أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (4)















المزيد.....


وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (4)


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعتبر الوادي، ومنذ العام 2003، خارجاً عن سيطرة الحكومة العراقية؛ إذ يعدُّ من أخطر المناطق أمنياً في العراق... ؛ فهو يُشكِّل مأوى للجماعات الإرهابية والمسلحة والإجرامية والخارجة عن القانون، وذلك بسبب وعورة تضاريسه، وعزلته في عمق الصحراء، وبُعده عن المراكز الحضرية والطرق المعبَّدة.
وقد أُطلقت على وادي حوران تسميات عديدة، فمنهم من أسماه "وادي الموت"، وآخرون شبهوه بـ"مثلث برمودا" الأمريكي، حيث يقع الوادي عند نقطة التقاء الحدود العراقية والأردنية والسورية، ويهيمن على الطرق الصحراوية التي تتفرع من المنطقة وإليها... ؛ ومع تعدد التسميات، يبقى الوادي لغزاً محيِّراً تختفي في أعماقه أسرار مجهولة تتعلق بإدارة وتوجيه عناصر تنظيم "داعش" وغيرها من الحركات الإرهابية... ؛ فحتى اللحظة، لم تستطع أي جهة عسكرية أو استخباراتية فك هذا اللغز الأمريكي، أو تحديد مصير حشود الإرهابيين الذين اختفوا في صحراء وادي حوران بعد هزيمتهم عام 2017.
بعيداً عن الأضواء وضجيج الإعلام، تشير مصادر عراقية إلى معلومات متوافقة تارة ومتعارضة تارة أخرى، مفادها أن الإدارة الأمريكية قامت، بعد عام 2003 وعلى مدار عشر سنوات، ببناء قاعدة عسكرية متكاملة في وادي حوران... ؛ وبعد اتفاقية الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011، وعودتها مرة أخرى إثر اجتياح داعش للعراق، أكملت الإدارة الأمريكية بناء هذه القاعدة، ونقلت إليها معدات عسكرية متطورة، وأجهزة تنصت، وطائرات، وآليات قتالية مختلفة... ؛ وتُعدُّ هذه القاعدة اليوم واحدة من أهم القواعد الأمريكية السرية التي لم يتم الإفصاح عنها حتى الآن... ؛ ولعلَّ سبب منع القوات الأمريكية للجيش العراقي والحشد الشعبي من الاقتراب من الوادي يعود إلى وجود هذه القاعدة العسكرية أو الأنشطة الإرهابية السرية التي تجري فيها... ؛ ويُقال إن موقع الوادي في العمق الصحراوي وبُعده عن المدن الرئيسية جعله المقر السري للإدارة الأمريكية وأذرعها في المنطقة.
أصبح وادي حوران في العراق مرتعاً لفلول الإرهاب ومقراً للمرتزقة وعناصر المخابرات الدولية المشبوهة، خاصة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية... ؛ وتهدف هذه التجمعات السرية إلى التحضير لأعمال شغب وعنف وإرهاب وتفجيرات واغتيالات تطال مدن العراق، وخاصة مدن الأغلبية العراقية الأصيلة.
يبدو أن القوات الأمريكية تمنع العراقيين من دخول هذا الوادي، ولا تسمح للجيش العراقي أو الحشد الشعبي بالاقتراب منه، مما يثير الشكوك حول نواياهم الحقيقية... ؛ هل يريدون حماية هذه التجمعات الإرهابية؟ أم أنهم يستخدمونها لتحقيق أهدافهم السياسية في العراق؟
وبحسب المعلومات المسربة، فإن عدداً من عناصر تنظيم داعش وغيره من الفصائل الإرهابية يتواجدون في كهوف سرية في مناطق صحراء الأنبار الغربية باتجاه محافظة نينوى، ويشكلون مصدر خطر لا يُستهان به... ؛ وبالتحديد في وادي حوران، توجد الخلايا النائمة والعناصر الخطيرة التي تمثل تهديداً مباشراً لأمن العراق... ؛ وقد حذر العديد من مسؤولي الحشد الشعبي والقوات الأمنية في أوقات سابقة من "خطر وادي حوران الذي يمتد من جنوب الرطبة إلى النخيب".
وفي وقت سابق، صرح حاكم الزاملي، عندما كان رئيساً للجنة الأمن في مجلس النواب، لبعض الوكالات الإعلامية قائلاً: "إن منطقة وادي حوران كانت مكاناً لانطلاق العمليات الإرهابية لاستهداف الجنود المجازين في منطقة الرطبة والطريق الدولي" , وأضاف : "إن وادي حوران لا يزال يشكل خطراً على محافظة الأنبار وأمن العاصمة بغداد، لاحتوائه معسكرات لتنظيم داعش الإرهابي"... ؛ كما أشار إلى أن "التنظيم الإرهابي يمتلك الكثير من الأسلحة الثقيلة والعتاد في وادي حوران، والذي يُعتبر مكاناً لشن الهجمات الإرهابية واستهداف القوات الأمنية"... ؛ ودعا الزاملي إلى "توفير مروحيات قتالية لحماية القوات الأمنية والجنود المجازين والطريق الدولي من الهجمات الإرهابية".
وقد شهد وصرح العديد من الجنود وعناصر الحشد الشعبي : بأنهم كلما حاولوا التحرك نحو الوادي لتطهيره من المجاميع الإرهابية والمجرمين، تلقوا أوامر من بغداد بضرورة التوقف والانسحاب الفوري، وذلك بسبب تهديدات الطيران الأمريكي وقوات الاحتلال.
وأكد شهود عيان على وجود مقرات عسكرية ومراكز تدريب ومستشفيات وغيرها في وادي حوران... ؛ وأكد الخبراء أن الأمريكيين يحرصون على بقاء الوادي تحت سيطرتهم وسيطرة قوى الإرهاب والعصابات الدولية المدربة والخطيرة، كـ"ورقة ضغط" لتهديد العراق والدول المجاورة.
وأكد أحد الشهود العيان أن الوادي لا يدخله الناس البسطاء والمواطنين منذ زمن الاحتلال البريطاني بسبب المخاطر الكبيرة، إلا أن بعض أفراد عشيرة الجغايفة دخلوا إليه في الشتاء أثناء عمليات تحرير المنطقة من داعش، إلا أنهم انسحبوا منه فيما بعد .
كما أكد رعاة وشهود عيان آخرون أن طائرات الهليكوبتر الأمريكية تهبط في الوادي، كما فعلت من قبل في مناطق أخرى مثل سنجار وتكريت، حيث تقوم بنقل الجرحى والمصابين جراء العمليات الإرهابية، بالإضافة إلى إنزال المؤن والأسلحة والوقود وغيرها من المستلزمات... ؛ وهي تحوم بشكل مستمر فوق الوادي والمناطق القريبة منه... ؛ مما يثير تساؤلات حول طبيعة المهام التي تقوم بها هذه الطائرات وأهدافها الحقيقية ؟!
وأكد الإعلامي قتيبة أكرم طه سليمان الدلي: "إن الأمريكيين يرون وهم يقصفون داعش العراقيين، بينما يغضون الطرف عن داعش الأجانب ولا يتعرضون لهم في بعض المناطق... ؛ كما أن الأمريكيين يقومون بإنزال المساعدات للتنظيم والعناصر الإرهابية الأجنبية والعراقية في الصحاري، ومنها وادي حوران".
هذه التصرفات الأمريكية تظهر تناقضاً واضحاً في سياساتها تجاه الإرهاب... ؛ فمن جهة، تدعي الولايات المتحدة أنها تقاتل الإرهاب، ومن جهة أخرى، يبدو أنها تدعمه بشكل غير مباشر. هذه اللعبة السياسية المدروسة بدقة تنفذ بحيل شيطانية تهدف إلى تضليل الرأي العام، ولا يستطيع كشفها إلا أصحاب الخبرة والوعي العميق بملفات المنطقة.
يشكل هذا الوادي خطراً على أمن العراق ودول الجوار... ؛ وهذا الإجراء يتطلب من العراقيين الأحرار مواجهة الأمريكيين والوقوف بوجه المخططات الأمريكية الرامية إلى جعل هذا الوادي كقاعدة عين الأسد في الأنبار... ؛ وقد أصبح هذا الوادي مرتكزاً لقوى الإرهاب وقاعدة خطيرة، تعد من أكبر القواعد في الشرق الأوسط والمنطقة... ؛ فالعراق لن يستقر إلا بتطهير الوادي من العناصر والمجاميع الإرهابية، وتحريره من العناصر المخابراتية الاجنبية والمرتزقة ، والسيطرة على الأجواء العراقية كافة، ومنع التحركات الأمريكية والأجنبية المشبوهة، وإلقاء القبض على العناصر الإرهابية وإنزال أقسى العقوبات القانونية بحقهم، وتخليص البلاد من شرهم إلى الأبد، والضرب بيد من حديد.
يمثل هذا الوادي نقطة الارتكاز لعصابات داعش في المنطقة عموماً، حيث يشرف هذا الوادي على أغلب مناطق البلاد جنوباً وشمالاً... ؛ فهو يطل على محافظات النجف وكربلاء جنوباً، وعلى محافظات صلاح الدين والموصل شمالاً... ؛ بالإضافة إلى تحكم هذه العصابات بالصحراء الغربية وطرق السير بين سوريا والعراق، ما يعطي زخماً في التهديد المستمر للمدن المحررة من جهة، ولعموم مدن البلاد من جهة أخرى.
كما أن دور القوات الأمريكية في السيطرة على سماء هذه المنطقة وتحكمها بهذه المناطق التي تتكثف فيها حركة الإرهابيين، وتهديدها للقوات الأمنية إذا حاولت الدخول إلى هذه المناطق، أبقي مناطق وادي حوران مصدر قلق وتهديد لأمن البلاد عموماً.
وتشير التقارير الأمنية إلى أن هناك محاولات كثيرة لتحرير هذا الوادي، ولكنها باءت بالفشل... ؛ وأن من يدخل هذا الوادي مصيره الموت، إما بسبب وعورة وتعقيد زوايا هذا الوادي، أو من خلال استهداف القوات الأمريكية لكل من يحاول الدخول إليه.
وهناك تقارير سرية تشير إلى وجود أعتى الإرهابيين وأقوى المجرمين في وادي حوران، والذين يختبئون في الأنفاق والجحور والوديان والكهوف والأماكن السرية، فضلاً عن تكديس الأسلحة المختلفة في تلك الأماكن... , ولعل قرب قاعدة عين الأسد من هذه المنطقة يفسر لنا حقيقة الأمر، كما أسلفنا.
والوادي أصبح نقطة سوداء مظلمة قادرة على إرجاع فلول الإرهاب وشراذم الإجرام والفصائل المسلحة والتنظيمات التكفيرية، وإعادة تدويرها لتنتشر مرة أخرى في العراق والمنطقة، لتعيث في الأرض فساداً وقتلاً وذبحاً وخراباً ودماراً.
وللحديث بقية ...



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويستمر التحريض الطائفي في سوريا : وين الزلم يا حسين !!
- ابو عبيدة يكسر جدار التعتيم : ابادة العلويين ليست هدفا لثورت ...
- عدالة حكومة الجولاني المزيفة
- هم عراقيون ولكن بالمواطنة لا بالأصالة
- الجمهورية السورية التركية – كيانٌ مُتعدد الجنسيات مُتنافرٌ ا ...
- تهافت خطاب الجولاني وتفاهته
- الحشد الشعبي العراقي بين الاجندات والمؤامرات الخارجية وبين ا ...
- التغلغل السوري في العراق ومخاطره على الامن الوطني والسلم الا ...
- ضرورة منع العراقيين من السفر الى سوريا في ظل الاوضاع الراهنة
- ايها الراحل لا ترحل !!
- انت مو انت , انت ؟!
- لواعج الغائب , نيران في القلب تأبى الانطفاء
- تزوير الدينار العراقي أداة لاستنزاف العملة الصعبة و تدمير ال ...
- التغيير ضرورة من ضرورات الحياة
- رفقا بنا ايها الدرب
- وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (3)
- لا تراهنوا على الحصان الخاسر
- الزيارات المصرية المشؤومة الى العراق , ما لها وما عليها (3)
- تنقل الجولاني من الاحضان الاخوانية الى الاحضان الوهابية
- حكومة الجولاني معادية للعراق والاغلبية والامة العراقية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية برية في مدينة رفح
- الحكم على فتاة مصرية ارتكبت جريمة مروعة بحق طفلة انتقاما من ...
- الكويت تدين بشدة الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية
- عون يؤكد التزام لبنان باتفاق وقف النار
- لمكافحة الجريمة.. السويد تقترح قانونا يتيح للشرطة استخدام تق ...
- صديق طفولة ماسك: أصبح الرجل الذي كان يزدريه
- الجزائر: النيابة تطالب بسجن الكاتب بوعلام صنصال عشر سنوات
- مصر وسوريا تعلنان موعد عيد الفطر فلكيا
- موسكو: التسوية تتصدر مباحثات السعودية
- بيان عراقي عن حقيقة تشكيل خلية أزمة أمنية لمتابعة التطورات ف ...


المزيد.....

- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (4)