أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - المناضل-ة - حَراك 20 فبراير 2011: نضال ومطالب النساء، والحركة النسائية















المزيد.....


حَراك 20 فبراير 2011: نضال ومطالب النساء، والحركة النسائية


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 08:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



شهد المغرب مشاركة النساء الفعالة في النضالات الاجتماعية (العمالية والقروية) قبل تظاهرات حَراك العشرين فبراير 2011. وفي هذا الأخير، وعلى غرار ما جرى في الثورتين التونسية والمصرية، كان حضور النساء (الشابات بالخصوص) بارزا، خصوصا كأوجه إعلامية وفي مواقع قيادية داخل «حركة 20 فبراير» وفي كافة مستويات التعبئة والتنظيم، ونِلن نصيبهن من وحشية الشرطة.

لكن في الاتجاه المعاكس، كان حضور القضايا النسوية باهتا. ففي الأرضيات التأسيسية للحركة والأرضية التأسيسية لمجلس الدعم الوطني، كان المطالب الخاصة بالنساء كنوع مضطهَد غائبة، وإن سُجِّل حضورها في الشعارات داخل التظاهرات. يشير هذا إلى تقليد مستمر منذ النضال ضد الاستعمار، حيث كانت النساء مجرد مُلحقات بالرجال، تُسنَد إليهن أدوارٌ أقل من أدوار الذكور، مع تغييب مطالبهن الخاصة، بمبرر أن المطلب الآني (الاستقلال في فترة الاستعمار المباشر، والمطلب السياسي إبان حَراك 20 فبراير) أعم من أن يشمل مطالب نوعية أو قطاعية… إلخ. وكان مغزى ذلك الشعار المألوف: «النساء والرجال، في النضال بحال بحال»، لكن في النضال من أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتغيير السياسي فقط، مع استبعاد كل ما يخص مطالب النساء. وكان لحضور حركة العدل والإحسان في الحَراك دور كبير في دفع نقاش حقوق المرأة ومطالبها إلى الوراء.
يعكس هذا واقع عدم انغراس الحركة النسائية المغربية شعبيا وقصور اليسار في أداء مهمته في هذا المضمار. فالحركة النسائية المغربية قطعت أشواطا كبيرة في الاندماج داخل مؤسسات الدولة، وأصبحت «نسوِيةَ دولة» و»نسوية ليبرالية»، قابلة بالإطار الذي حددت المَلكية حدود ما يمكن أن تتنازل عنه للنساء من حقوق.
يمد هذا جذوره في التسعينيات والعقد الأول من سنوات 2000، حيث أسست الجمعيات النسائية نشاطها حول إطار يستلزم مشاركتَها إلى جانب الدولة والملك بصفته «حَكَما». بالنسبة لهذه الجمعيات النسائية، كانت «مكاسب» مدونة الأسرة سنة 2004، مدينة لتدخل الملك الذي كبح قوة الحركة الإسلامية، التي أبانت عن وزن كبير في معارضة «الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية» نهايةَ التسعينيات. وبالتالي اختارت الحركة النسائية أن تكون حليفة للدولة، في مواجهة تطرف إسلامي متصاعد، وليس معارضةً لها. هذا هو ما حكم موقف الحركة النسائية سنة 2011، التي تبنت الفهم النسوي الليبرالي للتغيير من خلال مؤسسات الدولة المتناقض مع منظور حركة 20 فبراير الرافضة لتلك المؤسسات نفسها، والمطالبة بمؤسسات بديلة (دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا يضعه مجلس تأسيسي منتخَب).
انعكس هذا، في موقف جمعيات الحركة النسائية من تظاهرات حَراك 20 فبراير ومن مناورة الملكية لهزم ذلك الحَراك (خطاب 09 مارس 2011، ولجنة إصلاح الدستور). لم تشارك الجميعات النسائية في تظاهرات الحَراك (باستثناء مشاركات بصفة شخصية) وغابت عن مجلس الدعم الوطني، بما في ذلك الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب (ADFM)، التي دعمت في البداية أهداف الحركة ثم انسحبت بعد خطاب الملك في 9 مارس 2011.
وبعد خطاب 09 مارس 2011، أجمعت جمعيات الحركة النسائية على الترحيب به، وأيدت المنظمات النسوية الرئيسية مثل الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، والرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، والاتحاد العمل النسائي، والجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء، الإصلاح الدستوري وشاركت في المناقشات التي أحاطت بإضفاء الطابع المؤسسي على المساواة بين الجنسين في الدستور الجديد. فبعد تعيين الملك للجنة المنوني لاستقبال مذكرات مختلف الفاعلين ومكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، شكَّلت الحركة النسائية شبكة أطلقت عليها «الربيع النسائي للديموقراطية والمساواة» اشتغلت لإعداد مذكرة ضمنتها مطالبها المتعلقة بالمساواة في كل الحقوق. قامت خلافات داخل هذه الشبكة، حول مضمون المذكرة التي سيجري تقديمها للجنة المنوني. وكان أساس الخلاف حول تضمين المذكرة مطالب عامة تتعلق بنظام الحكم وتنظيم السلطات أو الاقتصار على المطالب الخاصة بالنساء. وانتهى الخلاف بأن تتضمن المذكرة المشتركة حصرياً النقاط المتفق عليها بين مكونات الشبكة، على أن تقدم كل جمعية مذكرتها الخاصة على حدة تتضمن المطالب الأخرى.
أدى موقف الحركة النسائية هذا إلى اتساع الفجوة بينها وبين الشابات المحتشدات على الأرض، والأكثر جذرية، اللواتي يعتبرن- عن حق- أن عملية سياسية/ دستورية يهيمن عليها الملك لا يمكن أن تضمن تغييرا سياسيا، وتكرست الفكرة الصحيحة عن جمعيات نسائية نخبوية تابعة للدولة. لكن في الاتجاه الآخر كان استبعاد النساء ومطالبهن من خطاب ومطالب حَراك 20 فبراير، خصوصا مع الوزن النوعي لحركة العدل والإحسان داخل الحَراك، فرصة لتعزيز تلك الحَركة النسائية النخبوية والتابعة للدولة، كناطقة باسم حقوق النساء، متنافسة مع طيف سياسي محافظ ومتطرف، يشكله التيار الإسلامي. وهو ما برز إلى السطح مع رفض حزب العدالة والتنمية رفع تحفظات الدولة المغربية عن اتفاقية سيداو في سبتمبر 2011.
ليس سلوك الحركة النسائية في سياق حراك 20 فبراير 2011 سمة خاصة بها، بل شمل أيضا الحركة النقابية التي فضلت قياداتها لقاء مستشار الملك يوم 27 فبراير 2011 وقبولها توقيعا على سلم اجتماعي وعدم مشاركة في الاحتجاجات. وهو أيضا سلوك قسم كبير جدا من جمعيات الحركة الأمازيغية، التي شارك بعضٌ منها في البداية في التظاهرات، وبعد ذلك التحقت بالمشاورات التي أطلقتها لجنة تعديل الدستور.
جزء مهم من الحركة النسائية المغربية ذو منشأ يساري، وقد انتهى إلى تبني منظور الدولة، وتحول إلى «نسوية دولة». وكان هذا هو خلفية سلوك الحركة النسائية المغربية إبان حَراك 20 فبراير. أثبتت عقود من هذا المنظور النسوي الليبرالي المعتمِد على الدولة/ المَلكية لنيل المكاسب تدريجيا ودرء خطر التيار االإسلامي المحافِظ، أنها أقرب الطرق إلى الهزيمة. والمستفيد النهائي هي المَلكية، التي تصور نفسها دوما كداعمة للديمقراطية ومكاسب النساء في وجه تيار إسلامي متطرف، وفي نفس الوقت حامية المجتمع وهويته الإسلامية في وجه تيار حداثي متطرف.
لن يستقيم نضال النساء من ضد الاضطهاد الذي يلحقهن ومن أجل مطالبهن، إلا بربطه بالنضال من أجل الديمقراطية الناجزة ومن أجل مجتمع تتنفي فيه كل أشكال الاضطهاد والاستغلال الاقتصادي والقومي والعرقي… هذا النضال ستحلمه على عاتقها الأجيال الفتية المتحررة من ثقل هزائم الماضي، والمسلَّحة بدروس التجارب المحلية (وضمنها دروس حراك 20 فبراير) والعالمية، والتي ستُعزِّز منظورها بالموجة الجديدة للنسوية العاليمة، التي تقطع مع النسوية الليبرالية ونسوية الدولة؛ أي نسوية اشتراكية إيكولوجية.



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان 8 مارس 2025: هدفنا تنظيم مقاومات النساء بوجه تعدد أوجه ...
- واقعة «المؤتمر الثالث عشر» للاتحاد المغربي للشغل: أية عبرة؟
- في ذكرى 20 فبراير: بناء حزب العمال الاشتراكي ضرورة آنية
- عوامل نجاح النظام في التحكم بوضع بالغ التوتر
- منع الإضراب العمالي إحكام للاستبداد السياسي
- ملاحظات واستنتاجات بصدد فاتح مايو 2024
- الكفاح العمالي، ومعه الشعبي، بحاجة إلى حزب عمال اشتراكي
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- المغرب: في فجيج نساء يناضلن من أجل الصالح العام
- من أجل استعادة 8 مارس النضالي
- 8 مارس؛ يوم نضال النساء العالمي من أجل تحررهن الشامل نحو نضا ...
- حاجة الحركة النقابية المغربية إلى إعادة بناء ديمقراطية ونضال ...
- توقف الحركة الإضرابية بالتعليم فرصة لتحديد الآفاق
- حراك شغيلة التعليم: ظواهرٌ سلبية على صعيد حرية التعبير والدي ...
- النساء في حراك التعليم: مشاركة واسعة تتحدى قيود مجتمع رأسمال ...
- حراكنا في منعطف: ما العمل؟
- حراك شغيلة التعليم: الوحدة والديمقراطية
- حراك التعليم الجاري بمنظار كفاحي ديمقراطي: مقابلة مع الرفيق ...
- كفاح شغيلة التعليم: نحو إضراب عام طريقا إلى نصر أكيد
- كل التضامن مع شغيلة التعليم … إلى أمام نحو اضراب عام وطني، ع ...


المزيد.....




- فرنسا- مشروع قانون يحظر ارتداء الحجاب في الرياضة: جدلٌ متكرّ ...
- تحية كاريوكا تظهر من جديد “مسلسل شباب امرأة غادة عبد الرازق ...
- الوكالة الوطنية للتشغيل تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة ...
- ليبيا: رغم العقبات المرأة الليبية تقتحم عالم الاستثمار
- فقدت أغلب شعرها وجزءًا من طفولتها.. شاهد كيف أثرت الحرب في غ ...
- نادي الأسير الفلسطيني: الاحتلال يصعّد اعتقال النساء بشكل ممن ...
- ترحيل الطبيبة رشا علوية من الولايات المتحدة الأمريكية
- ما سر اختلاف الاستجابة للألم بين النساء والرجال؟
- غزلان: شابة مغربية تجوب الشوارع لتكون “مسحراتية”
- طريقة تنزيل تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 “نزلها الآن واستم ...


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - المناضل-ة - حَراك 20 فبراير 2011: نضال ومطالب النساء، والحركة النسائية