مزاد الدم

نبيل الخمليشي

الحوار المتمدن-العدد: 8285 - 2025 / 3 / 18 - 21:24
المحور: الادب والفن
    

الحرب ليست فكرة
هي يد في مكتب بارد
توقع أوراقا
ثم تمتد نحو فنجان قهوة
وكأن شيئا لم يكن.
الحرب ليست غابة
هي شارع ممتلئ بالصمت
جثث ملقاة كالأسئلة،
وطفل يبحث في العيون المطفأة
عن أثر ليد كانت تربت على كتفه.
لا طيور تهاجر
لا ظل للهروب
الكل رهينة الطين والألم
الكل ينتظر دوره
تحت الأقدام الثقيلة للقدر.
الحرب ليست دراما
هي خدعة التجار البارعين
مزاد يباع فيه الدم
بأسعار تحددها المكاتب المذهبة
ووجوه تبتسم على طاولة العشاء
بين كأس نبيذ وصفقة رابحة.
الحرب ليست أغنية
هي شاشة تلمع بالرماد
رجل يرى مدينة تحترق
يمد يده إلى جهاز التحكم
يغير القناة
ثم يطفئ الضوء
وينام.
الحرب ليست قصة
هي غرفة بلا نوافذ
رجل يوقع
رجل يربح
رجل يقتل
وامرأة تبحث بين الأنقاض
عن ذاكرة لم تحترق بعد.
لا أحد يربح
لا أحد يخسر
الجثث بلا عدد
والقنابل بلا ندم
ما دامت هناك يد تسدد الفاتورة.
في مكان آخر
في مدينة مضيئة
رجل يشعل سيجاره
امرأة تضحك
والأخبار تمر على الشاشة سريعا
قبل أن يكملا الرقص.

#نبيل_الخمليشي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات