بسمة الصباح
الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 09:39
المحور:
الادب والفن
عَرَبِيَّةٌ أَنَا...
تَنبتُ حُرُوفِي…
مِن رَحِمِ الأَرْضِ...
جُذُورُهَا تَتَشَابَكُ..
كَأَيْدِي الثَّائِرِينَ...
وصَوْتِي هَدِيرُ...
مَوْجٌهُ لَا يَهْدَأُ...
لايستكين..
عَرَبِيَّةٌ أَنَا...
ابْنَةُ الرِّيحِ وَالْعَاصِفَةِ...
والأَرْضِ الَّتِي لَا تُسَاوِمُ...
أَحْمِلُ وَجَعَهَا فِي دَمِي...
وَأَغْزِلُ مِنْ آهاتِي…
قَنَادِيلَ نُورٍ...
أَحْمِلُ فِي صَدْرِي…
زَيْتُونَةً جَرِيحَةً...
وَنَخْلَةً تَعَانِقُ الْآفُقَ...
وَفِي عَيْنَيَّ يَنْطَفِئُ لَيْلٌ...
لِيُولَدَ فَجْرٌ...
مِنْ جَمْرِ النَّشِيدِ...
عَرَبِيَّةٌ أَنَا...
يَاسْمِينُ دَارِي…
مُزَنَّرٌ بِالصَّبْرِ...
وَدَمِي نَافُورَةُ...
شُمُوخٍ وَكِبْرِيَاء...
تَهْمِسُ لِلرِّيحِ:
"خُذِينِي.!
إِلَى حَيْثُ الحُلْمُ لَا يُغْتَالُ...
وَالْيَقِينُ لَا يَنْهَارُ....
تَحْتَ سَنَابِكِ الغَزَاةِ."
فَأَنَا ابْنَةُ الشمس..
لَا تُرْهِبُنِي القِلَاعُ...
وَلَا يَثْنِينِي زَئِيرُ المُدَافِعِ...
عَرَبِيَّةٌ أَنَا...
حِينَ يَعْبُرُ الغَرِيبُ أَرْضِي...
وَيَحْفِرُ فِي خَاصِرَتِي جِرَاحاً...
أَبْقَى كَمَا كُنْتُ...
أَصِيلَةً...
سَارِيَتها لَا تَكْسِرُهَا الأعَاصِيرُ..
وَأُنْشُودَةً...
تَتَرَدَّدُ عَلَى شِفَاهِ الفَجْرِ...
عَرَبِيَّةٌ أَنَا...
إِنْ ضَلَّ الطَّرِيقُ بِي يوماً.....
أَهْتَدِي إِلَى مَلَامِحِ وَطَنِي...
فِي مَرَايَا الوُجُوهِ...
وَعُيُونِ الأَطْفَالِ...
وَضُحْكَةِ الجَدَّاتِ...
وَصَبْرِ الأُمَّهَاتِ...
وَقَرْعِ أَجْرَاسِ الكَنَائِسِ...
فِي تَرَاتِيلِ المَآذِنِ...
عَرَبِيَّةٌ أَنَا...
لَا أَنْحَنِي...
وَلَا أَنْكُسِرُ...
فَكُلَّمَا ضَاقَ بِي اللَّيْلُ...
نَسَجْتُ مِنْ شَوْقِي قَمَراً...
وَكُلَّمَا ضَاقَ بِي الحِصَارُ...
كَتَبْتُ عَلَى جُدْرَانِ الصَّبْرِ:
"لَا يَمُوتُ أبداً.!
مَنْ يَزْرَعُ فِي الأَرْضِ حُبّاً...
وَلَا يَنْكِسِرُ.!
مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ الفَجْرَ
آتٍ...
وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ."
#بسمة_الصباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟