|
النفوذ الصهيوني في العالم بين الحقيقة والوهم [الولايات المتحدة نموذجا]، طلال ناجي
مهند طلال الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 21:19
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
النفوذ الصهيوني في العالم بين الحقيقة والوهم [الولايات المتحدة نموذجا]، كتاب من تاليف طلال وناجي وكتب مقدمته حكيم الثورة جورج حبش، والكتاب يقع على متن 414 صفحة من القطع الكبير، وهو من اصدارات مركز دراسات الغد العربي الذي يرأسه جورج حبش بطبعته الاولى سنة 2004، وصدر بطبعته الثانية عن دار البيرق العربي برام الله سنة 2009 .
هذا الكتاب بحث متخصص موثق بالارقام والشهادات والوثائق والتصريحات ويستند الى التحليلات والمقاربات يدور حول محاولة الاجابة على السؤال الذي طالما اثار الجدل في الاوساط السياسية والاعلامية والشعبية العربية، وهو ما هي حقيقة العلاقة التي تربط واشنطن بالكيان الصهيوني، هل هي علاقه قائمة على مصالح استراتيجية مشتركة بين الطرفين لا يمكن فصلها، كما كانت تطرح الكثير من الاحزاب والقوى العربية، ام انها قائمة على مصالح اقتصادية او نسق ديني او ثقافي وفكري كما يقول البعض الاخر، وبالتالي هل فعلا من يصوغ السياسة الخارجية للولايات المتحدة اتجاه منطقتنا العربية هو اللوبي الصهيوني حتى ولو كانت هذه السياسة تتضر بمصالح واشنطن مع العرب.
ان الاستخلاص الاساسي الذي يتوجب تثبيته في نهاية هذا الكتاب هو: ان نشاط اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة هو نشاط يبدو مؤثرا بقدر ما ينسجم مع ما تريده امريكا اصلا ، وان القوة الامريكية الطاغية تمتلك من محركات العدوان ومن رغباتها في اخضاع الامم والشعوب ما لا تحتاج معه لزيادة من مُزيد.
هذا الكتاب الواقع على متن 414 صفحة يتكون من سبع فصول وخاتمة ومجموعة من الملاحق :
الفصل الاول يتحدث عن النفوذ الصهيوني من خلال الدور الوظيفي والنسق الاستعماري صفحة 33. الفصل الثاني يتحدث عن العلاقة الامريكية الصهيونية التاسيس والمشاركة صفحة 69. الفصل الثالث يتحدث عن العلاقة الصهيونية الامريكية النسق الاستعماري والنزوع الامبراطوري صفحة 137. الفصل الرابع يتحدث عن عوامل تكوين الراي العام الامريكي واثرها في العلاقة الصهيونية الامريكية صفحة 191. الفصل الخامس يتحدث عن مكونات قوه التاثير اليهودي في الولايات المتحدة [اللوبي] صفحة 231. الفصل السادس يتناول ظواهر العلاقة الصهيونية الامريكية في مراحلها العليا صفحة 271 . الفصل السابع يتحدث عن العلاقة الصهيونية الامريكية في مرحلة اللاعقلانية [دور المحافظين الجدد] صفحة 307. ثم الخاتمة صفحة 395 تليها الملاحق صفحة 409.
من نافلة القول توصيف العلاقات التي قامت بين الكيان الصهيوني من جهه والولايات المتحدة الامريكية من جهه اخرى بانها تعتبر ظاهرة فريده ومتميزة في العلاقات الدولية ماضيا وحاضرا، حيث ترتبط قوة عالمية كبرى بكيان صغير ارتباطا لم يحدث له مثيل في التاريخ الحديث على الاقل، فهي من حيث طبيعتها ونوعيتها علاقات اقوى من اي تحالف او تعاهد او اتفاق مكتوب، علاقات تتجاوز المسافات، ولكنها لا تتجاوز المصالح ، علاقات اخضعت لها الكثير من الاعتبارات السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى الثقافية .
ومن نافل القول التاكيد بانه بعد نشوء الكيان الصهيوني اصبحت له مصالح خاصة الى جانب الوظيفة المناطه به كقاعدة عسكرية متقدمة للامبريالية، وهو ما تؤكده دراسة امريكية رسمية فتقول:" ان اسرائيل مؤسسة عسكرية متطورة ومتقدمة، ولها قدرة امنية جيدة بالاضافة الى موقعها الاستراتيجي، مما يساهم في تحقيق الاهداف الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، وهي ذخر وسند استراتيجي لامريكا؛ فهي تقع على مقربة من الجناح الجنوبي لحلف شمال الاطلسي، وقريب من الدول الصديقة لامريكا وعلى مقرب ايضا من المصادر النفطية في الخليج، ويوجد لدى اسرائيل موانئ وقواعد بحرية ونظام اتصالات وتقنيات متطورة للغاية، بالاضافة الى القاعدة الصناعية التقنية يمكن بها ومن خلالها صناعة المعدات العسكرية وقدرة عسكرية متمرسة، ووكالات استخبارات قادرة على تقديم مساعدة لمهمات عسكرية امريكية.
كما يجب ان نشير الى ان العلاقة بين الكيان الصهيوني والولايات المتحده تقوم على اسس وثيقة من العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، وتتميز هذه العلاقة على الصعيد الاستراتيجي باتفاق كلي في المصالح، وهذا لا ينفي ظهور بعض التعارض المحدود والمؤقت بين الفينة والاخرى.
ان الشك والريبة في العنصر العربي دفع الدوائر الامبريالية ومنذ القرن السابع عشر للبحث عن نفوذ لها في المنطقة العربية، وحينما لم تعثر على هذه النفود اعتمدت على تجنيد اليهود وتهجيرهم الى فلسطين ليكونوا النفوذ المطلوب لها، وقد فرضت هذا الاتجاه لدى الدوائر الامبريالية المصالح الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وبعد قيام الكيان الصناعي على ارض فلسطين اثمرت هذه المصالح قيام علاقات خاصة، وتنقل الكيان بعلاقاته من معسكر امبريالي الى اخر حتى استقرت العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية في اطار الهامش الاستقلالي الممنوح له.
ان ارتباط الكيان الصهيوني بالولايات المتحدة هو نوع من العلاقات الخاصة المتميزة والمتفردة، وهي ذات مضامين اقتصادية وسياسية وعسكرية واستراتيجية، ولهذه العلاقات بمختلف اوجهها تاثير مباشر في الواقع العربي ان كان من خلال الصراع العربي الصهيوني او من خلال مواجهة التحدي الامريكي، ولابد من تفكيك هذه المضامين من اجل رؤيتها بشكل افضل وبصورة اوضح.
لقد اصبح الموقع الصهيوني ضمن النسق الاستعماري واضحا، وسوف يكون من شان الثنائيات المشار اليها في تشابكات العلاقة الصهيونية الامريكية ان تلعب دورا مضللا، ويقود الى الاستنتاج المتسرع والخاص في كثير من الاحيان، وذلك من قبيل القول ان الصهاينة يصنعون سياسة واشنطن، او القول ان الصهاين، لا تاثير لهم في واشنطن، ان الحقيقة تكمن في مكان اخر بين هذين القولين، فثمت تاثير جليل له اسبابه العميقة، وثمة نص يحكم مصالح مشتركة ومتشابكة الى حد تنعدم معه القدرة في كثير من الاحيان على تبين التخوم الفاصلة بين ما هو مصلحة امريكية بحتة، او ما هو مصلحة صهيونية بحتة، وان لهذا الامر اسبابه العميقة ومكوناته بعيدة الاثر، وهي مدار بحث لفصل كامل في هذا الكتاب [صفحة 190].
هذا الكتاب يشكل حافزا اساسيا لهذه الدراسة التي تتطلع الى تبين التخوم الفاصلة بين الحقائق والاوهام في طبيعة العلاقات الصهيونية الامريكية وهي تنطلق بالضرورة من تفكيك وتوضيح عنصر اساسي يتعلق بالنفوذ الصهيوني في العالم، والذي قاد في كثير من الاحيان تصور يقوم على وجود حكومة يهودية عالمية تتحكم بكل صغير وكبيره في العالم ، ولا ريب في ان التركيز على النفوذ اليهود الصهيوني في الولايات المتحدة يستند الى وجود كثير من الاوهام حول حجم هذا النفوذ وطبيعة دوره في تقرير السياسات الامريكية تجاه الوطن العربي عامة وقضايا الصراع العربي الصهيوني على نحو خاص.
ليس هناك من مجال لانكار حقيقة وجود قوة يهودية مؤثرة في الولايات المتحدة، ولكن ما هي حدودها وكيف يتم تصورها على هذا القدر من التاثير؟، ان الاجابة على هذا السؤال هي التي يحاول هذا الكتاب بحثها.
في هذا الكتاب شرح وتبيان لمفهوم الجماعة الوظيفية وهي ظاهرة تاريخية وجدت في كل المجتمعات البشرية الغابرة والحاضرة، وهي تجمع بشري يوظف لخدمة اغراض معينة، او لاداء اعمال ومهام لا يستطيع المجتمع المدني العادي القيام بها؛ اما لجهله بها، او لانها مشينة بحق كرامة وعزة افراده ، والسمعة التي تتسم بها الجماعة الوظيفية هي مجرد اداة في يد الحاكم او النظام السياسي تستخدم لتحقيق ما يريد الحاكم، او النظام المعني، والسمة التالية ان الجماعة ليس لها ولاء الا للجماعة ذاتها، كما يتطرق الكتاب الى اهم هذه الجماعات في التاريخ الوسيط والحديث: كالساموراي في اليابان، المماليك لدى الدولة العثمانية، الصينيون في ماليزيا، والهنود والبيض في جنوب افريقيا، واليهود في اوكرانيا، وعلى هذا يمكن فهم الجاليات اليهودية في العالم وسر تركزهم في دول معينة دون غيرها ، وفي اطار نظام اجتماعي دون غيره، انهم بهذا السر يحكمون وينجحون في مهامهم الوظيفية التي يؤدونها، فنجد انه على مر التاريخ اطلع عدد كبير من الجاليات اليهودية وخصوصا في العالم الغربي بدور الجماعة الوظيفية، فكانوا اما جماعة قتالية مرتزقة او جماعة مالية وترفيهية.
زبدة الكتاب: بان الكيان الصهيوني ينظر الى دور وظيفي لليهود الذين بقوا منتشرين في انحاء العالم من اجل خدمته. فالكيان الصهيوني يصنف يهود العالم كمجموعات لها ادوار ووظائف استراتيجية مكملة للدور الوظيفي للكيان الصهيوني . حيث يفرض عليهم اتوات تحت ذرائع دينية وسياسية، ومن خلال الابتزاز والاغراء والتهديد، كل هذا يفرض عليهم اداء مهمات تناقض مواطنتهم وشروطها وما عليهم من واجبات تجاه المجتمع الذي يعيشون ويعملون فيه، علاوة على ان النظرة التي تسود في الكيان الصهيوني اتجاه اليهود المنتشرين في ارجاء العالم نظرة استعلائية استغلالية تنطوي على عنصرية وشوفنية، وهي نظرة تتمثلها عدة مستويات [صفحة 54].
#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مطار الثورة [في ظل غسان كنفاني] عدنان بدر
-
اسرائيل من الداخل ، مجموعة مؤلفين
-
هكذا نجوت ، بسّام جميل
-
جورج حبش قراءة في التجربة
-
احمد القدوة (الحاج مطلق) من الهجرة الى الثورة؛ عرابي كلوب
-
المسافة بيننا شهيد ، يامن نوباني
-
طيور الصبار وذكريات السنين ، جميل شموط
-
ايران وحماس من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى،فاطمة الصمادي
-
جيل التاج ، مصطفى القرنة
-
الشهيد ناجي العلي ، فؤاد معمر
-
سعدية ، اسيا خولة عبد الهادي
-
العرس الابيض ، هيثم جابر
-
مذكرات حمدي مطر؛ حمدي مطر
-
أسد يهودا : صراع داخل الموساد، فكتور أوستروفسكي
-
نُص أشكنازي ؛ عارف الحسيني
-
سماء القدس السابعة؛ اسامة العيسة
-
هنا الوردة ؛ امجد ناصر
-
سياج الغزالة ؛ ناصر رباح
-
سافوي 28
-
سافوي 27
المزيد.....
-
كوريا الشمالية تكشف عن منطقة سكنية جديدة تضم 10 آلاف منزل
-
أول محطة قطار بتقنية ثلاثية البعد في العالم.. كم سيستغرق بنا
...
-
-نحن بريئان-.. الشقيقان تيت يعودان إلى رومانيا للاستفسار عن
...
-
أوقعه أرضًا بلكمة واحدة.. مجهول يعتدي على موظف متجر ويهرب
-
فولين: صربيا لن تسمح بثورة ملونة ولن تنضم إلى العقوبات ضد رو
...
-
الجيش الإسرائيلي يهاجم -أهدافا لحزب الله- ردا على إطلاق صوار
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو للعودة للهدنة -فور- في غزة
-
الدفاع الروسية: استهداف مطارات عسكرية وإسقاط طائرة حربية أوك
...
-
الجيش اللبناني يعثر على منصات صواريخ بدائية الصنع شمال نهر ا
...
-
افتتاح نصب تذكاري لضحايا الهجوم الإرهابي بالقرب من -كروكوس-
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|