أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - قراءة لرسالة (عبدالله اوجلان ) الأخيرة














المزيد.....


قراءة لرسالة (عبدالله اوجلان ) الأخيرة


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم الخميس المصادف( ٢٧/٢/٢٠٢٥ ) و في مؤتمر صحفي، عقده الوفد الذي كان قد زار( عبدالله أوجلان) زعيم حزب العمال الكوردستاني الـ ( PKK) في زنزانته الانفرادية في (جزيرة امرالي ) حيث يقضي الأخير عقوبة بالسجن المؤبد منذ أن تم اختطافه عام( ١٩٩٩ ) في كينيا من قبل المخابرات التركية وبالتنسيق والتعاون مع الموساد الإسرائيلي والمخابرات الامريكية. تم قراءة رسالة (أوجلان) في المؤتمر المذكور من قبل أحد أعضاء الوفد، ومضمون الرسالة هي دعوة أنصاره في حزب العمال الكوردستاني الـ( PKK) الى حل الحزب والقاء السلاح ويضيف في نفس الرسالة : (بأنه يتحمل المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة) .
هذه الرسالة جاءت بعد أن دعى ( دولت باخچلي ) زعيم حزب الحركة القومية، في أكتوبر عام( ٢٠٢٤) (عبدالله اوجلان) الى القاء كلمة في البرلمان التركي يدعوا فيها حزبه الى القاء السلاح وحل نفسه .
هذه ليست المرة الأولى، بل هي المحاولة السادسة التي يلجأ فيها الطرفان الى حل النزاع بينهما بالطرق السلمية بعيدا عن السلاح والعنف، ذلك النزاع الذي بدأ أوائل حقبة الثمانينات من القرن الماضي، جميع المحاولات الخمس السابقة آلت الى الفشل وتم معاودة استخدام العنف مرة أخرى .أما بالنسبة لدعوة أوجلان الأخيرة فهي الثالثة من نوعها التي يوجهها الى أنصاره لايقاف العمليات العسكرية ضد تركيا حيث سبق وأن وجه أنصاره في ( آذار – مارس ٢٠١٣ ثم في الشهر نفسه عام ٢٠١٥) الى وقف العمليات العسكرية والبدء بالمسار التفاوضي مع الحكومة في تركيا.
الجديد هذه المرة، هو أن تأتي المبادرة والدعوة من قبل تركيا نفسها، وبالذات من زعيم حزب الحركة القومية ذو النزعة الفاشية المشارك في السلطة مع اردوغان، هذا الحزب الذي كان يعارض سابقا، وبإصرار، أية عملية تفاوضية مع الـ ( PKK) ويقف ضدها.
قراءة أولية لزمن اعلان هذه الرسالة، تشير الى التطورات والتغيرات الحاصلة على صعيد العالم حيث صعود الفاشية، تلك الفاشية التي لا تتعارض مع السلطة الاستبدادية لـ (رجب طيب أردوغان) في الداخل بل وتتماشى معها، ثم ضرورة تأمين المصالح الرأسمالية للطبقة البرجوازية في تركيا وارتباط ذلك بمصالح الرأسمال العالمي وسط هذه التغييرات والتحولات الجارية في المنطقة، تلك هي جزء من ضرورات الاقدام على هذه العملية التفاوضية من قبل تركيا، وفي هذا الظرف الذي تمر فيه المنطقة، حيث تتلاشى قوى" الهلال الشيعي" المؤيدة لإيران واحدة تلو الأخرى، بدأ من انهيار المنظومة العسكرية لحزب الله في لبنان ثم التغييرات التي حصلت أثر الهجوم الوحشي للحكومة الفاشية في إسرائيل على قطاع غزة والفلسطينيين عموما، وانهيار سلطة حماس شبه الكامل وأخيرا سقوط نظام الأسد في سوريا على يد الإسلاميين الموالين لتركيا مما ترك فراغا في المنطقة تسعى تركيا بكل قوة الى ملئه ولعب الدور الرئيسي فيه، ورغم ان تلك السياسة لتركيا تتعارض مع سياسات أمريكا وإسرائيل في المنطقة، الا ان الدول الثلاث تتشارك في سياساتها الاستراتيجية بعيدة المدى كونها تنتمي الى نفس القطب الرأسمالي العالمي.

بالعودة الى رسالة ( أوجلان) التي تحمل في طياتها، باعتقادي، عناصر الفشل أكثر من عناصر النجاح، فـ ( عبدالله أوجلان) يعيش منذ أكثر من (٢٥) عامًا، في عزلة شبه تامة، بعيدًا عن مجريات الأحداث الإقليمية والعالمية، هذا الانقطاع يجعل أي قرار يتخذه محل شك، لأنه قد لا يكون مبنيًا على إدراك حقيقي للأوضاع الراهنة، أو تعبيرًا عن رؤية استراتيجية لحل النزاع. فعملية نزع سلاح الحزب وبالتالي حله، ليس بالأمر البسيط والسهل، حتى ولو سارت الرياح كما تشتهيه سفن ( أردوغان )، فهي تحتاج الى زمن طويل نسبيا، ونظرا للتجاذبات السياسية التي ستترافق مع هذه العملية، فان أبوابا أخرى أكثر تعقيدا ستُفتح أثناءها، عكس ما يتصوره البعض، وان تعليق الآمال لإنجاح هذه العملية على نفوذ( أوجلان) داخل الحركة البرجوازية القومية الكوردية فقط !هو عنصر غير كافٍ، رغم وجود حقيقة لا يمكن نكرانها وهي النفوذ الواسع والقوي لـ ( PKK) داخل الجناح " اليساري" للحركة القومية الكوردية بالأخص في كوردستان تركيا وكوردستان سوريا، علاوة على امتلاك هذا الحزب لقاعدة اقتصادية قوية وقاعدة اجتماعية كذلك مما يمكنه، بشكل من الاشكال، من الاستمرار في ميدان السياسة حتى وان تم نزع سلاحه.
كان لهذه الرسالة وقع وتأثير مختلف على أجنحة الحركة البرجوازية القومية الكوردية، فهناك من أصيب بالصدمة واعتبرها استسلاما غير مشروط واستشهد بالمثل القائل :( كيف يمكنك التفاوض مع التمساح ورأسك داخل فمه ؟) وهناك من حاول البحث عن المبررات لها، الا أن معسكر المصدومين كان هو الأوسع.
اذا كان (عبدالله أوجلان) وحزبه قد عَمِلا وسَعيا من أجل تأمين الحقوق القومية للأكراد في تركيا عبر حل المسألة القومية، الا ان الحل الذي يبحثون عنه لا يتجاوز الأطر البرجوازية، كما هو الحال الآن في إقليم كوردستان العراق، فالحركات القومية الكوردية وعبر التاريخ الحديث لم يكن سلاحها ضد السلطات المستبدة بقدر ما كان سلاحها من أجل السيطرة على المجتمع والدفع به صوب الاتجاه الذي يرسمونه هم والذي لا يتعارض، في محصلته النهائية، مع مصالح النظام الرأسمالي السائد، لذا فأن خلاص المجتمع من هذه الحركات المسلحة للأحزاب القومية يفتح آفاقا أوسع لتنامي وتقدم الوعي الاشتراكي ، ومن هنا يمكن اعتبار نجاح هذه الدعوة وتلك العملية السلمية نقطة إيجابية في مسار الحرب الطبقية، حيث سيساهم في رفع تركة ثقيلة من الأوهام القومية عن كاهل الطبقة العاملة والكادحة ويوفر بيئة أكثر ملائمة لتقدم النضال الطبقي ووحدة المصير لدى هذه الطبقة بعيدا عن الانتماءات القومية والعرقية.
١٠ / ٣ / ٢٠٢٥



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوريون، نحو لملمة الجراح في ظل الحكم الإسلامي
- بين البغدادي والجولاني ، خطابين مختلفين شكلا و متطابقين مضمو ...
- في اليوم العالمي للفقر، حقائق وأرقام!
- من يستطيع تحديد مصير الشرق الأوسط؟
- برلمان يشرعنْ اللاشرعية ويفرض الهيمنة لأحزاب السلطة، على أبو ...
- نتنياهو يدخل التأريخ، ولكن كمجرم حرب!
- حياة الأطفال، مسرح للمأساة التي خلقتها الرأسمالية وليبراليته ...
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- الحكومة في العراق، تَقود أم تُقاد؟ حول إنهاء وجود التحالف ال ...
- دلالات عزل الحلبوسي
- التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي ال ...
- رأي حول الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل
- المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...
- (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لين ...
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي
- وقفة مع الحرب في أوكرانيا


المزيد.....




- غزة والحوثيون وترامب.. كاتب إسرائيلي كبير يشرح ماذا حدث؟
- مكالمة بوتين وترامب تشعل الجدل: هل تلوح فرصة للسلام أم استمر ...
- الكرملين: كييف تحاول تقويض جهود السلام
- ترامب يعرض تملّك منشآت طاقة أوكرانيا
- ملتقى الإمارات الرمضاني.. تسامح وتعايش
- الجيش اللبناني ينتشر في حوش السيد علي
- لامي يتراجع عن تصريحاته بشأن إسرائيل
- شويغو: هناك عقبات تعقد التسوية السلمية في أوكرانيا
- -أ ب- عن مصدر: كندا بصدد إجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي ل ...
- السلطات الأمريكية الاتحادية تبحث عن زعيم عصابة في لوس أنجلوس ...


المزيد.....

- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - قراءة لرسالة (عبدالله اوجلان ) الأخيرة