رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 14:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق كان يُعرف بوفرة مياهه بفضل نهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى الأهوار والبحيرات التي كانت تُعتبر من أبرز معالمه الطبيعية.
في ايام الجفاف، حيث يقف الزمن وكأنه في حالة تأمل دائم امام منظر نهري دجلة والفرات. ايام ومواسم تصور مشهداً من الحذر والخوف من المستقبل، حيث كانت الحياة تمضي بوتيرتها البسيطة أيام الوفرة المائية بعيداً عن تعقيدات العصر الحديث.
أيام كانت عربات البائع المتجول مليئة بالخضروات والفاكهة الطازجة من خيرات بلاده، والكل ينظر بثقة وثبات الى الخير الوفير، بما فيها من تنوع في المنتجات وهي تضفي على واقعية حية لمعيشة العراقيين أيام كانت المياه وادارتها هي المحرك الأول والاساس للدولة، كان المواطن العراقي يشم عبير الفاكهة الطازجة من البساتين والأسواق على مدار الفصول الأربعة.
عبق الماضي يبدو جميلاً بعطائه، وان يبدو عليها أثر الزمن، دفء العمارة العراقية في المدن والريف يجعل الانسان في حوار دائم مع محيطه، حتى اللحظات العابرة، التي قد تبدو بسيطة، كانت تعكس جزءاً من التفاعل اليومي في تلك الحقبة من الزمن التي تميزت بوفرة موارد العراق المائية.
نظرة العراقي إلى الخارج كانت دائماً بفضول بريء، حيث الافكار كانت تتجول في هدوء والتي هي كانت جزء لا يتجزأ من حياة العراقيين اليومية آنذاك. ربما ما يُثير التساؤل هو هل ان العراقيين كانوا منهمكين في أعمالهم والجواب نعم كان العمل هو يعطي عمق وواقعية لحياة العراقيين.
لذا تخليد الزمن الماضي لأخذ الدروس سيعرفنا الى روح زمن كامل لم نكن لنعرف عنه الشيء الكثير لولا الدقة الواقعية وأسلوب الحياة الذي كان يفيض بالحيوية والنشاط، وضرورة أعادة تشكيل مشاهد من ماضي مواردنا المائية، يجعلنا نشعر وكأننا نعيش تلك الحقبة. تفاصيل الحياة في العراق أيام الوفرة المائية كانت دقيقة، ولكن بسيطة والبركة كانت ممتلئة بالخيرات وان كانت ظروف المعيشة متهالكة نوعاً ما ولكن الوجوه كانت مألوفة على الدوام رغم غربتها أحياناً، كل هذا يدفعنا إلى التمني لو أننا كنا حاضرين هناك، نسمع أصوات الباعة، نشم عبق الخضروات الطازجة من تربة الوطن، ونشعر ببرودة ونقاء الهواء على وجوهنا. وصوت هدير النهرين الخالدين دجلة والفرات. وهذا نداء لنا جميعا الى العمل المبدع ونشر روح المبادرة ليكون ماضينا ضامن لمستقبل مشرق ومستقر في البلاد وبجميع جوانبه.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟