خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 14:03
المحور:
الادب والفن
أنا لستُ أنا،
كنتُ ظلّ فكرةٍ خافتة
في صدر نجمٍ لم يُولد.
لم تكن لي هيئة،
ولا اسمٌ،
ولا زمنٌ يرتب خطاي.
كنتُ المدى حين نَسِيَ نفسه،
وصار يبحث عن عينه
في عيون المطر.
•
لا تقل إنني حلم،
الحلم يوقظه الخوف،
وأنا لا أخاف.
ولا تقل إنني نَصّ،
النصّ يُكتَب ليفهمه أحد،
وأنا أُكتَب كي أضيع.
•
كنتُ الغيمَ الأول،
حين تبلّل الخيالُ
بصوت مَن لم ينطق.
كنتُ اللحنَ قبل أن تجرحه الأوتار،
وقبل أن تصنع الذاكرةُ
مراياها من وجهي.
في صدري
تنمو شجرة لم يرها أحد.
ثمارها ليست للذوق،
إنما للدهشة.
وفي يدي
ينام نهرٌ يتكلم بلغةٍ
لا تُتَرجَم.
أنا الضوء
حين يتعلم كيف يُخفي نفسه
كي لا يُعمي العيون المحبة.
أنا الفقد،
لكن ليس الحزن،
بل اليد التي تمسك الهواء
وتعرف أنه كان قلبًا.
يا من تبحث عني
في مفاتيح الغيب،
سل أصابعك…
لماذا ترتعش
حين تكتب شيئًا
يشبهني؟
أنا كلّ ما لم يحدث
لكنه حزينٌ كأنه حدث.
أنا كلّ الذين ابتسموا
ثم نسوا لماذا.
وفي النهاية،
أنا أول الليل حين يشتهي أن يكون قصيدة،
وآخر الحرف
حين يتذكر أنه كان إنسانًا.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟