أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - حول لقاء ترامب بوتين المرتقب بالرياض















المزيد.....


حول لقاء ترامب بوتين المرتقب بالرياض


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 14:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ وصوله الى البيت الأبيض، وحتى قبل ذلك بكثير، احتل دونالد ترامب واجهات الصحف العالمية وشتى وسائل الإعلام الأخرى. وزاد الأمر احتداد عندما أعلن قبل توليه السلطة في 20 جانفي 2025 بأنه يعتزم في أول أيام مباشرته إمضاء ما لا يقل عن مئتي قرار تنفيذي ستغيّر وجه أمريكا والعالم. ووعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا وفي غزة في ظرف وجيز. حتى أن أحد المقرّبين إليه نصحه بألا يُمضي هذا الكمّ من القرارات دفعة واحدة بل أن يجعل من إمضائها فرصا لجلب اهتمام العالم وجعله يترقّبها بشوق، فيبقى بذلك ترامب سيّد العالم ومحور اهتمامه الرئيسي لوقت أطول. فأجابه بشيء من الصلف أن لديه من القرارات والمفاجآت ما يكفي لتأثيث كامل فترة ولايته.
وإذا لاقى قراره بشأن غزة، المتمثل في شرائها من أجل إعادة إعمارها وتحويلها الى "ريفيرا الشرق الأوسط" بعد تهجير سكانها قصرا، رفضا عالميا حتى من داخل الولايات المتحدة نفسها، مما جعله يتراجع عليه ولو مؤقتا، فإن ادعاءه بقدرته على وقف الحرب في أوكرانيا قد أحدث أولا وبالذات شرخا في صفوف حلفائه المورّطين في هذه الحرب والذين يعتبرون أنهم لم يجنوا منها بعدُ ما كانوا ينتظرون، ونعني بلدان حلف الناتو أساسا. وقد احتدّت مؤاخذاتهم لترامب الذي عاملهم بكل تجاهل واحتقار عندما اعتبر أن الحرب الأوكرانية هي قضية "الكبار" وحدهم ولا حق لأحد غيره وغير بوتين للتدخل فيها. فسارعوا للتداعي لعقد اجتماعات فيما بينهم لتدارس المأزق الذي يصرّ ترامب على وضعهم فيه. أما هو، فاتجه الى تنظيم لقائه الموعود بقيصر روسيا فلاديمير بوتين.
السعودية في الموعد
وما أن أعلن ترامب عن احتمال انعقاد لقاء قريب بينه وبين نظيره الروسي حتى انبرى ولي العهد السعودي لاقتراح الرياض كمكان لاحتضان هذا اللقاء التاريخي. فما الذي تبحث عنه السعودية؟ مكان أو مكانة؟ الاثنين معا. مكان بين الكبار ومكانة ولو اعتبارية على المسرح الدولي. فالسعودية في عهد بن سلمان لم تعد ترضى بدور إقليمي تزاحمها فيه كل من مصر وتركيا وإيران بل أصبحت تبحث لها عن مكانة على المسرح الدولي، وهي مستعدّة من أجل ذلك لصرف الأموال الطائلة. وترامب يعلم ذلك ولا يريد تفويت الفرصة لابتزاز ما أمكنه من أموالها لقاء هذا الدور المعنوي الذي سيمنحه إياها بهذا الشكل، خاصة بعدما أظهرت في سنيّ حكم بايدن ما يمكن اعتباره أخذ مسافة ولو نسبية عن دائرة النفوذ الأمريكي من خلال حدثين بارزين على الأقل: الانضمام الى مجموعة البريكس منذ جانفي 2024 التي يعتبرها وزير الخارجية السعودي "قناة مهمة ونافعة لتعزيز التعاون الاقتصادي"، والذي جاء بضعة أشهر فقط بعد انضمام السعودية الى “منظمة شنغهاي للتعاون” التي تقودها الصين، في مارس 2023.

اللقاءات الترتيبية
ولاحتضان هذا اللقاء بين رئيسي "الدولتين الأعظم"، شهدت الرياض قبل تاريخ 18 فيفري وصول وفود من البلدين تضمّ زيادة على وزيري الخارجية خبراء ومسؤولين كبار أمثال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ومبعوث الرئيس دونالد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف من الجانب الأمريكي والمستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف من الجانب الروسي للتباحث في تفاصيل اللقاء المرتقب بين الرئيسين لكي يفي هذا اللقاء بوعوده على الأقل في الملف المعلن وهو وضع حدّ للحرب في أوكرانيا. ويعتبر هذا اللقاء الأول من نوعه على هذا المستوى بين الجانبين منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فيفري 2022. لكن الدبلوماسيين الحاضرين على عين المكان استبعدوا أن تتناول محادثاتهم الحرب في أوكرانيا التي تبقى من مشمولات الرئيسين، بل أكدوا أنها ستتعلق أساسا حسب الروسي أوشاكوف بـ "البدء بتطبيع حقيقي للعلاقات بين موسكو وواشنطن".
واختتمت هذه الجولة الأولى دون تحديد موعد للقاء الرئيسين، لكن حصل اتفاق على تشكيل فريق رفيع المستوى لإجراء مفاوضات بشأن تحقيق السلام في أوكرانيا وتعزيز التعاون الاقتصادي، بين واشنطن وموسكو.
لكن اللافت للانتباه غياب أيّ ممثل للحكومة الأوكرانية ولا كذلك لأيّ من الدول الأوروبية شريكة أوكرانيا في هذه الحرب والتي تدعمها بالسلاح والعتاد وحتى ببعض الحضور العسكري في شكل خبراء ومدرّبين.
المفاوضات بين القوى الإمبريالية العظمى فقط
إذن، فإضافة الى الواجهة الإعلامية التي يتصدرها اللقاء المرتقب في الرياض، فإن المباحثات بين ترامب وبوتين تمضي على قدم وساق دون إشراك فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، ولا الاتحاد الأوروبي. وهو ما تشي به وقائع الأيام الأخيرة وليس أقلها طرد زيلنسكي من البيت الأبيض، أو ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مرحلة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في الحرب في أوكرانيا بين الوفدين الأمريكي والروسي. وكذلك تصريحاته المتكرّرة إزاء الاتحاد الأوروبي وحتى حلف الناتو ومنظمة الأمم المتحدة التي يلوّح بالانسحاب منها.
فكيف يمكن فهم هذا التغير في موقف الولايات المتحدة؟
تكمن الإجابة في تفاقم التناقضات بين الإمبرياليات. فالولايات المتحدة تبحث على ما يبدو عن مخرج من الصراع الذي لم يسر كما كانت تود أن يكون، والذي كلفها ملايين الدولارات. ففي 14 فيفري، في مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، أكد نائب الرئيس الأمريكي ج. د. فانس أن التهديد الرئيسي لأوروبا ليس روسيا أو الصين، بل ”التهديد من الداخل، تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية، وهي قيم مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية“. وأكد ترامب هذا الموقف عندما ذكّر أن نشأة الاتحاد الأوروبي ذاته كان القصد منه ليس مواجهة الاتحاد السوفياتي فقط، بل وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية أي منازعتها في قيادة المعسكر الرأسمالي الامبريالي.
وهكذا يكون الأوروبيون قد تلقوا صفعة سياسية قاسية من الإمبريالية الأمريكية. إن رفض الأمريكيين إشراكهم في أي من المباحثات القادمة دليل على الموقف الذليل للإمبريالية الأوروبية. ولن يكون أمامهم خيار سوى غض النظر ومواصلة إهدار المال المستثمر في تصعيد المواجهة مع موسكو التي كان يمكن حلها بوسائل أخرى.
فقد رفض الزعماء الأوروبيون بقيادة أولاف شولتز (ألمانيا) وإيمانويل ماكرون (فرنسا) ودونالد توسك (بولندا) قبول هزيمة أوكرانيا. وقال الثلاثي إنهم سيبذلون كل ما في وسعهم لمنع الإمبريالية الروسية من الانتصار في الحرب، على الرغم من أن الأوكرانيين لم يعودوا في وضع يمكنهم من المواجهة. إذ قرر القادة الثلاثة الحصول على المزيد من الأسلحة، وزيادة إنتاج المعدات العسكرية وتطوير صناعة المدفعية الصاروخية بعيدة المدى. رغم أن قرار الاتحاد الأوروبي منذ البداية مواجهة روسيا، مهما كان الثمن، يُعتبر نوعا من الانتحار اقتصاديا عندما تخلوا عن الطاقة الرخيصة التي كانت تزودهم بها روسيا.
كما أن أوكرانيا ضيّعت فرصة التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا في إسطنبول في مارس 2022، بعد شهر واحد فقط من بدء التدخل العسكري، وهو ما كان سيعني ظروفًا أفضل بالنسبة لها بما أنها كانت تملك زمام المبادرة بعد وقف الغزو الخاطف. وقد ضمنت ضغوط الإمبريالية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى توريد الأسلحة والدخول الآمن إلى حلف الناتو. بعد ثلاث سنوات من الحرب، واقتصاد مدمّر، وملايين الدولارات من الديون، وآلاف القتلى من الشباب، تتفاوض القوى على مستقبلها من وراء ظهرها، بينما تنتظر روسيا بهدوء، وفي الوقت نفسه، تمضي قدمًا في غزو الأراضي الأوكرانية وفي تحصين المواقع الحدودية التي سيتم إنشاؤها في الاتفاق مع الولايات المتحدة.
إن وصول ترامب مجددا الى الرئاسة الأمريكية والإجراءات التي هو بصدد اتخاذها تهز المشهد السياسي الدولي والداخلي ولن تؤدي إلا الى تفاقم الصراعات الدولية القائمة، بل الى توليد صراعات جديدة في أكثر من مكان من العالم، وهو ما من شأنه أن يؤثر على نمو الاقتصاد العالمي، إلى درجة تسريع عملية الركود الاقتصادي، "وأن تؤثر بشكل خطير على الظروف المعيشية للعمال والشعوب. إن إدارة ترامب تبعث برسالة إلى العالم أجمع مفادها: نحن أكبر اقتصاد في العالم وسنحظى بالاحترام بكل الوسائل".
25-02-2025



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع السياسي الدولي: وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض يفاق ...
- البيان الختامي للمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الاسباني الماركس ...
- الأراضي الدولية الذاكرة الجماعية لتونس الأعماق (2/ 2)
- الأراضي الدولية الذاكرة الجماعية لتونس الأعماق (1/2)
- رفض التصنيف الإرهابي لشبكة التضامن مع السجناء الفلسطينيين -ص ...
- النضال من أجل منع صعود الحكم الاستبدادي في إيطاليا (ترجمة)
- كيف عاد ترامب الى البيت الأبيض؟
- تعزيز الكفاح ضد الحرب الإمبريالية ومهام الشيوعيين (ترجمة)
- دعم الهند لإسرائيل يفضح حكومة مودي/ بقلم كاران فارما (ترجمة)
- بوركينا فاسو: بيان بمناسبة الذكرى العاشرة لانتفاضة أكتوبر 20 ...
- البيان الختامي للدورة 29 للندوة الدولية للأحزاب والمنظمات ال ...
- ثورة أكتوبر وحق الأمم في تقرير مصيرها
- أحرار العالم يواصلون الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومت ...
- الفاشية الزاحفة كتاب جديد لحمّة الهمامي يواصل تعرية الشعبوية ...
- سردية التعويل على الذات بين الخطاب الرسمي وعناد الواقع
- مقابلة مع بابلو ميراندا، السكرتير الأول للحزب الشيوعي المارك ...
- البيان الختامي للدورة الثامنة والعشرين للسيمينار الدولي حول ...
- تحية الى الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالاكوادور في ذكراه ...
- هل تشكل الانقلابات العسكرية في إفريقيا أداة لتحرّر شعوبها؟ ( ...
- هل تشكل الانقلابات العسكرية في إفريقيا أداة لتحرّر شعوبها؟ ( ...


المزيد.....




- ترامب يوجه صفعة لشخصيات مثل كامالا هاريس وكلينتون بمذكرة وقع ...
- ويتكوف: -بوتين صلى من أجل ترامب- عقب محاولة اغتياله
- ألعاب نارية ومشاعل تضيئ سماء كردستان العراق في احتفالات عيد ...
- الحكومة البريطانية ترفع مؤقتا القيود المفروضة على رحلات الطي ...
- ويتكوف: لقاء ترامب وبوتين قد يتم في الأشهر القليلة المقبلة
- -بيلد-: انهيار سلطة فون دير لاين في ظل رئاسة ترامب
- ويتكوف: الحل في غزة يمر عبر نزع سلاح -حماس- وإجراء انتخابات ...
- ويتكوف: الشرع تغير وسوريا ولبنان قد يوافقان على تطبيع العلاق ...
- الذكاء الاصطناعي يرد على مقال -لا تقلل أبدا من شأن السعودية- ...
- السعودية.. فيديو حسرة سائق بعد سرقة -كفرات- سيارته برمضان يث ...


المزيد.....

- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - حول لقاء ترامب بوتين المرتقب بالرياض