فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 20:39
المحور:
الادب والفن
ما كان الليل ليلًا، بل انسكابًا شفيفًا للغيب على جفون الخلق، يذوب الوقت فيه كما يذوب الجليد في عين الشمس التي لا تُرى. الركعة لا تحدث، بل تهمس الأرض في عظمك قائلة انحنِ، لأن شيئًا يمرّ بك لا يُسمّى. الملائكة لا تهبط، بل تتبخر في الفاصلة بين أنفاسك، كأن الكون يختصر في شهقة واحدة. الدعاء لا يُرفع، بل يتكوّر تحت لسانك كجرم مضغوط من نور ينتظر انفجاره الأول. الذنوب لا تُغفر، بل تُبدّل جلدها وتتركك بلا ذاكرة، كأنك لم تُولد من خطيئة بل من أثر ماء توضأ به الغيب. الزمن لا يرحل، بل يخجل، يتوقف، يلتحف بك، ثم يذوب في عرق ساجد لم ينتبه أنه صار زمنًا بديلًا. كل ما حسبته صلاة كان مجرد تمرين على السكون، حتى صمتك الذي ظننته عجزًا كان نطقًا بلغة لم تُكتشف بعد. المقادير لا تُكتب، بل تسقط كرماد الضوء من جناح ملاك أحرقت رسالته بالنظر. الفجر لا يجيء من جهة الشرق، بل يخرج من ضلعك حين يختفي الخوف من الله، لا لأنه غفر، بل لأنك ذُبت بما يكفي كي لا تعود أنت. وفي لحظة لا تقع في المكان، تناديك السجدة لا لتسجد، بل لتتخلّى عنك، وتتركك كومة نور ترتجف فوق تراب لم يعد ترابًا، بل انتظارًا ناعمًا لعين خُلقت فقط لتراك.
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟