أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - مسلسل معاوية بين الرؤية الفنية والروايات التاريخية!














المزيد.....


مسلسل معاوية بين الرؤية الفنية والروايات التاريخية!


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه المقالة قدح زنادها في ذهني مشهد اقتحام (الثوار) بيت الخليفة والصحابي الجليل (عثمان) في الحلقة 12 من مسلسل (معاوية) الذي اثار لغطًا وجدلًا واسعًا في العالم العربي، ولقد أجاد، في هذا المشهد المؤثر، الممثل السوري الكبير (ايمن زيدان) تقمص شخصية ذلك الخليفة والصحابي الجليل، بل تمكن بأدائه الفني المحترف العريق والمتميز من اختطاف الأضواء حتى من بطل المسلسل نفسه (لجين اسماعيل) الذي يؤدي، بتميز ومهارة، دور (معاوية)، كما قد اجاد كاتب الرؤية (الفنية) (احمد مدحت) في عرض تلك الاحداث التاريخية الملتبسة بطريقة مؤثرة ومتزنة، فقد تناول تلك الاحداث التاريخية الملتبسة المختلف عليها، بطريقة مشوقة ومتزنة، تلك الاحداث الفارقة التي يشبه الخوض فيها الخوض في ارض وعرة مزروعة بالالغام او يشبه المشي على حبل مربوط بين جبلين شاهقين !!، ومع ذلك نجح كاتب الرؤية الفنية والمخرج والممثلون المهرة في السير على هذا الحبل بمهارة واتزان حتى النهاية دون السقوط في هاوية التجريح والتخوين للشخصيات التاريخية، وتلك الرموز الاسلامية، التي شاركت وعاصرت في تلك الأحداث الفارقة في تاريخ الاسلام كدولة ، ولا اقول في تاريخ الاسلام كدين!، فالاسلام كدين له مسار مختلف ومحطات مختلفة أخرى أكثر تعقيدًا من حدث الفتنة الكبرى، انما احداث (الفتنة الكبرى) كان تأثيرها الاساسي هو تغيير طبيعة دولة الاسلام حيث تسببت في تحويل الدولة الاسلامية الناشئة من نظام (الخلافة الراشدة على منهاج النبوة) الى (نظام ملكي وراثي عضوض) وامبراطورية كبرى!...ونظام الخلافة انما هو نظام سياسي اخلاقي (مثالي) بسيط ابتكره الصحابة باجتهادهم، وبالشورى بين رؤوسهم وكبارهم ونخبتهم، بعد فراغ القيادة السياسية لدولة المدينة بعد وفاة النبي/القائد، ، ولا شك ان ذلك، بالرغم ما كان نظام الخلافة الراشدة يتمتع به من عدل وشورى وبساطة، إلا انه كان مخالفًا لروح ذلك العصر وطبيعة العرب القبلية العميقة، خصوصًا بعد انتهاء العصر الذهبي للاسلام بوفاة النبي ووزيريه (ابي بكر وعمر)، فهو نظام اشبه بالنظام (الجمهوري الرئاسي) الذي يتداول فيه كبار ونخبة الصحابة القيادة فيما بينهم بطريقة التشاور ثم طلب البيعة من رؤوس القوم وليس بالضرورة من كل الشعب، وذلك النظام الرفيع في زمانه لم تقدر نفوس العرب بطبيعتهم القبلية العميقة والعريقة الصبر عليه طويلًا، فتحول، بسبب تلك الثورة الهوجاء ضد الخليفة (عثمان) وقتله، ثم مقتل خليفته الخليفة (علي) على يد الخوارج التكفيريين المنشقين عن جيشه ، الى نظام ملكي وراثي عضوض على يد الأمير المسلم المحنك، أمير الشام، (معاوية بن سفيان) وهو النظام الطبيعي الواقعي الذي كان مناسبًا لذلك العصر ولطبيعة العرب بل وحتى العجم في تلك الحقبة!، لتتحول على يد معاوية تلك الدولة الى امبراطورية كبيرة مهابة متسعة الاطراف، حكمها بنو أمية ثم بنو العباس، ثم توالى عليها غيرهم من العرب والعجم، وتلك الأيام يداولها الله بين الناس حتى يوم القيامة والحساب!
ما هي (الرؤية الفنية)؟!
الرؤية الفنية في المسلسلات المتعلقة بأحداث وشخصيات تاريخية ليس بالضرورة مطابقة لتلك الاحداث برواياتها وزوايها المختلفة وربما المتناقضة، وقد تكون تلك الرؤية منحازة وذات طابع وغرض طائفي كما شاهدنا في المسلسلات والافلام التي انتجتها ايران والجهات الشيعية عندما تتناول احداث تلك الفتنة الكبرى، بينما في هذا المسلسل بلا شك كانت الرؤية الفنية معتدلة ومتزنة اختارت اكثر الروايات التاريخية اعتدالًا وايجابية وبالشكل الذي يجعل كلنا كعرب وكمسلمين نشعر باحترام كبير لذلك الجيل من الصحابة والتابعين بالرغم من كل ما جرى بينهم، كما تجعلنا نفهم ان ما جرى بينهم انما هو نتيجة لإختلافات واجتهادات (سياسية) وليست (دينية). خلافات سياسية لم يكن الجانب القبلي والاجتماعي والوضع المادي المتعلق بتوزيع السلطة والثروة غائبًا عنها، وهو امر لازالت البشرية لم تصل فيه الى ذلك النظام المثالي الكامل الذي يحلم به الشعراء والفلاسفة والانقلابيين والثوار!! حيث كانت ثوراتهم في الاغلب الأعم تسفر عن أوضاع اشد سوءًا من الوضع الذي ثاروا عليه!!
ورمضانكم كريم
اخوكم العربي/البريطاني المحب



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل (معاوية)، أسئلة واجابة؟!
- عن اسطورة آل البيت !!!؟؟
- الفرق بين فيدرالياتهم وفيدراليتنا الوطنية!
- عن شجاعة زلينسكي في مواجهة تنمر ترمب !؟
- بين شعار (نحن أولًا) وشعار (نحن فوق الجميع)؟
- الكرة في ملعب حماس، والوقت ينفد!!
- موقف قوي وسريع ومشرف للسعودية على ترهات ترامب!
- اغرب ما في هذه القصة كلها!!
- ترامب وابداء اعجابه الشديد بدولة اسرائيل بالرغم من صغر حجمها ...
- تصريحات وتصرفات القيادة السورية الحالية تنتمي الليبرالية الا ...
- الكرةالآن في ملعب حماس فهل ستسجل الهدف الوطني!؟
- العرب والغرب واحتواء اسلاميّ سوريا، مشروع استراتيجي أم تكتيك ...
- ضرورة التمييز بين محمد كنبي ومحمد كحاكم ومحمد كبشر عربي!؟
- لماذا نظرتُ بارتياح لعملية تسليم لبنان ابن القرضاوي إلى الإم ...
- الشرع/الجولاني! تبدل استراتيجي إيديولوجي أم مرحلي تكتيكي؟
- عن الحملة الاعلامية على جمهورية السيسي عقب سقوط جمهورية الأس ...
- الليبرالية الإسلامية هي الحل، لا الأصولية الدينية ولا الأصول ...
- الشيء المؤكد فيما يجري في سوريا ؟
- هل سيكون للشخصية السورية الهادئة والذكية دور في نجاح التغيير ...
- لا الاندلس ملك للمسلمين ولا فلسطين ملك لليهود!!


المزيد.....




- هوية مشتبه به بقتل فتاة جامعية يكشفها تحليل DNA قرب سريرها
- الإمارات الأولى عربيا ولبنان الأخير..قائمة الدول الأكثر سعاد ...
- فيديو يُظهر حريقًا هائلاً قرب مطار هيثرو بلندن
- تونس: إقالة رئيس الوزراء كمال المدوري وتعيين سارة الزعفراني ...
- ما قد لا تعلمه عن صدام حسين.. ملخص سريع بذكرى غزو العراق
- الجيش السوداني يسيطر على القصر الرئاسي في الخرطوم (صور+فيديو ...
- اكتشاف علمي جديد بشأن الطاقة المظلمة يتناقض مع نظرية النسبية ...
- تونس.. سعيد يعفي المدوري من رئاسة الحكومة ويعين سارة الزعفرا ...
- ترامب يتهم - نيويورك تايمز- بتلفيق خبر حضور ماسك لإحاطة بالب ...
- المكسيك.. مصادرة أطنان من الكوكايين في مياه المحيط (فيديو+صو ...


المزيد.....

- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - مسلسل معاوية بين الرؤية الفنية والروايات التاريخية!