أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين حول التطورات الأخيرة في تركيا














المزيد.....

ألكسندر دوغين حول التطورات الأخيرة في تركيا


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 08:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 536


*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر

24 مارس 2025
*لماذا لا يتوقع أردوغان المساعدة – الروس تعبوا من انتزاع السكاكين من ظهورهم*
بعد اعتقال عمدة إسطنبول إكرام إمام أوغلو، اندلعت احتجاجات شديدة في تركيا ولا تزال مستمرة حتى اليوم. الأزمة تتفاقم. ولكن لتحليل الوضع الحالي بدقة، يجب مراعاة عدة عوامل.

أولاً: عمدة إسطنبول، مثل عمدة أنقرة، ينتمي إلى المعارضة الليبرالية المناهضة لأردوغان. إنه من حزب الشعب الجمهوري، الذي يمثل بديلاً ليبراليًا يساريًا وعلمانيًا بشكل عام ومواليًا لأوروبا، على عكس حزب أردوغان "العدالة والتنمية". هذه المعارضة موجهة أساسًا لمصلحة الغرب وتعارض التوجه الإسلامي لسياسة أردوغان. وفي نفس الوقت، هي معادية جدًا لروسيا.

ثانيًا: ارتكب أردوغان نفسه مؤخرًا عدة أخطاء سياسية فادحة. أهمها دعمه لاستيلاء مسلحي الجولاني على السلطة في دمشق. هذا خطأ قاتل، لأنه بذلك وجه ضربة شديدة، ربما لا يمكن إصلاحها، للعلاقات الروسية-التركية والإيرانية-التركية. الآن، لن تقدم روسيا أو إيران أي مساعدة لأردوغان. الوضع قد انقلب عليه بالفعل بشكل غير مواتٍ، وقد تتفاقم الأزمة أكثر.

لا أعتقد أن إيران أو روسيا لهما أي علاقة بالاحتجاجات في تركيا. بل على الأرجح، الغرب هو من يسعى للإطاحة بأردوغان. ومع ذلك، فإن خطأه السوري هو خطأ جوهري. والكثيرون داخل تركيا لم يفهموا فحسب، بل أدانوا هذه السياسة التي أدت، كما نرى الآن، إلى إبادة العلويين والأقليات العرقية والدينية الأخرى، بما في ذلك المسيحيين. في الواقع، لا يمكن إلا لسياسي قصير النظر أن يسلم السلطة في سوريا لتنظيم القاعدة. ورغم أن أردوغان كان دائمًا سياسيًا بعيد النظر، إلا أن هذا الخطأ، في رأيي، سيعود عليه بالكثير من العواقب.

النقطة التالية هي السياسة الاقتصادية. انخفاض قيمة الليرة، والتضخم الجامح الذي يقوض اقتصاد تركيا الذي ليس بالأفضل أصلاً. وبالطبع، هذه الإخفاقات — السورية والاقتصادية — بالإضافة إلى تقارب أردوغان مع الاتحاد الأوروبي والعولميين، واتصالاته برئيس جهاز MI-6 ريتشارد مور، كل ذلك يدفع بأردوغان إلى الفخ. في النهاية، استغلت المعارضة الليبرالية الكمالية (أي القومية) داخل تركيا هذه الأخطاء وبدأت في خصخصة نتائج إخفاقاته. وكأنهم يقولون: "كنا محقين، ما حدث في سوريا هو انتصار باهظ الثمن، الإقتصاد ينهار، وتوجهنا نحو الغرب أقوى من توجه أردوغان، الذي لن تتمكن تركيا تحت قيادته من الانضمام إلى أوروبا أبدًا".

وبما أن تركيا لديها ديمقراطية، لم يستطع أردوغان فعل أي شيء ضد حقيقة أن سكان إسطنبول وأنقرة صوتوا لصالح قادة المعارضة في الإنتخابات البلدية. لكن في النهاية، قرر أردوغان سجن عمدة إسطنبول. والسؤال هنا ليس عما إذا كان ذلك مبررًا أم لا، ففي أي نظام سياسي حديث يمكنك أن تأخذ أي مسؤول وتجد سببًا لسجنه (ففي السياسة الحديثة لم يعد هناك أناس أبرياء). وتركيا ليست استثناءً. لذا فإن السؤال هو فقط حول الجدوى السياسية للسجن.

قرر أردوغان أن الوضع سيء بالنسبة له وأنه يجب سجن أكثر خصومه نشاطًا — إكرام إمام أوغلو. ومع ذلك، فإن إمام أوغلو نفسه هو رجل جورج سوروس، المدعوم من شبكات العولمة، لذا كان من الممكن دعم أردوغان فقط إذا كان هو نفسه يقف بقوة ضد هذه المجموعة السوروسية. لكنه، كما ذكرنا سابقًا، وجه ضربة لظهر حلفائه — إيران وروسيا. ولذلك لا يمكننا دعمه في هذا الوضع.

هذا وضع سيء جدًا لأردوغان. كل أعدائه، مستغلين مجموعة أخطائه المذكورة، أشعلوا انتفاضة، هي في الواقع ثورة ملونة. أما القوميون الكماليون المحافظون، ذوو التوجه الأوراسي، الذين اتهمهم أردوغان سابقًا بقضية "إرغينيكون" الملفقة، والذين أنقذوه مرارًا (خاصة أثناء محاولة الانقلاب عام 2016)، فلن يقدموا له المساعدة هذه المرة.

في الواقع، بقي أردوغان بلا أصدقاء، لأنه خان الجميع مرارًا. أعتقد أن وضعه لا يحسد عليه. وفي نفس الوقت، يجب أن نكون حذرين جدًا بشأن الاحتجاجات الجارية، لأن وراءها المنظمون أنفسهم الذين يقفون وراء معظم الثورات الملونة، بما في ذلك تلك الجارية الآن في صربيا. لكن هؤلاء العولميين يشكلون أقلية داخل الاحتجاجات، التي يشارك فيها في الغالب أناس عاديون غير راضين عن بعض التجاوزات السياسية في حكم القادة. لذا هناك أسباب موضوعية لما يحدث — يبدو أن أردوغان قد استنفد حد الأخطاء المسموح به، لكنه مستمر في ارتكابها.

من الصعب القول ما الذي يمكنه تصحيح الوضع. ربما حكومة كمالية لوحدة وطنية مع مشاركة إسلاميين معتدلين (كأعضاء حزب أردوغان). وفي هذا السياق، يبرز سؤال حول زعيم حزب الحركة القومية التركية دولت بهجلي، الحليف الرئيسي لأردوغان. هناك حتى إشاعات بأنه قد توفي وأن السلطات تخفي ذلك. أعتقد أن هذه مجرد نظرية مؤامرة، لكنه بالفعل أصبح ضعيفًا وكبيرا في السن. ولم يعد أردوغان قادرًا على الاعتماد عليه وعلى "ذئابه الرمادية"، القوميين الأتراك الراديكاليين الذين كانوا ذات يوم أقوياء وخطيرين.

لذا، أكرر مرة أخرى، أرى أن مستقبل أردوغان ونظامه لا يحْسَد عليهما. لكننا بالطبع نفضل أن تكون جارتنا تركيا ذات سيادة وسياسة مستقلة واضحة. وبالطبع، نفضلها صديقة بدلاً من معادية. لكن روسيا مستعدة لأي تطور للأحداث.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 535 - الحملات الصليبية ارتكبت الإبادة الجماعية ...
- ألكسندر دوغين – محادثات بوتين وترامب عبر الهاتف — محطة على ط ...
- طوفان الأقصى 534 – المنفذ – ترامب، الزبون – نتنياهو. الولايا ...
- ألكسندر دوغين يكشف أهم أدوات النفوذ – ترامب يتقدم أكثر فأكثر
- طوفان الأقصى 533 – ماذا يحدث في اسرائيل - ملف خاص
- ألكسندر دوغين يتحدث عن الإشارات الخفية لبوتين – 4-5 مقاطعات ...
- طوفان الأقصى 532 – ماذا يحدث في تركيا - ملف خاص
- ألكسندر دوغين - انقسام الغرب الجماعي (برنامج اسكالاتسيا رادي ...
- طوفان الأقصى 531 – ضربة مقابل ضربة. الأمريكيون يكتشفون من سا ...
- ألكسندر دوغين - الثورة لم تحدث في ألمانيا، للأسف (برنامج اسك ...
- طوفان الأقصى 530 – تجدد العدوان على غزة - ترامب ونتنياهو -قل ...
- ألكسندر دوغين – هناك دولة أعمق ونهضة مظلمة
- طوفان الأقصى 529 – الصهيونية المسيحية، معركة هرمجدون، والمسي ...
- ألكسندر دوغين - عالم الحضارات
- طوفان الأقصى 528 – ترامب يقصف اليمن خدمة لإسرائيل
- طوفان الأقصى527 – ترامب يبدأ حربًا جديدة في الشرق الأوسط
- ألكسندر دوغين – نحن في روسيا نحتاج إلى التسارع الروسي مثل ال ...
- طوفان الأقصى 526 – غزة تعيش على أمل
- ألكسندر دوغين - انتصارنا في الحرب لا يمكن أن يكون موضوعا للم ...
- طوفان الأقصى 525 – تهديد جديد لأردوغان: احتجاجات العلويين قد ...


المزيد.....




- الأشخاص الأكثر عرضة للجلطات أثناء السفر بالطائرات
- Acer تتحدى آبل بحاسب مميز
- جيمس ويب يرصد ضوءا -مستحيلا- من فجر التاريخ
- تحديد خلايا جديدة في العين قد تفتح آفاقا لعلاج العمى
- تحديات جوهرية تواجه تطور الذكاء الاصطناعي
- في غضون عامين يمكن لترامب أن يدير ظهره لروسيا
- الجيش الأوكراني يستعد لعدوان
- اكتشاف علاقة بين أمراض القلب والتغيرات الدماغية
- بدء مفاوضات بين روسيا وأميركا بشأن -المعادن النادرة-
- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين حول التطورات الأخيرة في تركيا