أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - وجه اخر














المزيد.....


وجه اخر


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 21:14
المحور: الادب والفن
    


وجه آخر
الأجواء عشبية مشتقة من نور سماوي يزين الزوايا وينير الخفايا
المكان منتجع ووسيلة للتعارف لا احد يتجاوز ويتخطى ذلك .
انه الكون يا سادة . ليكن فيه مكان لممارسة الواقع عبر رسم الأحلام .
مريم ا لهاوية ورثته عن جدها الذي منفك من نحت الأجسام من بقايا الطين ويمسح يديه بالحجر المرمري.عادة اكتسبها في عنفوان شبابه.
هذه مريم حفيدة جدها ترافقه دوما راءحة الغراء تذكرها بهي داءما .في الداخل وعند طاولة تتوسط المطبخ وقفت مريم وفي يدها قماش ابيضّ شفاف مرسوم فيها وجه الجد ،صورة من صوره البالية المحفور بالتجاعيد ، بكلتا يديها ترسم وجه وخطوط لعينيه المتأصلتين ترسمهما بقلم الرصاص وتمسح المتبقي بماء الطين على حافة الحجر المرمري . ترسمه كما علمها سابقا في اول العمر وتالي الأيام والسنوات.
".الأيام والسنوات بما فيها عمر فيه من الحسن وفيه من الذكرى كالنار العابر زخرفة الشبابيك ان سهونا غابت وان كنا تكون."
لم تكن ما ترسمه صورة الوحيدة . لكنها كانت الخيرة قبل رحيله.
تعودت على هواية الرسم للوجوه رسم وجوه من تحب على ألواح الطين والحجر الصلد المرمري .عالمها المصاحب لشهوتهابالتلذذ .
تضع الوجوه التي تحب أمام عينيها وتصقلها بالدموع .وجه أمها التي رحلت مبكر وامام عتبة الدار في حادث سير غير معلن.
عشيقها الذي ماافتكة تتلو بالخفاء اسمه اختفى في ريعان شبابه غارق في حوض ما جاف.وكلبها عنوان عمرها المتبقي.
تضع كل وجه على حدة تريد إيقاف الزمن عن سرقة بقية عمرها وما تهوى وتحب.
في صباح يوما صيفي في المزعل مكان عملها المفظل وخلال العمل على نحت وجه لجدتها سمعت صوت اخيا الصغير الأخ الذي تحبه بإفراط عاصم وقف خلفها يسحبها من ثوبهامن الاسفل كاد ان يوقعا لولا تداركه لما جرى .
هذا عاصم جان يزعجه ما تقوم بهي نحت وجوه من طين تزول عندما لم ترى النور تذبل تحت الظلام وفي عمق الليل.
لماذا تنحتين إذن ؟
التفتت اليه رأته يحمل أوراق تخصها ،ماضيها المنغمس بين الأحياء في حياتها والأموات. كانهم في عالم واحد ينظر بعضهم لبعض.
لماذا تقول لطفل في سنهوعمره المبكر.
نحن في عالم متشعب كلا يسير على هواه.
لم يفهم لكنه أخذ كم من الطين وقال أريد نحت وجه أبي قبل سفره المبكر غدا اوبعد غد.
— لأن الحياة هكذا، أجابت. "كل ذكرى تذبل إذا ضغطت عليها كثيرًا".
نظرت ثانية لأخيها وقد صعقها الكلام شاهدة يديه ينحتان من الطين وجه أبيها عرفه حينه أنها لم تنحت وجه واحد لانسان حيا.على الإطلاق.
سادها التشاءم وحبست انفاسها مسحت قطرات الدمع بمنديلها الأبيض.
قررت اعادة نحت وجه أبيها مرة أخرى في مضض وضعة صورته على الطاولة بجاب ورق شفاف.بدءة تنحت ارتعشت يديها وخارق قواها عندمالاحظت عينيه شاهدة للمرة الأولى علامات دائرية حول عينيه وبقع صفراء في محجريهما. وخطوط عميقة على طول خديه وجبهته. علاما غير موردة في صوره الأخريات والكبيرة التي تتوسط غرفة الاستقبال .
حقا كان يذل
**.أبيها الذي كانت تنظر اليه بعمر لن يتغير ،لكنه كان يذبل.**
.
عند الليل انشغلت في اعادة ترتيب محتويات الطاولة سقطت الصور والرسوم سقط كل شيء محفوظ وقديم. تداخلت الصور أمها واخيها وصور جدها وأبيها وعشقها الأول.جلست تبكي ذكريات ماضي لن يعود ،اخيها الصغير أخذ ورقة مطرزة بما الطين وصاح بلهوه الطفولي . انظري مريم .**انظري أنهم معا في صورة واحدة في بيت واحد.**
عند الصباح وعلى طاولة الإفطار الصورة لأبها قبل سفره .
قال وهو ينظر ببعد نحو جده يراه خطوط فوق الوجه:
يتحاوران حوار الأجيال.
ذكريات وماضي كنا في رموز بيضاء اختطها الزمن،
مريم بدءت تتخيل ما عادة ترسم الوجوه لوحدها.
اخيها أجاد فن الرسم وترك مساحات لرسم التفاصيل الشعر الأبيض ندم الوجه الصغيرة وحتى العيون ودموعها المحدودبة.وكاما ان الماضي والذكريات ما همى سجن بكل قفص طير سجين مفتوح. ماضي يترك اثره للمستقبل.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة الشيخوخة
- اعلان لمنزل غامض
- -.صفحة مذكرات في كتاب منسي.-
- رقصة العصافير
- غيوم حمراء
- **لعبة الصعاليك في غياب الحياة.**
- أعمدة سوداء في الهواء العاصف
- خطوات في طريق الفراغ
- ياقات زرقاء
- فضاءءات فارغة لخطوط متداخلة
- من عينيها اسطاد فراشة
- عزف لاسنطور
- تحت رماد إلاشجارمدن ساحرة
- نهارات ليلية
- للبندقية يد فيها قبضة وزناد وفوهة عمياء
- أبجدية الحروف
- **ثورة نهر في زمن المطرالاسود **
- مدينة الضباب
- عندالبوابات في المدن يبدأالسوءال**
- دوامة الحياة


المزيد.....




- المعروك.. هل صار أكل الملوك فعلا في سوريا؟!
- إيفانكا ترامب تتفوق في فنون الدفاع عن النفس! (فيديو)
- تحطيم نجمة الممثلة الإسرائيلية غال غادوت في هوليوود
- فعاليات ثقافية:نادى أدب القبارى بستضيف الشعراء فى مسرح ثقافة ...
- سلاف فواخرجي: بشار الأسد ليس طاغية ونتوسم خيرا بأحمد الشرع
- تغريدة مثيرة عن الدراما المصرية في القنوات السعودية.. هل تصل ...
- مصر.. إعلامي شهير ينتقد قرار رئيس الوزراء عقب إعلان تشكيل لج ...
- إعلامي مصري يدعو للحنين إلى الماضي ومشاهدة الأفلام بالأبيض و ...
- -أحاديث بجانب المدفأة- حول فيلم -الخنجر- من إنتاج RT
- -مئذنة علي-.. روعة العمارة السلجوقية في أصفهان الإيرانية


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - وجه اخر