أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - قانون الأحوال الشخصية والمجتمع البطريركي














المزيد.....


قانون الأحوال الشخصية والمجتمع البطريركي


نساء الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 17:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أحد أشهر التعريفات للقانون ما ذكره الألماني فيردناند لاسال في مقالته "جوهر الدساتير" ما نصه:

((انه علاقات القوى الفعلية هذه وقد وضعت على الورق، وقد اتخذت شكلا مكتوبا، وبعد ان دونت هكذا، لم تعد ببساطة علاقات قوى فعلية وانما اصبحت قوانينً، مؤسسات قانونية، يعاقب من يعارضها)).

دعونا نرى هذا التعريف كيف يتجسد او تجسد على ارض الواقع، خصوصا ونحن نمر بأزمة التعديلات على قانون الأحوال الشخصية، والتي للأسف قد اقرت.

أولا لنتابع تاريخيا –بنظرة موجزة- مسيرة هذا القانون وهذه التعديلات، حتى تكتمل لدينا الصورة، ونعرف ما يعني القانون حقا.

تكونت الحلقات النسوية بدايات القرن العشرين، وتحديدا عام 1932 بعد تأسيس "نادي النهضة النسوي" برئاسة السيدة أسماء الزهاوي، وكان من رواد هذه الحركة السيدات "بولينا حسون، نزيهة الدليمي، صبيحة الشيخ داود" وغيرهن، وقد توجت تلك المرحلة بتأليف كتاب "اول الطريق الى النهضة النسوية" للسيدة صبيحة الشيخ داود، الذي صدر عام 1958، وقد ارخت فيه للحركة النسوية ونضالاتها، خصوصا قضايا الحجاب والسفور، والاحوال الشخصية.

بعد التغيير الذي حصل عام 1958 اخذت المرأة حيزا أكبر، فقد تم توزير السيدة نزيهة الدليمي كأول وزيرة في حكومة عبد الكريم قاسم، وكان لهذا الحدث صدى كبيرا على مسيرة نضال المرأة.

تم تشكيل لجنة لسن قانون أحوال شخصية معاصر يتلاءم مع تطور الحياة ونظرة الناس للمرأة، هذه اللجنة انجبت قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959، ويعد من أفضل القوانين المدنية في المنطقة. فهو تجسيد حي لعلاقات القوى الجديدة، هذه القوى ناضلت من اجل حرية ومدنية المجتمع؛ أي ان العلاقات الجديدة اتخذت شكلا مكتوبا، لم تعد علاقات قوى فعلية بل أصبحت قوانين، أي يعاقب من يخالفها او يعارضها.

هذا القانون لم تسكت عليه القوى المعارضة، فبدأت مسيرة الغاءه او تعديله، وقد افتتح هذه المعركة رجال الدين، فهم الأكثر تضررا من هذا القانون، وقد سمحت لهم التغيرات التي حدثت في 2003 بأن يرفعوا لافتة تغييره او تعديله، وأول من حاول يمرر التعديلات كان عبد العزيز الحكيم في 29-12-2003، بإصداره قانون 139 القاضي بالعمل بأحكام الشريعة الإسلامية وابطال كل القوانين السابقة. لكن المحاولة باءت بالفشل نتيجة المعارضة القوية من قبل الحركة النسوية والأحزاب اليسارية والتقدمية.

في 2013 اعيدت الكرة مرة أخرى على يد وزير العدل آنذاك حسن الشمري، الذي طرح مشروع القانون الجعفري، الذي يبيح الزواج من الصغيرات ويفصل القضاء عن وزارة العدل ويربطه برجال الدين. وأيضا جوبه برفض شديد وتم رفضه.

لم تيأس القوى الإسلامية، فهي تريد علاقات جديدة، صحيح ان اعرافها ماشية، خصوصا قضايا الزواج، لكنها خارج المحاكم، هي تريد ان تجعلها قانونية، ملزمة، تعاقب من يخالفها او يعارضها، وهذه المرة قد نجحت، فقد اقرت هذه التعديلات، أصبحت شكلا مكتوبا، وسنرى نتائجها فيما بعد، فجوهر القانون هو الإرادة، إرادة القوى المسيطرة.

المجتمع البطريركي:

العلاقة جدا وثيقة بين هذه القوانين والمجتمع، فهناك استعداد لتقبل تلك القوانين، خصوصا وان القوى الحاكمة عملت على تربية المجتمع وفقا لرؤاها، فقد صنعت منه مجتمعا بطريركيا.

في التعاريف التقليدية فأن المجتمع البطريركي هو تنظيم اجتماعي يتميز بسيادة الذكر الرئيس "الاب" على العائلة، فتتبع له النساء والذرية بشكل قانوني، وتفترض التوريث واستكمال الانتساب لذكور من السلالة، وكذلك يستخدم المصطلح للإشارة لسلطة الذكور على النساء تحديدا؛ أصل كلمة «بطريركية» يونانية من شقين پاتريا-ارخيس تعني كبير العشيرة أو العائلة.

السلطة التي يفرضها الاب على العائلة هي بمثابة الاوكسجين الذي تتنفس منه السلطة وتستمد وجودها واستمراريتها، فمن خلال هذا الشكل من التنظيم الاجتماعي تؤمن على استمرار القيم والتقاليد والأعراف والعلاقات، وتعد المرأة هي الركيزة الأساسية في هذا الشكل التنظيمي، وكما يقول هشام شرابي في كتابه "البنية البطريركية" ما نصه:

"ما دامت المرأة خانعة قابلة بوضعها وغير قادرة على تغييره وعلى قول لا، فأن سلطة النظام البطريركي وشرعيته تظلان راسختين ومستمرتين...فالنظام يدرك في أعماق لا وعيه ان العامل الثوري الحقيقي لم يعد المتآمر ولا مدبر الانقلابات بل المرأة، القنبلة الموقوتة في صميمه. ففي اللحظة التي يتغير فيها وعي المرأة وتصبح قادرة على الرفض والمقاومة، تتزعزع أسس النظام وتتخلخل شرعية سلطته وتتفكك بنيته".

اذن الحفاظ على هذه الشكل من المجتمع "بطريركي" هو للحفاظ على شكل النظام الابوي، والذي يؤبد استمرارية الدولة هذه، فحتى في تبريرات القوى الحاكمة حول التعديلات يقولون انهم يريدون المحافظة على العائلة، لكن أي شكل من اشكال العائلة؟ انها العائلة البطريركية والتي هي كما يعرفها ولهلم رايش في كتابه "الثورة الجنسية" بالقول:

"انها التي تنشئ شخصا يخشى السلطة باستمرار، وهي تبعا لذلك تحدث تكرارا لإمكانية قيام حفنة من الافراد الأقوياء بحكم الجماهير الشعبية".

اذن هذه العائلة البطريركية كما يقول شرابي "تلبي بإنتاجها افرادا غير مستقلين حاجة أساسية من حاجات المجتمع البطريركي الحديث، فهي تعزز نظام الرعاية والولاء الشخصي، وتضمن استمرار السلطة ذات الطابع البطريركي".

من كل ذلك نستطيع أن نستنتج الشكل الضعيف للاعتراض والاحتجاج على التعديلات على قانون، فهو يختلف تماما عن الأعوام السابقة التي ارادت القوى الحاكمة تمريرها، فقد واجهت حركات احتجاجية واسعة وغاضبة، عكس ما يحصل اليوم، فقد انتجت هذه السلطة مجتمعا بطريركيا تاما، مجتمع قائم على الخضوع والطاعة القصوى.



#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طور جديد من النضال النسوي التحرري
- بيــان نسـاء الانتفاضـة حول تعديل قانون الاحوال الشخصية رقم ...
- ملابس النساء ... تعليق على قرارات مجلس -الثورة السورية-
- الحرية للناشطة الثائرة دعاء الاسدي
- أوضاع النساء في الحروب
- العمــل المنزلــي هـل يستحــق ان يكـون مدفــوع الثمــن؟
- المشهداني والتعديلات على قانون الأحوال الشخصية
- الواقع السياسي والاقتصادي وتأثيره على الصحة النفسية للأفراد ...
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية
- عن المرأة في ريف العراق
- بيان نساء الانتفاضة بمناسبة الذكرى الخامسة لانتفاضة أكتوبر
- نقابة المحامين في خدمة النظام
- حول الاعتداء على المتظاهرات والمتظاهرين من ذوي المهن الطبية
- ما يجري داخل السجون ومراكز الاحتجاز للنساء بالعراق
- لنتضامن من اجل افشال مشروع تعديل قانون الاحوال الشخصية رقم 1 ...
- عمار الحكيم والتعديلات على الأحوال الشخصية
- سن الزواج عند اليونانيين القدامى وعند الإسلاميين الجدد
- ما هو القانون؟ حول التعديلات
- تصاعد الهجمة الرجعية للإسلاميين
- برلمان ام ماخور....


المزيد.....




- هيئة النقل تعلن اطلاق ميزة جديدة لسكان هذه الأحياء في الرياض ...
- دراسة صادمة عما تعانيه النساء المسلمات في ألمانيا
- شؤون الحرمين تعلن تغيير مواعيد زيارة الروضة النبوية الشريفة ...
- الاحتلال يعتقل 60 فلسطينيا خلال توجههم للأقصى ويصعد ضد النسا ...
- عاجل | وزير الخارجية البريطاني: التقارير عن مقتل ما يزيد على ...
- الأمم المتحدة تحذر أفغانستان: لا سلام وازدهار دون إلغاء الحظ ...
- كيف تحافظ على هدوئك في موقف عصيب؟ هذا ما تنصح به ممرضة استجا ...
- إصابة امرأة وأضرار بمرافق مدنية وحريق في مطار عسكري بهجوم مس ...
- هل يؤثر شرب الشاي أثناء الحمل على نمو دماغ طفلك؟
- فرنسا- مشروع قانون يحظر ارتداء الحجاب في الرياضة: جدلٌ متكرّ ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - قانون الأحوال الشخصية والمجتمع البطريركي