أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - مسلسل (معاوية)، أسئلة واجابة؟!















المزيد.....


مسلسل (معاوية)، أسئلة واجابة؟!


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 8285 - 2025 / 3 / 18 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألني سائل من العراق الشقيق في صفحتي على الفيسبوك عن مسلسل معاوية وعن الشخصيات التي يتناولها فقال:
"ما الحكمه من تمجيد تلك الشخصيات ؟ ثم هل يجوز نقد تلك الشخصيات بلا اساءة، فهم بشر يخطئون و يصيبون؟ ثم هل هناك تشويق درامي لمشاهدة تلك المسلسلات ؟"

فكان جوابي كالتالي:

" بعد التحية..... فإن تعظيم واحترام تلك الشخصيات العظيمة التي كان لها الدور الاساسي في نصرة الاسلام كدين ودولة هو جزء من تاريخنا العربي والاسلامي المجيد، ومع ذلك فهم، وعلى راسهم الخلفاء الراشدون، ليسوا بشرًا كاملين، ولا (معصومين)، فحتى النبي الذي هو نبي كانت له اخطاء ذكرها القرآن وإنما عصمته كانت بتصويب الوحي لأخطائه وتصحيح مساره، فهي ليست عصمة ذاتية، فالنبي عليه الصلاة والسلام، ليس معصومًا من الوقوع في الأخطاء والذنوب ابتداءً كما هو شائع، فهو بشر ولكنه اذا اخطأ صحح الله بالوحي له خطأه، وكذلك هو شديد التوبة لله، سريع العودة للصواب، فهذا النبي (محمد) الحقيقي كما عرفناه من القرآن المعصوم، فكيف اذن بخاصة أصحابه المقربين كالخلفاء الراشدين، أو عموم اصحابه اي من عاصروه وراوه وتعاملوا معه، ومنهم معاوية؟؟!! لذا فتناول بعض تصرفات الصحابة، خاصتهم وعامتهم، وتناول سياساتهم بالنقد الموضوعي، في اطار الاحترام لهم وحفظ مقامهم ودورهم واسبقيتهم في نشر الاسلام،كدين او دولة، هو نقد لا بأس به، والنقد لا يعني بالطبع الطعن في نواياهم او شيطنتهم (!!!) فهذا لا يقع ضمن النقد التاريخي الموضوعي من جهة، ومن جهة اخرى من الخطأ العلمي النقدي الفادح نقد شخصيات تاريخية من زمن غير زماننا وفي ظروف حضارية ودولية غير ظروفنا الحالية، بمعايير ومفاهيم زماننا وحضارتنا الحالية!.. هذا خطأ كبير لا مكان له في ميدان النقد التاريخي العلمي! .

كل الامم تمجد ابطالها وعظماء تاريخها باعتبارهم الاباء المؤسسين لمجد الامة، وهو امر فطري في البشر لكن في الاسلام ينبغي ان يكون (ذكر الله) اكبر واهم من (ذكر الاباء)!!.

بالنسبة لمسلسل (معاوية) فلا شك انه مسلسل مهم ومشوق سواء من حيث الرؤية الفنية او الأداء الفني وتسلسل الاحداث او بحكم كونه يتناول سيرة قائد سياسي مسلم عظيم وشخصية جدلية مثل (معاوية) بين قوم يشيطنونه ويحتقرونه ويكفرونه، وقوم آخر يعظمونه ويرفعونه فوق قدره الصحيح ويجعلونه في مقام الصحابة او مقام سيدنا (علي بن طالب) من حيث المكانة في الاسلام!!!، وهو لا شك ليس كذلك، فهو - وإن كان بمنظور سياسي بحت - افضل وامهر وأذكى وأدهى من سيدنا (علي) كحاكم وقائد سياسي مسلم، لكن بمنظور ديني واخلاقي فإن سيدنا (علي) افضل واعلى منه درجات كثيرة بمقياس الإمامة في الدين، وكلاهما مسلم وخدم الاسلام، لكن بلا شك ان معاوية كأول ملك في الاسلام كان هو رجل تلك المرحلة العصيبة وتلك الحقبة الرهيبة ((الفتنة الكبرى)) والتي دبت فيها الفوضى في عهد سيدنا عثمان ثم انفجرت ثورة هوجاء ضده بلا قيادة، ربما نتيجة للحنين للعصر الذهبي للاسلام، عصر النبي ووزيريه ((الشيخين الجليلين)) سيدانا ((ابوبكر وعمر))، تلك الثورة الهوجاء التي انتهت بقتل سيدنا ((عثمان))، وهكذا وقعت الفتنة الكبرى ووقعت الحرب بين فريقين من العرب المسلمين: فريق انصار الثأر لعثمان وربما انصار الحكم الملكي العضوض بقيادة معاوية من جهة، وفريق انصار الثورة وربما ومن يريدون العودة لنهج الخلافة الراشدة بطريقة عمر بن خطاب من الجهة الأخرى، ذلك الصراع الذي قيل أنه يحمل في طياته بصمات الصراع والتنافس الجاهلي القبلي القديم بين ((بني امية وبني هاشم)) على الرئاسة!!!، فكان النصر لمعاوية لتماسك صفوف جيشه وجبهته الداخلية فيما كانت جبهة سيدنا (علي) - وبسبب وجود العناصر الاسلامية التكفيرية الاشد تطرفًا وراديكالية وطوباوية ((الخوارج)) في صفوفه - تتصدع وتتحلل و لينتهي الامر باغتياله على يديهم!!.. الأمر الذي صب في صالح فريق معاوية بكل تاكيد، فالشيء المؤكد ان معاوية لم تخدمه مواهبه السياسية العالية فقط بل وكذلك خدمه ((الحظ)) او بالمفهوم الاسلامي ((القدر)) ، وهذا الحظ او القدر تمثل في قتل الخوارج لخليفتهم بعد خروجهم عليه وتكفيره!!،

وهكذا كان معاوية هو رجل هذه المرحلة لينقذ دولة الاسلام من هذا الاعصار المدمر ويحولها الى دولة ملك عضوض، كما تنبأ بها النبي، مع افتراض صحة هذه الروايات، ومن ثم اقامة امبراطورية اسلامية عظيمة ومهابة!، فكل المؤشرات تؤكد لي ان معاوية بالفعل هو كان رجل تلك المرحلة، والرجل المناسب لها وليس سيدنا (علي)، فالطبيعة العربية القبلية لم تستطع ان تتحمل طويلًا ذلك النظام السياسي الاخلاقي العدلي الراقي (الخلافة الراشدة) الاشبه بالنظام الجمهوري الرئاسي الذي تتداول على راسه نخبة الصحابة ببيعة رؤوس وكبار القوم، وهو النظام الذي ابتكره واقامه الصحابة بعد وفاة النبي من اجل استمرار دولة الاسلام كراع لمصالح المجتمع المسلم الجديد ، الا ان طبيعة العرب مع مرور الزمن لم تعد تطيقه وتصبر عليه، فأخذت الفوضى تدب فيه، ولم يعد من حل لهذه الحالة الخطيرة التي تولدت عنها كل تلك الفوضى الا ان يكون للعرب ودولتهم الاسلامية التي كادت تطيح بها الفتنة الكبرى الا دولة بنظام ((حكم ملكي وراثي عضوض)) يحمي وحدة الدولة واستقرارها بالقوة وبهيبة السلطان والبطش بالخارجين على طاعتها بدون هوادة،

وهكذا كان نظام الملك الوراثي العضوض هو الانسب لتلك الطبيعة العربية منذ تلك الفتنة الكبرى، ومن يدري !!؟؟ بل ربما هو الأنسب للعرب حتى يومنا هذا !!

الخلاصة أن المسلسل الذي يعرض تلك الاحداث التاريخية العظيمة والاليمة بهذه الرؤية الفنية الجميلة والمتوازنة بلا شك في تقديري هو مسلسل مشوق ورائع لا من الناحية الفنية فقط بل ومن ناحية انه عرض تلك الاحداث الجدلية بطريقة موضوعية متوازنة ربما ستساهم، في تقديري، في تقليل حجم الفجوات والجفوات بين عامة المسلمين من طوائف الامة الاسلامية المتعددة، وأما المتطرفون منهم الغارقون والعالقون بقلوبهم وعقولهم في مستنقع تلك الفتنة الكبرى من الفريقين، فهم لا علاج لهم الا يوم القيامة امام الواحد الديان. يوم يحاسبهم الله تعالى عن فقدانهم العدل والاعتدال، وعن اطلاق العنان لاحقادهم وألسنتهم على شخصيات من زمن وحدث لم يحضروه ولم يعاصروه بل تم تصويره لهم حسب روايات ظنية الثبوت اختلطت فيها الحقيقة بالخيال بالولاء والعداء والأحقاد الطائفية والقبلية والعرقية والقومية والسياسية وحولوها الى جزء لا يتجزأ من دينهم وتدينهم ، والاسلام منها براء !!

ولكم خالص تحياتي ورمضانك كريم ومبارك
اخوكم العربي المسلم المحب



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن اسطورة آل البيت !!!؟؟
- الفرق بين فيدرالياتهم وفيدراليتنا الوطنية!
- عن شجاعة زلينسكي في مواجهة تنمر ترمب !؟
- بين شعار (نحن أولًا) وشعار (نحن فوق الجميع)؟
- الكرة في ملعب حماس، والوقت ينفد!!
- موقف قوي وسريع ومشرف للسعودية على ترهات ترامب!
- اغرب ما في هذه القصة كلها!!
- ترامب وابداء اعجابه الشديد بدولة اسرائيل بالرغم من صغر حجمها ...
- تصريحات وتصرفات القيادة السورية الحالية تنتمي الليبرالية الا ...
- الكرةالآن في ملعب حماس فهل ستسجل الهدف الوطني!؟
- العرب والغرب واحتواء اسلاميّ سوريا، مشروع استراتيجي أم تكتيك ...
- ضرورة التمييز بين محمد كنبي ومحمد كحاكم ومحمد كبشر عربي!؟
- لماذا نظرتُ بارتياح لعملية تسليم لبنان ابن القرضاوي إلى الإم ...
- الشرع/الجولاني! تبدل استراتيجي إيديولوجي أم مرحلي تكتيكي؟
- عن الحملة الاعلامية على جمهورية السيسي عقب سقوط جمهورية الأس ...
- الليبرالية الإسلامية هي الحل، لا الأصولية الدينية ولا الأصول ...
- الشيء المؤكد فيما يجري في سوريا ؟
- هل سيكون للشخصية السورية الهادئة والذكية دور في نجاح التغيير ...
- لا الاندلس ملك للمسلمين ولا فلسطين ملك لليهود!!
- التصحر الفكري والأدبي العالمي ونهاية التاريخ!!


المزيد.....




- غزة والحوثيون وترامب.. كاتب إسرائيلي كبير يشرح ماذا حدث؟
- مكالمة بوتين وترامب تشعل الجدل: هل تلوح فرصة للسلام أم استمر ...
- الكرملين: كييف تحاول تقويض جهود السلام
- ترامب يعرض تملّك منشآت طاقة أوكرانيا
- ملتقى الإمارات الرمضاني.. تسامح وتعايش
- الجيش اللبناني ينتشر في حوش السيد علي
- لامي يتراجع عن تصريحاته بشأن إسرائيل
- شويغو: هناك عقبات تعقد التسوية السلمية في أوكرانيا
- -أ ب- عن مصدر: كندا بصدد إجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي ل ...
- السلطات الأمريكية الاتحادية تبحث عن زعيم عصابة في لوس أنجلوس ...


المزيد.....

- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - مسلسل (معاوية)، أسئلة واجابة؟!