أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - غيوم حمراء














المزيد.....


غيوم حمراء


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8285 - 2025 / 3 / 18 - 13:56
المحور: الادب والفن
    


لم تكن الأيام في شتاء مخادع يضع على التل غيومه الممطرة بالماء الأحمر انه في عين الزمن وفي الصميم افعاله المعلقة بسقف السماء ، السماء الزرقاء. ذات اللون المزجج بالاحمر اللون الذين تنبثق منه روح الحريةلعاشقين من البشر محبي الروح والحياة .
رويده حين ولدت كانت السماء منتمية للوجود تغري النساك بلون الماء وصفاءه النساك الصائمون عن مبارك السماء لرويده البكر التي ولدت في ليلة وسماء ممطرة بغزارة.على مر الزمن وفي صفحات التاريخ قل نظيرها رويده ولدت كما تروى أمها لم تبكي كأي طفل مولود كالاخرين كانت بمسيء الرب صامتة فتحت عينيها بهدوء وكان المطر يمسح بقايا الدم بأنات وتمهل كانّه يمسح زجاجات شبابيك مهجورة منسية علتها الأتربةومخادع العناكب كجذع شجرة استيقضت ونمت كالبساتين وبيوت الأبقار.
بي كان يحب اللهو والعبث كما تقول رويده بعيد عن السماء قريب جدا من قول الشياطين عباد الهة الحجر لا يؤممن بما يهبه الله لا يامن بالمطر قريب للبيئة لا يكره المطر يعتقونه من نتاجات الحياة ليس إلا لعناته تسبقه عندما يحل مضيف ثقيل طارىء.
الغريب انه بعيد عن احساس ومشاعر أمي قال لها يوما
"رويده جاء سهو ليس لنا ولا منا ليس لنا بما هي."
أمي المتسامية ذات الطبع الحاد الذي لا يدركه إنسان عادي تعرف ما لا يعرفه الآخرون تعرفه وتفهمه وحدها نظرت الي نظرات كلها تساولات وعلامات استفهام كاني من عالم آخر ولدت منه وعشت فيه عالم سحري وسر مبهم لازال غامض بعيد عن عالم الوجود. لا ادري ربما على حق فنحن في عالم يشكو الضياع المبهم.
كنت شيء مختلف فقد لاحظت أمي شيء غريب ومحير أني ليست كالاطفال اتبول في وقت التبول كالاخرين من الأطفال كذلك تضعني جافة وتجدني في اليوم التالي جافة والأمر الأغرب تمطر السماء حين ابكي وتقشعر الغيوم حين اضحك.
لم يكن المر منحصر على أمي بل حتى أقاربي وأهل قرتي والقرى والمدن ايضاً لاحضوا الشيء ذاته بدءوا يراقبوني ويضحكون في دواخلهم يراقبون السماء وحركة ولون الغيوم. آلام اول الأمر كانت تعتبره صدفة يخافون كلما سالت من عيني دموعي.يا له من فءل باءس.
كبرت وجاء معي المطر في مرحلة اللهو والطفولي لا يفارقني سواد السماءوصوت المطر حتى فاضت الأزقة والشوارع .
بما فيها قريتنا وبيتنا نحن.
أبي لم يكن بالرجل المعهود سكير مدمن لا يؤتمن بالله يتصرف بما تمليه نفسه عندما يسكر يعبث بالموجودات ياذي أمي في ليلة سوداوي اكرمه الخمر وبات بلا وعي يوازي منحوله أي كان هم بضربي فهوت يده حينها انفجرت السماء ولم تعد تتحمل المزيد.كان هكذا دوما ولاسباب خارج معرفتي وإدراكي.
مطرت السماء حملتها غيوم سوداء جاء مع الفعل الغاضب .غضب رجل سكين رويد تردد مع ذاتها غضب ليس وحدي. نعم لقد غرقت القرية.
في فورة الغضب احتضنتني أمي خافت علي وهي تصرخ وتبكي لكن أنا كما أنا لم ابكي كنت فقط في حزن مقشعريرة غطت كياني وبت اشعر بشيء في عروقي يتحرك وينزف تحت جلدي وجسمي وكأني خليط ليست مصنوعمن العظام واللحم بل مما تجود به السماء بما تحمل الغيوم السوداء من قطرات مائية مطر.
موقف هز الكون والكيان هز أبي حين استوى الماء وغطى كل شيء أبي وسترته وسرواله وقناني الخمر المعتق ،وقف وسط الدار بمواجهة حركة المطر كان مخمور يحمل عينين غير عينية وصاح مهتز وبكلمات موجه صوبي.
"عالمك في السماء وليس هنا.
غمره السيل واختفى والى الأبد .
كان نهار وليل غريبان
رحلا وجاءت هاوان وليالي أخرى بلا غيوم سوداء تغزو سماء القرى والمدن البعيدة سماء لم يعهدوها منذ سنوات القرويون مسرورون اتفقوا على امر وحدهم ينسيهم الماضي ويذكرهم بالحاضر زمن السماء الصافية ويرددون لتذهب إلى الجحيم تلك البنت الغريبة."
رويده دنت من أمها ،أنا. اعرف هكذا يرى أهل القرية
ووجودي غير مرحب بهي ومقبول
أنا المطر أينما حللت أنا المطر
الوجود الذي يرعب القرويون
سأبحث عن ارض لاتخاف
سرت وحدي تصاحبني عن بعد غيوم في السماء
سرت مسرعا ألوذ بصمتي خشية المطر ربما يتبعني لا يفك عني مصيره مصيري ومثوا قبري.
لا اعرف من يكون هذا المطر هل أنا ربما أنا .؟!



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- **لعبة الصعاليك في غياب الحياة.**
- أعمدة سوداء في الهواء العاصف
- خطوات في طريق الفراغ
- ياقات زرقاء
- فضاءءات فارغة لخطوط متداخلة
- من عينيها اسطاد فراشة
- عزف لاسنطور
- تحت رماد إلاشجارمدن ساحرة
- نهارات ليلية
- للبندقية يد فيها قبضة وزناد وفوهة عمياء
- أبجدية الحروف
- **ثورة نهر في زمن المطرالاسود **
- مدينة الضباب
- عندالبوابات في المدن يبدأالسوءال**
- دوامة الحياة
- *لي روحٌ ملَّت من الجسد**
- **ذكريات في المنفى**
- /نمشيد قدسية
- قهوة بطعم الحنظل
- يسطات واكشاك بصرة


المزيد.....




- منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر بأمر من نقابة الموسيقيين
- ملتقى سينما الشباب الرمضاني الخامس
- مخرج موصلي باع سيارته وأنتج أول فيلم أكشن ويطمح لفتح دار سين ...
- مَن هو أبو إسحاق الحويني؟ وما هي رحلة تحوّله من دراسة اللغة ...
- مشاهد أكشن في الدار البيضاء.. كل ما تريد معرفته عن فيلم جون ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة تثير التوتر بين نجمتي فيلم -سنو وا ...
- -لام شمسية- يثير ضجة كبيرة بمشهد صادم عن التحرش بالأطفال
- الصرفند.. قرية شاهدة على نكبة الفلسطينيين تتحول لوجهة رمضاني ...
- رمضان في البرازيل.. اعتكاف وتكثيف للأنشطة والعبادات
- الفنان جمال سليمان موضوع جديد للجدل بين السوريين، فما القصة؟ ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - غيوم حمراء