أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - عقدة الشيخوخة














المزيد.....


عقدة الشيخوخة


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 15:03
المحور: الادب والفن
    


نحن في عالمين بين الصبا والشيخوخة
أيهما نحن عندما كنا صغار داهمتنا الحرب وصرنا سلاح في المعركة على الرغم من صغرنا لكنننا في وطن واحد بيت واحد له دلالات وعنوان
كان في بيتنا رجل غمار بكل شيء لكنه تهزمه العاصفة ويكون مقعد كأي جليس حرب مهزم يجلس على كرسي متحرك يقضي بعض من حاجاته.طواه العمر وأصبح جليس الدار في غرفة تامه وحده منكب على ما فيها أوراق ومنضدة وحاسوب يدون فيه ويتصفح العالم من خلاله.
لم تكن مكتب بل غرفة مظلمة إلا من ضوء الحاسوب .لا يشغله غير تاريخه وأيام السواتروالالغام المنفلقة ووجوه كواكب من الذاهبين والعائدين وقوم من المشردين فاقدي الزرع والماء والجوع الحزينة .
في عمره الذي تجاوز الحد الأقصى المرسومة على يديه المرتعشة ووجهه الأصفر الماءل إلى السواد ،رجل كهل قارب التسعين لكنه يمل الفراغ. بكايات لا تنتهي تستل من الماضي ما يمكنه اضاءة المستقبل.
جلس يطلع ما حول كانت أمام عينيه وبين يديه ورقة كبيرة بعض الشيء مطوية وملفوفة بإتقان .بما كان يحسبها هي ورقة مدون فيها أيام خلت أيام عمر متواليات .تاريخ اول طلقة وآخر صوت لقذيفة هاون.
يداه ترتعشان عيناه زاغ بهم النور نحو صوب مجهول إلا ان الورقة فتحت ويداه المرتعشتان كانت في استرخاء فوق أزرار لوح المفاتيح واقفة بلا حراك صامتة لا تتكلم . متلكلمات لازالت عالمها محبطة بين السطور.
في مكانه المتواضع ومن خلال شباك يطل على العالم الخارجي
.برى بريق ولمعان المصابيح ذات الألوان الممزوجة بنور القمر مصابيح صاخبة على الرغم من إعفاءات الليل وسر العشاق والتائهين في النوادي الليلية وأمكن النس المخملية ذات السروح والأبراج الشاهقة شاح بفكره صوب الأيام الخوالي حيث كان جزء من هذا الصخب وللزمن مسيطره لنكون من يسرقه الزمن وخفوت الأصوات ولذات الليل الطويل حتى اصبحنا صوت بلا صدى .اا ييسمعه إلا من كان سكران.
عاد ونظر للورقة المطوية قلبها ووضعها أمامه على جانب من لوح المفاتيح.استذكر كم مرة عاود ليكتب ؟كم مرة خانته الذاكرة في زحمة الحياة نسىأيامه بلياليها .وينتهي بهي المطاف إلى ورقة بيضاء مطوية ، خالية تذكره بماضيه وعوالمه الدارسة.،
استشاط غيض خانه القلم لم يستطع يكتب او يرسم خطا صغير لا فاسدة من تكرار وإعادة المحاولات الكل خانه القلم والحبو والكلمات ربما يكمن السبب فيه يريد كل شيء اماً كل شيء او لاشيء .
ترك كل شيء كما هو ومسك بالورق ليدس في مكان غير معلوم إطفاء الحاسوب ومضى في نوم عميق متوسط فراشه .
في نومه رافقته هستيريه وذكريات تسللت عبر فراغات الزمن في وحشة الليل .
جلس أمام الحاسوب متأبط الماضي بروح نومه وإعفاءه المشاغبة.
عادت الورقة المطوية مفتوحة على مصراعيها تسللت إلى فراشه رفرفت قليلا كانّها في وضع هروب مما هي عليه.
في الصباح كان كل شيء على ما يرام حتى الورقة لا زالت مطوية بإحكام.
لكن في اليوم التالي ،حين عاد العجوز ليجلس أمام الحاسوب ولوحة الأزرار ، وجد الورقة المطوية مفتوحة ومفروشة بلا تدنيس.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلان لمنزل غامض
- -.صفحة مذكرات في كتاب منسي.-
- رقصة العصافير
- غيوم حمراء
- **لعبة الصعاليك في غياب الحياة.**
- أعمدة سوداء في الهواء العاصف
- خطوات في طريق الفراغ
- ياقات زرقاء
- فضاءءات فارغة لخطوط متداخلة
- من عينيها اسطاد فراشة
- عزف لاسنطور
- تحت رماد إلاشجارمدن ساحرة
- نهارات ليلية
- للبندقية يد فيها قبضة وزناد وفوهة عمياء
- أبجدية الحروف
- **ثورة نهر في زمن المطرالاسود **
- مدينة الضباب
- عندالبوابات في المدن يبدأالسوءال**
- دوامة الحياة
- *لي روحٌ ملَّت من الجسد**


المزيد.....




- لافروف والفن الخفي.. قصة رسومات جمعها دبلوماسي سنغافوري
- لليلة الثانية على التوالي: تواصل الاحتجاجات في تركيا وأردوغا ...
- الخبز الرمضاني.. حاضر منذ قرون على موائد بريزرن في كوسوفو
- -إش إش - تحت سهام النقد.. والمخرج يعتزل الدراما
- جامعة كامبردج تمنح مغني الراب البريطاني ستورمزي دكتوراه فخري ...
- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يطلب الإذن باجتماع مشتر ...
- بجولات سياحية.. بريطاني يعرف العالم بإرث المسلمين في لندن
- -تشوه التاريخ-.. برلماني روسي يدعو لحظر المسلسلات التلفزيوني ...
- إطلالة على الأدب الأفريقي المكتوب بالبرتغالية.. جيرمانو دي أ ...
- إعلان مفاجئ بشأن آخر حلقة من مسلسل -معاوية-!


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - عقدة الشيخوخة