احتفاء بالتراث وتجديد للأمل .. عيد نوروز في العراق

رقية الخاقاني
صحفية وكاتبه وناشطة في حقوق المرأة
(Ruqaya Alkhaqani)

الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 17:11
المحور: الادب والفن

عيد نوروز، أو "اليوم الجديد"، هو أحد أقدم الأعياد التي يحتفل بها البشر، ويمثل بداية السنة الجديدة وفق التقويم الشمسي الفارسي. يُحتفل به في 21 مارس من كل عام، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، ويُعتبر علامة على تجدد الطبيعة وبداية فصل الربيع. في العراق، يحتفل بهذا العيد بشكل خاص في المناطق الكردية والتركمانية، حيث يعتبرونه رمزاً للحرية والهوية الثقافية.
ويعود أصل عيد نوروز إلى أكثر من 3000 عام، حيث كان يُحتفل به في الإمبراطورية الفارسية القديمة. ومع مرور الزمن، انتشرت تقاليد هذا العيد في العديد من الثقافات، بما في ذلك العراق. بالنسبة للأكراد، يُعتبر نوروز رمزاً للنضال من أجل الحرية والاستقلال، حيث يرتبط بأسطورة "كاوا الحداد" الذي انتصر على الطاغية الضحاك، مما جعل هذا اليوم يوماً للانتصار على الظلم والاستبداد.
في العراق، وخاصة في إقليم كردستان، يُحتفل بعيد نوروز بطرق متنوعة تعكس التنوع الثقافي والاجتماعي للمنطقة. تبدأ الاحتفالات بإشعال النيران على قمم الجبال ليلة العيد، وهي طقس يعرف باسم "عقيده نوروز"، حيث يتجمع الناس حول النيران ويغنون ويرقصون، تعبيراً عن الفرح والأمل بتجدد الحياة. كما تُقام حفلات غنائية ورقصات شعبية، مثل الرقصات الكردية التقليدية المعروفة باسم "الهولر".
إضافة إلى ذلك، تُزيّن المنازل بالورود والأزهار، ويتم إعداد أطباق خاصة لهذه المناسبة، مثل "سماق وبايز" و"دولمة". كما يُعتبر يوم نوروز فرصة للعائلات للاجتماع وتبادل التهاني والهدايا، مما يعزز الروابط الاجتماعية.
وفي العراق، الذي يعاني من تحديات سياسية واجتماعية، يُعتبر عيد نوروز مناسبة لتأكيد قيم التسامح والتعايش بين مختلف المكونات الثقافية والدينية. فبالرغم من الاختلافات العرقية والدينية، يجتمع العراقيون في هذا اليوم للاحتفاء بالربيع وتجديد الأمل بمستقبل أفضل.
وعلى الرغم من أهمية نوروز كجزء من التراث الثقافي العراقي، إلا أن الاحتفالات به واجهت تحديات في بعض الفترات، خاصة خلال الحقب التي شهدت قمعاً للهويات الثقافية. ومع ذلك، استمر الأكراد والتركمان في الحفاظ على هذه التقاليد، مما جعل نوروز رمزاً للصمود والهوية.
وختاماً فأن عيد نوروز في العراق ليس مجرد احتفال ببداية فصل الربيع، بل هو تعبير عن الهوية الثقافية والتاريخية للشعوب التي تحتفل به. إنه يوم للتأكيد على قيم الحرية والسلام والتعايش، وفرصة لتجديد الأمل بمستقبل أفضل للعراق. في ظل التحديات التي يواجهها البلد، يظل نوروز منارة تضيء طريق الوحدة والتفاهم بين جميع مكونات الشعب العراقي.

#رقية_الخاقاني (هاشتاغ) Ruqaya_Alkhaqani#

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات