أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد رضا عباس - رسالة الى العرب من مواليد 2050















المزيد.....


رسالة الى العرب من مواليد 2050


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 20:48
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


رجاء اذا وجدتم اوطانكم غير قابلة للحياة فلا تشتمونا ونحن اموات . إبائكم واجدادكم تمنوا العيش الكريم و ضحوا بالمال والبنين من اجله . أرادوا العيش بحرية وكرامة واقتصاد مزدهر و اوطان عربية بدون حدود وسيطرات شرطة. و اذا وجدتم سماء اوطانكم الان تجوب فيها طائرات اعدائكم وحكوماتكم لا حول لها ولا قوة , واذا وجدتم شعوبكم منقسمة على نفسها وكل مكون يحذر الاخر , واذا اضطررتم الهروب من اوطانكم بحثا عن العيش الكريم , فتأكدوا انها ليس من فعل الرب , وانما من فعل تفرق حكامكم و عدم رحمة الطامعين ببلدانكم .
دعوني اسرد عليكم القصة بالكامل بدون تزويق و رتوش عن كيف وصلتم الى هذا الحال , بدون الرجوع الى كتب التاريخ والتي قد يكون بعضها من الحجم الكبير التي ترهق قرائها والبعض الاخر غير امينة في سردها , حيث ان في هذا الزمان خرج علينا " محللين وخبراء واستشاريين " يكتبون و يصرحون حسب الطلب.
فلسطين كانت القضية العربية الأولى , ولكن كل العرب لم يستطيعوا تحرير شبرا واحدا منها , فاضطرت الأردن ومصر الاعتراف بالكيان الإسرائيلي مقابل استرجاع ارضهم المحتلة .
اما أصحاب الأرض , الفلسطينيون , فقد انقسموا في قطاعين , الضفة الغربية تحكمها منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة محمد عباس , وقطاع غزة يحكمه حركة حماس والذي استلم قيادته إسماعيل هنية . سكان كلا القطاعين ذاقا جميع أنواع العذاب من الإسرائيليين : قتل وسجن وترويع وجوع ومنع حرية الحركة .
لم تسكت حماس عن الظلم والاحتلال , فقادت عملية عسكرية يوم 7 تشرين الأول 2023 ادهشت العالم ضد الاحتلال سميت ب " طوفان الأقصى" , وعندما لم تدعم هذه العملية لا عربيا ولا إسلاميا ولا دوليا , أعطت إسرائيل لنفسها الحرية الكاملة بالبطش في أبناء القطاع حتى دمرت ما يقرب ال 90% من مساحة القطاع , وقتلت وجرحت من أبناء القطاع والذي كانت تبلغ نفوسه ما يقارب المليونين ونصف المليون , الى ما يقارب 45,854 شهيد و 109,139 جريح حتى يوم 18 اذار 2025.
لقد قاوم أبناء غزة الهجوم الإسرائيلي بكل شجاعة واقدام وتحدوا القصف الجوي بصمود مدهش حير العالم .ولكن استخدام القوة المفرطة من قبل الإسرائيليين سبب الى تراجع المقاومة , وخاصة بعد استشهاد قادتهم من الخط الأول والثاني , حتى غدت الحركة تعيش بدون راس.
لم يدعم العرب والمسلمين القطاع لا بسلاح ولا بمال , فيما انهالت المساعدات العسكرية المتقدمة والأموال الضخمة على إسرائيل من أمريكا ودول الغرب , فاصبح لإسرائيل جسر مساعدات جوي وأخر بحري وأخر بري , فيما قدمت وكالات المخابرات الدولية كل ما تريد إسرائيل من معلومات حول تحرك المقاتلين الفلسطينيين على الأرض. لقد كان الدعم الأمريكي والاوربي دعم جماعي , دخلت فيه حتى شركات المعلومات العائدة الى القطاع الخاص . لقد كان احتلال غربي للمنطقة جديد , ولكن هذه المرة تحت غطاء إسرائيلي .
ومن اجل تخفيف الضغط الإسرائيلي على القطاع حاولت حركة انصار الله الحوثية في اليمن تعطيل ملاحة البواخر الإسرائيلية في خليج عدن والبحر الأحمر , فيما حاول حزب الله اللبناني اشغال إسرائيل من الجبهة اللبنانية .
ولكن شهر أيلول من عام 2024 كان الشهر الذي غير المعادلة في الشرق الأوسط وجعل إسرائيل القوة المهيمنة على المنطقة بكاملها . في هذا الشهر استطاعت إسرائيل قتل الخط الأول والثاني من قادة حزب الله بما فيهم قائده السيد حسن نصر الله وخلفه هاشم صفي الدين تحت اسم عملية عسكرية سموها " عملية النظام الجديد" , وبذلك أصاب جبهة لبنان الانهيار, وحل محلها الجيش اللبناني الذي ليس له القدرة على مواجهة القوات الإسرائيلية المدججة بأفتك الأسلحة الحديثة , واصبح الجندي اللبناني ينظر الى الهجمات الإسرائيلية على بلده وهو غير قادر على ردها.
وبعد شهرين من استشهاد السيد حسن نصر , تفاجا العالم بتحرك مسلح سريع نحو العاصمة السورية , دمشق من قبل المسلمين المتطرفين المتواجدين في محافظة ادلب السورية تحت قيادة أبو محمد الجولاني والذي كان احد المطلوبين في قائمة الإرهاب الدولية , واسقط دمشق خلال خمسة أيام . استلمت " هيئة تحرير الشام " القيادة في سوريا يوم 8 كانون الأول 2024 , وبذلك لم يبقى عدوا عربيا رافضا للتطبيع في المنطقة . في الحال قام سلاح الجو الإسرائيلي بتدمير جميع البنى التحتية العسكرية في سوريا واحتل مواقع جديدة حتى غدا على بعد 15 كيلو متر من العاصمة دمشق. لقد خرجت سوريا رسميا من النزاع العربي – الإسرائيلي .
فرح بهذا الانتصار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وقف يصرح بانه استطاع تغيير خارطة الشرق الأوسط , وفرح معه الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي وقف ليقول بانه صهيوني .
واذا كان جو بايدن الأمريكي الذي قدم كل ما لديه من سلاح متقدم الى إسرائيل , فان خلفه , دونالد ترامب , لم يكتفي بتقديم كل العون الى الكيان الصهيوني وانما أراد طرد الفلسطينيين من ارضهم , فأقترح مرة بارسالهم الى الأردن ومصر ومرة أخرى الى صحراء الانبار في العراق , ومرة الى السعودية , ومرة اخرى الى السودان والصومال. و هكذا , لم تكتفي الإدارة الامريكية من تدمير القطاع وانما ارادت طرد سكانه الى ارض الله الواسعة , في إهانة واضحة للامة العربية والإسلامية والقانون الدولي.
وامام هذا التغول الغربي ضد شعب فلسطين ووقوف العرب والمسلمين مكتوفي الايادي و خائفين , انجزت إسرائيل بعض من مشروعها التوسعي نحو بقية البلدان العربية , واصبحت إسرائيل دولة تخشاها دول المنطقة , وكل واحدة منها تنتظر دورها للتطبيع مع عدو الامس خوفا من غضبها . لان من يغضب إسرائيل يغضب أمريكا وحلفاءها , وليس للعرب طاقة على ذلك .
الجامعة العربية التي عودتنا على اصدار بيانات التنديد والرفض في السابق أصابها الموت السريري وهي تنظر الى حالة لم تشهدها المنطقة من قبل , الجيش السوري الجديد يهجم على الحدود اللبنانية ويقتل عدد من الافراد , الطائرات الإسرائيلية تهاجم العاصمة السورية , دمشق ,قوات أمريكية وبريطانية تهاجم اليمن , والعراق وايران ينتظران ما يقرره ترامب . حدث هذا في بداية النصف الثاني من شهر اذار 2025 , والله الساتر من قادم الايام.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام العربي لم يكن منصفا مع مذبحة العلويين
- سوريا .. تغير النظام وبقى الاعلام !
- لعنة شهداء العلويين تلاحق رجب طيب اردوغان
- هل ستصمد اتفاقية قسد مع احمد الجولاني ؟
- العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟
- وتبين ان حرب أوكرانيا , حرب أمريكية – روسية
- معاوية
- كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟
- أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-
- بين زعل بوش الاب وزعل ترامب
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟
- انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد
- هل سيرجع ترامب العالم الى زمن القحط ؟
- ما علاقة قرارات الرئيس ترامب الضريبية بسعر الذهب ؟


المزيد.....




- عمّان وباريس تدعوان لوقف الحرب في غزة
- رشيد نكاز: قصة الناشط الجزائري الذي تم ترحيله من المغرب
- ترامب يعرض على زيلينسكي تملك أمريكا لمحطات الطاقة بأوكرانيا ...
- هل تنهي إسرائيل قدرات حماس العسكرية؟
- فوتشيتش: لن أكون رئيسا بعد الآن إذا ثبت استخدام الأمن لـ-مدف ...
- أطباء: عيوب القلب الخلقية تزيد من خطر الإصابة بالأورام
- الزهور تنقذ العالم من الميكروبات المقاومة لمضادات الحيوية!
- واشنطن: ترامب وزيلينسكي متفقان على إمكانية تحقيق السلام في أ ...
- مصر تمنح جنسيتها لدفعة جديدة من السوريين
- البيت الأبيض: ترامب عازم على تسوية النزاع في أوكرانيا نهائيا ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد رضا عباس - رسالة الى العرب من مواليد 2050