أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اية الانصاري - تأويل الذات عند ميشيل فوكو ، في الانهمام بالذات و القطيعة الاخلاقية















المزيد.....

تأويل الذات عند ميشيل فوكو ، في الانهمام بالذات و القطيعة الاخلاقية


اية الانصاري
باحثة وناقدة

(Aya Alansari)


الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 04:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


برأي فوكو ان الذات هي نتاج لتقنيات الهيمنة و الاخضاع السلطوية ، كالأنظمة الحكومية ، انساق تنتمي اليها الذات جبريا ، و انساق مخفية تفرض نفسها على الذات انساق لاواعية ، و هكذا يطرح فكرة الانهمام و العناية بالذات للتمرد على هذه الانساق ، و ادراك الانساق المخفية المسيطرة على الذات و كيف انها تتحكم في السلوكيات ، ليظهر الوجه الاخر للذات لا تخضع لعمليات الهيمنة نظرة جديدة و منعطف جديد يبدؤها في تفكيك مصطلح اعرف نفسك السقراطي ، كيف كانت فكرة الانهمام بالذات الهيلينية كثقافة يونانية أصيلة تدور حول تهذيب النفس من خلال الفلسفة و التفكير و التأمل الفلسفي ، و التمركز حول الذات بدافع التطور المعرفي مع مبدأ المعرفة اساس الفضيلة ، و تحول الانهمام في الذات في الحضارة الهلنستية اذ تحول معها مفهوم الفردانية ، تحت تأثير الفلسفات الشرقية ليصبح اكثر تصوفا و روحانية اكثر تكيفا مع فوضى المدينة و اكثر زهدا مع افكار الرواقيون و الابيقوريين اكثر انطواءا و انانية ، و هذا ييشكل الفرق بين معنى الانهمام بالذات بين الهيلينية كبحث عن الحكمة و الهلنستية كانطواء و تراجع مع ما الت اليه الحضارة اليونانية بعد الاستدماج الثقافي ، بين البعد العلمي الهيليني و الروحي الهلنستي ،
في اشكالية الذات و الحقيقة الطرح الاول الذي يتناوله فوكو ، في الانهمام بالذات بحثا عن الحقيقة ، و حقيقة نظام الخطاب ، يصف فوكو ان عبارة الاهتمام بالنفس او اعرف نفسك تشكل مبدأ للعلاقة مع الاله ، اي اختبر بنفسك الأسئلة التي تبحث عن اجابه لها ، و يشير الى تأويل أخر تأويل ديفرداس من ( مواضيع الدعاية الدلفية " انها مرتبطة بالزهد بالتصوف وبادراك ان الانسان فان ، كما قدم افلاطون سقراط في المحاكمة لتنبيه الناس و إثارتهم على الاعتناء بالنفس ، والعناية بالذات كمنبه يظهر في رد الفعل و السلوك . اما عند ابيقور في عبارته " كل انسان.. طوال حياته عليه ان يهتم بروحه الخاص" و الانهمام بالنفس عند ابيقور كنوع من العبادة المنتظمة ، و بدعوة الكلبيين الى الزهد و الاهتمام بالنفس كمهمة اساسية ، و شرطا للدخل الى الحياة الفليفية بالمعنى العالم لكل سلوك عقلي و فاعل يخضع للعقلانية الاخلاقية توسع المفهوم بالنظر الى تاريخ الفكر الهلنستي كظاهرة ثقافية جامعة ، يجمع فوكو مجموعه من الرؤى في الانهمام بالنفس مع فيلون و نصه في الحياة التأملية و افلوطين في التاسوعات الثانية ، و يقارنها في مجموعه من النصوص في الرهبنة المسيحية يذكر منهج اوليمب و باسيليوس القيصري و غريغوريس النصيصي و كتابه حياة موسى ، يقول في فكرة الانهمام بالنفس لغريغوريس النصيصي انها تشمل فكرة الانعتاق ، التحرر و الخلاص مدخل للحياة الفردانية و الزهد ، لذا يلخص مواقف الانهمام و العناية بالذات ك اولا :موقف عام كتوجه تجاه النفس و كيفية ادراك العالم و كيفية تصور الأشياء والسلوك الاتيقي المبني عليه و العلاقة مع الآخر ، الموقف الثاني : كشكل للنظرة الفردية الخالصة ، قلب للنظرة و ادراك للتجربة الانسانية الذاتية من العالم و من الخارج الى الداخل ، كيفية معينة من ادراك الظواهر و انتباه لما يجري في الفكر و التأمل . اما الموقف الثالث اي سلوكيات دائمة و قناعات سلوكيات اتيقية او كما يسميها فن وجود اتيقي ، مثلا تقنيات التأمل و المحاسبة او المعاقبة و المراقبة والتصورات و المفاهيم الثابتة لفترة من الزمن تعرض إمام الفكر ،
فالاهتمام بالنفس كتصور فلسفي يظهر لنا تاريخ الذاتانية تاريخ ممارسات الذاتية من القرن الرابع قبل الميلاد، و تطوره لألف عام الحامل لاشكال من المواقف الفلسفية الى الزهد المسيحي ، المبدأ المتعلق بالعناية بالذات تشكل و تم التعبير عنه في صيغ اخرى عبر التاريخ ، يحرف و يغير في ممارسة صيغ العناية بالذات و الأخلاق الذاتية كالاناواحدية و مبدأ عبادة الذات و الانطواء " بوصفها نوع من التحدي و الشجاعة و من الإرادة في القطيعة الأخلاقية و نوعا من التأنق الأخلاقي ، و تحد لمستوى جمالي و ردي لا يمكن تجاوزه .. و تفيد انطواء فرد غير قادر للالتزام بالأخلاق الجماعية ، لم يبق للفرد الا الاهتمام بنفسه " لذا تظهر تحويرات الانهمام بالذات في صورة في الاخلاق المسيحية و تظهر في صورة اخرى في الاخلاق الحديثة و في صور أخرى ضمن الجماعة لا انانية تنكر النفس ازاء الالتزام تجاه الاخر و الجماعة و الطبقة و الوطن ، اما فترة الإغفال عن مبدأ الانهمام عند اللحظة الديكارتية لإعادة تقييم الصيغة ، للحط من قيمة الانهمام بالذات من مبدا الشك المنهجي ، حيث قرر الانسان الشك في كل شيء حتى في حواسه ، من تساؤل ديكارت كيف يمكنني ان اكون متأكدا من كل شيء ؟، وعليه من الشك يتوجب إعادة بناء المعرفة على اسس جديدة ، يعيدنا الى الموقف الثاني من العناية بالذات الى توجيه المعرفة من الخارج الى الداخل اذ كيف يمكن التيقن من الوجود و حقيقته و كيف يفرض ذاته متأكدا من مواقفه الاتيقية ان كان يعتريه الشك لذا يرى فوكو ان اللحظة الديكارتية اقصت و ابعدت مبدأ الاهتمام بالذات عن حقل التفكير الحديث ، القيطعة الاخلاقية واضحة في اللحظة الدكارتية، ، لكن اذا كانت الفلسفة هي رحلة الذات للبحث و المعرفة ، كيف اذن تنفصل عن مبدا اعرف نفسك ؟ بالتمركز حول الذات و تجربة التحولات الضرورية التي تساعدها في البحث عن الحقيقة ، الروحانية التطهيرية و لها سمات ، اذا صيغة الانهمام تحولت الى الروحانية ، التي تدفع الذات إلى التوصل للحقيقة ، و الحقيقة لا تعطى للذات بفعل معرفي بسيط ، انها تسلم بأن على الذات التحول و التغير و التمرحل و الانتقال لتصبح ذاتا غير ذاتها ، شيئا مغايرا للذات ، التحول الذي ينتزع الذات من مكانتها و ظرفها الحالي ، حركة ارتقاء الذات التي بواسطتها تأتي الحقيقة للذات و تنيرها ، حركة الايروس اذ لا يمكن بلوغ الحقيقة من دون تحول و تبدل و تغير في الذات .. الملمح الاخر للروحانية ، عمل الذات حول نفسها و الجهد الذي تبذله لحصول هذا التحول كما التقشف و الزهد ، و اخيرا من اجل اتمام الفعل المعرفي للذات المرافق للتحول الذاتي و اعدادها لبلوغ الحقيقة الامر المتعلق بالعرفان أو الغنوصية ـ لحركة العرفانية التي تقوم على تعبئة و إضافة لفعل المعرفة " يميل العرفان إلى تضاعف فعل المعرفة بشروط مختلفة و بالبنية المعرفية للفعل الروحي ، يميل العرفان دائما إلى إجراء تحويل في فعل المعرفة ذاته و تغيير في الشروط و الأشكال في التجربة الروحانية " من جهة أخرى ان الفرد يمكن ان يتوصل الى المعرفة بواسطة افعال معرفية بدون شروط ، فالفعل ارادي بنظام لا ينتمي الى الروحانية اذن ما نوع المعرفة التي تشير اليها الروحانية ؟ المعرفة التي تتبع لبلوغ الحقيقة شروط صورية و قواعد صورية و شروط موضوعية و بنية للمعرفة موضوعية اذن الامر متعلق بالبنية الداخلية للمعرفة التي تضع شروط للذات لبلوغ الحقيقة ، مثل المعرفة المرتبطة بالفضيلة بالقانون الاخلاقي العام بالمثل الاسمى و مثلا الشروط الاخلاقية ، معايير الحقيقة و الخير ، كشروط داخلية للمعرفة ، و اخرة الخارجية للمعرفة المتعلقة بالمحسوس الشروط الخارجية للفرد ، و ادراك المعارف يتم بعودة الى الذات اكتساب المعارف و فهمها ، ببنية العقل الفردية إذ تنتقل إلى الذات و تتحول بها الذات ، التمركز حول الذاتي الذي به ينفتح على المعرفة و الحقيقة يقول فوكو " الحقيقة قادرة على تغيير و تحويل و إنقاذ الذات . "



#اية_الانصاري (هاشتاغ)       Aya_Alansari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العزلة و الابداع في ضوء مفهوم الجذمور عند دولوز: نحو فهم جدي ...
- في اصل العمل الفني و المصور المعاصر المتوحد
- جون بول سارتر في فكرة الظاهرة ووجود الظاهرة


المزيد.....




- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- و-مصدوم- إثر استشهاد 14 ...
- الأمن اللبناني يوقف مشتبها بهم في إطلاق صواريخ نحو إسرائيل
- واشنطن وبكين تتنافسان على بناء روبوتات بخصائص بشرية
- حماس توافق على مقترح مصري جديد لإطلاق سراح رهائن
- انتشال جثث 15 مسعفا قتلوا بقصف إسرائيلي في رفح.. والصليب الأ ...
- إعلام إسرائيلي: تل أبيب تشترط لإنهاء الحرب وتقدم مقترحا جديد ...
- 76 شهيدا في غزة بأول أيام العيد وحماس تدعو للتحرك لوقف العدو ...
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- إثر مقتل مسعفين في غزة
- قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض.. وترامب يكشف السبب


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اية الانصاري - تأويل الذات عند ميشيل فوكو ، في الانهمام بالذات و القطيعة الاخلاقية