أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - أردوغان وتطلعاته للسلطة الدائمة: تحليل لاستراتيجياته السياسية وتلاعبه بالديمقراطية














المزيد.....


أردوغان وتطلعاته للسلطة الدائمة: تحليل لاستراتيجياته السياسية وتلاعبه بالديمقراطية


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع بين المبادئ والمصالح قديمٌ قدم السياسة، فبينما يختار البعض التضحية بقيمهم للحفاظ على السلطة، يتمسك آخرون بمبادئهم، إيماناً بأن القوة الحقيقية تنبع من الحق لا من التشبث بالمناصب.
في السنوات الأخيرة، أصبح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أكثر القادة إثارةً للجدل عالمياً، ليس فقط بسبب براغماتيته في السياسة الخارجية، بل أيضاً لسعيه الدؤوب لترسيخ حكمه داخلياً. فمن خلال تحليل مواقفه الأخيرة، خاصة تجاه المعارضة والقضية الكردية، تتجلى استراتيجياته في تعزيز نفوذه، حتى لو كان ذلك على حساب المبادئ الديمقراطية في تركيا.

أردوغان والسلطة سعي لا ينتهي
أردوغان، الذي وصل إلى السلطة عام 2003 كرئيس للوزراء، استطاع أن يحول تركيا من دولة علمانية متشددة إلى نموذج يُعتقد أنه يجمع بين الإسلام والديمقراطية، لكن مع مرور الوقت، بدأت ملامح شخصيته الاستبدادية تظهر بشكل واضح. فبعد أن كان يُنظر إليه كزعيم معتدل، أصبح اليوم رمزاً للسلطة المطلقة التي لا تتوانى عن قمع المعارضة وتغيير قواعد اللعبة السياسية لصالحه.
في عام 2017، نجح أردوغان في تغيير النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي، ما منحه صلاحيات واسعة قلّصت من دور البرلمان وزادت من تركيز السلطة في يديه. ومع ذلك، يبدو أن هذه الصلاحيات لم تعد كافية لتحقيق طموحاته. فاليوم، يسعى أردوغان إلى تعديل الدستور مرة أخرى، هذه المرة لإزالة العقبة الدستورية التي تمنعه من الترشح لفترة رئاسية جديدة.

قمع المعارضة: اعتقال أكرم إمام أوغلو نموذجاً
أحد أبرز الأمثلة على استعداد أردوغان لتجاوز كل الحدود من أجل البقاء في السلطة هو اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. أكرم إمام أوغلو، المعارض البارز الذي فاز بمنصب رئيس بلدية إسطنبول في انتخابات محلية شهدت تنافساً شرساً، أصبح رمزاً للمعارضة التركية التي تتحدى سيطرة أردوغان على المشهد السياسي. اعتقال أوغلو ومئات من أنصاره ليس سوى محاولة لإسكات الأصوات المعارضة وإرسال رسالة واضحة مفادها أن أي تحدٍّ لسلطة أردوغان لن يُسمح له بالنجاح.
هذه التصرفات تذكرنا بأساليب الأنظمة الاستبدادية التي تستخدم القمع كأداة رئيسة للبقاء في السلطة، فبدلاً من احترام نتائج الانتخابات الديمقراطية، يلجأ أردوغان إلى تدمير المؤسسات الديمقراطية التي تهدد سيطرته، وهذا يثبت المخاوف التي أثيرت منذ فترة طويلة حول عدم قدرة الإسلام السياسي، حتى في شكله "المعتدل"، على التعايش مع الديمقراطية الحقيقية.

التقرب من الأكراد: استراتيجية سياسية أم مكيدة انتخابية؟
في الوقت نفسه، يحاول أردوغان التقرب من الأكراد في تركيا، الذين يشكلون أكثر من 20% من السكان، والذين لطالما عانوا من التهميش والاضطهاد.
في الأشهر الأخيرة، حاول أردوغان التقرب من الأكراد عبر توجيه حليفه زعيم حزب الحركة القومية دولت بهشلي لإطلاق تصريحات تشي بنيّة الحكومة التركية بحل القضية الكردية، كما طلب من زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، الذي يحتجز في سجن إمرالي منذ أكثر من ربع قرن، أن يطلب من حزبه حلّ نفسه والتخلي عن الكفاح المسلح. وقد استجاب أوجلان لهذا الطلب ووجه نداءه في 27 شباط 2023، داعياً إلى السلام وإقامة المجتمع الديمقراطي. إلا أن الحكومة التركية لم تقدم على أي خطوة مقابل هذه المبادرة السلمية من أوجلان.
ما يشير إلى أن هذه الخطوات لا تعكس تغييراً حقيقياً في سياسات أردوغان تجاه الأكراد، بل هي جزء من استراتيجية سياسية تهدف إلى استمالتهم لكسب أصواتهم في الانتخابات المقبلة. فبعد تراجع شعبيته بين الناخبين الأتراك بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية، أصبح أردوغان يعتمد بشكل كبير على دعم الأكراد لتعزيز فرصه في الفوز. ومع ذلك، فإن هذا التقرب يبدو تكتيكياً وقصير الأمد، إذ إن الهدف الأساسي هو الحصول على تأييد الأكراد لتعديل الدستور، ما يسمح له بالترشح لفترة رئاسية جديدة. وبمجرد تحقيق هذا الهدف، من المرجح أن يعود إلى نهجه السابق في التعامل مع القضية الكردية، ما يؤكد أن هذه الخطوات ليست سوى وسيلة لتحقيق أهدافه السياسية وليست تحولاً جوهرياً في سياساته.

هل وصل الإسلام السياسي إلى نهايته؟

تصرفات أردوغان الأخيرة تطرح تساؤلات عميقة حول مصير الإسلام السياسي في تركيا. فبعد أن كان يُنظر إليه كتجربة ناجحة تجمع بين الإسلام والديمقراطية، تحوّل إلى نموذج للاستبداد الذي يتستر خلف شعارات دينية. الديمقراطية التي يروّج لها أردوغان ليست سوى واجهة شكلية، حيث الانتخابات تُختزل إلى مجرد "بطاقة سلطة ذات اتجاه واحد" تهدف إلى ترسيخ شرعية حكمه.
أردوغان، الذي كان يُعدّ رمزاً للإسلام السياسي المعتدل، أصبح اليوم مثالاً صارخاً للزعيم الذي لا يتورع عن استخدام كل الوسائل لضمان بقائه في السلطة. طموحه اللا محدود يهدد بتفكيك الديمقراطية التركية، الأمر الذي قد يدفع البلاد إلى فوضى سياسية واجتماعية. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل سيتمكن الشعب التركي من كسر قيود هذا الزحف الاستبدادي، أم أن تركيا ستتحول إلى ديكتاتورية متخفية تحت عباءة ديمقراطية وهمية؟



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مطرقة الخوف وسندان الوطنية.. زيارة الدروز إلى إسرائيل
- اتفاق عبدي والشرع.. توقيع في الزمن الحرج
- الإعلان الدستوري: نسخة محسّنة من الاستبداد القديم!
- الطائفية.. حين يصبح الانتماء تهمةً تستوجب القتل
- هل أصبح مصير المفقودين في الأزمة السورية طيَّ النسيان؟
- قراءة أولية في اتفاق -قسد- مع دمشق
- جراح الروح: بين غريزة الانتقام وضرورة النضال السلمي
- هل أهدرت هيئة تحرير الشام لحظة التحول في سوريا؟
- سوريا الجديدة: فلول النظام وإرهابيو المعارضة المسلحة.. عدالة ...
- من السلاح إلى السلام.. تحولات النضال الكردي في تركيا
- الليرة المحبوسة.. جوعٌ مُنظّم وسوقٌ بلا روح
- عذراً نيوتن.. الجاذبية ليست وحدها التي تسحبنا للأسفل!
- فراغ أمني وبطالة متفشية.. سوريا إلى أين؟
- كيف تصنع حرباً أهلية في ستة أيام؟ (دليل الطغاة والمغامرين!)
- تداعيات رسالة أوجلان: فرصة سلام أم بداية صراع جديد؟
- مؤتمر الحوار.. اجتماع 🚀 سريع لحلول مسبقة الصنع
- السرديات المتضاربة في المشهد السوري: استباق التقسيم أم سقوط ...
- شاوِروهم وخالِفوهم: الحوار الوطني السوري بين الوهم والحقيقة
- الإيزيديون في سوريا: تاريخهم ومعتقداتهم ومعاناتهم من الاضطها ...
- من التطرف إلى الاعتدال.. حقيقة التحول أم ضرورات البقاء؟


المزيد.....




- هوية مشتبه به بقتل فتاة جامعية يكشفها تحليل DNA قرب سريرها
- الإمارات الأولى عربيا ولبنان الأخير..قائمة الدول الأكثر سعاد ...
- فيديو يُظهر حريقًا هائلاً قرب مطار هيثرو بلندن
- تونس: إقالة رئيس الوزراء كمال المدوري وتعيين سارة الزعفراني ...
- ما قد لا تعلمه عن صدام حسين.. ملخص سريع بذكرى غزو العراق
- الجيش السوداني يسيطر على القصر الرئاسي في الخرطوم (صور+فيديو ...
- اكتشاف علمي جديد بشأن الطاقة المظلمة يتناقض مع نظرية النسبية ...
- تونس.. سعيد يعفي المدوري من رئاسة الحكومة ويعين سارة الزعفرا ...
- ترامب يتهم - نيويورك تايمز- بتلفيق خبر حضور ماسك لإحاطة بالب ...
- المكسيك.. مصادرة أطنان من الكوكايين في مياه المحيط (فيديو+صو ...


المزيد.....

- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - أردوغان وتطلعاته للسلطة الدائمة: تحليل لاستراتيجياته السياسية وتلاعبه بالديمقراطية