معتصم الصالح
الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 22:52
المحور:
الادب والفن
لم تزر الإمارات يومًا،
ولن ترى روما أبدًا،
ولا الريفيرا، ولا ساحل الذهب.
لم تمشِ يومًا في شوارع الإسكندرية،
ولا فكرت مرة في السفر.
ولا مرة.
لم تزر أضرحة الأولياء الصالحين،
نسيتها تلك الفوضى التي تُسمى تاريخًا،
أفضل النسيان
ألف مرة من أن تُحضر هذا الجنون.
لا أحد لديها لتترك له القطة.
وفي بعض الأحيان، تحلم عند الفجر،
فتجد نفسها مجددًا
في نفس القرية التي وُلدت فيها،
ما زالت كما هي،
مكابدة في مكان منسوب إلى الندم والنكران،
في قلب أرض تتلاقى فيها المستنقعات والصحاري،
حيث تملأ الثرثرة الأجواء
وتسود التفاهات الحياة.
وأخيرًا، أهداها أحدهم مروحة سقف،
متهالكة، صدئة،
روحها مثل أيامها،
عندما تدور، يكاد يقتصر جهدها
على طرد ذبابة واحدة.
لن تترك ذلك الكوخ أبدًا.
لا أحد لديها لتترك له القطة.
والألم يشبه لسعة إبرة حادة،
يستقر في الوريد العميق،
لكن لا بلسم هناك، ولا ترياق،
فهو الألم من أجل وهم
بتخفيف الألم.
لكن كيف ستصل إلى المستشفى؟
لا أحد لديها لتترك له القطة.
قريبًا ستبلغ التسعين،
ستعيش حتى المائة—
ما سر العمر الطويل؟
إنه بسيط جدًا:
لا أحد لديها لتترك له القطة.
#معتصم_الصالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟