أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة غبش الوطن .














المزيد.....


مقامة غبش الوطن .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


بخفوت عذبٍ يغمرني أعاود أستذكار أسفار المناضلين العراقيين , وأثناء نزهاتي في هذه الأسفار, عاودتٌ قراءة خزين أفكاري , وقررت أن أقطف من كل خيال زهرة ً واحدة ً أهبها لأحفادنا وحفيداتنا , وللرفاق الذين اقتسموا الهجير والغبش الوطني والنضالي , وفي مقامتي هذه , لا توجد مخيلة الشاعر أو الروائي , بل دقة اقتباس المثبّت في كتب المناضلين , وهكذا في إبحارٍ مستمرٍّ في تجميع خطوط وخيوط متفرقة لتتكّون لديك ظفيرة واحدة , وكتلة بذاتها , تكشف لك أبعاد الصورة , وتفسّر لك غوامض الواقع الذي تراه أمامك , ومكامن القوة والضعف فيه , وإمكاناته الثاوية في دواخله , أَسَرَّتْك هذه الإمكانات أو أزعجتك.

عام 1998 كنت ذاهبا للقاء وزير التربية الدكتورفهد الشكرة , للتنسيق وألأعداد لنشاطاتنا في الوفد الذي سيغادر الى نيويورك برآسته , كان مكتبه في الطابق العاشر من بناية الوزارة , وقد وجدت أسمي مكتوبا لدى ألأستعلامات وأستحصلت باج الصعود , لمحت ألأستاذ محمد دبدب بمصاحبة ألأستاذ مؤيد البدري , كان ألأثنان مبتعدان عن ألأضواء في تلك الفترة , لكنهما مطبوعان في ذاكرتي وذاكرة المجايلين لفترة جميلة من تأريخ العراق الذي كان متسلقا طريق التنمية والتقدم والنجاح , المفاجأة ان موظفي ألأستعلامات لم يتعرفوا عليهم , ولم تكن أسمائهم مسجلة لديهم , حيث كانوا من الحرس الخاص المكلف بحماية الوزارة , وكانوا جميعا من الشباب الذين تم أختيارهم من قرى ومدن محافظة صلاح الدين الممتدة من الشرقاط شمالا الى الدجيل جنوبا , صعدت الى مدير مكتب الوزير وابلغته بالموضوع الذي سرعان ما أصدر تعليماته لصعودهما , وعندما تلاقينا في المكتب بادرت ألأستاذ مؤيد قائلا : هل خطر ببالك أنه سيأتي جيل في العراق لا يعرفكما ؟

من أخلص الذين اعتصموا بزهرة الياسمين , كلاهما من الذين ساهموا بصياغة أحلامنا, حتى الخطوة الأخيرة , وهما فوق هذا الأديم العراقي الذي يخضوضر, بالتضحيات والمكابرة نحو غد ٍ أجمل , لذلك من طيّب القول الإشادة بطيّب العمل , فنحن أسرى اللحظة , نظنها وحيدة فريدة ليس لها والد ولا ولد , بينما الحقيقة أن الإمعان في الإصغاء لأحداث التاريخ وجهود ملهمي ألأجيال وافعالهم , ينير العقل , ويهدي الرأي , ويضعه في المسار الصحيح.

مؤيد البدري , ايقونة الرياضة العراقية , والاسم الذي له رنينه الخاص في نفوس العراقيين جميعا على مر السنوات التي تقترب من نصف قرن , والصوت الوطني الذي علّمنا المواطنة مبكراً من خلال تماهيه مع اهداف الوطن , صوته الممتلئ غيرة وشهامة وحباً , يقرع في آذاننا معلقاً ومشجعاً وموجهاً , كان احد (الموروثات الشعبية) ان صح التعبير , لانه ارتبط بالذاكرة الشعبية التي ما زالت أجيالنا تحمله على سطحها وتستأنس به , كما ان موسيقى المقدمة والنهاية لبرنامجه الشهير (( الرياضة في أسبوع )) , ارتبطت لدى الناس بأسم البرنامج , وليس بأسم سمفونية (حلاق اشبيلية) , وانها حملت اسم مؤيد البدري وليس الموسيقار الإيطالي (جواكينو روسيني) ,لازال الكثير من العراقيين يتذكر صوته الذي قالوا عنه إنه (( يطرب مسامعهم )) , ويعد البدري الذي ولد في بغداد عام 1934 , ويعتبر من أبرز المعلقين الرياضيين في البلاد , الذي حصل على دبلوم التربية البدنية عام 1957 في بغداد , وبكالوريوس عام 1959 , وماجستير من أميركا عام 1960, أول المعلقين الرياضيين بالعراق , عمل أستاذا بكلية التربية البدنية 1963 في بغداد , ومديرا عاما بوزارة الشباب عام 1967 , وأمينا عاما لاتحاد الكرة 15 عاما , ورئيس للاتحاد عام 1977, وخارج العراق عمل مديرا عاما للنادي العربي في قطر عام 1998, وعمل في صحف وبرامج رياضية قبل أكثر من 4 عقود.

محمد دبدب ¸ زينة شباب بعقوبة , هذا الاسم الذي سبق عطر ذكره الحسن معرفتي له , والذي اقترنَ بكلِّ خيرٍ ومنفعةٍ للآخرين من خلال حضوره في قيادة الحركة الطلابية , مازالت حياته العامة التي تحفل بالكثير, تذكرنا انه مشى في عون كثيرين , ومساعدتهم , وتذليل ما اعترض طريق حياتهم , وهم يخطون آولى خطواتهم الجادة نحو المستقبل الزاهر , والذي كان بحق ذا تركيبة إنسانية , صقلَها النضال ومقارعة خطوب (الزمن) , لما أنطوت عليه نفسه من بساطة مُحبّبة وعفوية صادقة , مر ويمر بظروف جعلته كقابضِ جمرٍ, الا انه بقي عَذْبا , يشدّ الأزر, ويبعث على الطمأنينة , إن صدق محمد دبدب , فطرة عمّقتها الحياة , واغناها العمل الطلابي , فألتقى في ذاته , صدقان تَوحّدا , فكان تعبيراً إنسانياً لا تملك إلا الاحتفاء به .

وفي عمقِ الحكاية ,
‎حيث لا أحدَ يسمعُ أغنياتِنا المبتورة ,
‎ينمو السكونُ
‎كضوءِ قمرٍ في بحرٍ هائج , ‎وتطفو الذكرياتُ
‎على سطحِ الروح ,
‎تُحاكينا عن عالمٍ يتنفسُ
‎من خلفِ الجدرانِ الصامتة , عن قمرٍ
‎لا يعرفُ الأفول , يقول سعدي يوسف :
((ولمّا ركزْنا بالعراقِ رماحَنا تدافع من أدنى منابتها الصبْحُ
تعالوا إلينا: متعبين ورُمّضًا تعالوا إلينا: إنه الأمل الجرحُ
أقيموا, وكونوا الماء يمنع نفسه وكونوا رماح الماء إن أورق الرمحُ )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الفضفضة .
- مقامة الدونكيشوتية .
- مقامة الكلاوجي .
- مقامة الزلك .
- مقامة تهويمات سوريالية .
- مقامة المجرشة .
- مقامة الذين يشبهوننا .
- مقامة قهر العهود .
- مقامة زمام ألأزمة .
- مقامة شعر الديجيتال .
- مقامة العقم والحبل .
- مقامة العقم و الحبل .
- مقامة لتبق َهامْتُكَ سامقة .
- مقامة البقاء للأفسد .
- مقامة الشارب والشنب .
- مقامة مشكورة .
- مقامة التعود .
- مقامة الفاتحة .
- مقامة الترجمة .
- مقامة عجوز الشتاء .


المزيد.....




- -إش إش - تحت سهام النقد.. والمخرج يعتزل الدراما
- جامعة كامبردج تمنح مغني الراب البريطاني ستورمزي دكتوراه فخري ...
- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يطلب الإذن باجتماع مشتر ...
- بجولات سياحية.. بريطاني يعرف العالم بإرث المسلمين في لندن
- -تشوه التاريخ-.. برلماني روسي يدعو لحظر المسلسلات التلفزيوني ...
- إطلالة على الأدب الأفريقي المكتوب بالبرتغالية.. جيرمانو دي أ ...
- إعلان مفاجئ بشأن آخر حلقة من مسلسل -معاوية-!
- عدنان ديوب و-العهد-: البحث عن الفردوس المفقود في الدراما الش ...
- بعد مسيرة حافلة.. محمد سامي يودّع الدراما التلفزيونية ويعلن ...
- العلاقات الروسية-العربية.. حوار ثقافي وإنساني يتجدد على مائد ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة غبش الوطن .