئ لا يعطيه.اما الاساليب الناجحة للتعليم..سواء بالبيت او بالمدرسة...هو تحويل العلم الى لعبة نلعبها سوه احنا والاطفال...حتى نحبب المادة العلمية اله...ودا احجيلكم عن تجربة...ميصير نحسس الطفل بان الموضوع مزعج وصعب ابد.اما بالنسبة للسؤال الثالث...فالحمد لله اني جنت محظوظة بمدرسة بناتي ...كلش يتعاملون بانسانية ويه الاطفال..يجوز لان اهلية...بس سامعة مصايب عن مدارس اخرى.طبعا علاقة المعلم بالطفل من اهم الاشياء ..كلش مهمة...كل ما هنالك لازم كل معلمة تحسب الطالب الي كدامها ابنها لو بنتها...واخر سؤال جاوبت عليه ضمنيا...تعبتوني.
ابو محمد 2015-10-6كل المواضيع التي تطرحيها جميله جدا .. في صدد الموضوع
المطروح الان .... هو اي تطور او. اي. دراسه او اي امنية محب لوطنه ما ممكن الوصول لنتيجه صحيحه كما يريدها
الموطن الشريف الا بوجود نظام قوي ينظر النظره الصحيحه
لبناء الوطن. ودونها سنهوى مع الوطن في الهاويه.
لمياء صبري بغداد 2015-10-6مشاكل كثيرة قد ذكرت من قبلكم. ولا يكون اي تقدم للتعليم في مجتمع اغلب ساسته ممن لم يكملوا حتى أساسيات التعليم فعندما تناقش مسؤول فى احدى النقاط تكون الإجابة هذا قانون.
من الذي وضع هذة القوانين الخاطئة اليسوا هم.
الحل يكون بتغير رؤوس الفساد بآخرين اصحاب مؤهلات وعاملين في مجال التربية والتعليم العالي من اجل تغير كل أساليب التخلف التي فرضت علينا تحت حجج واهية من مناهج الى طرق تدريسية الى كوادر تشمل من اصغر موظف الى أكبرهم
هنا فقد يمكن ان يتغير التعليم نحو الأفضل بشكل يسهم في بناء إنسان راقي العمل والتفكير.
وصدقوني لو حصل هذا التغير ستكون تجربة جديدة تعيد ايام الستينات في روعة المستوى
احسنت اختي الغالية مروة على هذا الطرح الراقي والدال على رغبة حقيقية بتغير واقع التعليم المزري في بلد صاحب حضارة وتاريخ عريق مثل العراق. وفقك الله وجزاك خير الجزاء
نور العبادي بغداد 2015-10-6المشكلة بطريقة التدريس ..
كلها عبارة عن حفظ بلا فهم .. شرح القران ، الاحياء ، الاجتماعيات ، الادب .... كل شي يريدوه نصا من الكتاب ،واذا تجاوب بطريقة فهمك للمادة تنقص درجتك وممكن تاخذ صفر ..... !! حتى الرياضيات(فصول الهندسة حفظ درخ لصم ) .. والبعض صاير يحفظ التمارين ايضا ...
ولنجاح النظام التعلمي وبناء اشخاص قادرين على قيادة البلد في المستقبل يجب التركيز ع موضوع الاخلاق وجعله حصة يدرسها الطالب كبقية الحصص
بالاضافة الى بناء الثقة بين الطالب والمدرس والغاء قانون المراقبة بشكل نهائي .. يعني يصير الطالب يمتحن بلا مراقب ... لأن الهدف الاول والاخير من التعليم هو بناء مجتمع تسوده الثقة بين افراده ... اذا هسه مغش الطالب لان المعلم ديراقبه فباجر يغش بوظيفته بشغله بميزانه اذا كان بائع مخضر ابسط شي ..
اريج اثير الكوت 2015-10-6الحاله النفسيه للطالب و اهل الطالب و المعلم في العراق اتشوف الكل متعصب و منتظر اي شخص يصير كدامه حته يفرغ غضبه عليه ايضا الوضع الغير مستقر امنيا يجعل ايام الدراسه متقطعه و غير منتظمه مع التسامح في الغيابات في حاله حصولها بسبب الوضع المني و لكل شخص عذره طبعا . المناهج الغير مطوره الجو الدراسي التعبان يعني اغلب المدارس صبحي و ظهري و هذا نظام متعب جدا للطالب والمعلم والاهل ايضا طريقه تطبيق التعليم هيه طريقه درخيه تقتل روح الابداع في الطالب حيث المفروض منه ان يحفظ حتى لو لم يفهم المضمون و الجواب يجب ان يكون نصا مطابق للكتاب من دون الاخذ بعين الاعتبار طريقه الطالب في التعبير عن فهمه للسؤال. بنايات المدارس منهكه لا تقي حر الصيف او برد الشتاء واحيانا لا تقي من المطر ايضا. القوانين الجامده او التطبيق الجاف للاوامر حيث يطلب المشرف اشياء تعجيزيه من المعلم في سبيل الحصول على نسبه نجاح عاليه و ايضا لا ننسى ان الاهل يقفون في صف الطالب ضد المعلم وبالتالي المعلم يحس بنفسه غير مدعوم ويخاف على نفسه وسمعته و حتى حياته احيانا وكافي بعد تعبت و قلبتي علينه المواجع لان ابني السنه اول ابتدائي وخليتيني اشيل هم اكثر..ايضا بعض المشرفين يطالب المعلم برفع درجات الطلاب لتحصل المحافظه على نسبه نجاح عاليه والمفروض منه بدلا عن ذلك البحث عن سبب الدرجات المتدنيه وايجاد حل واقعي لها.
محمد علي بغداد 2015-10-6المحسوبية والمنسوبية السبب الرئيس لتدمير العراق أرضا وأمة، لذلك فهي من الأسباب الرئيسة لتدهور التعليم . وامور أخرى ...
أعتقد توفير الحرية الكافية للطالب باختيار القسم الذي يهواه كفيل بخلق جيل متعلم وواعي، ومقتدر علميا، مع تغيير بعض نظم التدريس كالمناهج والتخصصات ....
علاقة الاستاذ بالطالب كعلاقة الولد بأبيه على الأغلب...
علاقة خالية من أي مشاعر انسانية - ليس الكل طبعا، لكن الغالب للأسف .
جواني جوانان كركوك 2015-10-6المنهج وطريقة التدريس هو من اهم اسباب التدني التعليم وكما نعلم بالعراق يعتمد ع الحفظ حتى في المواد العلمية نرى الكثير من الطلاب عندما يستعصي عليه مادة او موضوع يلتجا الى حفظه
من اهم الاساليب لنجاح التعليم عندنا هو تغيير المنهج الى منهج يوضع من قبل استاذة عراقيين اكفاء والعمل ع تحريك عقل الطالب وتبسيط المادة لهم لا العمل ع تصعيب المادة لاجل اخذهم الى طريق الدروس الخصوصية
العلاقة بين الاستاذ والطالب كان مبني ع الاحترام والرهبة ع عكس اليوم فكثيرا ما نرى ونسمع ان الطالب الفلاني تعدى ع الاستاذ اما قولا او فعلا
العمل ع رفع مستوى المعيشي للمعلم بدفع رواتب تغنيهم عن الالتجاء الى الدروس الخصوصية .
ان المعلم كاد ان يكون رسولا.
عبدالله ناهض بغداد 2015-10-6تعليمنا يعلم الطالب الحفظ..لكن لا يعلمه حب القراءة والبحث والتفكر.
والسبب في ذلك هو طبيعة الأنظمة السياسية التي توالت على حكم العراق.
التي تريد فرد نمطي يلبي طموح السلطة..
يريدون اجيالا((حافظة مش فاهمه)).)).
إذن عملية الإصلاح تبدأ من الصفر..المعلم هو محور تلك العملية،إذ مع الأسف أغلب الكوادر التعليمة هي جاهلة،نفسها تحتاج إلى إعادة تعليم.فكيف بهم يدرسون أجيال.
في أوربا المعلم يقيم كل خمس سنوات اذا تبين لهم أنه لايصلح ابعدوه عن هذه المهنة المقدسة..
وحتى من ينجح يدخلونه دورات تطويرية.
عادل الربيعي السويد 2015-10-6اما بالنسبة الى طبيعة العلاقة بين الاستاذ والطالب
فيا محلى الدراسه بالامس ويا احلى مدرسين هاي بالمدارس الثانويه اما في المدرسه الابتدائيه فكان المعلم قاسي وعنده شخصيه قويه جداً وأكثر الأحيان الطالب الي ميحضر الدروس او الواجبات يحصل ضرب يكون أحياناً مؤلم وحتى الي يتشاجر بس مع ذالك يرجع الطالب وتودد للمعلم !! والمعلم يضرب الطالب او يقسو عليه محبةً به وليس كرهاً والطالب حتى في الشارع وهو يلعب مع أصدقاءه من يشوف المعلم يبطل لعب ويسلم على المعلم ويفرح من العلم يداعبه بكلمات رطبه لطيفه كانت العلاقه جيده جداً جداً .. اما في المرحله الثانويه فالشيء مختلف ويتبع اُسلوب المدرس وقوة شخصيته اما عن العلاقه فكانت تصل أحياناً الى درجة الصداقه وبعض بل اكثر المدرسين يقضون فترة الفرصه مع الطلاب في ساحة المدرسه وتصل مرحلة الملاطفة (( يتشاقون .. او المزاح )) ويبقى العلم هو الأب والأخ الأكبر والصديق الوفي .. اما عن الجامعة مكانت الجامعات العراقيه من ارقى الجامعات في المنطقة والدول العربيه اما الا فلا علم لي سوى ان هناك حسب مايقال تزوير ورشاوى وما الى ذالك مع الأسف الشهادة الجامعية العراقي ليست كما كانت من قبل .. انشاء الله في يوم تأتين والأخ كمال الى دول أوربا وانا متاكد أنكما سوف تدهشان لوجود الكثير من العلماء العراقين بالذات في جميع الاختصاصات .. اتذكر في أواخر السبعينات كنت كنت أتجول قرب وزارة الصناعة قرب جسر السنك وشاهدة الاستاذ مهدي حنوش وكان يدرسنا في ثانوية الكوفه وهو مدرس متميز جداً وصديق الطلاب وكان يدرسنا حصص إضافية طبعاً مجانيه بعد انتهاء المدرسه واذكر اني عبرت الشارع حتى اسلم عليه اذا كان على قيد الحياة ادعوا من الله ان يمن عليه بالصحة وطول العمر اما اذا رحل الى ربه أقرء له سورة الفاتحه وأدعو الله ان يسكنه مسيح جناته ...
شكراً مروة الأسدي ذكرتيني بأحلى الأيام فجزاك الله خيرا..
عادل الربيعي السويد 2015-10-6مروة الأسدي
الف هله بالشاطره عمو التعليم لازم يكون في جو مريح وبالعراق كل مدرسه الدوام بيه مزدوج وقسم منها ثلاثة مدارس .. بالعراق ماكو جو مريح للطالب داخل المدرسه .. ايام زمان وفي العهد الملكي كانت المدارس تقدم وجبة فطور فاخره وحليب وكبسولات أوميجا 3 دهن السمك !!! شهادة الجامعات العراقيه ايام زمان مقبوله بكل دول العالم وذالك للمستوى التعليمي العالي اما الان فالجواب عندك شيء اكيد ... مبروك عقد القران وارجو الا يؤثر الزواج على مستبقلك الجامعي .. انتي مثل بناتي الله شاهد .. أرجو ابلاغ سلامي للأخ كمال .. اختيار راقي وبالتوفيق.
علي غضبان مشكل بغداد 2015-10-6الاسباب اولها واكثرها تاثير هو عدم استقرار العراق من سنة 1980 الى الان مما حدا بالتعليم عدم التطور وحتى المناهج في اغلب المدارس او الكليات تعود في تاريخ تاليفها الى ايام السبعينات وكثير من الامور والحقائق تغيرت خلال هاي الفترة كذلك ضعف مستوى التدريسي في العراق وعدم اتباعه للطرق الحديثة لان اغلب المدرسين هم قدماء ومتعودين على المناهج القديمة فصعب جدا تغيير عقليته الا يطلع تقاعد ويحل محله مدرس شاب عنده الحماس في هكذا امور وايضا تدني مستوى الدراسة الطلاب بسبب طريقة التعليم التي تتم فقط من اجل الحفظ يحفظ الطالب التعريف او الموضوع فقط خلال فترة الامتحان ويمتحن وراها ينسى ما قراه اصلا هسة اذا تسالين شخص عن شي بالسادس الابتدائي او المتوسطة راح نهائي ما يتذكر شنو الي قراه الا ما ندر لان يدرس فقط لاداء الامتحان وليس للمعرفة.
ابراهيم خليفة بغداد 2015-10-6المشكلة في المنهج طبعا..المنهج يعتمد على الحفظ والاستذكار ..والتعليم الهدف الاساسي منة هو تعليم الطالب كيف يفكر وكيف يبحث وليس مجرد حفظ والنجاح في الامتحانات ..وهذا بطبيعة الحال يعتمد على فلسفة التربية التي لها اهداف خاص ترجع فشي الاساس الى اهداف الدولة او الحزب الحاكم ..ولذلك اذا اردنا ان نحسن عملية التعليم علينا اولا بتغيير فلسفة التربية ثم نضع منهج حديث ثم نركز على عملية التفكير وكيف نقوم بدمجها ضمن مواد الدراسة ..فيتخرج الطالب وهو يعرف كيف يفكر وكيف يبحث وهذا هو المهم ..
سيد فاضل شهاب 2015-10-6النظام التعليمي ضمن منظومة الفساد المستشري في البلد له دور كبير في المستوى الدراسي فمع تلاعب الكادر التدريسي وموظفي الوزارة في نتائج الامتحانات والقبولات في الدراسات بمختلف انواعها وتسريب اسئلة الامتحانات هذا من جهة ومن جهة اخرى علاقة الاستاذ بالطالب واخلاص المدرس في اداء دوره مهم جدا في المستوى العام للطلاب وكذلك حب الوطن للطلاب وسعيهم من اجل بناء بلدهم هذا الهاجس الذي تقريبا قتل مع اختفاء مفوهم المواطنة الحقيقي لشعبنا وارتفاع نسبة البطالة لخريجي الدراسات ايضا مؤثر ... انا لا اعتقد بالمنظور القريب ممكن ترتفع نسبة النجاح الحقيق الغير مدعوم من الدولة في القريب العاجل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحفوظات
مع بداية الحرب العراقية الايرانية وشعار <كل شيء من اجل المعركة > اتخم الطلاب بمحفوظات واشعار تفتقر بعضها الى الحد الادنى من الذوق , وهبطت بعضها الى مستنقع التفاهة ..حتى انهم تجرؤا ان يختاروا لصناجة العرب الاعشى قصيدة تنفر الطالب عن هذا الشاعر الاستثائي (قال الأقدمون إن أشعر شعراء العرب فى الجاهلية أربعة.. هم: أمرؤ القيس إذا ركب، والنابغة إذا رهب، وزهير ابن أبى سلمى إذا رغب، والأعشى إذا طرب).. (كان يغني بشعره فلقب بصنّاجة العرب، اعتبره أبو الفرج الأصفهاني، كما يقول التبريزي: أحد الأعلام من شعراء الجاهلية وفحولهم، وذهب إلى أنّه تقدّم على سائرهم،).
الصَّنْجُ : صَفيحةٌ مُدَوَّرَةٌ من صُفْرٍ يُضربُ بها على أُخرى ((.
و الصَّنْجُ صَفائحُ صفْرٍ صَغيرةٌ مستديرةٌ تُثَبَّتُ في أطرافِ الدُّفِّ أو في أَصابع الراقصة يُدقُّ بها عند الطَّرَب . والجمع : صُنُوجٌ)).
(ومُسْتَجِيباً تَخالُ الصَّنْجَ يَسْمَعُه ،
إِذا تُرَجِّعُ فيه القَيْنَةُ الفُضُلُ
منْ كلّ ذلكَ يومٌ قدْ لهوتُ به،
وَفي التّجارِبِ طُولُ اللّهوِوالغزل
وَمُستَجيبٍ تَخالُ الصَنجَ يَسمَعُهُ
إِذا تُرَجِّعُ فيهِ القَينَةُ الفُضُلُ
والسّاحباتُ ذيولَ الخزّ آونة
والرّافلاتُ على أعجازها العجلُ : الاعشى )
ويذكر البريكان في كتابه (تعليم اللغة : اصوله وفنياته ص 50): <تبين لنا من فحص عدد كبير من المحفوظات في عدة اقطار عربية ان اكثر من 90 بالمائة منها يترواح بين نظم رديء تماما ونظم غير ملائم للاطفال خاصة . فهل ينجح المعلمون حيث يخيب الشعراء ؟! ويضيف البريكان تحت عنوان (طريقة السير بالمحفوظات :
<الشعر تصوير وتلميح وايحاء وليس تقريرا جافا . ولهذا ينبغي تناوله بطريقة خاصة , باحساس دقيق وخيال حي .ولا شك ان درس المحفوظات انما هو درس في مباديء الادب قوامه التذوق والتفاعل مع النص .ومن الضروري التخلص من عادات عقيمة ما زالت قائمة في تعليم الشعر منها الاكتفاء بشرح مفردات الشعر معزولة عن سياقها , ومنها تحفيظ الشعر قبل فهمه و سوء انشاد الشعر واللجوء الى الصياح والمبالغة بالاداء وتناول الشعر باعتباره مصدرا للمعلومات او سجلا للمناسبات مع عدم الاهتمام بالقيمة الشعرية ذاتها: المصدر ذاته >.لكن انظر المحفوظة القديمة <ايها النهر لا تسر وانتظرني لاتبعك > وتمعن فيها لتكتشف قوة الخيال وجمال الايقاع وبساطة اللفظ مع طاقة ايحائية وسلاسة المفردات .مع ملائمتها التامة لنفسية الطفل ومستواه الذهني .وربما تمكن واضعو المناهج ان يهربوا بعض المحفوظات من متحفها الاثري ويثبتونها في المنهج الجديد وهي حالة نادرة مثل محفوظة <المهندس الصغير>
لي قطع من خشب الهو بها في اللعب
ابني لكم دارا بها ... حاوية كل البها
اصفها فتنتظم ... ثم جميعا تنهدم
هيا انظرو بنائي...فتعرفوا ذكائي
اني انا المعمار .. صفقوا يا صغار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المناهج حقول للتجريب
<منظمة اليونسكو: العراق من أفضل الدول في بناء وتأليف المناهج>
نحتاج المناهج لعشر سنوات لتستقر, في العراق كل عام يغيرون المنهج وربما في العام الواحد بالاضافات والحذف , ولم اجد تلميذا تمعن في الشرح الطويل الممل لدرس اللغة العربية ... واشك ان واضعي المناهج قد اطلعوا على علم النفس التربوي او علم نفس الطفل حيث ترى المصطلحات الموغلة في التجريد ..وفيما هبط مستوى التعليم صعبت المادة فتقرأ مواضيع كانت مقررة للمراحل الاعدادية انزلوها الى الابتدائية .. وقد علق ظريف متأزم من المناهج (ان مؤلفيها يسكرون ليلا ويضعونها في النهار) ...ولو ان الوزارة استدعت عشرين معلما قديما وقديرا وكلفوهم ان يكتبوا منهجا لاتت النتائج مرضية بتكلفة مالية بسيطة ...ما حدث بعد السقوط ان المناهج تطبع في لبنان وتحزم من هناك وحين احتج اصحاب المطابع وطلبوا من الدولة سلفة لتطوير آلاتهم تم رفض الطلب, لان القضية متعلقة بالنهب لا بتطوير الجيل ,ولقد اختفى الاطلس الذي كان يوزع مجانا للطلاب ..فيما ادخلت تشريعات صعبة للكتب الدينية . اكتفي بمثال واحد من درس الجغرافية .. فقد اشغل الطلاب بموضوع نهري دجلة والفرات ...ويندر ان يتذكر طالب مسارهما وروافدهما. وكان بالامكان اختصار نهر الفرات كما يلي (
(ينبع نهر الفرات من هضبة ارمينيا في تركيا حيث يتشكل من التقاء الرافدين "فرات صو " و مراد صو " و يتابع سيره في الأراضي التركية ليدخل بعدها الأراضي السورية حتى يدخل العراق قرب مدينة البو كمال قاطعا حوالي كم1200 .
فيلتقي مع نهر دجلة في منطقة كرمة علي شمال البصرة ليشكل شط العرب الذي يصب في الخليج العربي).وبهذا الاختصار يتم الغاء ثلثي الموضوع ويترسخ .
هل يعلم واضعو المنهج بان الكثير من الجيل الجديد يجهل مواقع اقضية في مدينته ولا يفكر بزيارتها .ولقد افزعتني طالبة من البصرة وهي تجيبني (ان شط العرب يقع في السليمانية ).ولا ادري هل هي سياسة تجهيل متعمدة ام جهل المؤلفين بواقعهم .لقد تعمدوا ان يتخموا الطلاب بمواضيع زائدة وجنحوا للتجريد في مواقع التجسيد والتعقيد في مساحة التبسيط , وتناسوا ثورة المعلومات التي توفرها الشبكة العنكبوتية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
<منظمة اليونسكو: العراق من أفضل الدول في بناء وتأليف المناهج>
المنهج الجديد، والتنوع الذي أوجد خَللًا للطلاب؛ لأن أغلبهم سيتوجهون إلى الفرع الأحيائي حتى لو كان مستواهم ضعيف؛ فتكون النتيجة في هذه الحالة، كل الطلاب يتوجهون إلى جامعات معينة مخصصة للفرع الأحيائي وسيتركون الفرع التطبيقي، كما أن تغير مناهج مرحله السادس العلمي جديدة على المدرسين الذين يحتاجون إلى دورات لدراسة المناهج المستحدثة، وهذا ينعكس بالسُّوء على الطلاب من حيث الوقت والمعرفة، ولأن الطلاب يحتاجون بعد نجاحهم من الخامس لدراسة المواد في العطلة ودخولهم دورات ودروس تقوية في أثناء العطلة، وهذا لا يمكن حصوله. ولا يتمكن المدرسون والمدرسات من الالتحاق بدورات تطويرية ، وهذا يعطي انطباعًا سيئا عنهم لعدم معرفتهم بالمادة. )
رأي الإشراف التربوي بالتغيير
المشرف التربوي سمير العبيدي ذكر: تم البدء بتغيير المناهج للمرة الأولى بداية عام2003، بعد الحرب على العراق وشمل التغيير في بداية الأمر بمواد قليلة شملت التربية الإسلامية ومعها التاريخ، وطال التغيير بعض المصطلحات، وزيد عليها بعض الفقرات تخص بعض الطوائف وعلمائهم، كما ألغيت بعض العبارات التي تخص الحكومة السابقة والحروب التي خاضتها. واللافت للنظر أن مدير المناهج في وقتها أكد أن عملية تغيير المناهج اكتملت بعد ثلاث سنوات من البدء بالتغيير، وأن عام 2012 سيشهد اكتمال المشروع والانتهاء من التحديث المطلوب، الذي سيكون موازيًّا للتطور العالمي. الذي يثير الاستغراب أن بعد كل هذا التغيير والمفترض أن يثبَّتَ المنهجُ الجديد من أجل العمل على تقويمات التغيير الحاصل في الثلاث سنوات، نتفاجأ أن تغيير طاقم الوزارة الجديد. يأتي بمنهج وأسلوب مختلفين؛ مما يعني التحضير لحملة جديدة وكادر معاصر لهذه الحملة وتغيير مرتقب للنهوض بواقع تربوي معاصر تعتمد الوزارة عليه. وأضاف شهاب: التغيير قد يكون مطلوبًا، لأنه يعتبر نقطة تحويل وتطوير ماكينة العملية التربوية، ولكن الاعتقاد بهذا يمنع من إعطاء الوزارة الوقت المناسب لدراسة النتائج ووضع الخطط الكافية للتقويم؛ مما يعني عدم وجود خطة خماسية وهذا يربك العملية التربوية برمتها، ولهذا تحدث التغيرات لتربك الطلاب حتى المدرسين معهم، وبهذه الطريقة سيكون الانطباع أن التغيير عشوائيٌّ، ويعني ذلك أن الغاية منه مبهمة، وسيكون إنجاز تعاقب الوزراء على وزارة التربية هو تغيير مناهج بطريقة مضطربة وهدر في المال، واستلام عمولات من المطابع)..
نظام معاهد اعداد المعلمين للمدارس الابتدائية
-print- Friendly, PDF & Email
عنوان التشريع: نظام معاهد اعداد المعلمين للمدارس الابتدائية
التصنيف: نظام
رقم التشريع: 49
سنة التشريع: 1960
تاريخ التشريع: 1960-12-26 00:00:00
باسم الشعب
مجلس السيادة
استنادا الى المادة الحادية والعشرين من قانون التربية والتعليم رقم 39 لسنة 1958 وبناء على ما عرضه وزير المعارف ووافق عليه مجلس الوزراء 0
المادة 35:
آ – يعاقب الطالب بالعقوبات الانضباطية التالية ويخصم من درجات سلوكه الدرجات المذكورة إزاء كل عقوبة 0
1 – التنبيه 0
2 – الحرمان من الامتيازات او وجدت 0
3 – الإنذار ويخصم بسببه خمس درجات من درجات السلوك 0
4 – الحرمان من الاجازة الاسبوعية – بعد ظهر الخميس ويوم الجمعة 0
5 – التوبيخ العلني ويخصم بسببه خمس عشرة درجة من درجات السلوك 0
6 – الحرمان من البقاء في القسم الداخلي مدة لا تزيد على السنة الدراسية ويخصم بسبب ذلك عشرون درجة من درجات السلوك 0
8 – الفصل لما تبقى من السنة 0
9 – الفصل النهائي ولا يقبل الطالب المفصول في معاهد اعداد المعلمين كافة الا بعد مرور سنة تقويمية كاملة على فصله وموافقة مدرسي المعهد الذي فصل منه 0
ب – اذا بلغ ما خصم من درجات سلوك الطالب 50 % عد راسبا في صفه ومنع من الاستمرار في الدوام 0
مادة 36
اذا أبدى الطالب تحسنا ظاهرا في سلوكه جاز لمجلس المدرسين ان يرفض عنه العقوبة المفروضة عدا الفصل النهائي 0
مادة 37
يفصل الطالب من المعهد فصلا نهائيا في كل حالة من الحالات الآتية ويكتب الى دائرة التجنيد بذلك 0
1 – اذا حمل سلاحا في المدرسة باجازة او بدونها 0
2 – اذا حرض الطلاب على التمرد او الإضراب او المظاهرة او بث الدعاية المناوئة لأهداف الجمهورية او اشتغل بالسياسة او بث الإلحاد او فساد الاخلاق او المساس بوحدة الامة وكرامتها او انتمى الى حزب سياسي او جمعية سرية او روج لها 0
3 – اذا اعتدى على احد اعضاء الهيئة التدريسية او أهانه او قذفه بما لا يليق به 0
4 – اذا حكم عليه بجناية او جنحة 0
5 – اذا ثبت انه شرب الخمر او قامر في المدرسة او خارجها 0
مادة 38
تخصم ثلاث درجات من درجات مواظبة الطالب عن غياب كل يوم او ليلة من غير عذر مشروع وغيابه عن كل خمسة دروس متفرقة يعادل غياب يوم واحد 0 واذا بلغ مجموع ما خصم من مواظبته اكثر من خمسين درجة فصل لما تبقى من السنة 0 ويجب إبلاغ وليه هذا الحكم عند فرض اول عقوبة عليه 0
مادة 40
يمنع الطالب من الدوام اذا اصيب بمرض معد 0 ولا يؤذن له بالدوام الا بتقرير طبي رسمي من مديرية صحة الطلاب 0
مادة 41
اذا ثبت غش الطالب في اختبار صفي او امتحان إجمالي أعطي صفرا في الدرس الذي غش فيه ويعاقب بخصم ( 15) درجة من سلوكه. واذا ثبت عليه الغش في امتحان آخر السنة او الاكمال عد راسبا في صفه.
نشر في الوقائع العراقية عدد 464 في 15 / 1 / 1961
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدني التعليم بالعراق
(أن التدني الحاصل في مستوى التعليم في العراق له الكثير من الاسباب , ولعلّ أبرزها هو تدنّي المستوى العلمي للمعلمين والمدرسين بشكل ملحوظ , وهذا يعود الى التسيّب العلمي في الجامعات العراقية الناتج عن قلّة الخبرة التدريسية لدى الكوادر المتقدمة في التعليم العالي , مما أدى الى عبور طلبة الجامعات سنوات المرحلة الجامعية دون ان يكونوا مؤهلين للعبور , وبالتالي أنعكاس ذلك على مستوى التعليم , ومن الأسباب الأخرى التي يعاني منها التعليم هو أنهيار المستوى التدريسي لمعاهد المعلمين في العراق , فقد أثبت أحد الاستطلاعات أن هناك في العراق مايقارب من سبعمائة وثيقة مزورة صادرة من معاهد المعلمين في خمسة محافظات من محافظات العراق ... وأن أكثر هؤلاء المعلمين لايمكن فصلهم من الوظيفة بسبب تلف أكثر السجلات الخاصة بالخريجين)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخاتمة
كلما سئلل الصينيون متى يظهر تفوقكم كانوا يجيبون ( انتظرونا في 2015) وكانت الثورة الثقافية اول اساس شيده الصينيون وانطلقوا من خطط ومباديء مختزلة وبرنامج بناء دولة حديثة خلو من حشو الكلام مثلا ( قلدوا ثم ابتكروا ) . ( لا تعلنوا عن عملكم قبل نضوجه ) وعملت الصين بصبر نملة واصار ذبابة وتضحية عقيدة راسخة ولم يكن ايمانهم العميق بربهم الا داعما للبناء التكنولوجي ومرسخا للقيم الاخلاقية .
بعد ان اشتعلت حرب الخليج الاولى بدأ التعليم بالتدني والاخلاق بالتدهور وتطور هذان العاملان باضطراد حتى اصبحنا مثلا للتخلف التعليمي والتربوي فسحبت من المعلم هيبته ومكانته واكتظت المدارس بطلبة بصورة غير معقولة وانشئت مدارس اهلية غايتها كسب المال لا التعليم واصبح من السهل بالمال الحصول على الدكتوراه والماجستير من الدول العربية والاسيوية حتى تحولت الظاهرة الى تندر ,واصبح التسرب من المدارس وتفشي الامية ظاهرة مالوفة .
ليس هذا الكتاب سوى عود ثقاب بسيط امام وحش التراجع في حقلي التعليم والتربية .
نحتاج الى اعادة النظر بكل هذا الخراب الماثل امامنا في انتظار مسؤولين يحفزهم ضمير حي ووطنية خالصة لترميم هذا الخراب المعمق .
الفهرست
1 مقدمة
2 درس الرسم
3 الاطروحات الجامعية
4 الانشاء والتعبير
5 شوكت الرسام مصمم القراءة الخلدونية
6 الخلدونية وساطع الحصري
7 هاشم البغدادي بالنسخ يخط الخلدونية
8 مذكرات المعلمين
9نوادر الطلاب
10تدني مستوى التعليم في العراق الاسباب والتبعات
11 الاطروحات الجامعية
13 الانشاء والتعبير
12 الخاتمة
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟