أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بوعزيزي الفلسطيني وجمل المحامل














المزيد.....


بوعزيزي الفلسطيني وجمل المحامل


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى اليوم لا اصدق ان " محمد بوعزيزي " الشاب التونسي الذي أشعل النار في جسمه كان السبب الرئيسي في انفجار بركان " الربيع العربي " لكن من باب اللحظات المليئة بالتساؤل التاريخي صدقنا أن يوم 17/ كانون الأول عام 2010 كان حاسماً حين قام " محمد" بإضرام النار في نفسه أمام مقر " ولاية سيدي بوزيد " احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية لعربة كان يبيع عليها الخضروات لكسب رزقه ورفض السلطة في المحافظة قبول الشكوى التي قدمها ضد الشرطية " فادية حمدي " التي صفعته أمام الجميع وقالت له : " ارحل" التي أصبحت شعاراً أطاح بالرئيس " بن علي" و تحولت إلى شعاراً حملته الثورات في الدول العربية .
أعرف أن هناك جثثاً احترقت وتطايرت وضاعت بين الأسماء ، وأن هناك جثثاً ما زالت تحت الركام تشهق غربة، ومحشورة بين التراب وبقايا الحديد والاسمنت تنتظر من يخلصها من الموت صراخاً ووضعها في حفرة الهدوء.
أعرف أن هناك جثثاً تتنفس ، تمشي ، تصعد إلى بقايا أسطح لبيوت التي تساوت بالأرض ، ولكن لا بد من الصعود خطوة كي ترى من فوق باقي أسطح البيوت التي خلعت جدرانها الدافئة وخضعت لغطرسة السلاح الذي وقف مهدداً ، لم يعرف السلاح المحاط بالعنجهية التاريخية أن ثمة مفاتيح ما زالت معلقة في الأعناق لأبواب ركبت بساط الريح في فضاء الحناجر المليئة بالسنوات الطويلة والعريضة - عن قطاع غزة وذاكرة الفلسطيني أتكلم - .
هل من سخرية الأقدار أن يقدم الشاب الفلسطيني - 27 عاماً - ابن مدينة طولكم شمال الضفة الغربية قبل أيام على اشعال النار بنفسه عند دوار - جمال عبد الناصر الرئيس المصري الذي وضع القضية الفلسطينية أمام الشعوب العربية ، حتى أصبحت قضية العرب - بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم بيته والذي كان ضمن 15 مبنى سكنياً في الحي الذي يسكن فيه بمخيم طولكرم لشق طريق حتى يتسنى دخول الجيش براحته وقد اضطر الشاب إلى النزوح.
من السهل أن نلوم الشاب الفلسطيني على حرق نفسه، وأن تخرج الشعارات التي تحضر محاولة أن تتعايش مع الواقع الاحتلالي ، والعين لا تقاوم المخرز ، أمام اتفاقيات دولية وسلطة فلسطينية عاجزة عن الحماية ، وتتلو على مسامع التاريخ الأحداث والقصص ، وعلى الشعب الفلسطيني أن يحدق بالقبور المفتوحة التي تنتظر الجثث ، وأسنان الجرافات التي تنتظر أكل البيوت ومضغ الساحات والطرقات .
أشعل الشاب الفلسطيني النار بنفسه ، لكن لم يكن " بوعزيزي " بل مر الخبر كأن من الطبيعي أن يموت الفلسطيني محترقاً ، لم يحاول أحدهم دراسة الظروف النفسية التي عاشها ويعيشها المئات والآلاف ، لم يحاول أحدهم أن يمسك الصور التي تعبث بملامح العمال الفلسطينيين الذين يبحثون عن لقمة العيش ورغيف الخبز المغموس بالذل والملاحقة والهرب والحواجز والتفتيش، من يقنعني أن الأب العامل المسؤول عن أسرة من أين سيعيش ؟ وكيف سيعيش في ظل حصار قاتل للروح والطموح والنفس؟؟ .
هل قدر الفلسطيني أن يبقى يركض في ساحات الخوف والملاحقة وأن تُرصد أحلامه وأيامه ، جميعنا نذكر لوحة " جمل المحامل" للرسام الفلسطيني " سليمان منصور " التي رسمها عام 1973 التي يظهر فيها " الحمال الفلسطيني المسن" منحنياً يكافح حاملاً قبة الصخرة وحولها البيوت والشوارع والأزقة ، اختصاراً لوطن تحول كل مواطن فيه إلى جمل المحامل .
" بوعزيزي التونسي " مات بعد فترة من احتراقه أما الشاب الفلسطيني فما زال حياً يكافح حروق جسمه ويكافح نظرات الآخرين الذين يقولون له " حط راسك بين هالروس وقل يا قطاع الروس".
يُقال أن " يوعزيزي التونسي" أشعل الثورات العربية ..!! بوعزيزي الفلسطيني الطول كرمي جعل الذين رأوا وقرأوا الخبر إطلاق لقب " مجنون" لأن " خدنا تعود على اللطم " .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة .. جاء البريد بساع ولكن بغير بريد
- على الأكتاف ووجوه الأحباب قصص ليست عابرة
- ثورة العودة في الشارع الغزي
- حكايات من تحت الركام
- العربي والفلسطيني 2024
- أيها الرئس من كان منكم بلا سجن فليبدأ ويرمه بحجر
- رغيف خبز يتحدث عن نفسه في غزة
- بين الموت والركام لا أحد
- من اتكل لى زاد ترامب طال جوعه
- مقابر جماعية - هنا غزة
- أنا لا أثق ... آخ ياغزة
- في غزة .. شكراً للهواتف وصفحات التواصل الاجتماعي
- لن يكون في غزة - اربز جوت تالنت -
- الصبي الفلسطيني ودراجة الانتصار
- المطر الأحمر والأطفال
- خيمة وزغرودة وساق رجل
- حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز
- زمن الأوزان تحت الأنقاض في غزة
- الطفولة والحصان في غزة
- في غزة : يخرج ن القهر الرقص والطناجر


المزيد.....




- نائب ترامب يسخر من كامالا هاريس: أحتاج إلى -4 كؤوس من الفودك ...
- البيت الأبيض: ترامب يدعم تحرك إسرائيل وجيشها بشكل كامل في غز ...
- إعلام رسمي يكشف عن تطور بشأن سيطرة الجيش السوداني على القصر ...
- الاتحاد الأوروبي يواصل دراسة إمكانية تمديد تعليق العقوبات ال ...
- صلاة السيسي في مسجد السيدة نفيسة وتساؤلات عن أسباب التباعد ب ...
- ترامب يتوعد بـ-إبادة الحوثيين- ويهدد إيران وسط استمرار الضرب ...
- اليوم العالمي للسعادة.. الإمارات الأسعد ولبنان الأتعس
- غضب وتخريب يطال سيارات شركة تسلا وسط احتجاجات ضد إيلون ماسك ...
- احتدام القتال حول القصر الرئاسي في الخرطوم وقصف متبادل عنيف ...
-  معلومات استخباراتية أمريكية: الجنود الأوكرانيون ليسوا -محاص ...


المزيد.....

- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بوعزيزي الفلسطيني وجمل المحامل