أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم خضير السعيدي - سرديات شلش العراقي ، بوصفها خطابا أدبيا ، دراسة في شعرية السرد المقالي















المزيد.....


سرديات شلش العراقي ، بوصفها خطابا أدبيا ، دراسة في شعرية السرد المقالي


عبد الكريم خضير السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 14:28
المحور: الادب والفن
    


صدر عن دار الصادق الثقافية للطباعة والنشر والتوزيع في الحلة ، الطبعة الأولى من كتاب بعنوان ( سرديات شلش العراقي ، بوصفها خطابا أدبيا ، دراسة في شعرية السرد المقالي) لمؤلفه الدكتور عبد الكريم السعيدي ، الكتاب تناول مقالات الكاتب الساخر شلش العراقي التي كان يكتبها كاتب مجهول الهوية استعار اسما مستعارا له هو شلش العراقي ، وكان ينشرها في مواقع الكترونية متعددة ، ولاسيما موقع كتابات الذي يديره أياد الزاملي ، إبان اشتعال الحرب الطائفية في العراقي في عام 2005 وما تلاها .
استند شلش العراقي في مقالاته على السرد ، فكانت تلك المقالات عبارة عن قصص قصيرة تتناول موضوعا من الموضوعات التي تهم المواطن العراقي ، وهي موضوعات تدور بمعظمها عن الأحداث الجارية في العراق ،واستطاع شلش العراقي بأسلوبه الساخر الذي يجمع بين السخرية والسرد ، معالجة موضوعات حساسة ،كما استطاع ان يكسب ثقة الشارع العراقي والمثقفين ، حتى بات الجميع ينتظر تلك المقالات صباح كل يوم ، فصارت شغلهم الشاغر .
ويرى احد الكتاب ان تجربة شلش العراقي تمثل امتدادا لتجربة عراقية سابقة هي تجربة ( أبو كاطع ) ذلك الفلاح العراقي الأصيل الذي جسد من خلال كتاباته الشهيرة ، شخصية الفلاح العراقي البسيط ومعاناته ،فجاء شلش العراقي بأسلوبه السردي الساخر ليمثل امتدادا لأسلوب ( أبو كاطع ) ويحسب لشلش العراقي انه شخص الكثير من سلبيات المرحلة الراهنة بتناقضاتها وشخوصها وأبطالها ، فجسد بذلك المعاناة العراقية بصورة هزلية ، وكشف الكثير من خبايا وزوايا ما يدور في الساحة العراقية .
ويذكر مؤلف الكتاب ان هذه المقالات قد حظيت باهتمام الأوساط الثقافية العالمية ولم تقف عن محليتها ، حتى ان احد الكتاب ( لوك ليفجرين ) قد ترجم هذه المقالات إلى اللغة الإنجليزية ، وطبعت بكتاب بعنوان ( Shalash the Iraqi ) عام 2023 وقد قدم الكاتب كنعان مكية مقدمة هذا الكتاب .
ان مدونات شلش العراقي السردية ، كانت كرنفالية بامتياز ، لأنها تناولت الهامش المستهجن المرفوض من السلطة بأشكالها كلها ، فما كتبه شلش العراقي يتصادم مع الثقافة الرسمية ، لأنه تحامل على الخطوط الحمراء التي يقدسها الجميع بمختلف أشكالها ( السياسية والاجتماعية والدينية ) ، وبسبب كرنفاليته الواضحة توارى كاتب تلك المقالات خلف اسم مستعار ( شلش العراقي ) نظرا لأنه سعى إلى هدم المقدسات التي تحكم عالمنا اليوم.
من هنا يرى المؤلف انه لابد من الاعتراف بان ما كتبه شلش العراقي لا تنتمي إلى الأدب الرسمي من هذه الجهة ، كما انه لا تنتمي إلى الأدب الرسمي ، من جهة نزول تلك الكتابات صوب العامية وانحدارها في بعض الأحيان صوب السوقي والعامي ، فضلا عن ارتكاب الكاتب بعض الأخطاء الإملائية والنحوية التي لا تغتفر ، على الرغم من تفسير بعض الكتاب ذلك بكونه أسلوبا للتخفي.
يقول مؤلف الكتاب انه على الرغم من ذلك ، إلا انه لم يقف عائقا أمامه من النظر إلى تلك الكتابات بوصفها خطابا أدبيا ، لأنها توافرت على إمكانات متعددة في آن ؛ فهي خطاب بلاغي تداولي يهدف إلى الإقناع ، كما أنها خطاب تتحقق فيه الشعرية بسبب محاولته إمتاع المتلقي ، وأخيرا هي خطاب تواصلي لأنها تهدف إلى الإبلاغ وتوصيل رسائل معينة للمتلقي ، ومن ثم فان خطابا ينطوي على الحجاج والشعرية والتواصل ،حري بنا دراسته والوقوف عند ما يكتنفه ، حتى لو كان ذلك خارج الدوائر اللغوية الرسمية ، وما دراسة لهذا النمط من التأليف إلا مساهمة من المؤلف في التعريف بهذا النمط من التأليف وبكاتبه ، لئلا يلفه النسيان.
ويضيف مؤلف الكتاب في مقدمته : ان تجنيس ما كتبه شلش العراقي على انه مقال أدبي أو قصة قصيرة ، يحيلنا إلى البحث عن مفهوم الأدب ومحدداته وعلاقاته ،وان الأمر لا يقف عند طبيعة اللغة وحضور الخيال حسب ،فلغة كتابات شلش العراقي التي كان ينشرها في موقع (كتابات ) ، لغة ليست لغة رفيعة ، بل في بعض الأحيان يصل الأمر بالكاتب الكتابة بالعامية ،كما يصل به الأمر إلى الحديث بواقعية جريئة خالية من الخيال ، ولكن على الرغم من ذلك حكمنا على تلك الكتابات بوصفها خطابا أدبيا ، لأننا وجدنا ان الميديا وشبكات التواصل الاجتماعي ، قد أسهمت في تشكل مفهوم جديد للأدب ، ومفهوم جديد للنوع الأدبي ؟.
على المستوى اللغوي ، يعد الخطاب الإعلامي ومنه مقالات شلش العراقي هو من ابرز الخطابات المشكلة لفضاء الإنسان المعاصر، ولكن وعلى الرغم من الخدمة الجليلة التي تقدمها هذه الكتابات للدوائر اللغوية ، لأنها استطاعت ان تكون همزة وصل بين اللغة الرسمية ولغة الشارع ، من خلال ابتكار العديد من الاستعمالات اللغوية الجديدة الوسطى ، التي نحتها الكتاب من مصادر مختلفة ، الأمر الذي افضى إلى تبسيط ما تقوله المعاجم والمجاميع اللغوية للعامة ، إلا ان الدوائر العلمية تزهد بمثل هذا الخطاب ، على الرغم من كونه من ابرز الخطابات المشكلة لفضاء الإنسان المعاصر ، لانهم يتهمونه بانه خطاب ركيك أسلوبا، بسبب انطوائه على تهجين لغوي ، حتى أخرجوه من دائرة الاهتمام في أقسام اللغة العربية وآدابها ، لأنه خطاب لا يعنى بتأنق العبارة وفخامتها ، بل العكس تماما .
لقد برز الكاتب إبراهيم عيسى على الساحة المصرية ، بوصفه كاتبا مشاكسا ، بعد تجاوزه الخطوط الحمراء ، سواء أكانت اجتماعية أم سياسية أم دينية ، وبالمقابل برز على الساحة العراقية المعاصرة كثيرون منهم شلش العراقي ، فتجاوز المحرمات السياسية والدينية والاجتماعية ، فكتب بكل حرية ، بعد ان تخفى تحت اسم مستعار هو شلش العراقي ، في حين لم يتخل إبراهيم عيسى عن اسمه ، لهذا تمت ملاحقته على مستوى القضاء والسياسة والإعلام ، ذلك لان السخرية مزعجة للمسؤولين ، وهم لا يستطيعون الرد عليها ، بل يستطيعون ملاحقة من يقول بها عبر التهديد والوعيد ، أو عبر الآليات القانونية التي تمكنوا من السيطرة عليها .
ويذكر مؤلف الكتاب انه احب ان يخوض مغامرة محفوفة بالمخاطر ،تتمثل بدراسة الفن والموضوع في محتوى شلش العراقي ، وفي الحقيقة ان دارس مثل هذه الكتابات ستلح عليه أسئلة كثيرة ، عليه البحث عن إجاباتها ؛ منها الوقوف على ملامح وآليات البناء الشعرية التي تكتنف ذلك المحتوى ، كما سنسعى كذلك للوقوف على محتوى شلش العراقي التحريضي المشاكس ، فمما لاشك فيه ان كتابات شلش العراقي كانت وما زالت مصدر إزعاج لجميع السلطات في العراق ، سواء أكانت دينة أم اجتماعية أم سياسية ،ولا يدعي مؤلف الكتاب انه يهدف إلى إيصال أفكار شلش العراقي للجميع ، نظرا لكونها تحريضية بامتياز ، ولكنه وجدها تمثل ادب مرحلة هامة من تاريخ العراق الحديث ،فاراد توثيقها لئلا يلفها النسيان ، باختصار انه أراد دراسة أسلوب شلش العراقي في سخريته ، وكذلك طرائق بناء مقالاته السردية ، فضلا عن توثيق الأحداث التي أشارت اليها تلك المقالات ، فربما يأتي يوم تعد فيه هذه المقالات وثيقة تاريخه لدراسة حياة العراقيين اليومية بعد الاحتلال الأمريكي .
الدراسة قسمت إلى بابين ؛ تضمن كل باب فصلين اثنين .انشغل الباب الأول من الدراسة في الوقوف على شعرية السرد في مقالات شلش العراقي ، ولهذا انشغل الفصل الأول من الباب الأول في دراسة أنماط الحضور السردي وتمظهراته ، وأما الفصل الثاني فقد انشغل بدراسة شعرية البناء السردي ، وأما الباب الثاني فقد انشغل بدراسة شعرية الحجاج في مقالات شلش العراقي ، أو الحجاج بوصفه وسيلة أو آلية من آليات النقد الاجتماعي والسياسي ، ولهذا انشغل الفصل الأول من هذا الباب بدراسة الحجاج المضمر ، أو الحجاج الذي سعى الراوي إلى إيصاله إلى المروي له ، في حين انشغل الفصل الثاني من هذا الباب بدراسة استراتيجيات الإقناع في حوار الشخصيات السردية مع بعضها ، وهو ما اطلقنا عليه تسمية الحجاج الصريح ، وقبل هذا وذاك خصصنا التمهيد للحديث عن المصطلحات والمفاهيم التي تعاملت معها الدراسة ، ولاسيما تلك التي ترد في عنوانها وتحتاج إلى إيضاح ،أو بيان وجهة نظرنا فيها ، ومنها : الخطاب ، الشعرية ، فضلا عن الكشف عن شخصية الكاتب شلش العراقي .
سعت الدراسة عبر خطتها التي اشرنا اليها إلى الوقوف على طرائق بناء السرد المقالي في مقالات شلش العراقي القصصية ، كما سعت إلى الإجابة عن سؤال يقول : هل خضع شلش العراقي في كتاباته ، للآليات الصحافية أو الإعلامية ، أو انه كان سعى إلى ان يكون أديبا فنانا ، بعبارة أخرى هل كان شلش العراقي يسعى إلى إيصال أخبار الواقع الفاسد الذي وصله العراق بعد الاحتلال الأمريكي ، فضلا عن السلبيات التي توافر عليها المجتمع العراقي بعد الاحتلال الأمريكي في عام 2003 ، عبر الآليات الإعلامية أو عبر الآليات الأدبية والفنية .



#عبد_الكريم_خضير_السعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجندر أو النوع الاجتماعي بوصفه بديلا عن النوع الطبيعي


المزيد.....




- سلاف فواخرجي: بشار الأسد ليس طاغية ونتوسم خيرا بأحمد الشرع
- تغريدة مثيرة عن الدراما المصرية في القنوات السعودية.. هل تصل ...
- مصر.. إعلامي شهير ينتقد قرار رئيس الوزراء عقب إعلان تشكيل لج ...
- إعلامي مصري يدعو للحنين إلى الماضي ومشاهدة الأفلام بالأبيض و ...
- -أحاديث بجانب المدفأة- حول فيلم -الخنجر- من إنتاج RT
- -مئذنة علي-.. روعة العمارة السلجوقية في أصفهان الإيرانية
- د. مرضية سراج.. طبيبة اثرت في ثقافة الاثار والمقاومة
- -إذا كنت لا تتقن الغناء فلا تعاقر الخمرة وتسكر-.. 6 من أشهر ...
- في عيد ميلاده.. قصيدة لافروف -هيئة السفراء- بلسان فنانين وري ...
- لافروف والفن الخفي.. قصة رسومات جمعها دبلوماسي سنغافوري


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم خضير السعيدي - سرديات شلش العراقي ، بوصفها خطابا أدبيا ، دراسة في شعرية السرد المقالي