|
زقوم كرة القدم الحلقة ( 10)
الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8285 - 2025 / 3 / 18 - 16:47
المحور:
الادب والفن
استهلك المكتب غير الشرعي جميع المناورات والدسائس للاستمرار في تدبير النادي الغارق في الفشل، ترقيع الخرق المتقادمة لم تنفع، العثرات تنزلق في المخيلات المنهكة باستهلاك المواعظ، حسن القلالي يتنفس الفشل، مبتور الصلة بالواقع يستلذ بالخرجات المبرنقة، ينفخ فيه العظمة والاهمية ،تائه يتنازعه المكان الغريب، لا مخرج يلوح في الأفق والدوامة تتسع وتكبر، سنوات عجاف يسبح في فراغ الدوران ،وجوه مكربنة تقدم الولاء صاغرة لتنال الرضا، لا يهم من أمر النادي سوى القبض كل شهر ، لا احد يدخل معارك نيابة عن الآخرين ،يزرعون اللامبالاة في حقول الغضب ، الجماهير المحبة تحدق في تقاطيع الاضطهاد ،الفشل ينقش أسطورته المعلوفة مند عقد ونصف العقد من الزمن في سخام قديم،تراجعت المسيرات الانقضاضية التي تنفجر في الوجوه الكالحة ،الشعارات لم تعد مقتحمة لا ترفع من معدلات جسر الخوف في الجماجم، تراجع منسوب الإيمان بالقضايا الإنسانية ،الوطن يدخل مرحلة التدجين الجماعي ،المختبرات السرية تفرخ فصيلة بشرية مسلوبة الإرادة ،الذئاب تفترس قطعان التمرد، سياسة فرق تسد ناجحة، تم تمزيق أحزاب الصف الوطني والديمقراطي، تمزيق النقابات، تمزيق الجمعيات الحقوقية،الدولة زرعت الغام انعدام الثقة في النفس، فككت البنية التحتية الثقافية وخيم التصحر على الفكر والإبداع ،انتقلت العدوى إلى الرياضة،حسن القلالي نتاج تجربة سياسية سادرة ،جاء من تجارة الفحم إلى كرة القدم، اسمر البشرة ، ثخين بعض الشيء، انتقل في اكثر من حزب سياسي، كلما احس بالكرسي يضيق يرحل، ارض الله واسعة ،في بضعة سنين اصبح اسما ملعلعا في الإقليم المنهوب، فرخ الشركات المتخصصة في كل شيئ، وضع اليد على الثروات المادية والبشرية، ينفح التابعين الفتات ويغرف الأكوام، يشحذ اللسان حين يحاصره التقريع ،يستنفر الاتباع للقصاص من الأعداء المفترضين ،الخلاف في الرأي في حضرة لصوص الشعب ممنوع،الرقابة عقيمة في موسم الإحصاء، حراس الثروة يلعبون الغميضة،الأفواه مكممة بإغلال الجبن صائمة قول الحقيقة ،فوهات الرصد تطلق زفرات خسيفة، الرعي الجائر في أموال الشعب ترف سياسي،كثيرون سقطوا في بئر النهب والاختلاس، القلة القليلة من تعثرت على أبواب الزنزانة،لا عسس يرابط حول صناديق الشعب ،الدولة تقترب من الإفلاس صاح بغلماني يساري وسط قبة البغلمان ،البغلماني يؤدي فريضة الفضح أمام عدسات المصورين ،يلقي اللوم على سحنات معصوبة الشفاه،بقي وحده يلقي جنون الكلمات،يدون على رزنامة المشهد شهادات إفلاس السياسة،كل شيئ يزحف نحو الإفلاس،رائحة الكلمات المدفونة في الشرايين تقرع الجرس،الآذان صماء والمسرحية سمجة، لملم حطام الصرخات وانسحب متأبطا لسانه المفجوع ،أمام باب المؤسسة التشريعية عشرات البغلمانيين يتسابقون لخطف الحلوى، أكياس تمتلئ وعدسات الصحافة تحنط المشهد المقزز ،لا احد اسرج صهوة الأنفة والعزة والكرامة، الكاميرات تخدش في قسوة ممثلي الشعب ،ما يفعلونه في واضحة النهار يفعلون أقسى منه في الظلام، كلفة الجهل باهظة الثمن. القلالي مند ربع قرن يحبو على تجاعيد الانتماء إلى القطيع ، يجلس في الصفوف الخلفية لقبة البغلمان ليغادر في صمت، لم يسبق أن طرح سؤالا شفاهيا ولا كتابيا، الدفاع عن ملفات الإقليم جريمة، تعلم نهش أشلاء الوطن ،الترقي الاجتماعي يحتاج إلى الخفة والشطارة، وحده المجنون بحب الأرض يقف شامخا في قفص التراشق ،يسافر بحلم المستقبل إلى تخوم التذكر في الطريق إلى الشمس ، لا تغيير مند الاستقلال حين يفتح كتب التاريخ، السائق لم يغير من مسار الرحلة، يستبدل الركاب باخرين يسرجون صهوة النهب، ملامح عبوسة تطرق أبواب مغارة علي بابا ، وجوه ذميمة تختفي وتحل أخرى اذم واكثر جشعا، تمضي بجحافل التكبيرات بدون مسائلة .
- نحن في وطن يكرم لصوص الميزانيات ويحكم على سارق الطعام بالسجن - تلك إشارة قوية من أراد أن يسرق فليسرق كيسا من الذهب والمجوهرات فالعدالة ستكون رحيمة. - هناك عدالة للأثرياء وعدالة للفقراء - الوطن مقسم إلى أسياد وعبيد - بدون نقاش
الزقوم يشتكي من قلة التعويضات، يخفي التذمر بين الحروف ،يهدد في صمت بتأجيج الأوضاع،يدخن بشراهة، صور الأمس القريب تنهال على المخيلة صباح مساء، لم تمض سوى عشرة دقائق ليتم استبداله، احس بالصفة تسري في العروق، المدرب كان قاسيا حين صارحه بوجب البحث عن حرفة أخرى،، لعب الكرة يحتاج إلى ذكاء خارق وسرعة تمرير الكرات والمراوغة، غادر الملاعب وغاص في المجهول لسنين طويلة، رجع من النافذة يحلم بالظلال والأشجار، راسما خططا صعبة التنفيذ، ثخين يمشي بتثاقل ويجد صعوبة في التنفس ، قيل له إن أراد تخسيس الوزن عليه بالتدخين والجوع، استهلاك لفافات الحشيش ، يشرب في اليوم الواحد دزينة فناجين القهوة السوداء،يدعو في صمت إلى خراب النادي،برميل الغائط يبحلق في الفراغ ،لا مواقف ولا انتفاضة، سقط في كماشة الاستسلام، باع روحه في سوق المتلاشيات، اعتقد في وعيه المخروم أن رفع الشعارات في المدرجات ستخلق منه بطلا، تقدم له التحايا ويشعل فتيل الحماسة، انهزم في أول الطريق، لم يعد يرى في الأفق سوى الدمار والخراب،وناديا يتكدس فيه العفن، احس بالصفعة لكن الوقت فات للبحث عن ظل شجرة ، اغلب الذين كانوا معه في الخندق انطفأت الشمس في عيونهم،ستة اشهر كانت كافية لتتشبع الرئة بالنتانة، في العيون يقرا مفردات مندلقة من قاموس الازدراء ، اقسم قبل البصم على الولاء التام للمكتب غير الشرعي ، لم يحمل في جعبته سوى بضعة شعارات ورزمة اتهامات، تعرت مؤخرة مناضل المناسبات، يقف حائرا لا يكف عن التضرط، حاور في صمت صدى التضرطات، دون في الكف قوة الاهتزازات، تعصف بالانف الرائحة المغثية،يخطو خطوات وئيدة نحو السراب ،رحلة التدجين أوشكت على النهاية، لم تستيقظ الأماني العظام من تحت حذاء الرئيس القلالي ، الجمجمة تحولت إلى سجن وباقي الأشلاء إلى قضبان، عابسا يجرجر أذيال الكراهية يغرق في الاستسلام . الزقوم وبرميل الغائط وجهان مكفهران يوحيان بالفوضى والعواصف، مات فيهما التمرد بطلقات التدجين المركزة،لا وقت للرجوع وإعلان العصيان ،الأوراق احترقت وطار الرماد،القلالي صخرة يرتاح على الأكتاف يخيم في الصدور ،زئير الفراغ وقلة الحيلة يضغط على المخيلات،ظهرت بين الجماهير وجوه يستحيل استدراجها بحفنات العليق، أسماء تشعل المصابيح في الجماجم وتدق الأجراس،يحطمون بالشعارات مراكب المتخاذلين ،يحررون عبيد النادي من الأسر،مفتاح السر في كلمة ( كفى)، كلمة ( كفى) ترمى على الجماهير كتحية تضج بأسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة، كلمة تركل المتكلس في الشرايين ،تلتقط في الطريق تباشير الانتماء ،تضج الرؤوس بالحماسة والتحدي،شهادات للاعبين قدامى ومغضوب عليهم ترفع من معدلات الغضب،يقف لاعب وسط القاعة، يبحث في الرأس عن مفردات هاربة من ماساته، أدار مؤشر الأزمة إلى غياب الحوار والرغبة العارمة في تصفية الأحرار، افرد يديه فوق حائط المبكى، ركل من تحت اللسان الجمرات الحارقة ، أعاد على المسامع كيف أجهض مستقبله ،ساوموه في مبلغ مالي لفسخ العقد ،آخر يروي تفاصيل الإصابة بكسر في الأرجل وتم التخلص منه، ثالث تركوه في كرسي الاحتياط لأنه رفض المشاركة في بيع المباراة ،ردات الفعل تعيد تنشيط الذاكرة الجماعية، يدخل الدفئ والحركة والضوء إلى الشرايين الكسلى،تتحسس المفقود في النادي. حمو ايور يرفع التحدي، يستنفر في جلسات المقاهي والمباريات المحبين والعاطفين، الأمر يستدعي تشكيل وعاء تنظيمي، الجلسة الأولى حافلة بالمقترحات، تفرعت لجن لاستقطاب الغاضبين، في الجلسة الثانية أصيب اتباع الفتى المدلل للسلطات بالزحار، تعروا من الضجيج والعنتريات الفارغة، الرجة حركت البركة الآسنة، ابتلعوا بصعوبة جنون الكلمات، الشعلة تكبر كل يوم، الغابة التي استظل بها المرتزقة والقوادين تحترق، الأسماء المنفوخة بالعي تتهاوى، تنتشر في الشارع الرغبات القوية في الخلاص، اللهيب يحرق زفرات الاستقواء ،الضغط يولد الارتباك، التصريحات المتضاربة والاتهامات المغرضة تزيد من رفع منسوب الاحتقان،حمو ايور ابن القرية الامازيغية ينثر رسائل واضحة ،النادي ملكية جماعية حان وقت لإعلان النفير العام ،لا رغبة في الحديث إلى حراس الفشل،ولا جدوى من دغدغة جماجم العابثين، لا مطالب سوى المحاسبة والاستقالة،فارس متمرس في إعلان الحروب على لصوص الشعب،الصمت حيال الفضائح والإثراء غير المشروع يفقد الإنسان قيمته ،المكتب غير الشرعي اتخم الشوارع والجماهير بالأكاذيب ولافتات الانتظار، ليس سهلا أن تقارع الضباع وحفنة الرعاع بمدافع ورشاش الكلمات ،الجماهير الفت السفر فوق بساط الإذعان، الفت التلهي بالسراب ، التعبئة الجماعية تحتاج إلى الصبر و الاستماع الجيد ،الاحتياط من المندسين والذباب الذي يدخل من النوافذ، الثقة الزائدة والتخاذل أفشل محاولات عدة ،اللعب على حبلين لعنة تطارد الشرفاء، كلما انفتح ثقب في السور ظهر أباطرة التبجيل، اتباع يرفعون آذان القمع والتخوين، المدينة مند زمان ترقص بأحزمة التبعية، مقبرة للمبادرات التي تولد من سقم الحرقة والغيرة ، فكل محاولة للارتقاء بالعمل رغبة مبطنة في الرعي الجائر، يكثر النباح ونقيق الضفادع، أسماء كثيرة ساقها الأقنان إلى خنادق الإفراد ،الإيمان بالقضايا العادلة يحتاج إلى التنوير والعمل على عدة جبهات، يجب اجتثاث الخوف من الأدمغة بالإقناع ليكون التجاوب قويا وفعالا ، الانتصار على الفشل لا يأتي برفع اكف الضراعة إلى السماء ،النادي بحاجة إلى رجالات لتستفز مخيلات حفنة الزاحفين بملايين التفاهات. بوجمعة بولخواض ويوسف الشخير وعبد الله قوزي وباقي حلقات المكتب غير الشرعي يتحسسون الرؤوس،لا حديث سوى عن حمو ايور القادم على صهوة شعار (كفى) ، شعار يوقظ في الجماجم الرغبة في التغيير،لا احد يستطيع الوقوف في وجع الأعاصير،الموج أخذ في الارتفاع، حروف الاستمالة والرجاء تنتحر تحت حوافر الحقيقة، عفونة التصريحات والمناورات والدسائس ترتد ،تفضح هشاشة الرئيس غير الشرعي،الاتباع مندسون في حناجر السكوت والتفرج ،الخوف من الاحتكاك بأشلاء مثخنة بالهيجان ،ايور يغربل الكلمات في حشود المتطوعين،اجتماعات مسترسلة لفرملة الانتفاضة ،توقظ في الجماجم نبض الانتقام ،مقترحات كثيرة لشق التماسك العفوي، اتهامات بخدمة أجندات لجهات معادية، حميد محطوط الناطق الرسمي باسم التلميع يلقي الكلام على عواهنه، عبارات هلامية تمخضت من قهقهات أولياء النعم ،يتمدد فوق ربوة التملق، حاضر لسنوات طوال في تتويج زناة الليل ،الفم مسكون بحكايات الاستعطاء، مجبول على تدبيح و ترتيل الاتهامات، يتواجد في طابور من بترت العطايا ألسنتهم ،الرجل ألف العبث بأعشاش الأحلام، حاملا في الذهاب والإياب تابوتا قاموسه منقوع في بركة الانبطاح، النادي ينزف قيحا ودما وصديدا ، لم يعد واحة للمواهب، البطل القادم من عمق الأرياف يبني للخفافيش سراديب وأقبية، يعزف سمفونية على أوتار المكاشفة والمحاسبة،
- حان الوقت لرحيل المكتب الحالي لأنه لا يمثل سوى نفسه، سنحتكم إلى القانون والديمقراطية، أمامنا طريق طويل وشاق والمعركة مفتوحة على جميع الاحتمالات.
الندوة الأولى ناجحة بمعايير الإشارات والرسائل الموجه إلى المكتب غير الشرعي ،قاعة الجمعية الحقوقية غاصة بالحضور النوعي، ممثلو أحزاب ونقابات وجمعيات المجتمع المدني ،مهتمون بالشان الرياضي، انفتح الجرح دفعة واحدة ،بعض الوجوه نثروا مقترحات صعبة التحقيق، المزايدة حاضرة بقوة في إعلان الوجود ،تنفخ في دخان التشنج ،ترميم خطوات الريح يحتاج إلى الرزانة والاستماع الجيد، الاحتياط ممن يحملون تحت الأشلاء قنابل ناسفة ،النقاشات تهرب إلى الهوامش، يرتفع الصخب والضجيج ،يقف ممثل حزب سياسي يرفع صوته المنبوذ ،يمضغ أسئلة تافهة ،يحاور صخبا داخليا، آخر يدبج من شعارات مخصية موقفا متجاوزا ،بعض الوجوه تتواجد في كل اللقاءات ،يقيمون ولائم الطاعة أمام أبواب المرابين ،أسماؤهم مدونة في سجلات الخيانة ،عجوز يهمس لآخر كلمات مبهمة، يضربان كف بكف، ماتت الأحزاب والنقابات، لم يبق سوى الأطلال والجعجعات الفارغة واتباع فاشلين يتأبطون المصالح الخاصة ،الإطارات التقليدية تزحف نحو المغيب، أحزاب الصف الوطني والديمقراطي والنقابات لم تعد قوة اقتراحية، الفساد والتجارة وغياب الديمقراطية الداخلية أدى إلى انشقاقات ،ولادة أحزاب قزمة ونقابات هشة عمق الأزمة، رؤوس تغازل الامتيازات ،شيخ في العقد السادس فقد كرامته في خنادق الأيديولوجيا يحاول استعادة أمجاد الأمس ،يستحضر أسماء ومواقف، شهداء الرأي ، معتقلين ،مطاردين ،هاربين إلى بلاد الحرية، تأوه بشدة وتلاشت في لحظة البومات الصور في الذاكرة، الشفاه عاقرة عن ولادة الربيع و(ها نحن نقطف عناقيد الكبوات) ختم كلامه واطبق فمه، اللقاء حائط مبكى، لحظات التفريغ والتنفيس مهمة ،ارتشف رشفات متتالية من الوجع،واعلن فتح الباب عن تأسيس جمعية(كفى) لتحرير النادي الكروي ، عشرات الأيدي ترتفع، التصفيقات الحارة تعيد إلى الذاكرة ضراوة فريق الأمس البعيد ،المباراة حماسية والانتصار قريب ،اللافتة الكبيرة تفتح الباب على مصراعية على الثورة، برميل الغائط يبتلع الريق بصعوبة، الموج عالي جدا، هدير يشوي وجه السماء ،يصفع المتواطئين مع الفساد، الزقوم اختفى تماما عن الأنظار، المخبرين اقتنعوا أن زمن الشرذمة على وشك الانتهاء، أعضاء المكتب غير الشرعي سافروا في لجة التخمينات، انتحرت حروف المراوغة والرجاء في أول دعوة للحوار ،لم تنفع جعجعة البيانات ،ولا إشهار ورقات التخوين،كل الدسائس ارتدت على المكتب غير الشرعي،المعارضة أعلنت الحرب على حصاد الأشلاء الموبوءة ، القلالي وحيدا يراقب تفاعلات الحركة، الشعارات حبلى بالنداءات إلى الثورة على الفاشلين، مسيرة الشموع جابت اهم الشوارع والأزقة، نعش الفريق محمول فوق الأكتاف، أبواق السيارات ترفع من معدلات السخط، (مولانا نسعاو رضاك وعلى بابك واقفين...يا من يرحمنا سواك يا ارحم الراحمين…) الابتهالات تثقب الهواء والسماء، تنشر الحماسة والدفئ بين الغاضبين، عشرات الشباب يلتحقون بالمسيرة فوق الجباه يركض التمرد ،الشعارات طلقات فتاكة في وجه الفساد، أعلام و بيارق تمشط الهواء ،تنثر رذاذ الحرية، السيارات الموشومة حاضرة بقوة، مخبرون وعبيد حسن القلالي يندسون بين الجموع، في الساحة الواسعة ألقيت كلمات وخطابات نارية تمشط الساحة بمكنسة التاريخ ،حب الفريق يسافر في الدم.
- النادي يتعرض لنهب والاختلاس - لابد من محاكمة رموز الفساد - على مسؤول السلطة تحمل مسؤوليته وفتح الباب لمحاسبة لصوص الشعب. - كفى بالمتاجرة بتاريخ وحاضر ومستقبل الفريق
العفريت انطلق من القمقم ، الصرخات همسات في ماسورة الهاربين من خوفهم، تسقط على نوافذ حاكم الإقليم ، الوقفة الاحتجاجية أرسلت إشارات مشفرة ،لا وقت للرقص على موائد الاحتواء والوعود، الحديث يرغي في كاس التخويف كلما ضاجعت المطالب أوجاع الحقيقة، المراوغة لا تجدي نفعا، الجماهير الغفيرة تتغنى بقصيدة ( إذا الشعب يوما أراد الحياة … فلا بد أن يستجيب القدر… ولابد لليل أن ينجلي … ولابد للقيد أن ينكسر) قصيدة أصبحت حاضرة في جميع المسيرات والوقفات الاحتجاجية المطالبة بالحقوق المشروعة، أبو القاسم الشابي كان صادقا في مخاطبة الإنسان المستلب المكبل بالأصفاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويحرضه على المطالبة بالحرية وتكسير الإغلال التي تشعر بالعجز والخذلان، فالإرادة الحقيقية وحدها قادرة على بعث الحياة في الشعوب ووقف الاستبداد وصون الكرامة الإنسانية، محاولات كثيرة لإقالة المكتب غير الشرعي لم تنجح، اغلب المحاولات لم تكن نابعة من قناعات مترسخة، مجرد مناوشات وحسابات سياسية ضيقة،أسماء تمردوا وغاصوا في المجهول ولم يعد يسمع شخيرهم، تعروا من ضجيجهم، آخرون فروا بجلودهم حين اشتد القوس وانطلق السهم، وحدهم أبناء المدينة ظلوا صامدين ينتظرون الفرصة لرص جنون الكلمات .
الفتى المدلل للسلطة يردد نشيد الانتصار، الجوقة النحاسية يروضون صهيل الأوجاع ،الشعارات ترسم على حواجز التقريع دوائر اكبر من حجم المدينة المغتصبة، فتحت حوارات مع اللاعبين في حدائق الصمت، تفتح أبواب لأسئلة بلا إجابات، السخط العارم يضغط على الجماجم، تتراقص الأرواح بين الحلم والخوف، تبحث عن نور يضيء العتمة،تروي حكايات محبطة لم ترو بعد ترسم خرائط لممارسات بغيضة.
- نحن مجرد عبيد في النادي لا حقوق لا كرامة - التمرد يعني الطرد وضياع المستقبل
في رحلة البحث عن الحرية وتحرير الذات الجمال يكمن في محاولات هزم المخاوف الداخلية وليس في النهاية،“الموت وأنت واقفا ورأسك عالية، أفضل لك من الحياة وأنت راكع على ركبتيك”. مقولة إميليانو زاباتا سالازار زعيم ثورة المكسيك لا تزال خالدة في الأذهان تزرع الفرح في حقول اليأس، لماذا لا ينتفض المقهور بالنادي الكروي، تسائل ايور ...؟ انقذف في الدماغ الجواب الصريح والقاسي الناس من يصنع الطغاة، حسن القلالي في البدا كان شخصا وديعا، قرب المنبوذين والقوادين والمرتزقة وحملة الأبخرة والمجامر، بعد نصف عام من التنصيب ورفع شعارات وهتافات التأييد اظهر وجهه الحقيقي ،لم يعد مصباحا يضيء المستقبل، اطفأ الشمس في عيون طابور من اللاعبين، بعد عام تشبعت رئتاه بالظلام فاختنق بالنور ،بنى من حوله أسوارا ،لم يعد يرى من الأفق سوى الخراب، الغاضبون لم يطرقوا الأبواب بحتا عن الخلاص،ردموا الخيبات بالتساهل والرحيل، التعاسة تنمو في الأشلاء ، مستقبل النادي جرفت أساساته، القلالي يحرس الغيم الماطرة من غزوات الشمس، يؤدي رقصة السيطرة الأخيرة، القبضة ترتخي من شدة الضرب، تتفكك حلقات السلسلة الصداة ، الزقوم ينفخ الدخان عاليا، عقب السيجارة يترمد في اليد المرتعشة، برميل الغائط يندب الحظ السيئ، لم يحسن الاختيار ، سقط في الفخ وانفضح في الشهر الأول وتعرض للأفراد،التضرط لا يتوقف والتذمر حاضر، لاعب يبصق في اتجاه الجماهير، ويمسك بكلتا يديه ما تحت الصرة، يتلقى رشقا بقوارير المياه المعدنية، ومشاتل من السباب الخادشة للحياء، الهتافات تستنفر الغاضبين، تهتف للانتقام من اللاعب الحمار، تطلق نداءات القصاص في هواء فاسد ، يقفز شاب السياج الفاصل، يلتحق به آخرون، المطاردة داخل رقعة الملعب تنذر بالأسوأ، يهرب الحكم وبعض اللاعبين، يحتمي اللاعب النزق برجالات الأمن في لحظة الارتعاش، ، بوجمعة بولعياض يمتطي صهوة الكلمات،ينثر قطرات من عشق النادي، وجوه تلطخت سحناتها بغبار الحياء .
- السلوك القبيح استفز الجماهير - عليه دفع الثمن
غبر بعيد مسيرة حاشدة تقترب من الباب الرئيسي، الرحيل الكلمة المفتاح ، تقف الجماهير تشعل المدرجات تصفيقا لاستقبال المحتجين ،الشعارات تنفخ في الرؤوس مجاديف التمرد والهيجان للتخلص من الضجر المتعفن، صرخات الاتهام ترتفع، تخرج من عمق الأنين والحصار، يهرب اتباع الرئيس القلالي من الباب الخلفي ، يستفرد رجال الأمن بمتزعم الشكل الاحتجاجي السلمي، بإشارة من ايور يعم الصمت والهدوء، الطموح الجارف يضخ في الشرايين العناد ،تاريخ الهزائم يعاد تدويره بنبضات الانتظار الأجرب المصنوع من حراب الهواجس ،ذئاب الملاعب يستسلمون لصهيل الدعس وينظمون إلى طابور الصمت ،فقدوا عذريتهم في لحظات الضعف،تكبل اللسان بحفنة دراهم، الفشل يبتلع الأحلام يسرق زهرة العمر قبل أن تصحو على أهداب الشيخوخة ، الحكم يعلن انتهاء المباراة، حميد محطوط الناطق الرسمي باسم التلميع يرتجل كلمات ممسوخة مقدودة من التضرع والانبطاح ،يغرز خنجرا في صدر الحقيقة ، التعادل منصف لكلا الفرقين، ينسل طفل من وسط الجموع ، يلوح في الهواء بيدين هزيلتين ببيارق النادي ،حركة بريئة دفعت عشرات الأطفال إلى اقتحام الملعب رافعة الأعلام، الحوار مع الوجوه الفولاذية استمر اكثر من ربع ساعة، اخترقت شظاياه أشلاء الصمت، الدولة البوليسية بدل محاسبة لصوص الشعب تعرقل حركات التغيير، تخاف أن تتنشر عدوى التمرد ويلتحق الخائفون إلى طابور الأشقياء، يحاولون وقف زحف الربيع لذلك يطاردون متزعمي التمرد لجرهم للركوع على سجادة التوبة، حين يفشل التخويف والتهديد تبدأ عمليات المساومة، حين لا تنجح جميع المحاولات يبدأ القمع وطبخ الملفات،اختبار الصمود في المهد لعبة تتقنها الأجهزة الأمنية، المخافر تفتش عن هوية عشق لا تحملها بطاقات التعريف، ارتفعت الهتافات والتصفيق، ايور يعود إلى الصفوف الأمامية، شارة النصر ترمى على المحتجين، لم تنفع الاستدعاءات المتتالية إلى المخافر ولا المحاضر والتهم الفضفاضة ولا الاستفزازات، الإيمان بالقضية أعمق، نابع من قناعات شخصية لثلة من أبناء المنطقة، المسيرة تطوف جنبات الملعب ، ترسل تكبيرات مزمجرة، ترتج النوافذ والمكاتب، المكتب غير الشرعي يمشي في موكب جنائزي مرعوبا .
- إجماع الشارع أول مسمار يندق في نعش المكتب غير الشرعي
#الحسان_عشاق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زقوم كرة القدم الحلقة (9)
-
زقوم كرة القدم الحلقة ( 8)
-
زقوم كرة القدم الحلقة (7)
-
زقوم كرة القدم الحلقة ( 6)
-
زقوم كرة القدم الحلقة ( 5)
-
زقوم كرة القدم الحلقة4
-
زقوم كرة القدم الحلقة ( 3 )
-
زقوم كرة القدم (الحلقة2 )
-
زقوم كرة القدم
-
يوميات الكابران لمساسكي
-
الرئيس ميغول واعوانه
-
مدير الفضايح... وحمادي الدحش
-
رواية ( ارقص... انت في المسلخ)
-
كتيبة الاعدام
-
الرقيع في بلاد الصقيع
-
الرقيع في ليلة الزفاف
-
الرقيع والمراة
-
المشبوح والصحراوي والملتحي
-
القرصان والجريدة
-
الرقيع في مقهى الربيع
المزيد.....
-
دليلك السياحي إلى اكتشاف ألبانيا.. الجوهرة المخفية في غرب ال
...
-
نقابة المهن الموسيقية بمصر توقف منح تصاريح الغناء لهيفاء وهب
...
-
سر منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر
-
ليوبولد سيدار سنغور رمز الأدب والسياسة في أفريقيا الحديثة
-
بين الطبيعة الفريدة والتقاليد..مصور يبرز ثقافة أهل تبوك في ا
...
-
هل يمكن أن تغرق مدينة الإسكندرية المصرية بسبب التغير المناخي
...
-
أعمل حسابك تذاكر من دلوقتي “مواعيد امتحانات الدبلومات الفنية
...
-
فلسطين تطالب بترجمة المواقف الدولية لخطوات رادعة تجبر الاحتل
...
-
الموسيقى الكلاسيكية: قناة DW تبث حفل معهد الموسيقى الكلاسيكي
...
-
الفنان اسماعيل الدباغ.. حالة فنية لها خصوصيتها وفرادتها في
...
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|