أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سي محمد طه - البشرية في ازمة : الابادة الجماعية احدى تجلياتها














المزيد.....


البشرية في ازمة : الابادة الجماعية احدى تجلياتها


سي محمد طه

الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القضية الفلسطينية اعقد بكثير من تقييم المواقف منها خارج السياقات المحددة.
القضية الفلسطينية و القضية اليهودية التقيا في نقطة من التاريخ بعد ما يزيد عن 1900 سنة ، تراكمت فيها الاساطير و الاديان و انماط الانتاج المتعاقبة و الاحقاد الامبراطورية ،دينية و عرقية ، اثنية و لغوية ، اختلطت فيها المصالح الاقتصادية الدنيوية بالاحلام الوردية لوعود الاديان المتناسلة .
القضية اليهودية لها عمق في التاريخ البشري (نسبة الى ان الشرق الاوسط كان مركزا للبشرية في بداية التاريخ ) منذ السبي البابلي و اعادة ولادة الديانة اليهودية بعد تدمير الهيكل و تكوين الهوية الدينية بدمجها بالهوية الاثنية.
اعادة بناء اسطورة الهيكل و تدميره مرة اخرى من طرف الامبراطورية الرومانية في 70 بعد الميلاد و رحيل اليهود عن المكان الى الغرب الاروبي و شمال افريقيا و اليمن و العراق و بلاد فارس .
الديانة "اليهودية " التي استمرت مدة 1000 سنة تتكون و تتراكم بافكار اتباعها و تصنع اياتها و كتبها لحظة بلحظة تعرضت لاعظم ضربة بانفصال اليهود اتباع عيسى بعد وفاته بثلاث سنوات و تأسيس دين جيد يتبنى اليهودية بكل كتبها و اسسها و يتخلى عن كل عقم يقف امام انتشارها و جعلها ديانة لا ترتبط بفكرة الهيكل و لا بالاثنية المحددة و لا تربط قيام دولة ببناء هيكل و هي ما سمي بالمسيحية التي تبنتها الامبراطورية الرومانية كديانة رسمية لها في ما بعد و اثناء بداية الاضمحلال و ظهور بزنطة.
تقسيم الامبراطورية الرومانية جعل الحقد على المسيحية الرومانية ايمانا بحق اليهودية و الدفاع على حقها في البناء و الوجود وسيلة حرب صامتة . خاصة ان اليهود في اروبا الرومانية يعيشون مٱسي القهر و التمييز .
تطور الالة الاقتصادية بٱلات الانتاج و علاقات الانتاج اصطدمت بعقم المسيحية الكاثوليكية الرومانية و عدم قدرتها على المواكبة مما انتج المذهب البروتيستانتي الكالفاني الذي يلتقي بالكامل مع البراغماتية اليهودية في انسجام مع صعود الطبقة الرأسمالية المسلحة بفكر يهود بروتستاني يؤطر هذه الثورة الانتاجية ، الفكرية و العلمية و التقنية.
هذا التحالف الديني انسجم مع الوحدة الامبريالية الاستعمارية في تلاق مع الفكر الانساني المعاصر الذي تبنى حق الشعوب في تقرير المصير . شاع الفكر التحرري و الحقوقي في العالم الرأسمالي ، و الموازاة وجد اليهود في الاشتراكية متسعا للدفاع عن حقهم في الوجود كاثنية ثارة و اخرى كديانة مما جعلهم في مواجهة مع الحركات النازية و العنصرية في الغرب الامبريالي.
في بداية القرن العشرين قاد المسألة اليهودية قطبين اثنين ، قطب ليبيرالي استعماري تبنى اليهودية الارتودوكسية المؤسسة على اعادة بناء الهيكل و قيام الدولة اليهودية .و لقي هذا الطرح دعما في اروبا البروتيستانتية و طبقتها الحاكمة ، خاصة في بريطانيا و فرنسا و امريكا ، في حين عارضته الامبريالية النازية و الفاشية التي رفضت حتى الاعتراف باليهود كقومية تستحق تقرير المصير. و بالمقابل هناك قطب ٱخر ينشط في الاحزاب الاشتراكية العالمية ،و كان فاعلا اساسيا في تأسيس الاحزاب الشيوعية في دول العالم الثالث و قوة مهيمنة في الاحزاب الاشتراكية الاروبية. هؤلاء رغم ان اغلبهم لا يؤمن بالوحدة الاثنية و القومية لليهود ، الا انهم يعترفون بان اليهود يتعرضون لابشع عنصرية قهرية و دونية في المجتمعات الاروبية ، و بشكل اقل في المجتمعات الشرق اوسطية و الشمال افريقية. لذلك كانت مطالبتهم بمشروع وطن في اي بقعة من العالم يمكن لمن يرغب العيش فيه تحت حكم الدولة التي سيقوم عليها. و كانت الاولوية للاتحاد السوفياتي في منطقة تكون بعيدة عن اروبا خاصة بعد طرح وعد بالفور ، الذي جعل من الفكرة و المشروع شيئا منظورا.
في عهدة ستالين كقائد للاتحاد السوفياتي ، حددت لليهود منطقة بالشرق الروسي على الحدود الصينية الروسية .و تم تجهيزها و انتقل اليها عدد لا يستهان به من اليهود.
الا ان القوة الامريكية و سيطرتها على اروبا و استفادتها من التسليم البريطاني لها بتسيير العالم عبر اكبر شبكة استخباراتية و اكبر قوة اعلامية عالمية تمكنت من جعل الاغلبية من اليهود عبر منظماتهم العالمية تستقر على اختيار فلسطين التي جهزتها بريطانيا و فرنسا قبل الحرب العالمية لاستقبال اليهود. و كان اليهود الاشتراكيون يقودون عملية بناء المشروع . في هذه الظروف كاملة ليس لدى القيادة السوفياتية اي بديل غير دعم فكرة التقسيم و قيام دولتين بقرار اممي.
ستالين بعد ثلاث سنوات تم تسميمه و اغتياله و تولى سدة الحكم نكيتا سيء الذكر ، الذي سلم كل مفاتيح الحزب الشيوعي للقوى الرجعية في قيادة الحزب . بل ان جزء مهما من القيادة كان على وشك العزل بعد مؤتمر التشبيب الذي دعا له ستالين بعدما انكشفت نكوصاتهم للقومجية .
هؤلاء هم من تركوا مشروع قيام دولة فلسطين و الحلفاء العرب و الشيوعيين داخل دولة الكيان يواجهون الغطرسة النازية الصهيونية و الامريكية الفرنكوانجليزية.
هكذا وقعت القضية الفلسطينية في ملتقى كل المصالح التي تراكمت عبر التاريخ لتتنفس على ارض فلسطين.
اندمج الديني ، الاثني بالاحقاد التاريخية و انصهر في التحولات الانتاجية من العبودية الى الاقطاعية فالرأسمالية، و هاهي اليوم في نمط انتاج ما بعد الرأسمالية اذا صح المفهوم ، لتعطينا هذا الوضع الكارثي الذي اصبح فيه الدولار و المدفع هما القيمتان الوحيدتان التي تقودان العالم.
كل ما انتجته البشرية من قيم انسانية و مؤسسات لتنظيم تعميم تلك القيم لم يعد لها مكان . و الابادة الجماعية التي تدور رحاها على ارض فلسطين ليست الا تجلي من تجليات الازمة التي وصل اليها نمط الانتاج الاقتصادي العالمي الذي لم يتمكن من انتاج قيم بشرية انسانية و مؤسسات تدير الوضع على الكوكب. لكن نظرة موسعة على المساحة الزمنية في التاريخ نحن لسنا الا في مرحلة مخاض لمرحلة جديدة ستنهي هذا العبث. و المخاض هو خلق لحياة جديدة من وسط الدماء و العويل.



#سي_محمد_طه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن اي رأسمالية نتكلم ؟


المزيد.....




- ترامب يوجه صفعة لشخصيات مثل كامالا هاريس وكلينتون بمذكرة وقع ...
- ويتكوف: -بوتين صلى من أجل ترامب- عقب محاولة اغتياله
- ألعاب نارية ومشاعل تضيئ سماء كردستان العراق في احتفالات عيد ...
- الحكومة البريطانية ترفع مؤقتا القيود المفروضة على رحلات الطي ...
- ويتكوف: لقاء ترامب وبوتين قد يتم في الأشهر القليلة المقبلة
- -بيلد-: انهيار سلطة فون دير لاين في ظل رئاسة ترامب
- ويتكوف: الحل في غزة يمر عبر نزع سلاح -حماس- وإجراء انتخابات ...
- ويتكوف: الشرع تغير وسوريا ولبنان قد يوافقان على تطبيع العلاق ...
- الذكاء الاصطناعي يرد على مقال -لا تقلل أبدا من شأن السعودية- ...
- السعودية.. فيديو حسرة سائق بعد سرقة -كفرات- سيارته برمضان يث ...


المزيد.....

- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سي محمد طه - البشرية في ازمة : الابادة الجماعية احدى تجلياتها