أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - يريدون عراقا مقطوع الراس














المزيد.....

يريدون عراقا مقطوع الراس


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8290 - 2025 / 3 / 23 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق ليس تسعة محافظات كما يريده رئيس كتلة حقوق في البرلمان العراقي وانما ثمانية عشر محافظة . البلد يحده من الشمال تركيا ومن جنوبه المملكة السعودية والكويت ومن شرقه ايران وغربه الأردن وسوريا . هذا هو العراق بعربه واكراده وبشيعته وسنته , وان هذه الأرض التي احبها النبي إبراهيم وناخت راحلة نبي أيوب على ارضه ليس ملك السيد النائب حتى يتصرف به كما يرغب ويريد .
السياسي , يستطع التلاعب بالتاريخ ولكن لا يمكنه التلاعب بالجغرافية , فحدود العراق معروفة منذ قديم الزمان , ولا يستطع سياسي لم تعجبه الخارطة الحالية ان يقسمها وفق قياساته ليقول ان العراق يتكون من تسع محافظات جنوبية ! ما مصير محافظات الوسط والشمال يا حضرت النائب؟ ما مصير نينوى والرمادي وصلاح الدين وكركوك واربيل ودهوك والسليمانية ؟ هل اكلهم القط ؟ ام ملك ابوك حتى تتبرع بهم ؟
الراحل السيد عبد العزيز الحكيم اقترح فيدرالية , وليس دولة , للمحافظات الجنوبية , فكان رد الفعل الشيعي لهذا المشروع هو الرفض السريع والقوي من اعلى الشخصيات الدينية والسياسية في البلاد .
مشكلة النائب على ما يبدو لا يقرا . هل يعلم ما هي تبعات اعلان الجنوب العراقي دولة مستقلة على المنطقة برمتها ؟ ولماذا هذا التوقيت ؟ ولماذا يحتاج سكان الجنوب دولة لهم ؟ النظام الجديد ساوى بين جميع مكونات الشعب ولم تبقى مجموعة سكانية مهمشة مثل ما كانت قبل تغيير 2003. مشروع السيد الحكيم رفض والعراق كان في وسط حرب أهلية طائفية طاحنة , فكيف الان , والعراق والحمد لله يعيش في حالة استقرار امني وسياسي؟
البغدادي تعود على شرب لبن أربيل , واكل كبة الموصل , وكباب الفلوجة , ومطبك سمك الناصرية , وحلاة البصرة . هل يعلم السيد النائب كم ضحى أبناء المكون الشيعي من اجل وحدة البلاد ؟ هل قراء اخبار ثورة العشرين وعن قادتها وعن أهدافها ؟ هل يعلم ان المكون الشيعي كان باستطاعته تشكيل دولة سومر في الجنوب خلال السنوات الأخيرة من نظام حزب البعث ,لكنهم فضلوا الوحدة على التقسيم على الرغم من عمق جراحاتهم التي تلقوها من النظام البعثي ؟ انهم فضلوا السياط على الاستقلال . الا يعلم حضرت النائب ان أبناء الفرات الأوسط من دافع عن الموصل والرمادي وصلاح الدين ضد تنظيم داعش , واغلبهم لا يملكون متر مربع من ارض العراق؟
الأمم تتجمع حتى وان اختلفت بالدين واللغة و القومية , لأنها عرفت ان القوة بالاتحاد والضعف بالانفراد , وحضرت النائب يريد ان يسلخ الجنوب العراقي من وطنه . البعض فسر تحرك النائب هو خوفه من " اضعاف حاكمية الشيعة" , ولكن الشيعة ليس وحدهم من يحكم العراق . فلماذا هذا الخوف ؟ العراق تحكمه ثلاث سلطات مستقلة على راس كل واحدة منها شخص من مكون عراقي , أي ان جميع مكونات العراقية مشاركة في إدارة الدولة . واذا كانت السلطة التنفيذية الان بيد شخصية من المكون الشيعي , فان هذا المنصب قد يتحول في الانتخابات القادمة الى شخصية غير شيعية . في النظام الديمقراطي لا يوجد سياسي يبقى في الحكم حتى الموت.
البعض الاخر يفسر هذه الفقاعة (استقلال الشيعة) من اجل الديمومة حكم الشيعة للشيعة ضمن " الحاكمية الشيعية" على فرض ان المحافظات التسعة اغلب سكانها من المكون الشيعي و لا احد من غير الشيعة سيربح منصب القيادة فيها من غير الشيعة , ولكن السؤال ما هي الضمانات التي تسمح للجنوب العراقي بإعلان استقلاله ؟ وهل سيعيش هذا البلد الجديد بسلام مع جيرانه ؟
اعتقد ان تفسير حديث السيد نوري كامل المالكي رئيس وزراء العراق الأسبق فسر في غير محله عندما قال في رد على مطلب تأسيس إقليم سني , فكان جوابه هو " وفي هذه الحالة سوف ينحرموا من نفط الجنوب". نفط الجنوب لكل العراقيين مثل نفط إقليم كردستان لكل العراقيين , وان من حق الإقليم السني ان يشارك بقية العراقيين بثروة البلاد اذا أسس هذا الإقليم بالطرق القانونية . الانفصال غير القانوني هو اعلان حرب على المركز ولابد من حرمانه من جميع خيرات البلد.
لقد اريد من تحريف تصريح السيد نوري المالكي من موضعه ليعطي صورة بان المكون الشيعي لا يريد الانصياع للأمر الواقع الذي احل بالمنطقة بعد انهيار حزب الله و نظام بشار الأسد , وان الشيعة مصرون على عدم عزل ايران من المنطقة وانهم يريدون ان يكونوا جزء من سياسة ايران اتجاه الكيان الصهيوني , الامر الذي يرفضه المكون الكردي والسني في العراق.
ولكن مرة أخرى , اعتقد ان خبر استقلال شيعة العراق هو خبر مفبرك من اوله الى أخره , وان من عمل على هذا الخبر يعرف ما يريد , وهو خلق شرخ في العلاقات بين المكون الشيعي في العراق والدول المجاورة له . اذا أراد الشيعة تأسيس دولتهم سوف لن يسموها "دولة العراق الشيعية " , وانما "سومر" من اسم الحضارة السومرية , و الشيعة سوف لن يحلوا كلمة " علي ولي الله" بدلا من " الله اكبر" في وسط العلم الحالي , ولكن انا مع حذفها فهي تذكرنا بتاريخ عراقي غير جميل .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد اختفى الهلال الشيعي , فاين القمر السني؟
- رسالة الى العرب من مواليد 2050
- الاعلام العربي لم يكن منصفا مع مذبحة العلويين
- سوريا .. تغير النظام وبقى الاعلام !
- لعنة شهداء العلويين تلاحق رجب طيب اردوغان
- هل ستصمد اتفاقية قسد مع احمد الجولاني ؟
- العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟
- وتبين ان حرب أوكرانيا , حرب أمريكية – روسية
- معاوية
- كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟
- أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-
- بين زعل بوش الاب وزعل ترامب
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟
- انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد


المزيد.....




- تركيا: أكرم إمام أوغلو يدعو من السجن إلى -الوحدة- في مناسبة ...
- -منع دخول صهاريج النفط العراقي إلى الأردن-.. هذه حقيقة الفيد ...
- -تبنّي خطاب إنكار التغير المناخي يعكس فقراً في الخيال السياس ...
- عيد بلا بهجة.. غزة تحيي عيد الفطر تحت القصف وبين الدمار والج ...
- السودان.. حميدتي يقر بانسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم
- الحكومة الجديدة في عيون السوريين
- نتنياهو يطالب لبنان بالتأكد من عدم إطلاق الصواريخ على إسرائي ...
- إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة عبر الحدود مع مصر
- مسؤول عسكري إيراني يحدد هدفا عسكريا أمريكيا بريطانيا مشتركا ...
- السيسي يؤكد لعباس موقف مصر الثابت في دعم فلسطين وشعبها


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - يريدون عراقا مقطوع الراس