عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 13:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا الذي يحدثُ في العالم الآن، هو ما يجِبُ أن يحدثَ عندما تُريدُ الرأسماليّةُ (كنظام عالمي) أن "تُجَدِّدَ" نفسها.
لإنجاز هذا "التجديد"، وبهدف تجاوُز الرأسمالية لأزماتها البنيويّة، يجب"تجديد" نمط إدارة الدولة "القائدة" لهذا النظام.. أي"تجديد" الرأسماليّة الأمريكيّة لنفسها باستخدام"المنظومات" الاقتصادية والسلوكيّة والقِيميّة والفكرية لمن يكونُ بوسعهِ فِعلُ ذلك.. وليس هناك من هو مؤهّلٌ للقيامِ بذلكَ الآن أكثر من الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب.
هذه القيم البربريّة، وهذا السلوك المُتوحّش، وهذه "البذاءة السلوكيّة" ليست غريبةً عن نمط التصرُّف و"السلوك العام" للرأسمالية عندما تشعرُ بالتهديد.
منذُ "التراكم البدائي لرأس المال"، والرأسمالية تفعلُ ذلك.
بوسع "الماركسيّين" التحقّقَ من ذلك من خلال قراءة كتابات كارل ماركس، وبوسع غير الماركسيّين معرفة ذلك من خلال مُراجعة التاريخ الاقتصادي الذي كتبهُ "آخرون" غير كارل ماركس.
وإذا كنتم تعتقدون أنّ "زعماء" دُوَل أخرى على شاكلة فلاديمير بوتين، وشي جين بنغ قادرونَ على عَكس هذا "الاتّجاه العام" للأشياء.. فأنتم واهِمون.
هؤلاء "الطغاة" و"الدكتاتوريّون" (الكبار في بلدانهم)، هم "هامشيّونَ" و"صِغار" في مواجهة القوّةِ الاقتصادية والعسكرية للولايات المتّحدة الأمريكية، بل هم (ومن خلال براغميّتهم السياسية- الاقتصاديّة) تحوّلوا إلى "سماسرة صفقات"، وأصبحوا (من خلال دورهم ووظيفتهم "التجاريّة"هذه) جزءاً رئيساً من "المنظومة" الامبرياليّة ذاتها، ولن يُجازِف أحدٌ منهم بإطلاق رصاصةٍ واحدة على "حاملات طائرات" شركة الهند الشرقيّة "الماركنتيليّة-الترامبيّة" التي تحومُ حول حدودهم الآن.
ورُدّها.. إن استطعتَ إلى ذلكَ سبيلا..
أو..
التَزِم الصمت.
التَزِم الصَمت.. وأنتَظِر..
على الأقلّ في هذه اللحظة الفارقةِ و "المُلتَبِسة" من تاريخ الكون.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟