فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 00:24
المحور:
الادب والفن
رمضان، ليس زمنًا، بل إشراقٌ إلهي، نورٌ ممتدٌّ في الأزل، لا بداية له ولا نهاية، تصطف الأرواح في رحاب الصيام، الجوع ارتقاء، والعطش انعتاق، وكل لحظة بابٌ مفتوح إلى الرحمة التي لا تحدُّها الأكوان. نداءٌ يهمس للقلوب قبل أن يُسمع، كلماتٌ تُقال بلا صوت، والسرّ ظلٌّ لما لم يكن، والأبواب تتسع لمن عبر بالروح، كل شيء يُمحى قبل أن يُكتب، التهجد انتظارٌ لموعدٍ في الغيب، السحور وعدٌ بفجرٍ يفيض بالنور، والإفطار لقاءٌ بين الأرض والسماء، حيث تتلاشى الفواصل بين الخلق والخالق. الدعاء معلّق بين أنفاس الليل، الأقدار تُخطّ على صفحة القدر، الأرواح تصطف في ركوعٍ أبدي، ليالي القدر تتوهج بضياءٍ لا يُرى إلا لمن أشرقت روحه في ملكوت الخفاء. تُقرأ الكلمة قبل أن تُكتب، البيان ينحلُّ في النور قبل أن ينطق به اللسان، الحرف إشعاعٌ يتلاشى في الإدراك، الصمت تسبيحٌ خفيٌّ للسرّ، الأبواب مشرعة لمن يقترب، الكلمات تُهمَس لمن فتح قلبه للبصيرة، العدم امتلاء، الوجود إشراقٌ بين الحقيقة والملكوت، الأقدار تتبدل في لحظةٍ تمتد بين الغيب والحضور. الصلاة تبدأ ولا تنتهي، الأرواح تفيض بين السجود والقيام، العابد يرتقي فلا يعود، الوجود يذوب في نشوة التسابيح، الزمن يُمحى مع آخر سجدة، لا فجر، لا مغيب، لا ماضٍ ولا مستقبل، بل لحظة ممتدة في النور، كل سجدة امتدادٌ للنور، كل همسة انمحاءٌ في السرّ، كل إشراق ولادة، كل ولادة بدايةٌ جديدة… رمضان إشراقٌ لا يُطفأ، رمضان ولادةٌ تتجدد، النور قائم، الصمت ممتلئ، السرّ متجسدٌ في كل سجدة، في كل همسة، في كل إشراق… وفي كل عودة، يبدأ من جديد، أم أنه لم ينتهِ قط؟
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟