أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة يوم تهكسسوا .














المزيد.....


مقامة يوم تهكسسوا .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 09:34
المحور: الادب والفن
    


(( يوم تهكسسوا)) , عبارة اقتبستها من كاتب علماني مصري , والهكسوس هم شعوب بدوية دخلت مصر من سيناء في فترة ضعف , أيام الفراعنة خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريباً في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر, وفي التاريخ القديم كان هناك نوعين من الشعوب , المزارعون الذين يستقرون حول المجارى المائية في (( سومر , بابل ,اشور , وادي النيل , سوريا الكبرى , الهند والصين )) يكونون مجتمعات يحكمها القانون , والبدو الرعاة (( عرب , أمازيج , يهود , مغول , تتار, أتراك و هون )) , يتنقلون مع توفر المرعي و الماء , ليس لهم ولاء إلا لزعيم القبيلة و تقاليدها البدائية يجولون حول بلاد الخير يتاجرون , و يتسولون , ثم يغزون و يحتلون .

يقول فراس السواح , وهو كاتب ومؤرخ سوري : (( عندما أتكلم عن الحضارة والتاريخ فأنا لا اشرك البداوة معهما , إن البداوة لا تاريخ لها , وما إن تدخل أية جماعة دورة الحياة البدوية حتى تبقى فيها دون نزوع نحو التغيير او التبديل , فبدو الالف الثالث قبل الميلاد هم أنفسهم بدو القرن العشرين , بملابسهم وطريقة حياتهم وحيواناتهم وشرائعهم )) , ولازالت البداوة الى حد اليوم تفرض اساليب عيشها وثقافتها على المدن العربية الاسلامية العريقة مثل بغداد والقاهرة , في حين تمكنت الصين من انهاء دور التتر والمغول , واشد ما يضايقني أُمَّةٌ يَومُها مَيِّت , وماضيها حَي , وفي الزمن الهكسسوسي الحديث , ندهت النداهة عقولًا كثيرة , فكانوا كلما نضجت عقولهم وجلودهم الوطنية , أبدلتهم الظلامية بالإغراق في وهم القرن السابع الميلادي , عقولًا وجلودًا سوداء غيرها , ليذوقوا عسل الرجعية , والهجرة الشعورية إلى أزمنة الظلام , والانحطاط الإنساني.

لقد فعل الطائفيون والذين معهم , والذين في معية قنوات الفضائيات , والذين في منابر السوء , والذين في المقاليد الصلبة من جماعة مابعد 2003 , ما لم تفعله قنبلة ذرية بشعب حضاري عريق , وحلت روح جديدة في ملعب جديد واسع , بجماهير الحواضن المحافظة التقليدية في القرى والأرياف , والغلاف الشعبي للمدن الكبرى , والأطراف البدوية غرب الوطن , في أكبر حصار فكري في التاريخ , ليكمل دعاة ألأسلام الجدد الإجهاز على الطبقة الوسطى , والطبقة المخملية , بالطبعة الصحوية من إسلام السلام الظلامي ألأميركي المتأرين .

عام 2003 تبدل عقل البلاد الحضاري , وغامت سماءه بثقافة الجهامة والتحريم , وشيطنة الأنثى , وتصحير الوجود الإنساني , وإختفت تحت ركام البركان مدن وحواضر كاملة , فلا بغداد السلام هي بغداد , ولا نجف العلم والمرجعية هي النجف , ولا عراق العرب هي العراق , وجع يتمدد كالسرطان , مستهدفًا روح ووعي بلاد الرافدين الحضاري , وهكذا غدت بغداد التي طبعت حتى الغزاة بطبعها , تستسلم للماضوية بيد أولادها , تهكسست , تهكسست العقول , وتهكسس الحاضر والجغرافيا , شعب جديد حضر , مجرد أماكن تشبه الأماكن , وجغرافيا تشبه الجغرافيا , جغرافيا جديدة , هندسها علماء السوء , وسفراء الظلام والنواح , تاريخ جديد سطره المقرفصون من النخب تحت أقدام منابر بلهاء , ليحل زمن التوبة فرادى وجماعات , التوبة عن البلاد , يمشون في جنازة طويلة , مشيعون يشيعون مُشيعين , وموتى ينطقون بلساننا , وينظمون من قبورهم حياتنا , ويجيبون نيابة عنا عن الأسئلة الوجودية.

نقول لشيوخ وعلماء الخصومة ومشعلي الحرائق : توقفوا برهة قبل التنزه في حقول دمنا , توقفوا لحظة عن المساومة على أرواح أجيالنا القادمة , لأن أرواحكم المسحورة بعفن الفكر والتاريخ , مشغولة عن قراءة ذاكرة الوطن , وأن أنوثة الثورة براء من ذكورتكم الطامحة إلى زواجات غير شرعية , تقوم على غواية الحقد , والعمل على زرعه في أصص شرفات محبة ووئام ورثتموها عن أجدادكم , فما بالكم تقفلون العقل والقلب إزاء السليم من الموقف , والسلام في الروح , والعلاقة مع مواطن يشبهك في كل شيء ,ولا تختلفان إلا بطرق الايمان الرباني ؟ .

لا عجب أنني أكتب هذه الكلمات , والغضب يقتلني لأن شيخًا يصر , باستحقاق على اقتحام وجودي بعشرة مكبرات صوت , لا لشيء إلَّا لأنه يريد أن يروح عن نفسه بتراويح ميكروفونية , او نواح ولطم , ربما يظن أن السماء لا تسمع إلَّا المكبرات صينية الصنع , مجرد أماكن تشبه الأماكن , مجرد جغرافيا تشبه الجغرافيا , ولكي أكون أكثر انكشافًا , مجرد بشر يشبهون البشر.

يصرخ أبراهيم البهرزي : (( كل يوم تلد القرى معتوها يذهب إلى المدينة وينفخ في البوق , كانت هنا حقولٌ جاثمة ٌعلى التراب أطاروها , وكان هنا نهرٌ يتمرغ ُفي التراب أناموه , والزاغ الذي تحت مارش عسكري يهندسُ رفيفه ُ , فرَّمن كتيبة السماء, من صُفرة النرجس إلى صفرة الوجوه , من التسيار المرح إلى خطى الحرس الثقيلة , بنوا لأنفسهم سجونا يتلقون فيها دروس َالوعظ من السجّان , من يسترُ العشاق َفي مدن الوشايات , وقد احرقوا الأجمات بدافع الغيرة ؟ عصفورٌ عصبيٌّ يذرق ُ على وجودهم , ذلك الوجود الذي صار يتوزع بين المراحيض والنفايات ,بالمنجل يقطّعون الزمان َويلقونه في موقد الروث , رائحة ُالدخان الحيوانيّ تسموعلى عطر الأعياد , ما ظل َّ في أراجيح المتعة غير ذيل الحصان المقطوع شارة ً لعصور موت الفرسان )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة غبش الوطن .
- مقامة الفضفضة .
- مقامة الدونكيشوتية .
- مقامة الكلاوجي .
- مقامة الزلك .
- مقامة تهويمات سوريالية .
- مقامة المجرشة .
- مقامة الذين يشبهوننا .
- مقامة قهر العهود .
- مقامة زمام ألأزمة .
- مقامة شعر الديجيتال .
- مقامة العقم والحبل .
- مقامة العقم و الحبل .
- مقامة لتبق َهامْتُكَ سامقة .
- مقامة البقاء للأفسد .
- مقامة الشارب والشنب .
- مقامة مشكورة .
- مقامة التعود .
- مقامة الفاتحة .
- مقامة الترجمة .


المزيد.....




- جامعة كامبردج تمنح مغني الراب البريطاني ستورمزي دكتوراه فخري ...
- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يطلب الإذن باجتماع مشتر ...
- بجولات سياحية.. بريطاني يعرف العالم بإرث المسلمين في لندن
- -تشوه التاريخ-.. برلماني روسي يدعو لحظر المسلسلات التلفزيوني ...
- إطلالة على الأدب الأفريقي المكتوب بالبرتغالية.. جيرمانو دي أ ...
- إعلان مفاجئ بشأن آخر حلقة من مسلسل -معاوية-!
- عدنان ديوب و-العهد-: البحث عن الفردوس المفقود في الدراما الش ...
- بعد مسيرة حافلة.. محمد سامي يودّع الدراما التلفزيونية ويعلن ...
- العلاقات الروسية-العربية.. حوار ثقافي وإنساني يتجدد على مائد ...
- دليلك السياحي إلى اكتشاف ألبانيا.. الجوهرة المخفية في غرب ال ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة يوم تهكسسوا .