أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الإستراتيجية المفتقدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي















المزيد.....


الإستراتيجية المفتقدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 06:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل شعوب العالم جرى إستعمارها.. في مرحلة ما من تاريخها .. بما في ذلك من تتسيد العالم اليوم .. (الولايات المتحدة الأمريكية ..و الصين ..و روسيا ..و دول إوروبا ..) في نفس الوقت كل هذه الدول قاومت الإستعمار لسنين طويلة قد تطول لقرون
الخبراء و العارفون و الذين درسوا التاريخ يحكون عن أمرين صاحبا كفاح الشعوب حتي لو لم تكن واعية بهما .. الأمر الأول هو الإستراتيجية .. التي يتبناها الثوار ..و ينقلونها جيل خلف الاخر .. يتمسكون بها .. حتي النصر .
إستراتيحية المقاومة يمكن تصنيفها .. في ثلاثة توجهات رئيسية .. أحدها محاربة العدو ..و إزعاجه ..و التضييق عليه ..و حرمانه من مكاسبه حتي يفني ..أو يغادر ..
و الأخرى الإنكماش في مجتمعات مغلقة تحافظ علي الهوية لا تسمح باى تفاعل مع المستعمرين من أجل مقاومة الإندثار مثل ما حدث ( لسكان امريكا الاصلين و الهنود و الأفارقة و الأكراد و الأمازيج )..
و الثالثة إسقاط العدو من الداخل و ذوبانه داخل الأله الحضارية للسكان الأصليين كما فعل (السوريون و كونوا الدولة الأموية والفرس و كونوا الدولة العباسية و المصريون مع قوات الغزو الفاطمي ) .
الأمر الثاني .. هو التكتيكات المتبعة لتنفيذ هذة الإستراتيجية ..و هي قد تتغير عدة مرات أثناء الكفاح .. ما بين دفاع و صمود .. إلي هجوم بهدف إزعاج الخصوم .. إلي تراجع و كمون .
بكلمات أخرى إستراتيجية أمراء طيبة .. في صراعهم مع الهكسوس التي قام بتنفيذها ثلاثة أجيال ..و تحولها من الدفاع للهجوم حتي طرد المحتلين .. تختلف عن إستراتيجية الرومان في الصراع مع جيوش هنيبال .. و تطورها من الصدام إلي حروب العصابات .. وقطع طرق إمدادات العدو مع حصارة .. حتي المغادرة ..و هي غير إستراتيجية ستالين في مواجهة جيوش هتلر و حرق القرى امامة و حرمانه من الإمدادات ..و تأجيل المعركة الأساسية حتي إنهاكة في جو روسيا الجليدى بما في ذلك حصار المدن الرئيسية ثم فك الحصار و مطاردته حتي برلين ..
و هو غير مقاومة ماوتسي نونج للغزو الياباني للصين .. بواسطة جيوش نظامية ..و عصابات .. تقوم بالتدمير و الإزعاج ..
حروب الأنصار ضد المحتل .. لها ألف حكاية و حكاية .. خاضتها شعوب عديدة .. خصوصا ضد التازى في فرنسا و الإتحاد السوفيتي و اوروبا .. بل قد نجد أن في بعض البلاد ( اليونان و يوغسلافية ) كانت القوات الشعبية قادرة علي طرد العدو دون معاونة من الحلفاء .
.
الصراع الشعبي ضد قوات الإحتلال مذكور في كتب عديدة..و في الغالب قد نجد أن بعض ثوار فلسطين قد إستعانوا بها ..و تعلموا منها الكثير مما يظهر في تكتيكات هجوم 7 أكتوبر .. وفي الكمائن التي كلفت العدو خسائر فادحة أثناء القتال في غزة .
.و لكنني اشك في أن هناك إستراتيجية متفق عليها بين أجيال المقاومة المتتالية منذ عشرينيات القرن الماضي حتي اليوم ..
ذلك .. لان البعض تصور أن مجرد الرابطة الدينية .. أو العرقية مع الجيران ..كافية لان تجعل المعركة أوسع من صراع صهيوني فلسطيني ..
في حين أن هذه الرابطة مثلت نقطة الضعف الاساسية التي لم تسمح بنمو المقاومة الذاتية..و التي عند المواجهه جرى هزيمتها بسهولة في ثلاثة أو اربعة حروب متتالية
بكلمات أخرى .. قد نجد تكيكات جيدة جرى تطبيقها أثناء الإنتفاضات و الصراعات اليومية ..وقد نجد تضحيات مشرفه .. في فلسطين المحتلة أو الضفة أو غزة .. و لكنها دون إستراتيجية واضحة تحكي عن ماذا يريد الفلسطينون لانفسهم رغم مرور قرن ..
إنها تدور في افضل أحوالها حول تجارب المسلمين الاوائل .. و كفاحهم ضد الكفار ..و تضحياتهم بالنفس و المال متجاهلين تجارب 1400 سنة تالية .
في كتاب (( حرب العصابات )).( .Guerrilla Warfare ) سنجد مقالين أحدهما للزعيم الصيني ماوتسي تونج .. و الأخر لإرتست جيفارا وردا علي ما جاء بهما قدمه المعلق العسكرى الأمريكي ليدل هار ت
لا يوجد ناشر للكتاب .. أو حتي تاريخ صدور ..و هو في الغالب أما مهرب من مكتبة الحرب الأمريكية و مترجم بصورة سيئة ....او منسوخا أومصورا عن أصل .. مجهول لي
النصين تم ترجمتهما من لغتهما الاصلية للإنجليزية .. بواسطة رجال البحرية الأمريكية المتخصصين في حروب العصابات ..مع وضع ملاحظات عليهما .. بحيث أصبحا مع الهوامش من أهم المراجع الخاصة بحروب العصابات.. و مقاومتها .
مقال ماو كتبه عام 1937 أثناء غزو اليابان للصين .. أما الرسالة الثانية فتاريخها 1960 ..و ضمت تحليلا للاساليب التي طبقتها العصابات الكوبية أثناء الثورة .
مقدمة العميد صمويل جريفيت بدأها بجزء من مقولة ماو (( تؤلف حروب العصابات التي تخوضها الصين صفحة في التاريخ لا سابقة له ..و لن يقتصر تأثيرها علي الصين وحدها في كفاحنا ضد اليابان بل سيتعداها إلي العالم كله طولا و عرضا )) .. ثم يأتي عرض الدراسة
ترتيب فصولها (( ما حرب العصابات ))...(( الصلة بين عمليات العصابات و الحركات النظامية )) ..(( حروب العصابات في التاريخ ))..(( افي إمكان عمليات العصابات تحقيق النصر )) ..(( تنظيم حرب العصابات )) و يشمل جزء عن المعدات و المناضلين .. ((المشكل السياسية لحرب العصابات )).. .. ((الخطة الإستراتيجية لمقاومة العصابات لليابان ))
.
ولقد ركز علي أمرين الأول وجود إستراتيجية دفاعية و هجومية.. بنتج عنها تكتيكات المعركة ..
و الأمر الأخرهو سهولة حركة القوات مستخدمة معرفتها بطوبوغرافية المكان و طرق التنقل ..بين قواعد معدة مسبقا .. مخفية و مؤمنة ..و محمية بالأنصار من الفلاحين .
كتب ماو ((تبدأ جميع وحدات العصابات من الصفر ثم تكبر و تنمو فما الأساليب التي يجب أن نختارها لنضمن عن طريقها الحفاظ علي قوتنا و تنميتها و تحطيم قوات العدو .. ))
ثم يشرح (( الإحتفاظ بزمام المبادرة و اليقظة ... و القيام بهجمات تكتيكية مخططة تخطيطا دقيقا في حرب طويلة الأمد .. مع التفرقة بين قواعد الإستراتيجية و التكتيكات التي تتبع في المعارك الخارجية عن تلك التي توظف في المعارك الداخلية ... ..التنسيق بين العمليات التي يخوضها الجيش النظامي و بين تلك التي تقوم بها العصابات .. مرونة الحركة و التحول بين الدفاع و الهجوم و الإنسحاب طبقا لظروف المعركة .. و هذا يتطلب قيادة مدربة قادرة علي إتخاذ قرارات سليمة .. في الوقت المناسب )).
ماو يوصي بعدم تجميع القوات .. معا ..و أنه من الواجب نشرها ((عندما تكون حطوط العدو الدفاعية طويلة و لا تتوفر للعصابات القوات الكافية لتركيزها ضدها فعليها أن تنتشر و تضايق العدو و تضعف روحة المعنوية .... أو عندما يطوق العدو وحدات العصابات فعليها أن تتفرق لتتمكن من الإنسحاب .... أو طبقا لطبيعة الأرض و إمكانية الإمداد بالسلاح و الذخيرة و متطلبات امعيشة غير مناسبا ..و في حالة دعم الحركة الجماهيرية في أماكن واسعة .))
في الجزء الثاني من الكتاب نجد أن هاريس كليش بيرسون من البحريةالأمريكية علق علي ورقة جيفارا ووضع ملاحظاته و خططه المضادة ... ترتيب الفصول ((المبادىء العامة لحرب العصابات ..)) .. ((وحدة العصابات )) .. .(( تنظيم حركة العصابات )) .. (( السرية في تنظيم وحدة العصابات )) .
حروب التحرر الوطني .. قد تستمر لأجيال و أجيال ..و ردا علي سؤال ماو ((افي إمكان عمليات العصابات تحقيق النصر)) هي في الغالب سنتصر مع الإصرار و التعلم من الأخطاء و التدريب و دراسة العدو....
ولكن المشكلة .. الاساسية التي تجعل الأمر أكثر صعوبة اليوم .. تتلخص في أمرين
أحدهما أن العدو ايضا يتعلم و يغير من أساليبة .. خصوصا مع تطور اليات الذكاء الصناعي .
.
و الأخر أن في داخل صفوف المقاومة .. قد تجد إما توجهات غير مناسبة للعصر ..و الزمن أو عناصر ضعيفة تتحول لجواسيس .. تجعل العدو .. قادر علي ضرب مراكز القيادة .. كما فعل في لبنان ..و فعل امس في غزة .
نعت حركة (حماس) اليوم الثلاثاء 5 من قادتها قتلوا بالقصف الإسرائيلي لقطاع غزة فجر اليوم.
((بمزيد من التسليم والثبات والإصرار على المضي في مسيرة الدفاع عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وبكل معاني الصبر والاحتساب والفخر والاعتزاز، ننعى ثلة من القادة الشهداء الكبار، الذين ارتقوا شهداء فجر اليوم، إثر قصف صهيوني همجي وغادر، استهدفهم وعائلاتهم بشكل مباشر ومتعمّد)).
إسرائيل لها إستراتيجية واضحة .. تنتقل من جيل لاخر ..و تتصل .. بإضعاف دول الطوق ..( الأردن سوريا للبنان مصر العراق ).. و هي في الغالب تحقق نجاحات .. ثم الإستفراد بالفلسطينين .. تقتطع من أرضهم قطعة خلف الاخرى حتي تستولي علي كامل المساحة ..
ثم السيطرة السياسية و الإقتصادية .. علي شعوب المنطقة بما في ذلك بتوع الجاز في الخليج و العراق و إيران .
أما الجانب الأخر ( نحن ) فيفتقد لاى إستراتيجية بعد تدمير القومية العربية ..و تفريق معسكر المسلمين بين شيعة و سنة .. و باقي التجمعات الأصغر ..
بمعني لابد من وضع إستراتيجية جديدة تاخذ في إعتبارها الطبيعة العدوانية للعدو ؟؟..
من الذى سيقوم بهذا .. كيف سيجرى .. أمور نتركها للزمن .
و لكن تبقي مقولة ماو صحيحة أن هذه المعركة ستصبح (( صفحة في التاريخ لا سابقة له ..و لن يقتصر تأثيرها علي المنطقة وحدها بل سيتعداها إلي العالم كله طولا و عرضا)).



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الخوف من ترامب
- سيناريو بداية إحتلال فلسطين
- بدو يحملون الجنسية المصرية أم مصريون من أصول بدوية
- الناس أكلت طاطورة
- عقد إجتماعي معاصر أم وصايا الدين
- هذه ثقافتهم علمهم و لسنا مدعويين
- مجتمع الكوارث والإنزلاق الطبقي
- عدوان البعض و دفاع الضعفاء دورة لا تتوقف
- غسيل أملاح المجتمع الضارة
- الأكل هناك ملهوش طعم
- لا بديل للتقدم لكسب الحرب
- السعادة .. في بلد مفتقد الأمان
- عندما ييحكم العالم أشخاص عاديين
- فليأخذ حبات عيونهم .. مش مشكلتي
- كأن الإمبراطورية الرومانية قد عادت
- الإرث المجهول
- توازن القوى في صالح الدولة
- فلنعيد كتابة ((وصف مصر )).
- أحداث 2011 هل كانت مدبرة
- الأخت جيمني


المزيد.....




- -إنه بخير-.. بروس ويليس يحتفل بعيد ميلاده الـ 70
- نتنياهو يواجه غضبا شديدا مع تفاقم الانقسامات في إسرائيل جراء ...
- اليوم العالمي للسعادة: هل يختلف مفهومها بين الشعوب؟
- سلسلة غارات جوية مكثفة تستهدف مواقع تابعة للحوثيين في العاصم ...
- وزيرة الخارجية الألمانية في بيروت: نرفض -أي احتلال إسرائيلي ...
- سوريا.. اللجنة الأمنية في اللاذقية تجتمع مع وجهاء وأعيان الد ...
- روبيو: تاريخ القرن الـ 21 سيتمحور حول الولايات المتحدة والصي ...
- البيت الأبيض يتهم إدارة بايدن بقتل 8 ملايين دجاجة
- فيدان يلتقي حسين الشيخ في أنقرة
- قائد فرقة غزة السابق: الجيش وصل لأقصى حدود قدرته على إجبار ح ...


المزيد.....

- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الإستراتيجية المفتقدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي