نداء يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 00:49
المحور:
الادب والفن
الحرب في كل شيء، في جديلة البنت، في غرف البيت، بين يدي.
لم يبق في سلاحي سوى رصاصة واحدة، سأطلقها على صديق.
احمل سيجارة واحدة والتفت الى قبور اسفل البيت، سيجارة واحدة، حرب واحدة، والبلاد كلها قبر واسع.
اخطاتني القنابل، والحب.
اخطأني الموت مرة واحدة.
لا معنى للابواب في الحرب، لا معنى للشبابيك ولا للسقوف، لا معنى للطريق ولا لاشجار الجاكراندا.
لو طلبت منك ان تنفض الرماد عن وجهي، ان تنفضه عن وجه الحرب، سترى كم نشبه المعارك حين تنتهي.
لو طلبت منك، بعض اللون. السماء رمادية، الركام رمادي، الهواء رمادي والدخان.
لو طلبت منك ان تختبيء في جثتي ريثما تنتهي الحرب.
لو طلبت منك ان توسع لك مكانا، ان تزيل الشظايا فقط.
لو طلبت منك قمرا برتقاليا بلا انياب. قمر بلا فقر في الدم او قلم كحل.
لو طلبت منك، سيجارة اخرى او جسدك.
لو طلبت منك صوت الفتى الذي مات
جديلة البنت
وان تضع اصبعك على فمي.
لو طلبت منك ثم اكتشفت
ان الحرب التي لم تجد بيتا
سكنت صوتي.
ثم لو طلبت منك ان نلتقي، ولم استطع ان احدد اين. البلاد حفرة وركام
وكل الجهات دمامل.
لو طلبت منك بعض اللون، الموت اسود،الدخان اسود، تحت الركام جسدي اسود، ونحن نهرب الى تاريخ اسود.
يين يدك جسدي، في جسدي جسدك، بيننا الحرب تاكل كل شيء وانت تفتش في جيوبي عن قلب ضائع.
#نداء_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟