فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 07:59
المحور:
الادب والفن
صَمْتُ السَّمَاءِ...
أو غُرْبَةُ اللهِ...
هلِ اللّهُ ممْنوعٌ منَ السّفرِ ؟
لَا يتأمّلُ
سوَى ملكوتِهِ...!
ليْسَ هنَا لِينْتظرَ الرّغيفَ...!
ألَا ينْزلُ لِيرَى
كمْ ذرفَتِ التّرْبةُ منْ دموعٍ
علَى ورْدٍ
فقدَ عطْرَهُ علَى كفِّ يتيمٍ
لِينْسجَ لهُ كفناَ
فيزْهرَ فِي مقْبرةٍ ...؟!
أيّتُهَا الرّأْسُ الْمريضةُ...!
خلعْتُ رأْسِي وضعْتُهُ أمامِي
صارَ كلُّ منَّا يبحْلقُ فِي الْآخرِ
أنَا الْجسدُ/
دونَ رأْسِي...
وهوَ الرّأْسُ /
دونَ جسدِي...
جحظَتِ الْعروقُ
سادَ الصّمْتُ
والدّمْعُ
فلِمَ لَا تأْتِي يَا اللّهُ ...!
كيْ تعيدَ ترْميمَ ماخسرْتَهُ
منْ ضحايَا...؟
فِي الْأرْضِ /
رؤوسٌ مقْطوعةٌ...
فِي السّماءِ /
ملائكةٌ متمرّدةٌ
أجْسادُنَا/
مبعْثرةٌ توزّعُ الْألمَ
علَى الْقتلةِ...
الْمرايَا /
أصابَهَا الْعمَى الْأزْرقُ
الْأجْنحةُ/
كسرْتَهَا يَااللّهُ...!
الذّئابُ/
وزّعَتِ اللّحْمَ علَى الطّيورِ
بعْدَ أنْ نتفَهَا الْفقراءُ
كيْ ينْسُوا السّماءَ
أنَّ الْمسيحَ
رسمَ بِالصّليبِ
لوْحةَ الْعشاءِ الْأخيرِ
لِينْسانَا الْجوعُ
نحْنُ الْفقراءُ ...
هلْ خانتْكَ الْأرْضُ والسّماءُ...؟
رأْساهُمَا مُتدليّتانِ
أطْرافُهُمَا مصْلوبةٌ
وأنْتَ بيْنهُمَا شاهدةُ قبْرٍ
مكْتوبٌ عليْهَا :
هنَا
لَا وحْيٌ
لَا نبيٌّ
و لَا إلاهٌ...!
لِنقولَ :
إنّهَا الْحياةُ...
علَى أسْوارِ الْمدنِ/
جثثٌ معلّقةٌ
تسائلُ الْقتلةَ :
ماذَا يعْنِي الْكوْنُ
دونَ بشرٍ...؟
هلْ وقّعْتَ بِختْمِكَ الْمقدّسِ
علَى توْأمةِ
الْحرْبِ والدّمِ...؟
هلْ صرْتَ غريباً
مثْلنَا/
لَا تعْرفُ أيّةَ طائفةٍ تسْتحقُّ
السّماءَ ...؟
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟