أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - المتاجرة بالحزن














المزيد.....

المتاجرة بالحزن


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 12:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الوقت الذي نبحث فيه عن السعادة، نبدو وكأننا نجد لذة ما في اجترار الأحزان والتفاعل مع كل ما يثير أحزاننا ويجددها بل ويبعثها حية بعد ممات!
فلماذا؟
لماذا يكسب صانعي المحتوى الكثير من المتابعين من خلال التركيز على إثارة مشاعر الحزن لدى المتلقي؟
نعم هي طريقة مضمونة ومجربة..
ربما لا ينتبه كثيرون لذلك، لكن الواقع يقول إن جزءاً من المحتوى الأكثر نجاحاً عبر الإنترنت هو ذلك الذي ينطوي على كآبة وحزن.
فالمحتوى الذي يتصف بالقدرة على التأثير العاطفي، من خلال إثارة مجموعة من المشاعر مثل الحزن، أو الغضب، يخلق تفاعلاً عميقاً مع المتلقين. سواء من خلال القصص المؤثرة أو الرسائل التي تلامس مشاعرهم.
صحيح أننا نظنفي معظم الأحيان أننا نرغب في تجنّب شعور الحزن والكآبة، لكن المدهش هو أن المنشورات الكئيبة والسوداوية بل وحتى المسبّبة للإحباط، تلقى رواجاً أكبر بين الناس، فضلاً عن كونها جاذبة أكثر من غيرها للخوارزميات.
ذلك لأن معاناة الإنسان من حزن أو صدمة عاطفية لم يتمكن من التعامل معها تدفعه إلى اللجؤ إلى مواقع التواصل الإجتماعي بدلاً من التوجه لمختص نفسي والتكيف مع الصدمة التي تعرض لها.
نعم، ننجذب للمحتوى المأساوي أكثر من انجذابنا إلى المحتوى المرح، على سبيل المثال، من الأرجح أن يقرأ الناس عن الفيروسات القاتلة، أكثر من قراءة معلومات إيجابية عن الأغذية المفيدة، وذلك لأن البشر يريدون الانتباه للمخاطر التي قد تواجههم، كوسيلة لحماية أنفسهم.
ويتضح بحسب أبحاث السلوكيات وعلم النفس أن أدمغتنا مبرمجة على الإهتمام جيداً بالأشياء السلبية، وإذا لم نفعل ذلك، فقد نفوت شيئاً قد يكلّفنا حياتنا.
ماذا أيضا؟ عندما نقرأ أو نشاهد قصة حزينة، نشعر تلقائياً بالحزن أو تدمع أعيننا أو نبكي؛ لأن المشاعر التي تنقلها القصة تحاكي مشاعرنا وتجربتنا، وهناك سبب آخر لا يقل أهمية يجعلنا ننجذب للأخبار الحزينة والمأساوية وهو أنها تجعلنا نشعر بالإمتنان، فقد وجد الباحثون أن المشاركين الذين قارنوا حياتهم بحياة الشخصيات المأساوية قد شهدوا زيادة في مشاعرهم بالإمتنان.
وهناك أبحاث أكدت أن القصص الحزينة قد تثير أفكاراً وجودية تدفعنا للتأمل في معنى الحياة أو الحقائق الأعمق، والتمعن في أسئلة كبيرة، مثل مَن نحن، وما الذي نقدر على فعله، وما الذي يجعل الحياة جديرة بالاهتمام؟
ورغم كل تلك الأسباب والدوافع، تبقى أبشع طرق الاستغلال التي نشاهدها على مواقع التوصال الإجتماعي هي ظاهرة المتاجرة بأحزان الآخرين حتى لو كانوا من أولئك (المازوخيين) الذين يتلذذون بالألم النفسي بلا كلل أو ملل.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشية الإجتماعية
- هل خسرت المرأة بخروجها للعمل؟
- مذكرات مذنبة!
- تجربة (الكون 25)
- هل أنت شخص شرير؟
- الصحة النفسية ضرورة أم ترف
- السيف والرمح والروبوت القاتل
- الحياد ،ضعف في الشخصية
- الذكاء الاصطناعي والندم العظيم
- الماضي جميل، لماذا؟
- مذكرات مذيعة
- وقت الفراغ
- الثقة
- هل للضحك فلسفة؟
- فك رموز المشاعر السلبية
- عصر الطبشورة
- لاجئة (قصة قصيرة)
- أرجوك لا تفعل (قصة قصيرة)
- النظر للأعلى
- كيف يفكر البخلاء؟


المزيد.....




- أصحاب الشعر الطويل بين جبال الإكوادور .. ما سبب هوس هذه المص ...
- هل تقبل مصر تهجير الفلسطينيين؟
- ريبورتاج: وحدات الدفاع الجوية الأوكرانية تواجه مخاوف من تراج ...
- لوموند: لماذا لا تنتهي الأزمة بين فرنسا والجزائر ؟ ما أثر ال ...
- قصف إسرائيلي يستهدف مناطق مختلفة في غزة ويتسبب بمقتل وإصابة ...
- كيف يجعلنا السعي وراء السعادة أكثر بؤسا؟
- -لن تأخذوها-... رئيس وزراء غرينلاند يرد على آخر تهديد لترامب ...
- نتانياهو يعين قائداً سابقاً للبحرية رئيساً جديداً لجهاز الأم ...
- أضرار تناول الحلويات ليلا
- بزشكيان: الصورة الخاطئة التي رسمت عن إيران في العالم ليست صح ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - المتاجرة بالحزن