|
قصة بعنوان وساطة بطعم الرماد
سعاد الراعي
الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 02:52
المحور:
الادب والفن
كانت خطواتها مترددةً وهي تغادر عتبة البيت، البيت الذي بالكاد يستقر فوق أعمدة أمل هشّة. عيناها تحملان ثقل الأيام الماضية، تلك التي قضتها في البحث عن عمل يعينها على مواجهة الحياة بعد أن تركت الجامعة مؤقتًا، تحت وطأة الحاجة الملحة والعوز الذي ألقى بظلاله على حياتها الجديدة كزوجة لرجل يكاد راتبه الشحيح كمعلم أن يغطي إيجار البيت. كانت تلك الليلة مختلفة، فقد عاد زوجها إلى البيت وملامحه تشع ببصيص أملٍ نادر، أملٍ بدا وكأنه انبثق من بين أنقاض الأوجاع المتراكمة، يحمل في يده توصية من وسيطٍ ذي حظوة عند أحد مديري مؤسسة حكومية. كان الأمل يتسلل إلى روحها كنسيمٍ دافئ في ليلٍ شتويٍّ قارس، يهمس في أعماقها بأغنيات خافتة مفعمة بالرجاء، واعدًا إياها بفرصة عمل تضيء عتمة العوز الذي خنق أيامها وأثقل كاهلها. لطالما عانت من ثقل الحاجة الذي يغتال أحلامها ويطعن طموحاتها. كم مرة نظرت إلى مدرجات الجامعة من بعيد، كمن ينظر إلى نجمةٍ تتألق في سماءٍ بعيدةٍ يستحيل بلوغها! تلك الجامعة التي غادرتها مكرهةً، وهي تجر خلفها خيبة ثقيلةً تتناثر منها أحلامها المتكسرة، وجعٌ صار يغفو ويستيقظ معها كل يوم. لكن هذه الليلة، شيء ما كان مختلفًا، شيء ما كان يشبه نبض الحياة يعود إلى صدرها بعد طول احتضار. فرصة العمل تلك لم تكن مجرد سبيلٍ للخلاص من الضيق المادي فحسب، بل كانت جسرًا يوصلها إلى حلمها القديم الذي كاد يندثر في دهاليز الواقع الموحش. كانت تتخيل نفسها وهي تعمل بنشاطٍ لا يلين، تجمع بين لقمة العيش ومنهل العلم، تواصل الليل بالنهار، لتعود إلى مقاعد الدراسة مساءً بقلبٍ مفعمٍ بالعزم والأمل. كانت تعرف أن الطريق لن يكون سهلًا، وأن الدرب محفوفٌ بالعثرات، لكن شعلة الطموح التي توهجت في روحها تلك الليلة كانت أقوى من كل انكسار. امسكت بالتوصية بحرص شديد وكأنها تتشبث بفرصتها، كغريقٍ يتشبث بخشبةٍ وسط بحرٍ هائج، لقد قررت أن تمضي بإصرارها الذي لا ينكسر، وعزيمتها التي لا تعرف اليأس. في صباحٍ تطرّزت أهدابه بنسيم باردٍ لا يزال يحمل بقايا الليل، نهضت من فراشها مبكرة، كعادتها حينما يرتبط يومها بموعدٍ مصيري. كان الالتزام بالنسبة لها طقسًا مقدسًا، حتميةً لا تهاون فيها منذ نعومة أظافرها، فاستعدت بكل دقةٍ وحساب. راودها هاجس التأخير وهي تحصي في ذهنها احتمالات الزحام والمواصلات، وربما طارئٍ غير محسوب قد يعترض طريقها، لكنها دفعت بتلك المخاوف إلى ركنٍ من عقلها دون اهمالها، وراحت تُعِدُّ نفسها بخطواتٍ مدروسة. وقفت أمام مرآتها تتفحص ملامحها بعينين تشعّان بحزمٍ لا يخلو من قلقٍ مستتر. اختارت ثوبها بعناية بالغة، ثوبٌ يليق بأجواء العمل الرسمية، يُضفي على حضورها مسحة الوقار والرصانة التي دأبت على إظهارها، مؤمنة بأن المظهر هو البوابة المثلى التي يعبر منها الانطباع الاول، وحينها يجب أن تكون تلك البوابة متينةً لا يعصف بها تردد. جمعت خيوط الثقة التي تناثرت في قلبها كزجاجٍ مهشّم، وحاولت أن تلملم بقايا شجاعتها المتبعثرة كنجومٍ شاردةٍ في ليلٍ دامس. ثم سارت بخطواتٍ مشدودة نحو ذلك اللقاء الذي علقت عليه أحلامها بأملٍ يأبى الانكسار. عند وصولها إلى المؤسسة، اعترضها مشهد جموع المراجعين المتكدسين عند الأبواب، وجوههم مرهقة بنظرات الانتظار واليأس، كأنهم أرواحٌ تتأرجح بين الرجاء والخسارة. تغلغلت بينهم بخفة، تحمل بين أصابعها ورقة التوصية كأنها جواز عبورٍ إلى عالم آخر. تقدمت نحو الحارس الأمني، ألقى نظرة متفحصة على الورقة التي ناولته إياها، ثم غاب لدقائق في أعماق المبنى، بينما بقيت هي في مواجهةٍ صامتة مع تلك الجموع التي تراقبها بأعينٍ يملؤها التساؤل والريبة. عاد الحارس، يحمل إذنًا بالدخول، كمن يحمل شعلة أملٍ واهنة تتراقص في عتمة الانتظار. تطلعت إليه بعينين تختلجان بالامتنان والرهبة، كأنما تتأرجح بين خوف يطبق على صدرها ورجاء يحاول أن يتنفس. أخذت نفسًا عميقًا وهي تعبر العتبة، وكأنها تخطو من عالمٍ ضبابيٍّ مثقلٍ بالأمل الخافت إلى عالم آخر تقف فيه الأحلام على حافة المصير، تنتظر قرارًا واحدًا قد يعيد تشكيل حياتها. في قاعة الانتظار، كانت الأنفاس مختنقة تحت وطأة الزحام، حيث الوجوه المتعبة تمتزج بتعب الهواء الثقيل. رجال ونساء يلتفون حول الأمل في انجاز معاملاتهم، بعضهم يتكئ على الجدران، وآخرون يجلسون على البلاط القاسي، مهفهفين بما في أيديهم من اوراق في محاولة لاصطياد نسمة هواء عابرة تبث في أجسادهم بعض الانتعاش لمواصلة رحلة الانتظار الطويلة. من وسط هذا المشهد البائس، طلب منها الحارس أن تنتظر، وأقنع شابًا متعبًا أن يتنازل عن مقعده لها. جلست على المقعد بخجل يتآكلها، تتأمل الوجوه الشاحبة والعيون المتعبة، وتستمع الى الهمسات المشوبة بالتذمر والأمل. كانت تتساءل بصمتٍ ممزوجٍ بعزيمة خفية: هل سيأتي اليوم الذي يُكتب لها فيه أن تكون يدًا لإعانة هذه الأرواح المرهقة؟ هل ستُتاح لها الفرصة لتخفيف معاناتهم، لتلبي حاجاتهم التي أنهكها الإهمال؟ كان حلمها أعظم من مجرد وظيفة؛ كان رغبةً جامحةً في أن تكون نافذة نورٍ لهؤلاء الذين أثقلهم الانتظار. عيناها تتنقلان بين الأبواب المغلقة، تلك الأبواب التي تحيط بالقاعة كأنها أسوار تحجب الأمل أو ربما تختزنه. حتى وقعت عيناها على لوحة نحاسية كُتب عليها "غرفة المدير". شعرت بأنفاسها تتسارع وكأنها تستجمع ما تبقى من شجاعة. كانت هذه أول تجربة لها لتقديم طلب عمل، أول معركة تخوضها في سبيل تحقيق أحلامها. عدّلت من جلستها، وراحت تفكر بتأنٍّ في الطريقة التي ستقدم بها نفسها للمدير، تنتقي الكلمات بعناية، وترتب الجمل بمهارة لتكون واضحة ومختصرة وعميقة. كانت تملك شيئًا أعظم من مجرد التفاؤل؛ كانت تملك إيمانًا بنفسها ورغبةً حقيقية في صنع الفارق. وبينما كانت الأفكار تتشكل في عقلها كخيوط حريرٍ تنسجها يد ماهرة، لمعت في عينيها نظرة تحدٍ ناعمة. كعادتها، واجهت الموقف بإيجابية وثقة، وكأنها تحاول إقناع ذاتها بأن هذا اللقاء لن يكون سوى بداية الطريق الذي لطالما حلمت بالسير فيه. استمر الانتظار ينسج حولها خيوط القلق والتوتر، وكأن كل دقيقة تمضي تخنق أنفاسها أكثر. ساعة كاملة مرت وهي تغالب ارتعاش أصابعها وتراقب عقارب الوقت المتثاقلة. وعندما أذن لها بالدخول أخيرًا، شعرت وكأن الأرض تهتز تحت خطواتها المترددة. تقدمت نحو المكتب بخطوات أقرب للوجل منها إلى الثقة، ونبضات قلبها تتسارع كأنها طيورًا مذعورة تبحث عن ملاذ. كان المكتب ميدانًا للفوضى المنظمة، والأوراق مبعثرة كأنها بقايا أحلام مؤجلة. المدير، الذي بدا منشغلاً بعجالة كمن يطارد الوقت، كان يرتب تلك الأوراق بنفاد صبر ظاهر قبل أن يضعها في ملف ثقيل دُفع إلى يد أحد الموظفين. تبادل معه كلمات مقتضبة، ثم أشار عليه بمرافقة أحد المراجعين المنتظرين خلف الباب. رفع عينيه نحوها ببطء متعمد، وكانت نظراته تزنها كما لو كانت شيئًا لا شخصًا؛ نظرة تفتقر إلى الدفء، تخلو من أدنى بادرة اهتمام أو تعاطف. كان رجلًا في متوسط العمر، تتجلى على ملامحه صرامة جافة، كوجه جبل لا يلين، وعيناه تنبضان ببرود أشبه بصقيع يزلزل اليقين. لم يطل الموقف كثيرًا؛ إذ نهض من خلف مكتبه بنبرة ملل خفي، ثم أشار إلى أحد مساعديه ليحتل مكانه مؤقتًا، وكأن وجوده هنا لا يعني له أكثر من إجراء عابر يجب التخلص منه. التفت نحو الحارس ليسأله بلهجة مقتضبة عما إذا كانت السيارة بانتظاره، وعندما جاءه الرد بالإيجاب، أومأ بيده نحوها بإشارة خالية من أي شعور بالترحيب الرسمي، وقال بصوت جاف لا يحمل أدنى اكتراث: "اتبعيني". كانت تلك الكلمة، على بساطتها، تطرق على مسامعها كضربة قضيب على معدن بارد. وفي أعماقها كانت تشتعل آلاف الأسئلة، يقودها الأمل رغم كل هذا الجفاء، نحو مصير لم يعد بإمكانها التراجع عنه. ترددت قليلاً قبل أن تخطو خلفه، كمن يخطو إلى عالم مجهول تتلاعب به الظلال وتخنقه الريبة. حاولت أن تُثبت لنفسها، قبل أن تُثبت له، أنها لا تزال ممسكة بخيوط الموقف، فسألت بصوت يتراوح بين الثقة والتوجس: "أليست هذه هي المؤسسة التي يُفترض أن أقدم فيها طلب العمل؟". جاءها صوته بارداً جافاً، كريح عابرة بلا دفء: "الحديث عن العمل سيتم في مكان آخر". ترددت أصداء عبارته في ذهنها كصدى في وادٍ موحش، تائهة بين التفسير والتخمين. مكان آخر؟ تساءلت وهي تحاول فك طلاسم هذا اللغز الغامض. أقنعت نفسها بأنه ربما اختبار غير معلن، وأن لجنة ما تترقبها لتقيِّم حضورها وأهليتها قبل أن يحسم أمرها. لم تشأ أن تفسر الأمر بسلبية؛ فما زال سلوكه يخلو من تصرف يوحي بأي نية مشبوهة. ركبت السيارة، وقلبها المثقل بالقلق ينبض كطائر أسير بين قضبان صدرها. وفي محاولة بائسة لكسر صمت الطريق الثقيل، تحدثت عن كفاءتها بإصرارٍ كمن يتمسك بآخر حبال الأمل، شكرت الرجل على الفرصة النادرة، وأكدت له أنها ستكون عند حسن ظنه. لكن ملامحه ظلت ساكنة، متجمدة في تعابير مغلقة، وعيناه تخفيان شيئًا لم تستطع قراءته. كانت سرعة السيارة تزداد كأنها تهرب من شيء ما، أو كأنها تركض نحو مصير مجهول. تطلعت عبر النافذة، فإذا بالمباني تذوب في مرآة الماضي، والطرق تمتد بها نحو العزلة، بعيدًا عن ضجيج العاصمة وحضارتها، نحو فراغ يمتزج فيه الصمت بالقلق. سألته، وقد بدأ صوتها يرتعش من خوف يكاد يلتهمها: "إلى أين نحن ذاهبون؟ أرجوك... أجبني." غير أن صمته كان حائطًا صلدًا لا يُخترق، وكأنها تتحدث إلى فراغ قاتم يرفض حتى أن يمنحها صداه. مضت السيارة تخترق الطرق الريفية الموحشة، حتى وقعت عيناها على لوحة تشير إلى منتجع سياحي. حينها، تصاعدت في أعماقها نيران الذعر، وامتلأ صدرها بهلع يهدد بانفجار وشيك. راحت تبحث بعينيها المرتجفتين عن أي وجه بشري تطمئن إليه، لكن الطريق كان خاليًا من النجاة. استجمعت آخر ما تبقى لها من شجاعة، ويدها المرتعشة تقبض على مقبض الباب كمن يتشبث بالحياة نفسها. حاولت فتحه، لكن الخوف كان أسرع من الحركة، والخطر كان أقرب من النجاة. توقف فجأة على جانب الطريق، وعيناه تنطقان بالغضب والضجر. انقضّت كلماته عليها كالسياط، وهو يلعن الوسيط الذي اوصله إلى هذا الموقف المقيت، ثم أمرها بحدة متعجرفة بالنزول. ترجلت من السيارة وهي تترنح تحت وطأة الصدمة، وكأنها تتعلم من جديد كيف تحمل جسدها المثقل بخيبة الأمل. لم تكن تعرف ما الذي كان ينتظرها هناك، لكن ما أدركته بوضوح أن براءتها كانت على وشك أن تُدنس بثقة عمياء منحتها لمن لا يعرفون للشرف معنى، ولمن يتخذون من حسن النية جسورًا إلى أطماعهم الدنيئة. عادت أدراجها مثقلة بالانكسار، لكنها أقوى. أدركت أن الأحلام لا تعترف بالضعف، وأن الطريق إليها محفوفٌ بالأنياب التي يجب أن تتعلم كيف تقاومها. لم تكن الخسارة في الوظيفة، بل كانت في الرهان على وهم الثقة. لقد تعلمت درسًا قاسيًا، لكنها عرفت أن القوة وحدها هي السبيل إلى النجاة، وأن الطريق لا يُعبد بالنوايا الحسنة فقط، بل أيضًا بالحذر والذكاء. ***
#سعاد_الراعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- سهام الفتى عادل السليطة-
-
النخلة العمة وأبناؤها الأشقياء
-
انبثاق الحياة من سكون الفن!
-
إبرة لخيط الذكريات
-
قصة :-لظى في خاصرة الطفولة-
-
في حضرة الأم ووداعها.
-
بين غربتين
-
الخيانة الزوجية: أبعادها، دوافعها، وسبل التعامل معها
-
التبني كخيار انساني
المزيد.....
-
سلاف فواخرجي: بشار الأسد ليس طاغية ونتوسم خيرا بأحمد الشرع
-
تغريدة مثيرة عن الدراما المصرية في القنوات السعودية.. هل تصل
...
-
مصر.. إعلامي شهير ينتقد قرار رئيس الوزراء عقب إعلان تشكيل لج
...
-
إعلامي مصري يدعو للحنين إلى الماضي ومشاهدة الأفلام بالأبيض و
...
-
-أحاديث بجانب المدفأة- حول فيلم -الخنجر- من إنتاج RT
-
-مئذنة علي-.. روعة العمارة السلجوقية في أصفهان الإيرانية
-
د. مرضية سراج.. طبيبة اثرت في ثقافة الاثار والمقاومة
-
-إذا كنت لا تتقن الغناء فلا تعاقر الخمرة وتسكر-.. 6 من أشهر
...
-
في عيد ميلاده.. قصيدة لافروف -هيئة السفراء- بلسان فنانين وري
...
-
لافروف والفن الخفي.. قصة رسومات جمعها دبلوماسي سنغافوري
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|