أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - صناعة الوهم في عصر السوشيال ميديا














المزيد.....


صناعة الوهم في عصر السوشيال ميديا


عقيل الفتلاوي
صحفي وباحث

(Aqeel Al Fatlawy)


الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العصر الرقمي، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث لم تعد مجرد وسيلة للتواصل، بل تحولت إلى ساحة لصياغة المواقف وتشكيل الرأي العام. إلا أن هذه المنصات، رغم فوائدها العديدة، تحمل في طياتها خطراً كبيراً يتمثل في قدرتها على خلق رأي عام وهمي لا يستند إلى الحقائق، بل يُبنى على التلاعب بالمعلومات والتفاعل المزيف.
ويُعرف الرأي العام بأنه الموقف الجماعي الذي يتبناه المجتمع تجاه قضية معينة بناءً على المعلومات المتاحة. لكن في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد هذا الرأي يعتمد على المعرفة الدقيقة والتحليل الموضوعي، بل أصبح يتشكل من خلال سيلٍ من التعليقات السطحية، والإعجابات ("اللايكات")، وإعادة النشر، مما يمنح مصداقية زائفة لمحتوى قد يكون غير صحيح أو مضللاً.
وفي كثير من الأحيان، يقود هذا التفاعل الافتراضي إلى توجيه الجماهير نحو تصورات مشوهة، حيث تُضخّم قضايا هامشية وتُهمل قضايا جوهرية، ويُصنع من أشخاص عاديين أبطالاً، أو يُشوه آخرون دون أدلة، كل ذلك بناءً على موجة إلكترونية قد تكون مدفوعة أو موجهة من جهات ذات أهداف معينة.
وتعتمد منصات التواصل الاجتماعي بشكل أساسي على التفاعل السريع والعاطفي، حيث تُصاغ المحتويات بطريقة تستهدف إثارة المشاعر أكثر من استثارة التفكير النقدي. فالعناوين الصادمة، والصور المفبركة، والمقاطع المجتزأة، كلها أدوات تُستخدم لجذب الانتباه والتأثير على الآراء.
علاوة على ذلك، أصبح الذكاء الاصطناعي والخوارزميات عاملاً رئيسياً في هذه الصناعة، إذ تعمل هذه التقنيات على تحليل سلوك المستخدمين وتقديم المحتويات التي تعزز توجهاتهم الحالية، مما يؤدي إلى حبس الأفراد داخل "فقاعات فكرية" لا يتعرضون فيها إلا للمعلومات التي تتماشى مع آرائهم، فيتكرس الوهم ويصبح من الصعب تمييز الحقيقة من التزييف.
ولم يعد التضليل الإعلامي مقتصراً على الجهات التقليدية، بل أصبح في متناول الأفراد والجماعات التي تستخدم مواقع التواصل لبث الشائعات وتوجيه الجماهير. فبضغطة زر، يمكن نشر خبر كاذب أو فيديو مفبرك، ليحظى بانتشار واسع قبل أن تتاح الفرصة للتحقق منه. وهذا ما يجعل بعض القضايا التي لا تمتلك أساساً من الصحة تبدو وكأنها حقائق مسلم بها، بينما يتم التشكيك في قضايا أخرى مهما كانت موثوقة.
ومن أخطر أشكال صناعة الوهم هو استغلال الأزمات السياسية والاجتماعية، حيث تعمل بعض الجهات على تضخيم الأحداث أو التلاعب بسياقها لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية، مما يؤدي إلى تضليل الرأي العام وإبعاده عن القضايا الحقيقية.
كيف نواجه صناعة الوهم؟
لمواجهة هذه الظاهرة، من الضروري تعزيز الوعي الرقمي لدى المستخدمين، وتشجيعهم على التعامل مع المحتوى المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي بحذر. ومن بين الخطوات التي يمكن اتخاذها:
1. التحقق من المصادر: يجب الاعتماد على مصادر موثوقة ومتعددة قبل تبني أي رأي أو نشر أي معلومة.
2. تجنب التفاعل العاطفي: من المهم عدم الانجراف وراء العناوين المثيرة أو المنشورات العاطفية دون تحليل منطقي للمحتوى.
3. الخروج من الفقاعات الفكرية: الاطلاع على وجهات نظر مختلفة وعدم الاكتفاء بالمحتويات التي تعزز القناعات الشخصية.
4. دعم الإعلام المهني: متابعة الصحافة المهنية التي تعتمد على الدقة والتحقق بدلاً من الاعتماد على الأخبار المتداولة عبر منصات غير موثوقة.
5. التبليغ عن الأخبار الكاذبة: المساهمة في الحد من انتشار التضليل عبر الإبلاغ عن الحسابات والمحتويات المشبوهة.
لقد منحتنا منصات التواصل الاجتماعي فرصة غير مسبوقة للوصول إلى المعلومات والتعبير عن الرأي، لكنها في الوقت نفسه سلاح ذو حدين، حيث يمكن أن تصبح أداة خطيرة لصناعة الوهم وتوجيه الجماهير بطرق مضللة. لذلك، فإن مسؤولية مواجهة هذه الظاهرة تقع على عاتق الجميع، بدءاً من الأفراد وحتى المؤسسات الإعلامية والحكومات، لضمان أن يبقى الرأي العام قائماً على المعرفة والوعي، وليس على الوهم والتزييف.



#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)       Aqeel_Al_Fatlawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتوى الدفاع الكفائي.. هل كانت الحل الأمثل لدرء فتنة انهيار ا ...
- وداعًا يا أبا حمزة صوت العزة الذي لن يصمت
- هل العالم على أعتاب حرب عالمية ثالثة الشرق الأوسط ساحة الصرا ...
- هل تصبح إسرائيل جارة للعراق
- التحركات العسكرية الأمريكية بين التمويه والإستراتيجية الخفية
- إغلاق قناة -الحرة : قراءة في الدوافع والتداعيات
- التطهير العرقي في سوريا
- ترامب وسياسة العقوبات وتأثيرها على الاقتصاد العراقي والعلاقا ...
- الأمطار الأخيرة في محافظات العراق تكشف هشاشة البنية التحتية. ...
- توظيف الذكاء الاصطناعي في الكتابات الصحفية: ثورة في عالم الإ ...
- الساحل السوري بين نيران الفوضى وشبح الإبادة الجماعية
- العراق وأزمة الغاز الإيراني: بين الضغوط الأمريكية وخيارات ال ...
- وجع المعدان.. ( الآهات السومرية )
- شلع # قلع
- حداد على وطن خانه الجميع
- جاذبية نيوتن .. وجاذبية ارض كربلاء ..
- ,, ليلة الحادي عشر من محرم ليلة عصيبه على عقيلة بني هاشم ,,.
- الغباء السياسي


المزيد.....




- هوية مشتبه به بقتل فتاة جامعية يكشفها تحليل DNA قرب سريرها
- الإمارات الأولى عربيا ولبنان الأخير..قائمة الدول الأكثر سعاد ...
- فيديو يُظهر حريقًا هائلاً قرب مطار هيثرو بلندن
- تونس: إقالة رئيس الوزراء كمال المدوري وتعيين سارة الزعفراني ...
- ما قد لا تعلمه عن صدام حسين.. ملخص سريع بذكرى غزو العراق
- الجيش السوداني يسيطر على القصر الرئاسي في الخرطوم (صور+فيديو ...
- اكتشاف علمي جديد بشأن الطاقة المظلمة يتناقض مع نظرية النسبية ...
- تونس.. سعيد يعفي المدوري من رئاسة الحكومة ويعين سارة الزعفرا ...
- ترامب يتهم - نيويورك تايمز- بتلفيق خبر حضور ماسك لإحاطة بالب ...
- المكسيك.. مصادرة أطنان من الكوكايين في مياه المحيط (فيديو+صو ...


المزيد.....

- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - صناعة الوهم في عصر السوشيال ميديا