سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 20:37
المحور:
الادب والفن
1/
ما الذي تبقّى
من هذه العيونِ
التي رسمتْ كلَّ شيءٍ،
لكنَّها الآنَ تعمي صَاحِبَها؟
أهو عَبَثٌ في المَسارِ،
أم هُوَ عُبُورٌ
لا مُنتهى لَهُ؟
ما زالَ يبحثُ عن نَفسِهِ،
بينَما تُلاحِقُهُ الرِّياحُ
مِن كُلِّ جِهَات.
2/
يَرْسُمُ عُيُونًا
لكنّها تُعميهْ.
أغلقَ قلبَهُ
لا ليحبسَ أمانيهِ،
بل ليُطلِقَ آلامَهْ.
غُبَارُهُ يُواجِهُ الرِّيحَ،
وَرِيحُهُ يُواجِهُ الزَّمانْ.
يَنسى الأشْيَاءَ الَّتي تُلاحِقُهُ،
تَنْسَاهُ الأشْيَاءُ
الَّتي تَلهَثُ وَراءَهْ.
3/
الزَّمَنُ سَرَابٌ
لراكبٍ واحدٍ: الأَمَلْ.
لا وَقتَ للبَحرِ ليَشْدُوَ مع المَدى،
مَشغُولٌ دَائِمًا
بِتَعَقُّبِ الرِّيَاحْ.
الفَرَحُ لَحْظَةٌ،
والحُزْنُ ذِكرَى.
للحُلمِ جُذُورٌ
ولا يَملِكُ أُفُقًا،
للَّيلِ أُفُقٌ
ولا يَحمِلُ الجُذُورْ.
4/
الحَنِينُ
هُوَ الضَّيفُ الوَحِيدْ
الَّذي لا يَستَطِيعُ أنْ يَستَقِرَّ
إلّا هَارِبًا.
العَقلُ دَومًا يَبحَثُ،
والشِّعرُ دَومًا يَهرُبْ.
السِّرُّ أعمَقُ الدُّرُوبِ
لكنَّهُ لا يُصلِحُ للسَّيرْ.
يَصدَأُ اللِّسَانُ
مِن سُكَاتِ العَالَمِ،
وتَصدَأُ الرُّوحُ
مِن صَمتِ الكَلِمَاتْ.
5/
أينما سِرتَ، كَيفَما عُدتْ:
رُوحُكَ أبْعَدُ الطُّرُقَاتْ.
جَرَحتْنِي الحَياةُ
ومُنذُ اللَّحظةِ الأُولى عَرَفتْ:
الدُّمُوعُ هِيَ الَّتي صَقَلتْنِي.
وَطَنٌ صَغِيرٌ هُوَ حُلمُكَ،
ومَعَ ذَلكَ،
لَنْ تُغَادِرَ حُدُودَهُ
مَهما قَطَعتَ المَسَافَاتْ.
6/
الحُبُّ رُوحٌ
تَنسُجُ لَهُ اللَّيلَ سِترًا.
لِلآلَامِ شَواهِدُ
لا تَهدي إلّا إلى الذَّاتْ.
شَجَرَةُ الزَّيتُونِ رَمزٌ،
هَل مَنْ يَزرَعُها أَمَلْ؟
أشَدُّ السُّجُونِ وأخْطَرُهَا
تِلكَ الَّتي تَتْرُكُ خَلفَكَ.
7/
كانَ أبِي فَلّاحًا
يُحِبُّ الأرْضَ ويَكتُبُ،
لمْ يَزرَعْ بَذْرَةً
إلّا وَكَانَ فِي قَلبِهَا حُلمْ.
الحُلمُ طَائِرٌ
يَأخُذُنَا بَعِيدًا
دُونَ أنْ يُلَامِسَ السَّمَاءْ.
8/
لَكِنْ مَا يَبقَى،
فِي كُلِّ العُيُونِ المُطفَأَةِ
هُوَ النُّورُ
الَّذي يُعِيدُ الأَمَلَ إلى الأرْضِ،
فِي كُلِّ قَطرَةِ دَمٍ جَدِيدَةٍ،
تَتَفَتَّحُ الأزهَارُ
فِي قَلبِ الزَّمَانْ.
إنَّ الحَيَاةَ فِي النِّهَايَةِ
نُقطَةُ انْطِلاقٍ جَدِيدَةٍ
لِمَنْ كَانَ قَدْ اختَارَ أنْ يَهبَهَا
كَأنَّهَا حُلمٌ قدْ تَحَقَّقَ،
لكِنَّهُ لا يَنتَهِي
إلَّا بأنْ يَبدَأَ مِن جَدِيدْ.
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟