لؤي الخليفة
الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 22:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ يفقد بوصلته السياسية في ظل الأوضاع المتأزمة التي تعصف بإسرائيل، داخليًا وخارجيًا. قرار عزله لرئيس جهاز الشاباك، المؤسسة الأمنية الأكثر حساسية، يعكس حالة من التخبط والاستنزاف السياسي الذي قد يدفع البلاد نحو صراع داخلي غير مسبوق.
منذ توليه السلطة، اعتمد نتنياهو على سياسة التحريض والتصعيد العسكري لتعزيز قبضته السياسية. غير أن الواقع اليوم يشير إلى أن هذه السياسة لم تعد تجدي نفعًا، بل زادت من حالة الانقسام الداخلي. فإسرائيل تشهد اليوم تصدعًا داخل أجهزتها الأمنية والعسكرية، حيث يبدو أن جنرالات الحرب الذين يحيطون بنتنياهو يدفعونه نحو مزيد من العنف والتطرف، بدلًا من البحث عن حلول استراتيجية مستدامة.
الاحتجاجات المستمرة ضد الحكومة، والانقسام المتزايد داخل المجتمع الإسرائيلي، تشير إلى أن الدولة العبرية قد تكون مقبلة على مواجهة داخلية خطيرة. فالتوتر بين التيارات العلمانية والدينية، والتباين في الرؤى السياسية بشأن التعامل مع الفلسطينيين، فضلًا عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، تضع إسرائيل أمام سيناريوهات غير معهودة قد تصل إلى حافة الحرب الأهلية.
لكن السؤال الأبرز: هل يدرك نتنياهو خطورة الموقف؟ أم أنه يواصل اللعب بالنار لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأمد؟ يبدو أن رهانه على العنف كأداة للبقاء في السلطة قد ينقلب عليه، لا سيما إذا استمرت حالة الاحتقان الداخلي بالتفاقم. فالمؤشرات تدل على أن الشارع الإسرائيلي لم يعد قادرًا على تحمل سياسات التصعيد دون رؤية واضحة لمستقبل البلاد.
إن استمرار نهج التصعيد العسكري ضد الفلسطينيين، جنبًا إلى جنب مع الأزمات الداخلية، قد يسرع من انهيار حكومة نتنياهو أو يدفعه لاتخاذ قرارات أكثر جنونًا قد تؤدي إلى انفجار داخلي يصعب السيطرة عليه. في النهاية، قد يكون نتنياهو هو المهندس الفعلي لأكبر أزمة داخلية تواجهها إسرائيل منذ عقود، وإذا لم يتمكن من إعادة التموضع سياسيًا، فإن سقوطه لن يكون سوى مسألة وقت.
#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟