|
صالح القرمادي ومجلّة -التّجديد-
إبراهيم العثماني
الحوار المتمدن-العدد: 8285 - 2025 / 3 / 18 - 20:15
المحور:
الادب والفن
مقــــــــــــــــــدّمة:
قد لا نجانب الصّواب إن اعتبرنا وجود المجلاّت الثّقافيّة في مجتمع من المجتمعات علامة من علامات حيويّة مفكّريه، وإيمان نخبه بقيمة الكتابة ودور الجدل والنّقاش في إثارة القضايا الحارقة والإشكالات الّتي تعتمل في صلب المجتمع. ومن مآثر المجلاّت الثّقافيّة أنّها تشجّع المبدعين على تفجير طاقاتهم المكبوتة، وتحرّر أقلامهم المكبّلة، وتشيع مناخات الحرية وتجاوز ثقافة الامتثال والخنوع، وترسي تقاليد النّقد البنّاء والحوار الدّيمقراطي. فهي الّتي تحتضن المعارك الأدبيّة والصّراعات الفكريّة وتخصب السّاحات الثّقافية بالآراء الجديدة. ولم يشذّ المجتمع التّونسي عن هذه القاعدة. ففي الخمسينات من القرن الماضي وبداية الستّينات برزت حركيّة جديدة قادتها نخبة من المثقّفين سعت إلى الإسهام في دفع الحركة الثقافيّة بالبلاد. فكان بعث مجلّة"الفكر" ومجلّة"التّجديد" الّتي كان من أبرز رموزها صالح القرمادي ( 1933- 1982) الّذي تمرّ هذه الأيّام الذّكرى الثّالثة والأربعون على رحيله المفاجئ (16مارس 1982). ولكن قبل الحديث عن دوره في هذه المجلّة نودّ أن نتبيّن موقع"التّجديد" من السّاحة الثّقافيّة التّونسيّة.
I - المجلاّت الثّقافيّة التّونسيّة في الخمسينات:
مع حصول البلاد التّونسيّة على استقلالها السّياسي سنة 1956 بدت السّاحة الثّقافيّة خالية من المجلاّت الّتي ظهرت في فترة الاستعمار المباشرماعدا مجلّة"النّدوة"(1953-1957-مؤسّسها محمد النيفر) الّتي سرعان ما احتجبت وكأنّ الهيئة المسؤولة عنها اقتنعت بأنّها استنفدت رسالتها ولم تعد قادرة على مواكبة الواقع الجديد والاستجابة لمتطلّباته المعقّدة.
1-مجلّة"الفكر":
رأى جمع من المثقّفين كان يكتب في مجلّة "النّدوة" من أمثال محمد مزالي والشّاذلي القليبي ومصطفى الفيلالي وأحمد بن صالح أنّ الواقع الجديد يحتاج إلى منبر ثقافي يعبّر عن طموحات الشّعب التّونسي في نحت مجتمع يقطع صلته بإرث المستعمر ونموذجه القيمي والثّقافي، من ناحية، وينهل من ماضيه التّليد وتراثه الأثيل من ناحية أخرى. فكانت مجلّة" الفكر"( مديرها المسؤول محمد مزالي). وقد عبّرت افتتاحيّة العدد الأوّل الموسومة ب "إلى القارئ" عن برنامج المجلّة وتوجّهها الفكري وأطروحات أصحابها والمسار الّذي ستسلكه. فرسالة المجلّة هي سدّ الفراغ الرّوحي الّذي أحدثه المستعمر الفرنسي وترسيخ القيم الرّوحيّة الّتي تهدّدها التيّارات الفكريّة الأجنبيّة الوافدة، وتأصيل مذهب تونسي أصيل يجمع بين الأصالة والمعاصرة"( الفكر/ السّنة الأولى/ العدد الأول/ أكتوبر1955). هكذا تعلن مجلّة"الفكر" هويّتها: عودة إلى الماضي دون انغلاق وانفتاح على الآخردون ذوبان. وكان من البديهي ألاّ تحظى هذه المجلّة وأطروحاتها بإجماع مثقّفي تونس الّذين تتعدّد مشاربهم الفكريّة وتختلف رؤاهم الإيديولوجيّة. فمجلّة "الفكر" تعبّر عن وجهة نظر الفريق الحاكم وإن لم تكن ناطقا رسميّا باسمه. لذا ارتأى شباب مثقّف عائد من فرنسا أن يؤسّس، في بداية الستّينات، مجلّة جديدة تعكس وجهة نظر أخرى. فكانت "التّجديد".
2-مجلّة"التّجديد":
هي مجلّة ثقافيّة شهريّة صدر منها أحد عشر عددا( فيفري 1961- نوفمبر1962)، وأسّسها جمع من المثقّفين التّونسيّين يتقدّمهم المنجي الشّملي (المدير المسؤول) وهيئة تحرير تتكوّن من توفيق بكّار والبشير التّركي وعبد المجيد ذويب والمنجي الشّملي والشّاذلي الفيتوري وصالح القرمادي ومحمد العواني وعبد القادر المهيري. وقد حدّدت أهدافها في العدد الأوّل قائلة:"هذه مجلّة" التّجديد" تصدر لأوّل مرّة في مرحلة حاسمة من تاريخ بلادنا، مرحلة الجهاد- بعد الاستقلال- للقضاء على مخلّفات الاستعمار والرّكود الّذي سبق فترة الاستعمار ولتطوير تونس تطويرا جامعا: اقتصاديّا واجتماعيّا وثقافيّا." ثمّ تضيف قائلة:"الجهاد في سبيل بعث الفكر والثّقافة في تونس خاصّة والمغرب العربي عامّة، والعمل على تطويرهما تطويرا يجعلهما قادرين على التّعبير عن مشاكلنا الحيويّة والنّفاذ إلى مشاغل الإنسان بإطلاق. والجهاد في سبيل الدّيمقراطيّة الخلاّقة، وحرية الفكر: فالفكر يخمد فيجمد فيضمحل إن هو أصيب بالكبت وحاق به الضّغط...وحرية الفكر فهم للقضايا وتمحيص لمعطياتها، ثمّ استنتاجات واقتراحات ترغب عن العرضي فلا تقف عنده، وترغب في الجوهري فتعرفه وتدافع عنه دفاعا إيجابيّا..."(كلمة "التّجديد"- السنة الأولى – العدد الأوّل- فيفري 1961 ص2). هذه نُتف من هذا البرنامج الطّموح الّذي سطّرته هيئة التّحرير لتتّخذه نبراسا تلتزم به وتهتدي في ضوئه وتفسح من خلاله المجال للأقلام الرّاغبة في الإسهام في تطوير الحياة الثّقافيّة في تلك المرحلة.فكان لصالح القرمادي- موضوع حديثنا- حضور لافت في هذه المجلّة.
II- صالح القرمادي الكاتب المتعدّد:
لم يتخلّف صالح القرمادي عن الكتابة في أيّ عدد من أعداد المجلّة، ولم يلتزم بجنس أدبيّ واحد. لذا بدا مفردا في صيغة الجمع يكتب في الثّقافة، وينقد الأدب ويترجم ويبدع . ولعلّ استعراضنا، ولو بإيجاز، لإنتاجه سيرسم لنا الملامح العامّة لشخصيّته.
1- صالح القرمادي مثقّفا:
نشر صالح القرمادي ثلاث دراسات تتفاوت حجما ودلالة، وتتراوح من التّراث العربي الإسلامي (فلسفة ابن رشد)، إلى علاقة الاشتراكيّة بالأخلاق والرّد على المناوئين للفكر الماركسي، إلى دور النّقابات الإفريقيّة في مرحلة مابعد الاستعمار المباشر ودسائس القوى الاستعماريّة. وتكشف هذه النّصوص جانبا من شخصيّة الكاتب.
أ- العناصر المادية العقليّة في فلسفة ابن رشد: عدد1 وعدد2.
تهدف هذه الدّراسة إلى إبراز الجوانب العقليّة في فلسفة ابن رشد لكنّ صالح القرمادي وطّأ لهذا الموضوع بمسح شامل للمدارس الفلسفيّة ومقوّماتها والاختلافات فيما بينها، ولو باقتضاب، وموقف المستشرقين من فلسفة ابن رشد ثمّ حلّل النقاط المثيرة للجدل. تحدّث في القسم الأوّل من الدّراسة عن جملة من القضايا تتّصل بالفلسفة وبشرّاح فلسفة ابن رشد، وأكّد في مستهل هذه الدّراسة أنّ جميع النّظريّات والمذاهب الفلسفيّة يمكن الرّجوع بها إلى نظريّتين هما النّظريّة الفكرية( عوض استعمال المثاليّة) والنّظريّة الماديّة.فالنّظريّة الفكريّة ترى أنّ الأفكار الإنسانيّة هي المبدأ الأوّل والحقيقة الأساسيّة لتفسير العالم في حين يرى أصحاب النّظريّة الثّانية أولويّة العناصر المادية الّتي تنشأ عنها جميع أفكارنا وتصوّراتنا. ثمّ يقدّم عرضا تاريخيّا للمراحل الّتي قطعها التّفكير الفلسفي بدءا من هرقليطس وانتهاء بمنتصف القرن العشرين متوقّفا عند خصائص كلّ فيلسوف أو مدرسة دون أن ينسى ما يميّز الفلسفة الإسلاميّة وثنائيّتها القائمة على التّوفيق بين الفلسفة والدّين، وعلاقة ابن رشد بأستاذه أرسطو ويتساءل عن طبيعة هذه العلاقة إلاّ أنّ الكاتب القرمادي يوجّل النّظر في هذه العلاقة وتعميق تحليلها ويستعرض مواقف المستشرقين الّذين درسوا فلسفة ابن رشد ويخلص إلى أنّها مواقف مضطربة متناقضة ويرجع ذلك إلى تناقض مؤلّفات ابن رشد وتضاربها. ويعلّل هذا التّناقض بغياب حرية الفكر الكافية ممّا أجبر الفلاسفة على التّظاهر بالتّديّن. ومن العوامل الّي جعلت مواقف المستشرقين مضطربة جهلهم خصوصيّة الحضارة العربيّة الإسلامية الّتي لا تفصل الدّين عن العالم. ومن ثمّ أخطؤوا "عندما حشروا ابن رشد في مذهب فكري معيّن مضبوط: إمّا يكون فيلسوفا ماديّا عقلانيّا لادينيّا وإمّا فيلسوفا فكريّا مؤمنا بالفلسفة الدّينيّة"( ص 21). ويركّز صالح القرمادي كلامه على ثلاث مسائل خاض فيها الفقهاء والمتكلّمون والفلاسفة المسلمون ومن بينهم ابن رشد وهي "حدوث العالم" و"اللّه والعالم" و"صفات اللّه"، ويستنتج أنّ ابن رشد الفيلسوف تأثّر ببعض النّظريّات الدّينيّة الإسلاميّة فابتعد شيئا مّا عن فلسفة أرسطو العقليّة وعن تغييرها تغييرا جزئيّا، ووصل إلى بعض الاستخراجات الشّخصيّة الّتي قرب بها اتّحاد الفلسفة والدّين أو كما يقول هو الحكمة والشّريعة في عصر طغى فيه الدّين(ع2/ ص29). بدا صالح القرمادي، من خلال هذه الدّراسة، مفكّرا عقلانيّا منحازا إلى الجانب النيّر من التّراث العربي الإسلامي، داعيا إلى تثمين ماهوإيجابيّ فيه ونفض الغبار عنه وقد دعا في خاتمة المقال الفلاسفة العرب إلى السّير على نهج ابن رشد. أمّا الدّراسة الثّانية فتتناول موضوعا شائعا شرقا وغربا، مثيرا لجدل لاينتهي، وكثيرا ما أحيط بلبس متعمّد.
ب- الاشتراكيّة والأخلاق:س1، ع3، 15 أفريل 1961 ص9-13.
يشير الكاتب إلى أنّه يكتب هذه الدّراسة وتونس تعيش حدثا مفصليّا في تاريخها يتمثّل في إقدام النّظام التّونسي على تبنّي نوع من الاشتراكيّة وكأنّ الغاية من كتابة هذا النّص هي إزالة لبس حاصل في أذهان النّاس في تونس يلجأ إليه المناهضون للفكر الاشتراكي. لذا بدأ مقاله باستعراض هذه المآخذ من قبيل اعتبار الاشتراكيّة "لاأخلاقيّة" إذ تقدّم مصلحة المجموعة على مصلحة الفرد، وتجرّد الإنسان من ذاتيّته الدّاخليّة فينقاد إلى العمل بدون وعي، والنّظام الاشتراكي يقتل شخصيّة الفرد خلافا للنّظام الّأسمالي الّذي يمنح الفرد الحرية ويحقّق له إنسانيّته. ويرى القرمادي أنّ هذه الأفكار، بعد أن أصبحت مبتذلة في أروبا، انتقلت إلى تونس وتبنّاها بعض المفكّرين مثل الأستاذ الطّاهر قيقة. لكنّه لا يكتفي باستعراض هذه المواقف المختلفة بل نجده يعدّد المذاهب الأخلاقية السّائدة ويجري مقارنة بينها ويقسّمها إلى ثلاثة: المذهب الأخلاقي الدّيني: مذهب قِوامه ضرورة امتثال الإنسان لأوامر ربّه ليفوز بالدّارين وخاصّة الآخرة. فالإلاه قادر على كلّ شيء وهو الّذي يسيطّر على مصير الإنسان سيطرة مطلقة ومن ثمّ يضيّق على كلّ مبادرة يأتيها وينفي إنسانيّته نفيا كاملا. أمّا المذهب الأخلاقي الفكري فيقوم على ثنائيّة الجسم والرّوح أو الملموسات والمجرّدات، والإنسان تسيّره الأفكار الفطريّة المزروعة فيه، ومنذ أرسطو إلى هيقل تنزع الفلسفة عند هؤلاء كلّ قدرة حقيقيّة للإنسان. فهو خاضع إذن لقوّة خارقة للعادة غير مرئيّة ولا محسوسة، وتسيطر عليه من فوق وتمحق شخصيّته وذاته. ويختم كلامه بالحديث عن المذهب الثّالث وهو المذهب الأخلاقي الماركسي الّذي يعتبره تجاوزا للسّابق. فالحقيقة عنده ملموسة والإنسان يحقّق في هذا المذهب إنسانيّته.وفي المجتمع الاشتراكي يتخلّص العمّال من إسار القوّة الدّينيّة الّتي تزهّدهم في نعم الدّنيا وتعدهم بالآخرة وخيراتها، ويتحرّرون من سلطة رأس المال الّتي تسطّر لهم ما يفعلون وتستغلّهم وتسلبهم حرّيتهم ومن ثمّ يحقّقون إنسانيّتهم ويبرزون كفاءاتهم ويعملون لصالحهم ولصالح أوطانهم. فالعمّال يمثّلون الأغلبيّة.فلا أرباح تُكدّس ولا انصياع لجبروت رأس المال ولاقوى غيبّية تغرّب الإنسان عن الواقع. يتّضح ممّا تقدّم أنّ صالح القرمادي مثقّف ماركسيّ منافح عن مآثر المجتمع الاشتراكي، مفنّد أطروحات خصومه دون تهجّم أو تهجين. ولكنّ اهتمامات صالح القرمادي، ورغم تعدّدها، تظلّ متمحورة حول قضايا تمتّ بصلة متينة إلى الواقع الجديد في تونس وفي إفريقيا والمترتّب على استقلال شعوب المنطقة.
ج- من قضايا الحركة النقابية بإفريقيا: س1، ع4، 15 ماي 1961 ص15-18.
يحدّد صالح القرمادي المهام المطروحة على النّقابات الإفريقيّة داخل أوطانها المستقلّة حديثا وخارجها ويحذّرها من دسائس الأعداء المتربّصين بها. فالنّقابات مطالبة بالدّفاع عن مصالح العمّال الماديّة والمعنويّة، وهي مهمّة مشتركة بين كلّ النّقابات في كلّ أنحاء العالم لكنّ العمل النّقابي في إفريقيا يكتسب بعدا خصوصيّا فرضته طبيعة المرحلة أي الإسهام في معركة البناء والتّشييد بعد التّخلّص من ربقة الاستعمار. وإذا كان للنّقابة بدّ من اختيار نظام يلائمها فهي مدعوّة إلى اختيار النّظام الاشتراكي لأنّه أكثر ملاءمة لواقع البلدان الإفريقيّة المتخلّفة، وهو القادر على إخراجها من هذا الواقع بما أنّه أعطى نتائج مثمرة في الاتّحاد السّوفياتي والصّين وكوبا وأخرجها "من تعاسة الجوع والحرمان والجهالة في فترة زمنيّة قصيرة"( ص15). لكن هذه النّقابات ستعترضها عراقيل جمّة إن اختارت هذا النّظام الملائم لمصالح العمّال.لذا يحذّرها الكاتب من عدّة مزالق عواقبها وخيمة إن لم تتجنّبها. فهي مطالبة بالحفاظ على استقلاليّتها التّنظيميّة داخليّا والقيام بدورها بحرية تامّة. والاستقلاليّة لا تعني العداء للطّبقات الأخرى بل عليها التّعاون معها للنّهوض بالبلاد. أمّا على المستوى الخارجي فيدعو إلى تأسيس جامعة نقابيّة إفريقيّة تضمّ نقابات البلدان المستقلّة حديثا ولا تخضع للجامعة العالمية للنّقابات الحرّة( السيزل) أداة القوى الاستعمارية وفي مقدّمتها أنقلترا. فالاستعمار مافتئ يغيّر أشكال هيمنته للحفاظ على مصالحه. ويدعّم القرمادي كلامه بمثالين مستمدّين من الواقع المعيش: المثال الأوّل هو انعقاد ندوة النّقابات الإفريقيّة بتونس في خريف سنة 1960 وتباين آراء المشاركين فيها حول الدّعوة إلى تأسيس منظّمة نقابيّة جهوية مستقلّة عن السّيزل، ورفض أغلبيّة الحاضرين هذا المقترح. أمّا المثال الثّاني الّذي يسوقه فيتعلّق بالوثيقة المسرّبة والصّادرة عن الحكومة البريطانيّة والمؤرّخة في 21/12/1959 قبل انعقاد ندوة النّقابات الإفريقيّة بتونس، والّتي تضمّنت نقطتين خطيرتين: -أهمية دور السيزل في تطبيق سياسة أنقلترا وأمريكا في البلدان الإفريقيّة - منع تكوين جامعة نقابيّة إفريقيّة مستقلّة. فالنّقابات المستقلّة قد تتّحد مع القوى القوميّة وتطرح سياسة مناهضة لمصالح الاستعمار مثل التّأميم والدّفاع عن مصالح الشّعوب الإفريقيّة. يكشف هذا المقال موقف صالح القرمادي الدّاعم لاستقلاليّة النّقابات تجاه السّلطات الحاكمة وتجاه السّيزل والقوى الاستعمارية الّتي تحرّكها. فهو النّقابي المتمثّل لواقع العمل النّقابي بإفريقيا، وهو المثقّف الوطني المعادي لألاعيب الاستعمار وأساليبه الملتوية لإخضاع النّقابات لهيمنته وتوظيفها لخدمة مصالحه. تتّضح، من خلال هذه النّصوص الثّلاثة، جوانب من شخصيّة صالح القرمادي. فهو المفكّر العقلاني الّذي يرى أنّ من واجبه الإسهام في إبراز الجانب المشرق من التّراث، وهو الماركسي المتمثّل لجوهر الاشتراكيّة وإنسانيّتها، المدافع عنها والمفنّد لتشويهات أعدائها، وهو النّقابي المدرك لدور النّقابة وللأخطار المحدقة بالعمل النّقابي المستقل تجاه القوى الاستعمارية الّنقابيّة والسّياسيّة على حدّ سواء. لكنّ مشاغل صالح القرمادي لا تقف عند هموم الثّقافة. فالأدب يستهويه وله فيه رأي
2- صالح القرمادي ناقدا أدبيّا:
"محاولة التّعريف بأسس الأدب التّونسي الحديث": ع 5 -6 جوان- جويلية 1961- ص6-32. هذا هو عنوان المحاضرة الّتي ألقاها صالح القرمادي على منبر دار الجمعيّات الثّقافيّة. وهي دراسة مطوّلة، وقد اعتبرها صاحبها بسطا جزئيّا ومحدودا لموضوع بكر لم ينل حظّه من الدّراسة المعمّقة والمستفيضة. لذا استعرض المحاضر الدّراسات الّتي سبقته وبيّن مزاياها ونقائصها دون تجنّ أو تحامل(كتابات محمد فريد غازي، ومحمد الفاضل بن عاشور، وألبار كنال وإيف شاتلان)، ثمّ توقّف عند الصّعوبات الّتي تعترض سبيل الدّارس عندما يتعلّق الأمر بأدباء لا يزالون على قيد الحياة. وبعد هذه التّوطئة بيّن الأسس الّتي يقوم عليها الأدب التّونسي: الأسّ الأوّل هو أنّ الأدب التّونسي مشبع بروح إسلاميّة لأنّ حضارة العرب والإسلام طبعته بميسمها. الأسّ الثّاني هو أنّ سيطرة الحضارة الأروبيّة على جميع مناحي الحياة ممثّلة في الحضارة الفرنسيّة بلغتها وتاريخها وآدابها أثّرت في بعض المفكّرين التّونسيّين. لذا أصبح العنصر الغربي الجديد يخالط العنصر العربي ويصارعه وينازعه في كونه الأس الوحيد لهذا الأدب. ومن ثمّ أصبح الأدب التّونسي المعاصر مزيجا غير قارّ بين الحضارة العربيّة الإسلاميّة العتيقة والحضارة الأروبيّة الفرنسيّة الحديثة (ص10). وترتّب على هذا المزيج ظهور ثلاث كتل حسب تعبير الكاتب أو ثلاثة تيّارات أدبيّة لها ممثّلوها من الشّعراء وأشعارهم تبرّر مواقعهم. ب- تيّار محافظ تقليديّ رافض حضارة الغرب وداع إلى استرجاع مجد الجدود ويمثّله محمد الشّاذلي خزندار، وأبو الحسن بن شعبان، وعبد الرّزاق كرباكة، وتتمثّل محافظة هذا التيّار في رفضه سفور المرأة ونقده تدهور الأخلاق، وامتعاضه من الاختلاف إلى المراقص. ت- تيّاربين المحافظة والتّجديد: ينادي بالتّجديد مع الاحتفاظ بالمقوّمات العربيّة الإسلاميّة. ويمثّل هذا التيّار الطّاهر الحدّاد، وأبو القاسم الشّابي وسعيد أبي بكر وحسين الجريري والهادي المدني، ويدعوإلى تعليم المرأة والثّورة على الجهل والفقروالظّلم والطّغاة، ويدافع عن العمّال الكادحين، وينقد الميوعة والتّهافت على الملذّات.. ج –تيّار متأثّر بالغرب: ثقافته عصريّة، تأثر بالغرب وثقافته ولغته وأسليب تفكيره أكثر من تأثّره بالحضارة العربيّة وأساليب تفكيرها، واتّخذ النّثر وسيلة للتّعبير عمّا يخالجه من مشاكل. لذا كتب ممثّلوه فصولا نقديّة وتحليليّة وقصصا قصيرة، ومن رموزه محمود المسعدي وعبد الوهاب ومحمد بكير، وعلي الدّوعاجي ومحمد العريبي، والبشير خريف وتوفيق بوغدير. ولم يكتف المحاضر بتحليل خصائص هذه التيارات الثلاثة بل تقدّم بجملة من المقترحات للنّهوض بالأدب التّونسي والارتقاء به ليجد مكانه بين الأدب الأروبي من قبيل: ضرورة اكتساب الأدب التّونسي خصوصيّة تميّزه وتجعله يستحيل رافدا من روافد الأدب العالمي وذلك باستيعاب معطيات الحضارة الأجنبيّة وطرق تفكيرها وتطبيقها على الحقيقة العربيّة الرّاهنة( ص25) ترويج الأدب لدى الجمهور المستهلك وإنشاء دور الطّباعة والنّشر وتمويلها نشر التعليم، تخصيص ساعات أكثر لدراسة العربيّة، نشر اللّغة العربيّة وتبسيطها. فالأدب أدب نخبة وقلّة تقرؤه. وشفعت هذه المحاضرة بنقاش بعض المسائل الّتي اختلف فيها الحاضرون مع المحاضر يجدها القارئ في المجلّة. لا غرابة إذن أن يتميّز صالح القرمادي بمنهجه المحكم في تقديم أفكاره، وسعة اطّلاعه على الأدب التّونسي، وإلمامه بالكتابات الّتي تناولته بالدّرس والتّحليل، ومعرفته مايفرّق بينها. فهذه المحاضرة هي جزء من اهتماماته الّتي لن تقف عند هذا الحدّ.
3-صالح القرمادي مترجما:
ابتدعت هيئة التّحرير ركنا سمّته"ترجمة الشّهر" وكلّفت أحد أعضائها بترجمة ما يتمّ الاتّفاق عليه. لذا وجدنا هذه التّرجمات مذيّلة ب"عن هيئة التّحرير". ومردّ هذا الاهتمام، حسب اعتقادنا، إلى إدراك هيئة التّحرير قيمة بعض النّصوص الّتي تُكتب باللّسان الفرنسي والّتي تتوافق وخطّ المجلّة التّحريري فسعت إلى تعريبها ونشرها لتعميم الفائدة. فالتّرجمة جسر تواصل بين القرّاء على اختلاف أجناسهم وثقافاتهم وانتماءاتهم الفكريّة والإيديولوجيّة. وترجمات الأستاذ القرمادي، رغم اختلاف مضامينها وأحجامها، ليست عسيرة الفهم ممّا يؤكّد تضلّع صاحبها من اللّسانين وتمثّل لغتيهما وأساليبهما وتمرّسه بالتّرجمة. وهذه النّصوص هي: -"خصائص البلدان المتخلّفة بقلم إيف لاكوست: س1، ع1 ص57-66، وس1، ع2ص64-76. - "مستقبل الكيمياويين التونسيين" س1،ع4، ص53-56، وجاء في تقديم هذه النّص:" قام الأستاذ "صوطوري" الأستاذ المحاضر بدار المعلّمين بإلقاء محاضرة قيّمة بقصر الجمعيّات يوم 20فيفري1961 بدعوة من شعبة كلية الآداب للطّلبة الدّستوريين وكان عنوان المحاضرة"مستقبل الكيمياويين التّونسيّين وتكوينهم" ونظرا إلى أهمية الموضوع المطروق بالنّسبة إلى مستقبل اقتصادنا التّونسي وجامعتنا التّونسيّة فقد رأينا من المفيد أن نقدّم لقرّائنا ترجمة بعض الفقرات الهامّة من هذه المحاضرة ونحن نشكر الأستاذ"صوطوري" على تخويله لنا حق هذه التّرجمة.(ص 53). -"خواطرأديب جزائري في مشكلة اللّغة" س1،ع7،ص28-33. وقد وطّأ لهذه التّرجمة بفقرة تحدّث فيها عن الأسباب الّتي دفعته إلى نقل هذه الفقرة إلى العربيّة.فقد صدر للكاتب الجزائري مالك حدّاد في شهر جويلية 1961 بمدينة باريس كتاب تحت عنوان"انصت فإنّي أناديك"، وجاءت هذه القصائد مسبوقة بقطعة نثريّة بعنوان"الأصفار في دورها المتسلسل". وقد ارتأى الكاتب أن يترجم بعض الفقرات من هذه القطعة لاتّصالها بالسّعي إلى التّخلّص من التّبعيّة الثّقافيّة الفرنسيّة المترتّبة على استعمار فرنسا للجزائر. وفي الحقيقة ليس هذا التّنوّع إلاّ انعكاسا لتعدّد اهتمامات المترجم ورغبته في توظيف قدراته اللّغوية لإفادة القرّاء الّذين يعوزهم توفير هذه الوثائق والاطّلاع عليها لأنّها غير متاحة للكثير من المهتمّين بالشّأن الثّقافي. ويبدو أنّ هاجس الإفادة تملّك صالح القرمادي لذا ظلّ يضرب بكلّ سهم ينفع القارئ من قبيل كتابة القصّة لتكون رافدا لثقافته الشّعريّة الّتي تجلّت من خلال المحاضرة الّتي سبق أن تعرّضنا لها.
4- صالح القرمادي مبدعا:
أن ينشر صالح القرمادي قصّة أو قصّتين في المجلّة فهذا أمر ليس مثيرا للاستغراب أو مدعاة للتّساؤل. فالرّجل جرّب كتابة القصّة منذ سنوات قليلة (قصّة الرَّتمة أو الرّصاص المفرقع سنة 1959) لكنّ اللاّفت للانتباه هو سعي الكاتب المبكّر إلى التّجديد، وتجاوز أساليب الكتابة المألوفة، وتخيّر لغة غير معتادة حتّى وإن أدّى الأمر إلى استفزاز الصّفويّين المتمسّكين بنقاوة اللّغة العربيّة والرّافضين لاختلاطها بالدّارجة أو الدّخيل. وهكذا انخرط صالح القرمادي في مسار بدأه البشير خريف مع"إفلاس أو حبّك درباني"( 1957) فبدا نصّاه"كوكتالا لغويّا" طريفا. أ-التّعدّد اللّغوي: ترك الكاتب شخصيّات "الشيّات" و"سعيد أو بذرة الحلفاوين" تتكلّم بالّلغة الّتي تعكس وعيها وتناسب ثقافتها المكتسبة فأفضى ذلك إلى وجود مستويات لغويّة متجاورة حينا، متداخلة حينا آخر، ويمكن إجمالها في الفصحى والعاميّة والدّخيل. واختيار الفصحى لغة أولى في النّصين يحقّق لهما انخراطهما في مسارالقصّة التّونسيّة المكتوبة باللّغة العربيّة. لكنّ راوي"الشيّات" لم يحتكر الكلمة فسمح لحارس السيارات والشيات باستعمال اللّغة الّتي اعتادا استعمالها فتواترت المقاطع السّرديّة التي كتبت بالعامية، وتكرّرت الكلمات الدّارجة من قبيل"الكميا"، "عقاب" شيّات،"المرمة"، "الباندي"،"شلاغم"، وجاورتها كلمات دخيلة تؤكّد حضور الثّقافة الفرنسية ورواج بضاعتها مثل الخمور:"بوخة"،"ريكار"، برجي"، ووجود صحفها مثل "فرانس سوار"،"باري جور"، "لومند"،" الأكسبراس"، "لوكنار انشيني"... لكنّ الطّريف هو أنّ القرمادي يبتدع معجما لغويّا لم يُسبق إليه إذ لا يكتفي باستعمال عبارات دارجة بل يولّد منها أفعالا وصيغا صرفيّة من قبيل:شيّت تشييتا والشيّاتة، وقد يستعمل أفعالا لايجوّز المعجم استعمالها مثل استلفت ويتشاجعون. ب- وقارئ هاتين القصّتين يستوقفه تناسل الحكايات إذ ينسحب الرّاوي أحيانا ليفسح المجال ل"لشيّات" ليحكي حكاية انحباس الأمطار وحكاية"المرمة"، كما أنّ راوي"سعيد أوبذرة الحلفاوين" ينتقل من الحديث عن مطاردة الأب لابنه سعيد إلى حكاية الجارة الّتي أغشي عليها، وأمّي حلومة تتداعى حكاياتها فتستعرض شريطا من الأحداث والقصص... أمّا المضامين فبعضها مغرق في "أدب اللاّمعقول" كالشيات" وبعضها الآخر يصنّف في خانة الواقعيّة ك"سعيد أو بذرة الحلفاوين"( انظر: محمود طرشونة مدخل لدراسة قصص صالح القرمادي –ألسنة السرد- الدارالعربية للكتاب 2007). هذا ملمح آخر من ملامح شخصيّة صالح القرمادي المتعدّدة ولو استمرّت المجلّة في الصّدور لرأينا جوانب أخرى سيكشفها تدريسه بالجامعة ونعني بذلك تخصّصه في مجال الألسنيّة. فلماذا احتجبت "التّجديد
III–"التّجديد" والنّهاية السّريعة:
كانت "التّجديد" مجلّة واعدة وكان الحلم طموحا انبرت نخبة من المثقّفين المؤمنين به لتكريسه يحدوها الأمل في الإسهام في إشاعة ثقافة متنوّرة عقلانيّة تقدّميّة. لكن عندما يُبتلى شعب بسلطة متسلّطة تحصر الفكر في التُّبع وتطارد الرأي المخالف فمن الطّبيعي أن يُجهض الحلم سريعا. لذا انتهت مجلّة "التّجديد" أمام أوّل حدث عاصف عاشته البلاد في بداية الستينات. فلمّا وقعت المحاولة الانقلابيّة سنة 1962 اتخذتها السّلطة ذريعة للتضييق على الحريات ومصادرة نشاط الحزب الشيوعي وصحفه وضغطت السلطة على العناصر الدستورية لإيقاف المجلّة. ذلك أنّ هيئة التّحرير تتكوّن من أغلبيّة دستورية يمثّلها المنجي الشّملي وعبد القادر المهيري والشاذلي الفيتوري والبشير التّركي وعبد المجيد ذويب، ومن الحزب الشيوعي توفيق بكار وصالح القرمادي، ومحمّد العواني تقدّمي مستقل. يقول توفيق بكّار:"شهد أفراد من أسرة تحريرنا من الّذين ينتمون إلى الحزب الدّستوري ضغوطا من طرف السّلطة، واشتدّت تلك الضّغوط بمناسبة المؤامرة المذكورة وذلك بهد ف إيقاف تجربة هذه المجلّة المستقلّة، وإثر ذلك اجتمعت أسرة التّحرير فيما بينها مرّتين للنّظر في المستجدّات، وساد بيننا الاختلاف، فالشق الدّستوري كان يميل إلى ضرورة تجميد المجلّة إلى أن تصفو السّاحة وينجلي الأمر في حين أنّنا كنّا، أنا وصالح وزميلنا المستقل ندافع عن ضرورة الاستمرار في الصّدور وعدم الارتهان للمتغيّرات السياسيّة لطبيعة مجلّتنا الثّقافيّة الفكريّة المستقلّة.. ولكن للأسف فإنّ المجلّة توقفت بتأثير الشق الأول رغم أنّه ليس هناك قرار سياسي ولا بوليسي بتوقيفها لغاية الآن، وهكذا وقع قصف تجربة جميلة من تجارب النّشر الثّقافي في بلادنا"(مع توفيق بكّارفي الموجود والمنشود-دار سراس للنّشر-1990 ص 64).
خاتمــــــــــــــة:
ذاك هو صالح القرمادي كما رسمت مجلّة"التّجديد" ملامحه الأولية. إن حسبته مثقفى وكفى تشغله قضايا الفلسفة والإيديولوجية والنّقابة فاجأك باطّلاعه الواسع على الأدب وقدرته الفائقة على الغوص على أدقّ تفاصيله، وإن تراءى لك أنّ الإبداع عصيّ على شخص مثله روّض ذهنه على التّفكير والتّأمّل والجدل طالعك بكتابة لم يأت بها السّابقون وكأنّها عصارة اعتكافه في محراب الأدب وهو يجرّب ويمتحن الطّارف والتّالد، وإن توغّلت قليلا في ترجماته أفحمك بتضلّعه من لغة الإفرنج وتمثّل أدبهم وثقافتهم. تلك هي البداية، وهي بداية واعدة ستجني ثمارها سريعا الجامعة التّونسيّة، وسيكون الأستاذ القرمادي، مرّة أخرى، رمزا من رموز التّأسيس (تدريس الألسنية في رحاب الجامعة )، وسيغزر إنتاجه ويتنوّع وينتشرفي ربوع تونس وخارج حدودها.
#إبراهيم_العثماني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حسين مروّة الشّهيد الحيّ
-
كيف قرأ أحمد الحاذق العرف -اللّحمة الحيّة- لصالح القرمادي؟
-
غسّان كنفاني في ذكرى رحيله
-
فرنسا: الحرّيات الجامعيّة في خطر !
-
الــطّاهر الهــمّامي النّـــــــقابي
-
توفيق بكّار:الغائب الحاضر
-
الجامعي والنّاقد محمد نجيب العمامي يغادرنا
-
توفيق بكّار والأدب الفلسطيني
-
العدوان على غزّة: سقوط الأقنعة وعودة الوعي
-
وكلاء الاستعمار الطّاهر بن جلّون نموذجا
-
غسّان كنفاني النّهر المتدفّق
-
ما أشبه اليوم بالبارحة ! قصيدة- صوتكِ - للطّاهر الهمّامي
-
قطاع التّعليم الأساسي والوزير النّقابي !
-
الطّاهر الهمّامي أستاذا جامعيّا (1990-2007)
-
عاشت غرة ماي (نص معرّب)
-
توفيق بكّار وتأطير البحوث الجامعيّة
-
أرضيّة منظّمة نساء مساواة (1)
-
الشـــــــــعبويّة (معرّب)
-
-مواطنو الرايخ-: أهو صيد ثمين أم عمليّة دعائيّة؟ (معرّب)
-
كيف نُجهز على التّمرّد؟ (معرّب)
المزيد.....
-
دليلك السياحي إلى اكتشاف ألبانيا.. الجوهرة المخفية في غرب ال
...
-
نقابة المهن الموسيقية بمصر توقف منح تصاريح الغناء لهيفاء وهب
...
-
سر منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر
-
ليوبولد سيدار سنغور رمز الأدب والسياسة في أفريقيا الحديثة
-
بين الطبيعة الفريدة والتقاليد..مصور يبرز ثقافة أهل تبوك في ا
...
-
هل يمكن أن تغرق مدينة الإسكندرية المصرية بسبب التغير المناخي
...
-
أعمل حسابك تذاكر من دلوقتي “مواعيد امتحانات الدبلومات الفنية
...
-
فلسطين تطالب بترجمة المواقف الدولية لخطوات رادعة تجبر الاحتل
...
-
الموسيقى الكلاسيكية: قناة DW تبث حفل معهد الموسيقى الكلاسيكي
...
-
الفنان اسماعيل الدباغ.. حالة فنية لها خصوصيتها وفرادتها في
...
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|