كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 12:20
المحور:
الادب والفن
فهرست
1 جرذ العسل
2 حوار في علبة
3علبة مجهولة المصدر
4 مذكرات علبة مشردة
5 فتاة في مصنع تدوير
6 مصانع العلب
7 حكاية النهر الابدي
جرذ العسل
خمسة قرون استغرقت الاجيال لصنع اغطية العلب..
اما الانسان فتكفيه احيانا صدمة واحدة ليعلب نفسه
فيستأنس بظلمته.
تلال العلب التي ترمى يوميا في الانهر المزرقة
حين ينتعش الغزل
او القمامة. .او تدوّر
تعكس شراهة الانسان
حاجته للتحليق والشبع
لكن علبتي المثقوبة قدر حجم مسمار
كيف استنفذ ربع عسلها؟!!
لا صغار ولا رياح اطاحت بها
انها من شهر على رف خشبي
كيف تبخر سائلها؟!!
بعد رصد دقيق
اتى جرذ وانفذ ذيله في ثقبها
واخذ يلحس منه
هكذا نهبت ثروات الشعوب
هكذا اندلعت الثورات
هكذا تنقذنا غرائزنا من الانقراض
كن جرذا مستمتعا بالعسل بدلا من قضاء الوقت بالعويل
+++++++
( حوار داخل علبة)
قالت السمكة الصغيرة
( الى متى نبقى هنا متحجرات ولا احد يسمع صراخنا؟!!)
قالت اكبرهن
-- كفى ثرثرة وآن ان تأوين للنوم.
حل السكوت....
في منتصف الليل صحت السمكة الصغيرة
حركت زعانفها بحذر
حلمت بامواج النهر
بصديقاتها
بالأم التي لم تعد تتذكرها
باشعة الشمس المذهبة
بالأغصان التي كانت تتهاوى ثمارها، فتلتقط...
حلمت ستكون اما ذات يوم
فتخشى على صغارها
توترت خياشيمها
احست بالأختناق
وعادت للنوم في علبة السردين.
29 مارس2025
+++++
علبة مجهولة المصدر
العلبة الحمراء التي رسم عليها سرطان البحر باللون الاصفر
احد احدث شقا في غطائها.
طفحت مع امواج البحر الهادرة
غارت في رمال الشواطيءدخلت جزرا غير مكتشفة
انها من قرن تدافعها الامواج
سافرت مع بواخر الهند
مع البوارج الحربية
صيروا منها صغار افريقيا كرة قدم وهي صابرة.
رمتها موجة الى بستان
ظلت سنوات تشويها الشمس
تكسرت اضلعها
قزأت وتعبت من الانين.
رمتها عاصفة للنهر ثانية
استوطنتها العقارب الصغيرة
وشيّد عليها المحار مستعمرته
حين رمتها من شرفة شناشيل
مراهقة شقراء
لعلها تصل اليه...
لم تكن تتوقع
بعد كل تلك السنوات
بان حبر رسالتها التي دستها في الشق
لم تخسر حبرها
وان صيادا سيلتقطها
يعقد فيها حبلا
ويصنع منها دلوا لرفع الماء.
20 مارس
2025
++++++++
(مذكرات علبة مشردة)
عمل بي صياد خائب قهوة تفحمت على نار الاغصان
في السواحل النائية
فخلعت من جسدي النجمات الثلاث واسم فتاة وتقويم كتبه ذكرى مراهق عاشق.
صير مني نجار صندوقا لجمع المسامير المعوجة الصدئة
كنت السلاح في معارك الصغار اشج الرؤوس..
قاصة لمصوغات امرأة لعوب
جبت جزيرة سرطان البحر وانفاق النمل العميقة..
خبئت مع كنوز الفرعون تحت الاهرام
تحولت كرة للصغار في جزيرة تاهيتي
ومخبأ لنقود عتال سفن
هدفا لقناص متدرب
مستودعا للبيانات السرية وردية المحتوى
،كاذبة المنتهى.
جعل مني ملاكم مفلس شاب قفازا للتدريب
كتب عليّ احد في جامع منزو( يخرج منهما اللولؤ والمرجان).
كتب مناضل ( لا بد ان ننتصر)
تولع رجل الهور المحكوم بالاعدام بشم السمك المرسوم على جسدي.
فار فيّ ماء الاعشاب لطرد الجن والحسد وجلب الحبيب
ازكمتني رائحة القرنفل والكمون.
قدس مائي يوم مليء من بئر زمزم
سحقتني المزمجرات ايام الانقلابات الخاسرة
كنت مثل الناس تظاهرت في الشوارع احمل غصن الزيتون وازغرد.
لكن ذكراي الاشد حزنا
يوم وقعت بيد المعتقلين
كانوا عراة شرحت اجسادهم
منعوا من التدخين
عدد منهم بلغ الجنون
لشحتي كان يسرقني احد فيزيل اسما ويكتب اسمه
ثم يسرقني ثالث ويزيل ويكتب
ورابع وعشرون
كنت قصعة طعامهم الشحيح الرث
واداة للوضوء واراقة المائية ،مرة في اليوم فقط.
ولكثرة الشطب ازيلت قرنفلاتي ولوني الرماني
والقلب الدموي المطعون بسهم
تحولت للون الابيض
بعدما سلخوا جلدي
تلمع فضتي كلما دعوهم للتعذيب
وابقى وحدي.
20 مارس2025
+++++++++++
( فتاة في مصنع تدوير )
فجأة وجدتني في معمل تدوير العلب
مكممة ومغلولة..
اتوا بي مع اكياسها المنتفخة
كبسوها
وانا اشاهدهم بحزن ورعب
كانت عيناي ناضجتين بالضحكات
وجيوبي برسائل عشق لم ترسل
جسدي من الزبد
ورمانتاي لم يمسسهما احد.
كانت العلب تتصدع ،تستطيل ،تتكور ،تنحني ،تتقعر ، تستقيم، تتقطع.
كنت نقشت على زندي المبيض قوسا يتوتر،نبلته افعى.
لست من هواة اللدغ
لكني قلّدت امرأة في مجلة.
لم يكبسوني مثل العلب الملونة المتنوعة الاخرى
انزلوني عبر سلم
الى غرفة مظلمة
كنت اسمع الزئير
وعويل الوحوش
ووقع اقدام الاشباح
نسيت استغيث بامي
او بالرب
وامتدت اياد بلا اجساد
قلعت شعري ،وجفني
ثم دفعتني لغرفة اخرى
سلبت رسائلي واحرقت
هبطت سلما آخر
ذبحوا ضحكاتي ،وصهروا اقلامي ورموشي ،ودفاتري المدرسية
هبطت سلما ثالثا
كانت الظلمة مكثّفة
والصمت تلال
بتروا احدى رماناتي ، وحركوا الافعى في زندي
شرعت بلدغي
بعدها سحبوني لمصنع فرعي
فطليت بالقير والرهبة
ونفشوا وجهي بالطلاسم.
حين رأيت النور اخيرا
حين اصبحت حرة
هربت مني المرايا
والناس والاشباح
منذ قرون وانا اهيم في المدن والفيافي
لعلي اجد وحشا او بشرا لا يفزع مني.
من قرون وانا ابحث عني.
21 مارس 2025
+++++++++++
(مصانع العلب)
علب فاخرة
للانتصارات المزيفة
علب جاهزة
للسلوكيات المصابة بازمة التدوير
علب منشطة
للفراش الذي مل من رتابة السيقان ليلا
علب نابضة
للهتافات التي لن نمل منها ، التي في عنق زجاجة
علب لتفريخ علب لكل الحلول الملغمة
التي تستأصل ازماتنا الروحية
علب لسجادات الصلاة التي لم تنقذ تفسخنا
علب للانتفاضات الخاسرة
علب للتقاليد البالية التي نتمسك لها بشراسة
علب للخساسة
علب لترشيح التخلف
علب لتنشيط الطائفيات
والذبح بالخناجر المعكوفة
علب لتسميم ارواحنا
بالاوبئة الجماعية
علب للنواح على شبابنا مزقتهم الالغام ولم نحتفظ لهم بذكرى
علب دليل على دول شرّحت ويصعب الاهتداء اليها
كلها مزينة بالجمال ومغرية
ومذيلة بالارشادات الطبية التجارية
لكنها جميعا
جميعا هي تخطت حاجز الصلاحية
ولم تعد تواكب العصر.
21 مارس
2025
+++++++++
(حكاية النهر الابدي)
يموت
النهر من ملوحة وشحة وسمه يموت
يعولّ صيادوه
تهجره الاسماك
يسقط من ضفته النخل
اليه، او يركع او يسجد...
يقاوم التعليب
يشمخ في مجزرة التعذيب.
انا الذي حميت
صقر قريش واختصرت الدرب للثوار،
اجداد هارون.
انظر الان اليّ
هجرتني النوارس واستعمرتني السفن والزوارق الغرقى ،
والمزمجرات التي هوت ، والمقذوفات التي اخطأت الثائرين
.ابحثوا في اعماقي عن سيوفكم حرويكم
واسرجة الجياد التي هوت
وتلال الجماجم. ...
لا انوح ولا اتبرم ,
لكني حزين لعزلتي
كنت فرحا بالعشاق على ضفافي
تظللهم اشجاري وافرة الظلال
اصغي لاحلامهم وانا فرح بهم.
كنت غروبا اعود بالصيادين لاكواخهم
مثقلين بالسمك والبهجة والتعب
يشعلون الفانوس
ويمرحون مع صغارهم
وامرأة متهيأة صابرة...
صهروا عبارتي التي كانت تقلكم للجامعة
+++++
انا المتدفق الابدي
صنعوا من قصبي اقلامهم
وغطوا بها سقوق معابدهم ، اذ صيرو ها سجادة مقصّبة.
انا الذي احتفظت بمناشير الثوار السرية
واسرار الانتفاضات التي اجهزت عليها المدافع والقناصون.
انا الذي حملت المستعمرين لكني اغرقتهم اخيرا
++++++++
النهر الابدي
احتفظ برسائل المراهقات
وخطط الغدر والاغتصابات
واحفظ عن ظهر قلب مهرجاناتكم واعيادكم
وانا الذي اطهر المندائيين في اعراسهم
واسلب الثكالى صغارهن في غفلة من الحذر
وانا الذ رعيت البراعم والشتائل
وجعلتها غابات نخل على ضفافي وانهاري
من هذا المتفلسف الخرف اذي يحاول تعليبي
وان تتجولوا فيّ بعد تصحري وان اتحول معملا لتعليب الاحلام؟!!ّ
ويهربي تحفة اثرية ؟!
ساشمت بتفسخك يوما وابقى
انا النهر الابدي
العصي على القدر
الا ( اذا زلزلت الارض زلزالها)
عندها : حشر مع الناس عيد
اما الان فانا شوكة قرش في بلعومكم
عصي على الزوال .
تذوب فيّ نحاسية الشمس فجرا وفي الغروب اتحول شعلة مذهبة
الوان امواجي لا متناهية
حسب الظل والشمس
والغيوم التي تتشكل فوقي لوحات متاحف
اتدرج من الخضرة الهادئة الى الفضة الصاخبة الى الازورد
اصفر واحمر وارتدي ثمر الرمان والموز ولون التمر والدبس
والالوان الليلكية وحين امر بعبارة ترعة للسقي
وقت البزوغ
انشد مواويلي العميقة الحزن التي تسكر الفلاحين
وحين يصهرهم الحر , سكارى ضفافي , ادعوهم لحفلة استجمام في امواجي الباردة
تحت الجسور الخشبية
وفي ظلال النخيل
حيث تصدح الخشابة كل غروب
( كسرى بزمانة حكم .. تخسين يا دنيتي انت وكومج عليّ ).
صبي معهم انثوي النزعة مختص بالرقص
او صغيرات الغجريات
حين عبروا الازارقة خلّفوا الجماجم في قاعي
وحين هرب العثمانيون
احتفظت ببعض لهجتهم وازيائهم خاصة غطاء الرأس
انا لا انسى عدوا ولا صديق
مخزن للتاريخ
تغلغلوا في عميقا ستجدون تاريخكم
اما هذا المفلس الذي يحاول ان يزجني في مصنع تعليبي فتبت يداه
وخسئت روحه
انا الشط الفارس الابدي الجريان الازل
العصي على الانقراض
______
يجري .. يجري ,
فلتجر ايها النهر الابدي طافحا بمخلفاتهم وملغّزا بعضها في قاعك ..
تتغير عليك الظلال ..
تتغير اشكالها كل يوم وانت تتقبل تحولات اغصانها وجذورها ...
الرسائل المعطرة الحميمية مطبوعة او مكتوبة بخط يدوي مع زهرات وقلوب حقائب السفر التي تهرات.... درّاجات الصغار الهوائية ,
بوقات الجيش ,
حبات المشمش التي قاومت قسوة الامواج وشجيرات مشوكة
وشجرالغرب والكالبتوس على ضفافك بدلا من الحمضيات
واشجار الرمان والتوت والعاقول والطرطير بدلا من الريحان والفلفل واللوبياء .
اختفى الهدهد من على ضفافك الغربية فتحسر السحرة الباحثون عن عظمه الذي يجري ضد التيار ..
وابو الزعر وعرموط القصب والغراب بلون اسود وابيض والطيور الحرة ,ودجاج الماء .
والبغيلي الاسود النهم المختص بصيد الاسماك ونعاج الماء الذي يخزن صيده بكيس في رقبته
والمهلهل زاهي الالوان بصوته كصوت الهلاهل الذي يبني اعشاشه في شقوق جدران النهر قريبا من الماء .. وكم حطمت قوة الموج سدودك التي كونها حمّارون نقلوا الحجر والتراب على ظهورها .
.لقد استقبلت هموم الطلاب وأمالهم وهم يجتازون شرقك أمنين بالعبارة يقصدون الحرم الجامعي مرددين القصيدة الشهيرة ويهمسون باخرى اباحية نسجتها طالبة متمردة على غرار . ومدمدمين < هذا ديداج يا هيلة من غرورج ما صحيتي ... > او (جانت ثيابي علي غربة كبل جيتك ومستاحش من عيوني ) ...وكم احتضنت من مناشير تمهد للثورات ( ايها الشعب العظيم // ستقوم فئة ثورية طليعية بثورة عارمة تتطيح بالرؤوس العميلة العفنة >..
وكم استقبلت بيانات برقم واحد فانتعشت الارواح قبل ان تكتشف بانها ستقضم العاقول والخيبات ..
وكم سال اليك دم من حروب الجمال ووقعة الشذا حين تعب الدفانون من قبر تلال الرفات ..
توضأ في مياهك الفراهيدي ونظرك البيان والتبيين بعينين جاحظتين
وشرب من مائك سيبويه قبل ان يقصد الصحارى ويصغي لبدويتين (يا اختاه لولا العرجون لغسقني الغاسق )..
وانشغل على ضفتيك شبان يافعون محاولين فرز الناسخ عن المنسوخ ومفسرين < همت به وهم بها >..
ارى بعمقك صايات الدومينو التي هجرها الاجيال والرقم 27 حيث كان يصرخ احدهم | دنبلت -.. وسروج جياد الريسزوحدواتهم المستقرة في طينك الملوث وبقايا الدلو من الصفيح وبنود الخصوص التي تهشمت ...الرسائل المعطرة الحميمية مطبوعة او مكتوبة بخط يدوي مع زهرات وقلوب
حقائب السفر التي تهرأت ..
دراجات الصغار..
عروق السدر التي كشفها انهارك الصغيرة بعدما غادرها الغرين ..
بوقات الجيش حبات المشمش التي قاومت قسوة الامواج .. واين السفن الصغيرة التي تنقل للملكة بالات السوس الذي وضعوه الان على اللائحة الحمراء فهو يحتضر بملوحة الماء .!!؟..
قصع الجنود من الالمنيوم وزمزمياتهم ..
جذور صغيرة وبقايا اغصان تحورت لشبه اقنعة افريقية وآلهة لم يعبدها احد ,
اطارات العجلات التي غرقت والمزمجرات التي قصفت واوسمة انواط الشجاعة التي صدئت ..
بدلات الاعراس والقلائد التي اغرت .
والان تئن من الصدا..
الاسماك التي نجت وبقيت الكلابات في خياشيمها ..احذية الغرقى والمنتحرين
وانت تجري وتجري غير مبال بها...
الافاعى تتصارع في قاعك والديدان المجهرية ........ وابو الجنيب وابو العرس والرفراف الذي سقطت منه سمكته و جناحه فابتلعته امواجك.
عانيت من بطء الجريان وكثرة الانحناءات والاستدارات وظهور الكثير من الجزر ذات الشكل الطولي في مجرك لضعف قوة التيار على حمل الرواسب الطموية مثل العجيراوية والطويلة والشمشومية وأم الرصاص والبحرية والقطعة وجزيرة الحاج صلبوخ والزيادية والدواسر والأغوات والدويب والمبادرية وماجد والعبيد وشاهينية والمطوعة وأم اليبابي والرميلات والبلجانية والبوارين والصالحية والسندباد ..
عانيت من المعاهدت لثلاثة قرون لم تنصفك واحدة منها .. وتلك البقعة ذات العشرة نخلات تحتضر بشكل رمح يتغلغل في النهر قرب ما سمي بالناظم حيث يسبح الصغار صيفا وتمد العوائل بسطها لتشوي الاسماك ..هنا حيث سمعت عويل اب يصرخ فجرا < يا بووية ... ابني .. اريد ابني > وكان ولده قد اتى مع رفاقه وزميلاته فتقدم ومضى لقاع النهر ولم يتمكنوا من انتشاله حتى اتوا بغواص فانتشله منتصف النهار .. اتوا فجرا للاحتفال الذي حوّل ماتما والاب ينوح وانت تصيد وتسمعه ينوح ويصرخ ويستغيث < يا ابني .. اااخ يا ولدي > يشهق : نظرة للسماء واخرى للنهر حيث البقعة الجائرة .
ارى آثار المستعمرين على ضفافك ورغم ان اكثرها تهاوى او قضمه الصدأ فقد بقيت معالمها شاخصة تذكرني بهم.
وذلك الطوب الذي هزم مدفعهم فهزجوا < الطوب احسن لو مكواري >..التخوم هنا باعماقك واكياس التبغ من القماش وخناجر اللصوص المعكوفة وحبال المشانق للخونة والابرياء .
وانت تجري ..
اشم ثياب صقر قريش فيك وقائد الجيش الخرساني وفيك انغمرت حجول الريفيات وملاقطهن والطلاسم غير المتناهية .. وزرقة موجك مما رمى التتر من المصنفات فيك ,
تجري وزي الارمنيات في اعماقك وبنادق الثوار ورماح الزنج وسيوف الازارقة وهم يرمون فيك الاطفال الذين ذبحوا ..
و بساطيل الجنود الهنود حين غزاك الانكليز وآله السيخ التي سرقت فاحتويتها والعملة الفلس الذي توج العانة فترسخت الاهزوجة < عاش الزعيم الزود العانة فلس > وتندمج في مياهك صرخات الثكالى والقتلى من العباسيين اذ استقبلت جماجمهم ..
وفيك تدوي خفية خطبة الحجاج وعثوق النخيل التي سرقت من البساتين الآمنة وقطع اثواب الصبايا اللواتي تم اغتصابهن بالخداع
وحسرات الثوار الذين لم يجنوا الا عيونا كسيرة اخر العمر ...
فيك اقام الصابئة طقوسهم ورمت الامهات كربا تعتليها الشموع
وما زال موجك يحتفظ باطوار الخشابة في الزوارق < عنابي يا عنابي بخدود الحلييوة >... وتجري مع موجك صرخات جنونهم الخائبة : < يعيش .. يسقط >..
ولم يعش احد في حقيقة الامر وتمكنت من بعضهم المتاحف او مزبلة التاريخ ,
اختفت منك المهيلات واللقالق والنوارس والسفن الشراعية والابلام العشارية .. والوان اجمل من الطيور المهاجرة .. وشحت قناني العرق الثقيل الابيض الذي يرتب الجماجم المرهقة ويمنحها خدرا او جنة مؤقتة .. لم يعد اثنان تناولا الحشيشة ومدا ارجلهما لمياهك وبعد يوم صحيا فقال احدهما للاخر < للان لم يات الجزر > متوقعين انهما ناما لساعات لا يوما باكمله ..
وصنوج الراقصات وكمان العميان في الملاهي ....ابر الوشم المزرق على الاعناق المصقولة كمرمرحليبي , التي بانت عروقها الزرق ..
ومكاحل الزوجات اليافعات
وريش دجاج السبت في طقس اليهود بمعبدهم جوارك .. والصلبان التي تهاوت من ايادي الشقراوات ..
الاسماك كالاخلاق تضطر للهجرة ان تعكرت بيئتها
اشم اعماقك واقرؤك ...
وحدي على ضفتك الثكلى احسك واتهجاك فاقرؤك .. اين هم ؟!ِتعالوا معي نقيم مأتما لهذا النهر الذي توقعناه خالدا ...تعالوا واحضروا ساعات احتضاره .. لا تكونوا جاحدين لا تتركوني وحيدا اؤبّنه والقي في حضرته قصيدة رثاء .
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟