طلال الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 02:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الحقيقة من وجهة نظر التحليل النفسي 3
شيوعيو ارخميدس هم نقيض حقيقة ماركس. وهم وجه العملة الآخر لليمين المتطرف- رونالد ترامب وايلون ماسك. وبعرف التحليل النفسي يعانون من اخصاء اوديبي (سوفيتي!)
-----------
ارنولد غولدبرغ (1929 - 2022) كان طبيبًا نفسيًا ومحللًا نفسيًا أمريكيًا.
Arnold Goldberg, 1929-2020
https://www.rush.edu/news/arnold-goldberg-1929-2020
كان غولدبرغ أستاذًا لكرسي سينثيا أوديجانز هاريس للطب النفسي في كلية راش الطبية بشيكاغو، ومحللًا مشرفًا ومدربًا في معهد شيكاغو للتحليل النفسي، حيث تلقى تدريبه في التحليل النفسي.
انه مؤلف كتاب "التخفي الأخلاقي: كيف يتسلل "السلوك الصحيح" إلى ممارسة العلاج النفسي" (2007)، و"سوء فهم فرويد" (2004)، و"الوجود ذو العقلين: الانقسام العمودي في التحليل النفسي والعلاج النفسي" (1999)، و"مشكلة الانحراف: وجهة نظر من علم نفس الذات" (1995)، و"نظرة جديدة على التحليل النفسي: وجهة نظر من علم نفس الذات" (1992)، و"سجن التحليل النفسي" (1990)؛ (مع جون جيدو) نماذج العقل: نظرية تحليل نفسي (1976)، وكان أيضًا محرر السلسلة السنوية "التقدم في علم النفس الذاتي".
تناولت العديد من منشورات غولدبرغ مجال علم النفس الذاتي، موسعةً وموضحةً أفكار المحلل النفسي هاينز كوهوت الذي اجريت من قبل شرح نظريته في علم نفس الذات ومفهوم الحقيقة في التحليل النفسي بموجبها.
في كتاب "سجن التحليل النفسي"،
The Prisonhouse of Psychoanalysis
https://www.amazon.com/Prisonhouse-Psychoanalysis-Arnold-I-Goldberg/dp/1138869538
يُركز أرنولد غولدبرغ على مهنته بنظرة باحثة ونقدية. يتمحور موضوعه حول نظام القيود المتشابكة - النظرية والمؤسسية والتعليمية - التي تُقيد التحليل النفسي والمحلل النفسي. وتتمثل أجندته في رسم صورة للشكل الذي قد يتخذه التحليل في غياب هذه القيود. وينتج عن هذين المسعى المزدوج نقدٌ ثاقب للتحليل النفسي من الداخل - من وجهة نظر محلل بارز عمل لسنوات عديدة داخل السجن الذي ينتقده الآن. وفي معرض تقديمه رؤية بديلة للتحليل النفسي، يخوض غولدبرغ في الأدبيات الحديثة في نظرية المعرفة، وفلسفة العلم، وعلم النفس المعرفي، وعلوم الأعصاب، بحيث يكون أحد النتائج الثانوية القيّمة لعمله هو تطبيقٌ بارعٌ للرؤى المُستقاة من هذه المجالات على مسألة ماهية التحليل، وما قد يُصبح عليه. إن بحثه في "التحليل النفسي بلا أسس". يتحدى غولدبرغ قدرة بيانات أبحاث الطفولة والنتائج العصبية، على التوالي، على توفير أرضية صلبة تجريبية يمكن أن ينطلق منها بناء نظرية التحليل النفسي. يستعرض فصله المعنون "التحليل النفسي بدون تمثيلات" الأدبيات التحليلية حول هذا المفهوم، ليُظهر كيف تُوفر النظريات الحديثة في معالجة الدماغ، بما في ذلك نظرية الاتصال، أساسًا لفهم الظواهر العقلية دون أي تمثيلات وسيطة. وأخيرًا، تُقيّم رؤيته لـ"التحليل النفسي بدون ذات" النتائج الحديثة حول طبيعة الذاكرة، ورؤى الفلسفة المعاصرة، ومفهوم كوهوت عن الذات والموضوع كروافد متقاربة تُمكّن من إجراء تحليل يلغي الثنائية التقليدية بين الذات والموضوع, وهي الثنائية الكارتيزبة التي سببت ضررا هائلا للطب الحديث بتجزئته الى طب نفسي وطب جسدي يشمل كل تخصصات الطب الاخرى السريرية. كما ان هذه الثنائية الكارتيزية قد احدثت ضررا لا يوصف لل"حركة" الشيوعية في فصلها بين الذات والموضوع ووضع حدود كونكريتية بين الاثنين لا وجود لها في واقع الحال, وكأن "العوامل الموضوعية" قدر يهبط من السماء: ميتافيزيقية وغيبية واضحة. وهم يتغافلون او يتناسون ان العلاقة بين الذات والموضوع هي دوما علاقة ديالكتيكية وليست ميكانيكية. غني عن القول ان هؤلاء الشيوعيين هم نقيض ماركس رغم تجلببهم بجلبابه, وهم نقيض حقيقة ماركس وديالكتيكه او اي ديالكتيك محتمل آخر. فهم ضحايا فكر ميكانيكي مبسط الى حد السذاجة عندما يتحدث بعضهم, مثل الحزب الشيوعي العراقي, عن منهجه من خلال "تغيير ميزان القوى", وهو خلل فكري لا يصدق مبعثه استعارة فيزيائية ميكانيكية-فيزياء العتلات. انهم يقدسون فيزياء ما قبل نيوتن وليس حتى فيزياء نيوتن او بالاصح فيزياء الكم كما تتجلى في تجربة القطة العقلية لعالم فيزياء الكم الشهير والحائز على جائزة نوبل في الفيزياء في عام 1933, ارفين شرودنغر, التي تظهر عدم الانفصال بين الذات والموضوع .
What Is Schrödinger’s Cat?
https://builtin.com/software-engineering-perspectives/schrodingers-cat#:~:text=Schr%C3%B6dinger s%20Cat%20is%20a%20famous%20thought%20experiment%20that%20demonstrates%20the,dead%20at%20the%20same%20time.
وهؤلاء الشيوعيين يبررون فشلهم وخيباتهم بكونها تعود الى عوامل موضوعية التي هي في الحقيقة, جزئيا على الأقل, من صنعهم هم. انهم ضحايا ومنفذو فيزياء العتلات. فكما نعلم, تضخّم الرافعة قوة الدخل لتوفير قوة خرج أكبر، ويُقال إنها تُوفّر الرفع، وهو ميزة ميكانيكية مُكتسبة في النظام، تُساوي نسبة قوة الخرج إلى قوة الدخل. وبالتالي، تُعدّ الرافعة أداة ميزة ميكانيكية، تُوازن القوة مع الحركة.
ان استخدام هؤلاء الشيوعيين لفيزياء العتلات في نهجهم هو الذي ادى بهم الى الدخول في تحالفات بائسة وخائبة الحقت افدح الاضرار بالوطن والحزب, مثل تحالفهم مع نظام البعث في سبعينيات القرن الماضي, او في تحالفهم الحديث نسبيا في "سائرون", وسائرون هو مفهوم ميكانيكي لا مغزى له لأن المهم هو ليس السير بل وجهة السير-انهم بعمون وفق "في الحركة بركة!؟" في رواية-مسرحية النخلة والجيران لغائب طعمة فرمان, لأن السير قد يكون في الجهة المعاكسة وهو فعلا ما حدث السير الى جنة الشيوعية سيكون صنوا للسير نحو جحيم الاسلام السياسي. وشيوعيو العتلات, بسبب تضخم مرضي في الانا ونرجسية مفرطة وتسممية, يسلكون وكأنهم صم عمي بكم لا يفقهون, او وكأنهم زومبيات الرأسمالية كما يناقش Chris Harman في كتابه :
Zombie Capitalsim
http://digamo.free.fr/harmanz9.pdf
يجادل أوتمن ستانلي بأن عصا الحفر يمكن اعتبارها أول رافعة او عتلة، مما يجعل نساء ما قبل التاريخ مخترعات تقنية الرافعة.
Stanley, Autumn (1983). ""Women Hold Up Two-Thirds of the Sky: Notes for a Revised History of Technology."". In Rothschild, Joan (ed.). Machina Ex Dea: Feminist
Perspectives on Technology. Pergamon Press
https://www.science-dir-ect.com/science/article/abs/pii/S0148068581963739
يعود أقدم دليل ثقافي معروف على تطبيق آلية الرافعة-العتلة إلى الشرق الأدنى القديم حوالي 5000 قبل الميلاد، عندما كانت تستخدم في ميزان بسيط. في مصر القديمة حوالي 4400 قبل الميلاد، تم استخدام دواسة قدم في أقدم نول إطار أفقي. في بلاد ما بين النهرين (العراق الحديث) حوالي 3000 قبل الميلاد، تم اختراع الشادوف، وهو جهاز يشبه الرافعة. في مصر القديمة، استخدم العمال الرافعة لتحريك ورفع المسلات التي يزيد وزنها عن 100 طن. يتضح ذلك من التجاويف الموجودة في الكتل الكبيرة ورؤوس المناولة التي لا يمكن استخدامها لأي غرض آخر غير الرافعات. تعود أقدم الكتابات المتبقية حول الروافع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويُعتقد أن عالم الرياضيات اليوناني أرخميدس هو من قدمها، إذ قال مقولته الشهيرة: "أعطني رافعة طويلة بما يكفي ونقطة ارتكاز لأضعها عليها، وسأحرك العالم". وقد أدى هذا القول إلى اعتماد عبارة "رافعة أرخميدس" في كثير من الحالات، ليس فقط فيما يتعلق بالميكانيكا، بل أيضًا بالمفاهيم المجردة حول التأثير الناجح لسلوك أو فعل بشري يهدف إلى تحقيق نتائج ما كان ليتحقق لولاها. وهذا هو نفس المفهوم المتضمن الذي يستخدمه اليمين المتطرف في حقبة ترامب الحالية وربيبه الملياردير صاحب مدونة X او تويتر سابقا, ايلون ماسك, كما يجادل Jon Allsop
Trump, Musk, and the-limit-s of Attention
https://www.cjr.org/the_media_today/trump_musk_salute_gesture_attention.php
ان شيوعيي تغيير ميزان القوى وفيزياء ارخميدس لا يمتون للماركسية وديالكتيكها بادنى صلة- وبول بريمر ليس من السذاجة لان لا يعرف هذا قبل ضمهم الى مجلس حكمه العتيد!
وجنة الشيوعية ستصبح صنوا لتحقيق الحلم الرأسمالي في عراق الاحتلال الذي بشرت به مجلة الرأسمالية العالمية الايكونومست
If it all works out, Iraq will be a capitalist s dream
-Let s all go to the yard sale-
https://www.economist.com/middle-east-and-africa/2003/09/25/lets-all-go-to-the-yard-sale
انهم يعقلنون ازمتهم بمفاهيم لا تسير بهم, كما في "سائرون", سوى الى المزيدمن الفشل. ووجهة النظر النفسي مفيدة في هذا الخصوص: ان هؤلاء مصابون بأخصاء اوديبي (سوفيتي!) جعلهم مدمنين على الفشل, وهو صيغة اخرى لفشل التجربة السوفيتية التي تنكرت للينين (بالفعل وليس بالأسم) بعد وفاته, والحزب الشيوعي العراقي فعل نفس الشيء بتنكره ايضا للينينية ورفضها في مؤتمر ما سمي "الديموقراطية والتجديد!" في عام 1993.
ان ثنائية الذات والموضوع ليست لا وجود لها في واقع التحليل النفسي وفيزياء الكم, بل وايضا في نظرية التجسيد للفيلسوف ميرلو بونتي, التي تنص على ان العقل يشمل الدماغ والجسد في تفاعله مع المحيط الخارجي .
تقول موسوعة ستانفورد الفلسفية
A genuinely historical Marxism must recognize that nothing guarantees progress toward a classless society, but also that this end cannot be brought about by non-proletarian means, which is what Soviet communism had apparently forgotten. Despite the failures of the Soviet experiment, Merleau-Ponty remains committed to a humanist Marxism:
Marxism is not just any hypothesis that might be replaced tomorrow by some other. It is the simple statement of those conditions without which there would be neither any humanism, in the sense of a mutual relation between men, nor any rationality in history. In this sense Marxism is not a philosophy of history it is the philosophy of history and to renounce it is to dig the grave of Reason in history.
Even if the proletariat is not presently leading world history, its time may yet come. Merleau-Ponty therefore concludes with a “wait-and-see” Marxism that cautions against decontextualized criticisms of Soviet communism as well as apologetics for liberal democracies that whitewash their racist and colonial violence.
"يجب على الماركسية التاريخية الأصيلة أن تُدرك أنه لا شيء يضمن التقدم نحو مجتمع بلا طبقات، وأن هذه الغاية لا يمكن تحقيقها بوسائل غير بروليتارية، وهو ما يبدو أن الشيوعية السوفيتية قد نسيته. ورغم إخفاقات التجربة السوفيتية، لا يزال ميرلوبونتي ملتزمًا بالماركسية الإنسانية:
الماركسية ليست مجرد فرضية قد تُستبدل غدًا بأخرى. إنها بيان بسيط لتلك الشروط التي بدونها لا توجد إنسانية، بمعنى العلاقة المتبادلة بين البشر، ولا أي عقلانية في التاريخ. بهذا المعنى، ليست الماركسية فلسفة تاريخ؛ إنها فلسفة التاريخ، والتخلي عنها هو حفر قبر العقل في التاريخ.
حتى لو لم تكن البروليتاريا تقود تاريخ العالم حاليًا، فقد يحين وقتها. ولذلك يختتم ميرلوبونتي كتابه بماركسية "الانتظار والترقب" التي تحذر من الانتقادات غير السياقية للشيوعية السوفييتية فضلاً عن الدفاع عن الديمقراطيات الليبرالية التي تخفي عنفاها العنصري والاستعماري."
Maurice Merleau-Ponty
https://plato.stanford.edu/entries/merleau-ponty/
ان شيوعيي فيزياء ارخميدس هم ايضا نقيضو الماركسية الانسانية بعرف الفيلسوف الفرنسي ميرلوبونتي او غيره. وثنائية الذات والموضوع الديكارتية هي خطأ قاتل من وجة نظر علم الاعصاب أيضا, كما يناقش عالم الاعصاب الشهير
António Damásio
في كتابه
Descartes Error: Emotion, Reason, and the Human Brain
الذي يمكن تنزيله بالكامل في
https://ahandfulofleaves.wordpress.com/wp-content/uploads/2013/07/descartes-error_antonio-damasio.pdf
Descartes Error: Emotion, Reason, and the Human Brain
https://ahandfulofleaves.wordpress.com/wp-content/uploads/2013/07/descartes-error_antonio-damasio.pdf
تناول غولدبرغ الصعوبات المتعلقة بمفهوم الحقيقة في التحليل النفسي ضمنيًا من خلال دراسة شروط اختبار النظرية في التحليل النفسي. يقترح غولدبرغ اختبارًا براغماتيًا، على الرغم من أنه، على عكس الاختبار البراغماتي العلمي، يتطلب هذا النوع من الاختبار "التزامًا" بمرور الوقت بالنظرية التي يتم اختبارها. يفتح هذا الشرط الباب أمام ادعاء أتباع نظرية مفاده أن دحض الملاحظات هو نتيجة لعدم وجود هذا "الالتزام". ومع ذلك، من المهم لحجتنا أن غولدبرغ يلجأ في النهاية إلى التطابق بشكل غير مباشر. على سبيل المثال، إذا أردنا أن نكون قادرين على تنفيذ أمر "البقاء متيقظين لآثار ملاحظاتنا"، فيجب أن نكون قادرين على إجراء ملاحظات على أشياء لا تخضع لهذه الآثار. على الرغم من بعض الغموض، يميل سبنس إلى التماسك كمعيار للحقيقة في التحليل النفسي عندما يزعم أن المحلل يعمل كصانع أنماط أكثر منه باحثًا عنها. ويواصل الإشارة إلى التحليلات على أنها "روائع فنية".
PENCE, D. (1982a). Narrative Truth and Historical
Truth: Meaning and Interpretation in Psychoanalysis
https://www.amazon.com/Narrative-Truth-Historical-Interpretation-Psychoanalysis/dp/0393302075
يتفق هذا التفسير مع فكرة أن النية أو الإدراك الحاضر يفسر الماضي - وأنه لا يوجد ماضٍ منفصل ومحدد وخاص يستمر على ما كان عليه, بل هناك فقط وجهات نظر متنوعة حول الماضي ناجمة عن النوايا الكامنة في المشاريع الحالية، والحالات المزاجية، والانفعالات، والمواقف، والنظريات.
إن فكرة أن معنى ماضي الشخص، وكذلك تأثيره على حياته الحالية، يتحدد من خلال الخيارات الحالية، تختلف اختلافًا كبيرًا عن فكرة أن التجارب العاطفية المعاصرة تُفعّل سلاسل من الذكريات المترابطة التي تعود إلى أسلاف طفولية. تفترض الفكرة الأخيرة أن الذكريات المُعاد تنشيطها تحمل معنىً جوهريًا يبقى كما هو حتى لو لم يكن استرجاعها الواعي كذلك؛ بينما تفترض الفكرة الأولى أن الذكريات نوع من الكتلة المعتمة التي يمكن إعادة تصميمها وتزويدها بالمعنى من خلال النوايا والاستثمارات الحالية: أي من خلال الإرادات التي تُتصور على أنها أسباب غير مُسببة.
يتبع
#طلال_الربيعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟