|
محمود البريكان بين العزلة والتأمل
بسمة الصباح
الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 18:48
المحور:
الادب والفن
محمود داود سليمان البريكان ــ ولد في الزبير (العراق) عام 1931 ــ تخرج في كلية الحقوق ــ عمل مدرسا في العراق. والكويت ــ
محمود البريكان: شاعر الترقب والانطفاء البطيء برؤية بسمة الصباح
في زاويةٍ خفيّةٍ من الذاكرةِ الشعريّةِ، حيثُ يعلو الصمتُ على الضجيجِ، يقفُ الشاعرُ محمود البريكان شامخاً كشجرةٍ وحيدةٍ على حافةِ الريحِ، يخطُّ قصائدَه كمن يكتبُ قدرَه، بحروفٍ من ظلالٍ وأضواءٍ، وبنبضٍ يُحاكي أنينَ الأشياءِ المُهملةِ في زوايا الحياةِ، تاركاً صوتَه يترددُ في صمتِ العزلةِ.
شاعرٌ لم يسعَ إلى الأضواءِ، أرادَ أن يكونَ صوتًا في العزلةِ، ينسابُ بين الوجودِ والعدمِ، ينحتُ صمتَه العميقَ على صخرةِ الشعرِ الخالدةِ. اختارَ البقاءَ في الظلِّ، يخطُّ كلماتِه بحذرٍ، وكان غزيرَ الإنتاجِ الأدبيِّ وقليلَ النشرِ، عميقَ الأثرِ في النفوسِ.
لغتُه مسكونةٌ بالتأملِ، بنيانُها متينٌ كقلبٍ يرفضُ الانهيارَ رغمَ صدأ السنينِ. ليس بشاعرِ الاندفاعِ، بل هو شاعرُ الترقبِ. يقفُ عند حافةِ الأشياءِ، يتأملُها بعمقٍ، يترددُ في النطقِ، فإذا نطقَ، جاءَ كلامُه كشظايا ضوءٍ في عتمةٍ.
البريكانُ شاعرُ التكثيفِ، لا يميلُ إلى الإسهابِ، يعتمدُ على الإيحاءِ والترميزِ، بلغةٍ شعريّةٍ مشحونةٍ بالدلالاتِ، تُحاكي الرؤى أحيانًا، وتتكئُ على الصورِ الحسيّةِ المتجرّدةِ أحيانًا أخرى. يستلهمُ الرمزيّةَ، لكنّه لا يغرقُ في الغموضِ، بل يتركُ شقوقًا في المعنى لإدخالِ الضوءِ.
قصائدُه ترتكزُ على أعمدةٍ خفيّةٍ من الإحساسِ المرهفِ، وتقومُ على التشبيهاتِ المبتكرةِ والاستعاراتِ العميقةِ، وله قدرةٌ فريدةٌ على تحويلِ الأفكارِ العاديّةِ إلى إشاراتٍ فلسفيّةٍ.
تبدو الكلماتُ في شعرِه كحجارةٍ مرصوفةٍ على طريقٍ ضيّقٍ، كلٌّ منها يؤدّي إلى الآخرِ، في بناءٍ شديدِ الدقّةِ، خالٍ من الترهلِ والترفِ. لا يغريه الطولُ، ولا يهتمُّ بتكديسِ الصورِ، بل يختارُ كلماتِه بتأنٍّ وثقةٍ.
أكبرُ ما يواجهُه البريكانُ في نصوصِه هو صراعُه مع الأملِ المستحيلِ، ومع الحلمِ الذي يتضاءلُ أمامَ عينيه لكنّه لا يجرؤُ على فقدانِه تمامًا. هذا القلقُ والتوترُ يجعلانِ قصائدَه أقربَ إلى هواجسِ الإنسانِ المعاصرِ، الذي يُدركُ أن الخرابَ قادمٌ، لكنّه يظلُّ يُحدّقُ في الأفقِ، باحثًا عن نجمةٍ لم تنطفئ بعدُ.
لا يلجأُ البريكانُ إلى المجازاتِ المتكلّفةِ، بل يتركُ قصيدتَه تتنفسُ على مهلٍ، يعرضُ المشهدَ دون أن يُخبرَنا كيف نشعرُ حياله. ويُحمّلُ المعنى أبعادًا متعددةً، وقد لا يُفهمُ النصُّ من القراءةِ الأولى، بل يحتاجُ إلى تأملٍ وتركيزٍ. يتكاملُ النصُّ في نسيجٍ متكاملٍ، فتُشكّلُ القصيدةُ كتلةً عضويّةً وشعوريّةً واحدةً.
ورغمَ عزلتِه، لم يكنْ شاعرًا منفصلًا عن القضايا الحياتيّةِ للإنسانِ، فهو يُلامسُ همومَ العابرينَ، وكان يجدُ قارئَه الحقيقيَّ ولو بعدَ زمنٍ طويلٍ.
محمودُ البريكانُ من أولئك الشعراءِ الذين كتبوا للذين سيأتون بعدهم، لا لمن حولهم. ولهذا، ستظلُّ نصوصُه قادرةً على أن تبعثَ الدهشةَ في نفس كلِّ من يقرأُها.
إنه شاعرٌ نحتَ اسمَه في صمتٍ غامضٍ، لكن صمتَه كان أعلى من ضجيجِ الكثيرين.
سيظلُّ محمودُ البريكانُ كنجمةٍ بعيدةٍ تأبى الأفولَ، تتلألأ بصمتٍ في سماءِ الشعرِ، لا تُرى إلا لمن يُمعنُ النظرَ طويلًا في العتمةِ. كتبَ كمن ينحتُ ظلَّ روحِه على جدارِ الزمنِ، فكان صوتُه امتدادًا لذلك الحنينِ الدفينِ، ولتلك المسافةِ المعلّقةِ بين الحلمِ والانطفاءِ. لم يكنْ صخبُ الأضواءِ غايتَه، بل كانت نصوصُه تتسرّبُ إلى القلوبِ العطشى للفكرةِ والدهشةِ، وللحقيقةِ الموحشةِ التي لا تُقالُ إلا همسًا.
إنه الشاعرُ الذي اختارَ أن يكونَ صمتُه قصيدةً، وأن يكونَ حضورُه غيابًا مشحونًا بالمعنى. ورغمَ رحيلِه، فإن صوتَه لا يزالُ يترددُ في فراغِ الذاكرةِ، كأنينِه الأخيرِ الذي لم يكنْ سوى بدايةٍ لصدى طويلٍ، يمتدُّ ويترددُ في فضاءاتِ التميّزِ والإبداعِ.
…… قصيدة "حارس الفنار" للشاعر محمود البريكان برؤية بسمة الصباح
هذه القصيدة الرائعة تُجسِّد تجربة إنسانية عميقة، حيث يقف الحارس وحيداً في فناره، منتظراً زائراً مجهولاً قد لا يأتي أبداً. هذا الانتظار الطويل يعكس حالة من الترقب والقلق الوجودي، مما يجعلنا نتساءل عن ماهية هذا الزائر: هل هو الموت؟ أم الأمل المنتظر؟ أم مجرد وهم يعيشه الحارس ليكسر به رتابة وحدته؟
البريكان، بشاعريته الفذة، يأخذنا في رحلة داخلية إلى أعماق النفس البشرية، حيث تتصارع المشاعر والأفكار في دوامة من الحيرة والانتظار. يُذكِّرنا الحارس بضعف الإنسان أمام الزمن والمجهول، وكيف يمكن للوحدة أن تكون مرآة تعكس أعمق مخاوفنا وتطلعاتنا.
تعتمد القصيدة على تكرار مفردات مثل "الانتظار" و"الزائر" و"الزمن"، مما يخلق إيقاعاً دائرياً يعكس حالة الترقب المستمرة. فهذا التكرار يُشعرنا بالروتين الممّل الذي يعيشه الحارس، ويُبرز فكرة الزمن الذي يبدو وكأنه متوقف.
اللغة المستخدمة في القصيدة تجمع بين البساطة والعمق، حيث يستخدم الشاعر صوراً حسية قوية تعكس حالة العزلة والانتظار. تصويره للزمن يعكس هشاشة اللحظة وحالة التوتر التي يعيشها الحارس.
تعكس القصيدة مشاعر الوحدة والحنين إلى المجهول، حيث ينتظر الحارس زائراً قد يغير واقعه الرتيب. هذا الانتظار يعكس توق الإنسان إلى التغيير والهروب من الروتين، وهو موضوع شائع في الأدب الرومانسي.
نجح الشاعر بنقل مشاعر الحيرة والقلق من المستقبل المجهول، حيث يقف الحارس على حافة المعلوم والمجهول، منتظراً ما قد يأتي أو لا يأتي. هذا الشعور يعكس حالة الإنسان في مواجهة مصيره المجهول، والتساؤلات الوجودية التي تراوده.
البريكان، بشاعريته العميقة، يضعنا أمام مرآة أنفسنا، لنتأمل مخاوفنا وآمالنا في لحظات الانتظار. قصيدته "حارس الفنار" ليست مجرد تصوير لحالة فردية، بل هي انعكاس لتجربة إنسانية مشتركة، تجعلنا نتساءل عن دورنا في هذا الكون الواسع ومعنى وجودنا فيه. …… حارس الفنار أعددتُ مائدتي وهيأتُ الكؤوس متى يجي ء الزائر المجهولُ؟ أوقدتُ القناديلَ الصغار ببقيةِ الزيت المضيءِ فهل يطولُ الانتظار؟ أنا في انتظار سفينة الاشباحِ تحدوها الرياحْ في آخر الساعات قبل توقف الزمن الأخير في أعمق الساعاتِ صمتا : حين ينكسرُ الصباح كالنصل فوق الماء حين يخاف طير أن يطير في ظلمة الرؤيا سأركب موجة الرعب الكبير وأغيب في بحر من الظلماتِ ليس له حدود أنا في انتظار الزائر الآتي يجيء بلا خطى ويدقّ دقتهُ على بابي.. ويدخلُ في برود أنا في انتظار الغامضِ الموعود تحماه الرعود والريح يوشكُ أن يحل الوقتُ والأفق الطويل خالٍ وليس هناك ظل سفينةٍ يبدو الوجود كارلوس مشدودا ولكن الإعلامية للرحيل . سقطت فنارات العوالمِ دون صوتٍ والرياح هي بعدُ سيدة الفراغ وكل متجهٍ مباح.
… .… . قصيدة *البدوي الذي لم ير وجهه أحد* للشاعر محمود البريكان برؤية بسمة الصباح … تُعَدُّ قصيدة "البدوي الذي لم يرَ وجهه أحد" من الأعمال الشعرية الهامة التي تتناول موضوع الاغتراب والبحث عن الهوية. يُصوِّر الشاعر المبدع في هذه القصيدة تجربة الإنسان البدوي الذي يجوب البوادي والصحارى، محاولاً اكتشاف ذاته ومعنى وجوده.
تتميز القصيدة ببنية سردية تتبع رحلة البدوي في بحثه عن هويته ومعنى حياته. يبدأ الشاعر بتقديم صورة للبدوي الذي لم يرَ وجهه أحد، مما يرمز إلى الغموض والبحث المستمر عن الذات. يستخدم في هذا النص لغة غنية بالصور الشعرية والاستعارات التي تعكس عمق التجربة الإنسانية للبدوي. فعلى سبيل المثال، يصف الشاعر وجه البدوي بأنه "غضّنته المهالك وافترسته الحروب"، مما يعكس تأثير التجارب الصعبة على ملامح الإنسان.
يستمر الشاعر في تصوير رحلة البدوي عبر العصور والأماكن، مشيراً إلى تجاربه المتنوعة ومعاناته المستمرة. ووظف الشاعر ببراعةٍ تقنية التكرار اللفظي لتعزيز الإحساس بالتيه والبحث المستمر، مما يعكس حالة الاغتراب والضياع التي يعيشها البدوي.
تتناول القصيدة موضوعات الوجود والهوية والبحث عن المعنى. حيث يطرح الشاعر تساؤلات حول جدوى الرحلة ومعنى الحياة، التي تعكس حالة الشك والبحث عن الحقيقة التي يعيشها الإنسان في رحلته الوجودية.
يبرز في النص قوة الإرادة البشرية في مواجهة التحديات والصعاب. فعلى الرغم من المعاناة والضياع، يستمر البدوي في رحلته، مما يعكس الإصرار على البحث عن الذات والمعنى.
ختاماً: تُعَدُّ قصيدة "البدوي الذي لم يرَ وجهه أحد" عملاً شعرياً عميقاً يستكشف تجربة الإنسان في بحثه عن هويته؛ مستخدماً لغة غنية بالصور الشعرية والاستعارات التي تعكس عمق التجربة الإنسانية. … .. قصيدة *البدوي الذي لم يرَ وجهه أحد*
لعلك يوماً سمعت عن البدوي العجيب الذي كتب الله أن لا يرى وجهه أحد وجهه الأول المستدير البرئ الذي غضّنته المهالك وافترسته الحروب وخطت عليه المآسي علاماتها. نمت طبقات الزمان على جلده.. فهو لا يتذكر صورته صورة البدء مستغرباً في مرايا المياه ملامحه الغامضة أنا هو ذاك أنا البدوي الغريب يجوب البوادي ويطوي العصور ويعبر جيلا فجيلاً إلى آخر الأزمنة أنا البدوي الذي لفظته الصحارى الذي رفضته القصور الذي أنكرته الشموس الذي انطفأت جذوات النجوم على محجريه أنا البدوي المحمل بالأوبئة بذكرى الجنان التي اندثرت والبراري التي دفنتها الرياح بصوت الينابيع في الأودية ولون البروق على صخرة اللانهاية أنا البدوي الذي نسخته التجارب واختمرت صهوات الجياد إرادته في الرحيل الطويل. حفظت أغاني الزوابع عبر الأفق وكنت امرأ القيس في التيه، والمتنبي على الطرق النائية وفي عزلة الروح كنت المعري رهين السجون الثلاثة، وكنت دليل القوافل عبر المفاوز وكنت الذي يوقد النار للطارقين وكنت أنا الضيف والفارس المتوحد يأتي المضارب محتجباً بلثام الغموض وكنت أنا الزائر الهادئ المنزوي في المجالس سمعت كلام النبي وآمنت.. لكن رأيت الدماء التي انفجرت وحروب السلالات والقوة العارية تمارس لعبتها وتُغيّر ألوان راياتها. أنا الشاهد الأبدي على الموت، تسقط ذاكرتي في الظلام. أقمت على صخرة الروح مملكتي وفتحت حدود المقادير يوماً فمن أين دبّ البوار أليّ؟ وفي أي مرحلة في الطريق بدأت ضلالي؟ تلاشيت بين المقاصير اعصرتني المخادع واستعبدت روحي الطيبات إلى أن تفتت لحمي نسيت صهيل جوادي ولم يكن السيف رهن يدي عندما اقتحم الآخرون مداخل حصني الأخير دخلت عصوراً من الخوف بايعت في حضرة السيف والنطع خضت حروب سواي وما عدت أذكر مغزى حروبي. رأيت كلاب الملوك تطاردني في المنام رأيت الرجال وهم يخدمون كلاب السلاطين.. أو يُضحِكون الطواشية المتخمين وقوفاً وراء الموائد. وكالببغاء التي هرمت كنت أملك هذا اللسان ولا أتذكر شيئاً تخاطبني الريح أفتح عيني، هل كان ذلك حلماً بعمق الزمان؟ وهل أحلم الآن؟ ها أنا في عالم يتفجر حولي بايقاعه المتوحش طاحونة بقوى الظلمات تدور بأسرع مما أفكر عقول وراء المكاتب تبدع هندسة الموت للمدن اللاهية. صواريخ منصوبة باتجاه النجوم جيوش تخوض حروباً خفية أيقهر هذا الدوار؟ سأجمع أجزاء روحي وأبحث ثانية عن مكاني وأسمي ومسقط رأسي وما ترك الدهر لي من سلالة أهلي عسى أن يتم التعرف يوماً. أحس وراء صلابة جلدي وراء قناعي القديم وراء برود عظامي أحس اختلاجة روح خفي بصيص براءة وبقيا من القوة الغاربة ونازعة تشبه البعث. هذا الرميم متى يتحرك؟ هذه العروق متى تتدفق بالدم؟ هذي اليد الذابلة متى تتحرر من موتها متى يا الهي؟! متى؟؟ ……
قصيدة *النهر الغامض* للشاعر محمود البريكان
النهر الغامض تحت الأرض يجري بهدوء يجري في الظلمة لا صوت له لا شكل له يجري تحت الصحراء المحترقة تحت حقول وبساتين وتحت قرى ومدن يجري.. يجري نحو مصبات مجهولة عبر كهوف وبحيرات وصهاريج ينحت مجراه ببطء ويزامن نبض الأرض النهر الغامض تحت الأرض يجري أبداً يجري.. يجري لا أسم له لا أثر له في أية خارطة في أي دليل سياحة..
…… قصيدة *النهر الغامض* للشاعر محمود البريكان برؤية بسمة الصباح
يستحضر الشاعر محمود البريكان في قصيدته صورة نهر خفي يجري تحت الأرض، رمزًا للأسرار الدفينة والحقائق المستترة في أعماق الوجود. فهذا النهر الذي "يجري بهدوء" و"في الظلمة"، بلا صوت أو شكل، يعكس تلك الجوانب الغامضة من حياتنا التي لا نراها ولا ندركها بسهولة.
يمتد النهر تحت "الصحراء المحترقة" و"حقول وبساتين" و"قرى ومدن"، مما يشير إلى استمرارية الحياة وتدفقها، رغم التباينات الظاهرية بين المناطق والأماكن. إنه يجري نحو "مصبات مجهولة"، عبر "كهوف وبحيرات وصهاريج"، مما يعكس مسار الحياة الغامض والمجهول، حيث لا نعرف دائمًا إلى أين تقودنا تياراتها.
استخدم الشاعر لغة بسيطة ومباشرة، لكنها تحمل في طياتها عمقًا فلسفيًا وتأمليًا. فالنهر الذي "ينحت مجراه ببطء" و"يزامن نبض الأرض" يرمز إلى التكيف مع الظروف والتغيرات، والتعايش مع نبض الكون. عدم وجود اسم أو أثر لهذا النهر في "أية خارطة" أو "أي دليل سياحي" يعكس تلك الجوانب من حياتنا التي تظل غير معروفة وغير مكتشفة، لكنها مع ذلك تؤثر فينا بطرق غير مرئية.
محمود البريكان، الذي عاش حياة متوارية عن الأضواء، يعبر في هذه القصيدة عن رؤيته العميقة للعالم والوجود، مستخدمًا رمزية النهر الغامض ليعكس تلك الأبعاد الخفية في حياتنا. إنها دعوة للتأمل في ما هو غير مرئي وغير معلوم، والاعتراف بأن هناك دائمًا ما هو أبعد من السطح الظاهر. … .…
قصيدة *غياب شاشة* للشاعر محمود البريكان
غياب شاشة مخزن الأمتعة والأثاث القديم يتنفس فيه السكون يتساقط فيه الزمن كغبار هاهنا كانت الشاشة الساطعة وسط هذا الجدار وهناك كانت القاعة الواسعة قاعة العرض مكتظة في الظلام والشعاع الذي يتراقص بين الظلال يموج عوالم للحب والسحر والخوف والانتصار والمغامرة الرائعة ورجال الفروسية الاولين والنساء الجميلات، والسفن الخالدة وبلاد الكنوز الخفية والمدن الهائلة والبيوت البسيطة رافلة في الدعة والسعادة خالصة والدموع · للمكان روحه الصامتة للهواء روائحه الباهتة كرماد حريق قديم السكون وحده يتنفس. الكائنات الخفية تكمن داخل أشيائها المهود التي صدئت. الأسرة ذات النقوش الكراسي بأذرعها الناحلة. المناضد مكسورة بعض أطرافها. الخزانات مغلقة. الزهور الصناعية الشاحبة الأواني. المعاطف. الأغطية أطر الصور الفارغة متعلقة بالجدار · لحظة تتصاعد وشوشة الناس في قاعة العرض حين تشع حروف (النهاية) حين تضاء المصابيح ثانية... من ترى يتذكر؟ أين الوجوه التي ائتلقت؟ والعيون التي شاهدت كل شيء؟ وهل غادر الناس أحلامهم وانتهوا؟ وانطوى مهرجان الحياة، كما تتلاشى الظلال على شاشة خالية؟ …… .
قصيدة *غياب شاشة* للشاعر محمود البريكان برؤية بسمة الصباح
يتجلى الشاعر محمود البريكان في هذه الفصيدة ،كفنان يرسم بريشة الكلمات لوحةً تنبض بالحياة، رغم سكون المكان وغياب الحركة. يصف الشاعر مخزن الأمتعة والأثاث القديم، حيث "يتنفس فيه السكون" و"يتساقط فيه الزمن كغبار". هذا المكان الذي كان يومًا ما ينبض بالحياة، أصبح الآن شاهدًا صامتًا على مرور الزمن وتغير الأحوال.
يستحضر الشاعر ذكريات القاعة الواسعة، التي كانت "مكتظة في الظلام"، حيث يتراقص الشعاع بين الظلال، حاملاً معه عوالم من الحب والسحر والخوف والانتصار. ويستعرض ببراعة صورًا لأبطال الفروسية والنساء الجميلات والسفن الخالدة وبلاد الكنوز الخفية، مما يعكس ثراء الخيال وجمال التصوير.
يركز الشاعر في المقطع الثاني على روح المكان الصامتة، حيث "للهواء روائحه الباهتة كرماد حريق قديم". ويصف الأثاث المهمل والكائنات الخفية الكامنة داخله، مثل "المهود التي صدئت" و"الأسرة ذات النقوش" و"الكراسي بأذرعها الناحلة". هذه التفاصيل الدقيقة تعكس حالة الجمود والركود التي أصابت المكان بعد أن كان مليئًا بالحياة.
يستحضر الشاعر في المقطع الأخير لحظة انتهاء العرض السينمائي، حين "تتصاعد وشوشة الناس في قاعة العرض" وتضاء المصابيح ثانية. يتساءل الشاعر بعمق عن مصير الوجوه التي ائتلقت والعيون التي شاهدت كل شيء، وهل غادر الناس أحلامهم وانتهوا؟ هذا التساؤل الوجداني يعكس تأمل الشاعر في طبيعة الحياة والزمن، وكيف أن "مهرجان الحياة" قد ينطوي كما تتلاشى الظلال على شاشة خالية.
أسلوب الشاعر يتسم بالعمق والبلاغة، حيث يستخدم تراكيب لغوية متينة وصورًا بيانية مؤثرة تنقل القارئ إلى قلب المشهد. تظهر في القصيدة لمسات من الحنين والتأمل في الزمن والتغير، مما يجعلها نصًا غنيًا بالدلالات والمعاني.
محمود البريكان، بشاعريته الفذة، ينجح في تحويل مشهد ساكن إلى لوحة حية تنبض بالمشاعر والتأملات، مما يجعله واحدًا من أبرز الشعراء الذين أبدعوا في تصوير عمق التجربة الإنسانية.
……
قصيدة "إنسان المدينة الحجرية" برؤية بسمة الصباح للشاعر العراقي محمود البريكان
تعد هذه القصيدة من الأعمال الأدبية التي تتناول بعمق تجربة الإنسان المعاصر في المدينة الحديثة، حيث يُصَوِّر الشاعر حالة الاغتراب والعزلة التي يعيشها الفرد في مجتمعٍ ماديٍّ صلب.
تبدأ القصيدة بوصف العالم المطمور تحت الأرض، حيث المتاهات المصنوعة من الحديد والإسمنت والحجر، مما يعكس البيئة الحضرية القاسية التي تحيط بالإنسان.
يستخدم الشاعر استعارة "عنكبوت الخوف والضجر" ليرمز إلى المشاعر السلبية التي تتسلل إلى نفوس سكان هذه المدينة، حيث الطرق الصامتة تُعَبِّر عن انعدام التواصل والحياة.
يُشير الشاعر إلى "لابرنث الموت" كمكان يهلك فيه البشر شوقاً إلى الحياة، حيث يضيع الصوت ويفقد الأثر، مما يرمز إلى فقدان الهوية والاتجاه في هذا العالم المعقد. بينما تُعَبِّر العبارة "كأنما تلهث في لهاثك العصور" عن استمرارية المعاناة الإنسانية عبر الزمن، وكأن الإنسان يدور في حلقة مفرغة من الضياع والبحث عن معنى.
في وسط هذه الظلمات، تبرز في عيني الإنسان "شيء ما عن الربيع"، مما يدل على الأمل الكامن في داخله، ورغبته في الهروب من السجن الصخري إلى عالم مليء بالحياة والألوان.
يُعَبِّر الشاعر عن الحلم بالشمس التي تضيء وتلون الأرض، وعن رقص الزهر البريء، مما يعكس التوق إلى الطبيعة والحياة البسيطة بعيداً عن تعقيدات المدينة.
تبرز في القصيدة قدرة الشاعر المبدع على استخدام الصور الشعرية والاستعارات للتعبير عن مشاعر العزلة والبحث عن المعنى.
ختاماً: تشكِّل العناصر الإيجابية في القصيدة دعوة للتفكير في واقعنا الحالي وإعادة الاتصال بجوانب الحياة الأكثر إنسانية وطبيعية بعمق وجداني. … ..
إنسان المدينة الحجريّة في العالم المطمور تحت الأرض، في متاهْ قدّ من الحديد والاسمنت والحجرْ حيث يمد عنكبوت الخوف والضجرْ خيوطه في طرق الصمت، ولا مفرْ... في لابرنث الموت، حيث يهلك البشرْ شوقاً الي الحياة حيث يضيع الصوت، حيث يفقد الأثرْ أنت هنا تدورْ كأنما تلهث في لهاثك العصورْ أنت هنا... ماذا تغني أنت للقبور? ماذا تقول للظلام الفظ والصقيع? وما الذي تسر للوحدة ? تدور! في عينيك شئ ما عن الربيعْ وعن سماء لم يمر العدم المريع بأفقها، وعن مكان ضاحك وديع يغسله الفجر، ويرويه السنى وحده! انت هنا في سجنك الصخري، في دروب تلتف، تلتقي، وتلتف، ولا يؤوب أسيرها، تحلم بالعالم، بالهروب من السكون الوحش، من خيالك المتعبِ من صوتك الأبح، من وقع الخطى الأشهبِ من الرؤى يدركها الذبول والجفاف كالزهر، كالعنقود بعد موسم القطافْ تحلم بالعالم، بالشمس التي تضيء تلون الأرض، ورقص الزهر البريء تحلم: أبعاد، وآفاق وأغنيات وأعين ضاحكة، رائعة اللغاتْ شواطئ مديدة، ليس لها مدى جزائر مفعمة بالعطور والندى مدائن غريبة، تموج بالحياة عواصم مخيفة الهدير والصدى ملامح تطبع في النفس، مصادفات عجيبة، دموع أحزان، وقهقهات.... تحلم بالعالم حيث ترسخ الجذور وتلعب الرياح حيث يكون الليل حلماً فرحاً جسور بمشرق الصباحْ. كم ساعة قضيت من أمسية حزنى تنظر في البحر الذي ليست له حدودْ ماذا تقول أنت للموج الذي يعودْ بعد ارتطام بالصخور الخضر (الخلودْ للصخر.... للصخر الذي ليس له معنى...) ماذا تقول أنت للطير التي تحومْ على اشتعال الماء? والقش الذي يعومْ خلاله (لعله من منبت سحيقْ جاء ونحو شاطئ محتجب عتيقْ سينتهي!) وما الذي تقول للشراعْ الأبيض الخفاق، والريح التي تهيم في مرح كبهجة الأطفال واندفاع ! ماذا تقول أنت في هدوئك الأليم للأفق المدور المغلق? والشعاع? ألم تكن يوماً طفلاً جميل السر لا يحاكم البشرْ? ألم تكن يوماً تهرع للشمس وتشتاق الى القمر? من أين جاءت هذه الوحشة في قلبك? كيف تلاشي الدهر عن رؤيا بلا ألوان? وأين ترجو أن تلاقي أيها الانسان ما ضاع من حبك ؟ ……
قصيدة "حارس الفنار" للشاعر محمود البريكان برؤية بسمة الصباح
هذه القصيدة الرائعة تُجسِّد تجربة إنسانية عميقة، حيث يقف الحارس وحيداً في فناره، منتظراً زائراً مجهولاً قد لا يأتي أبداً. هذا الانتظار الطويل يعكس حالة من الترقب والقلق الوجودي، مما يجعلنا نتساءل عن ماهية هذا الزائر: هل هو الموت؟ أم الأمل المنتظر؟ أم مجرد وهم يعيشه الحارس ليكسر به رتابة وحدته؟
البريكان، بشاعريته الفذة، يأخذنا في رحلة داخلية إلى أعماق النفس البشرية، حيث تتصارع المشاعر والأفكار في دوامة من الحيرة والانتظار. يُذكِّرنا الحارس بضعف الإنسان أمام الزمن والمجهول، وكيف يمكن للوحدة أن تكون مرآة تعكس أعمق مخاوفنا وتطلعاتنا.
تعتمد القصيدة على تكرار مفردات مثل "الانتظار" و"الزائر" و"الزمن"، مما يخلق إيقاعاً دائرياً يعكس حالة الترقب المستمرة. فهذا التكرار يُشعرنا بالروتين الممّل الذي يعيشه الحارس، ويُبرز فكرة الزمن الذي يبدو وكأنه متوقف.
اللغة المستخدمة في القصيدة تجمع بين البساطة والعمق، حيث يستخدم الشاعر صوراً حسية قوية تعكس حالة العزلة والانتظار. تصويره للزمن يعكس هشاشة اللحظة وحالة التوتر التي يعيشها الحارس.
تعكس القصيدة مشاعر الوحدة والحنين إلى المجهول، حيث ينتظر الحارس زائراً قد يغير واقعه الرتيب. هذا الانتظار يعكس توق الإنسان إلى التغيير والهروب من الروتين، وهو موضوع شائع في الأدب الرومانسي.
نجح الشاعر بنقل مشاعر الحيرة والقلق من المستقبل المجهول، حيث يقف الحارس على حافة المعلوم والمجهول، منتظراً ما قد يأتي أو لا يأتي. هذا الشعور يعكس حالة الإنسان في مواجهة مصيره المجهول، والتساؤلات الوجودية التي تراوده.
البريكان، بشاعريته العميقة، يضعنا أمام مرآة أنفسنا، لنتأمل مخاوفنا وآمالنا في لحظات الانتظار. قصيدته "حارس الفنار" ليست مجرد تصوير لحالة فردية، بل هي انعكاس لتجربة إنسانية مشتركة، تجعلنا نتساءل عن دورنا في هذا الكون الواسع ومعنى وجودنا فيه. ……
حارس الفنار أعددتُ مائدتي وهيأتُ الكؤوس متى يجي ء الزائر المجهولُ؟ أوقدتُ القناديلَ الصغار ببقيةِ الزيت المضيءِ فهل يطولُ الانتظار؟ أنا في انتظار سفينة الاشباحِ تحدوها الرياحْ في آخر الساعات قبل توقف الزمن الأخير في أعمق الساعاتِ صمتا : حين ينكسرُ الصباح كالنصل فوق الماء حين يخاف طير أن يطير في ظلمة الرؤيا سأركب موجة الرعب الكبير وأغيب في بحر من الظلماتِ ليس له حدود أنا في انتظار الزائر الآتي يجيء بلا خطى ويدقّ دقتهُ على بابي.. ويدخلُ في برود أنا في انتظار الغامضِ الموعود تحماه الرعود والريح يوشكُ أن يحل الوقتُ والأفق الطويل خالٍ وليس هناك ظل سفينةٍ يبدو الوجود كالقوس مشدودا ولكن لاعلامةَ للرحيل . سقطت فنارات العوالمِ دون صوتٍ والرياح هي بعدُ سيدة الفراغ وكل متجهٍ مباح. وتغيرت طرق الكواكبِ فوق خارطةِ السماء الآن تكذب ألف بوصلةٍ تشير الى الفناء وعلى مسار الوهم ترسم خطها القلقَ القصير مامن مغامرة هو التيه المجرد في العراءْ أتذكّر الموتى ولون دموعهم في الزمهرير (ولعلهم كانوا جميعا قبل ذلك أبرياء) لم يهلكوا جوعا ولا عطشا وإن كانوا ظماء ماتوا بداء الوهمِ ليس لطائر البحر الجميل شكلُ وقد لاينزفُ الدم من قتيل أتذكّرُ المدن الخفية في البحار أتذكّر الأموات والسفنَ الغريقة والكنوز وسبائكَ الذهب المصفى والعيون اللامعات وجدائلَ الشعرِ الجميلةِ في القرار منثورةَ وأصابع الأيدي المحطمة النحيلة مفتوحة لا تمسك الامواج في الطرق الظليلة في القاع تنتثر النياشين المدوّرة الصقيلة وتقر أسلحة القراصنةِ الكبار ياطالما أسريتُ عبر الليلِ أحفر في القرار طبقاتِ ذاك الموت، أتبعتُ الدفائن في السكون أستنطق الموتى أرى ماكان ثم وما يكون وأشم رائحة السكون الكامل الأقصى أريدْ أن لا أمثّل من جديد آلام تجربة العصور أن لا أُقطّع بالتوتر، أو أسمّر بالحضور أبصرت آدم في تعاستهِ ورافقت الجيوش في أضخم الغزواتِ نئتُ بحمل آلاف النعوش غنيت آلاف المواسمِ همتُ في أرض الجمال ووصلتُ أطراف المحال ورأيت كيف تدمّرُ المدن المهيبة في الخفاء شاهدت مايكفي وكنت الشاهد الحي الوحيد في ألف مجزةٍ بلا ذكرى وقفتُ مع المساءْ أتأمل الشمس التي تحمرّ كان اليوم عيد ومكبرات الصوتِ قالت: كل انسانٍ هنا هو مجرمُ حتى يقام على براءته الدليل وسمعت أبواق الغزاة تضج في الليل الطويل ورأيتُ كيف تشوّه الأرواحُ جيلا بعد جيل وفزعتُ من لمعان مرآتي: لعلّي كالمسوخ مسخُ تقنّعهُ الظلال وعجبت منها دمعة في القلبِ تأبى أن تسيل والدمع مهما رق هل يكفي لمرثيةِ الجمال؟ الوقت أدرك رعشة في الريحِ تعكسها الصخور الوقتُ أدرك موجة تنداحُ من أقصى الدهور الوقتُ أدرك لست وحدي يعرف القلبُ الجسور أن الرؤى تمّت وأن الأفق يوشكُ أن يدور أنا في انتظار اللحظة العظمى سينغلق المدارْ والساعة السوداء سوف تُشلّ تجمد في الجدار أنا في انتظار والساعة السوداء تنبض نبض إيقاعٍ بعيد رقّاصها متأرجحُ قلِقُ يميل الى اليمين الى اليسارِ الى اليمينِ الى اليسارِ الى اليسارْ.حارس الفنار
#بسمة_الصباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حار القصيد
-
عربية أنا
-
قراءة نقدية لنص روح في علبة سردين
-
تراتيل العشق الأزلي
-
ربما
-
آيات الحب
-
عناقيد الأماني
-
صغيرة مشاغبة
-
العشق البدائي
-
حلم جميل
-
سلطان الحب
-
ضفاف قصيدة
-
طقوس الفراق
-
عبق الذكريات
-
العلاقة بين الفلسفة والادب
-
جمان
-
من أنا
-
مأساتي الكبرى
-
الجاحظ وفن السخرية
-
قارئة الفنجان
المزيد.....
-
-انقلاب صامت-.. بين دستوبيا الشركات العالمية ومقاومة الجنوب
...
-
الوفود الفنية الأمريكية الأوكرانية تجتمع في الرياض عشية المح
...
-
محاكمة الممثل جيرار دوبارديو... عودة على الاتهامات الموجهة ل
...
-
مسلسل درامي يثير أزمة في مصر وبلاغ للنائب العام لوقفه وحذف م
...
-
لوحات بريشة بريطاني تجسّد مآسي الحرب الإسرائيلية على لبنان و
...
-
ما الذي جرى لليابان بعد أن اكتشفت الإسلام؟
-
وزير ثقافة لبنان: على العرب العمل لوقف عدوان -اسرائيل- على ل
...
-
ابسطي اولادك وفرحيهم.. تردد قناة ماجد للأطفال الجديد 2025 لم
...
-
انتخاب الكاتب الصحافي حاتم البطيوي أمينا عاما لمؤسسة منتدى أ
...
-
باريس تحتضن معرض -سنوبي-: أزياء مستوحاة من شخصيات كرتونية لا
...
المزيد.....
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
المزيد.....
|