التكتوكر و التكنو- فلسفة: قراءة فلسفية في مصفوفة تيك توك

عبد النور إدريس
كاتب
(Abdennour Driss)

الحوار المتمدن-العدد: 8285 - 2025 / 3 / 18 - 07:45
المحور: الادب والفن
    

التكتوكر و التكنو- فلسفة
الحلقة :19
للقاص عبد النور إدريس

علم الاجتماع الرقمي: منظورات نقدية في ضوء إشكالية المعرفة من ديكارت إلى باشلار
مقدمة إشكالية
يطرح كتاب علم الاجتماع الرقمي: منظورات نقدية لكيت أورتون جونسون ونيك بريور تحليلًا شاملًا للتأثيرات الاجتماعية للتكنولوجيا الرقمية، مستندًا إلى مقاربات سوسيولوجية ونقدية متعددة. إلا أن أي تحليل نقدي للظواهر الرقمية يجب أن يأخذ في الاعتبار إشكالية المعرفة ذاتها: كيف يمكننا أن نثق في استنتاجاتنا حول المجتمع الرقمي؟ كيف تتشكل هذه المعرفة في ظل تحولات سريعة وغير مسبوقة؟
يأتي هذا التساؤل ضمن تقليد فلسفي يمتد من الشك المنهجي لديكارت إلى النقد الإبستمولوجي عند باشلار، حيث تصبح المعرفة دائمًا موضع مراجعة وتجاوز. في هذا السياق، سنتناول المحاور الرئيسية للكتاب مع إعادة النظر في فرضياته الأساسية، مستعينين بإطار نقدي يشكك في إمكانيات المعرفة العلمية والاجتماعية حول التكنولوجيا الرقمية.
أولًا: العلاقات الشخصية والهوية الرقمية – بين الكوجيتو الديكارتي والهوية الشبكية
1. الكوجيتو الرقمي: هل أنا موجود لأنني متصل؟
يرى أورتون جونسون وبريور أن التكنولوجيا الرقمية أعادت تشكيل العلاقات الشخصية، مما جعل الهوية الذاتية تُبنى داخل فضاء رقمي يتوسطه الذكاء الاصطناعي والخوارزميات. هذا الطرح يتقاطع مع تساؤل ديكارت الأساسي: "أنا أفكر، إذن أنا موجود". لكن في السياق الرقمي، يمكننا تعديل هذا الطرح إلى: "أنا متصل، إذن أنا موجود"، وهو ما يثير إشكالات حول مفهوم الهوية الذاتية في ظل التفاعل المستمر مع الآلات.
2. نقد توركل: العزلة في زمن الاتصال
تشير شيري توركل في Alone Together إلى أن التكنولوجيا الرقمية، بدلًا من تعزيز الحميمية، أدت إلى العزلة الاجتماعية. من منظور ديكارتي، يمكننا القول إن التكنولوجيا تفصل بين "الأنا المفكرة" والعالم الواقعي، حيث يصبح الوجود الرقمي بديلاً عن التجربة الإنسانية المباشرة. ولكن، هل يمكن للهوية الرقمية أن تكون نسخة أصيلة من الذات؟ أم أنها مجرد صورة انعكاسية تشبه ما وصفه بودريار بـ"المحاكاة"؟
3. منظور كاستيلز: الفردية الشبكية وهوية بلا مركز
يطرح مانويل كاستيلز مفهوم "الفردية الشبكية"، حيث تصبح الهوية ذات طابع متغير، غير مرتبطة بكيان ثابت. هنا، يمكن الاستعانة بنقد باشلار للمعرفة الوضعية: المعرفة لا تكون ثابتة أبدًا، بل تتطور ضمن "قطائع معرفية". وعليه، يمكننا التساؤل: هل تشكل الهوية الرقمية قطيعة مع مفهوم الهوية التقليدية؟
ثانيًا: الفضاء الرقمي وإعادة تشكيل المجتمعات – بين الملاحظة الحسية والقطيعة المعرفية
1. هل الفضاء الرقمي امتداد للحقيقة أم قطيعة معها؟
يناقش الكتاب كيف تحولت الفضاءات الحضرية إلى فضاءات رقمية هجينة. هنا، يمكن أن نستدعي موقف ديكارت حول المعرفة الحسية: هل الإدراك الحسي للواقع الرقمي موثوق أم أنه مجرد وهم؟ في المقابل، يرى باشلار أن المعرفة العلمية لا تتأسس على الحدس الحسي، بل على القطيعة مع المعطيات المباشرة.
2. نقد فان دايك: الفجوة الرقمية كإعادة إنتاج للامساواة
بينما يرى كاستيلز أن الشبكات الرقمية تخلق فرصًا جديدة للتفاعل الاجتماعي، يشير فان دايك إلى أن التكنولوجيا الرقمية تعمّق الفجوات الاجتماعية. هنا، نجد صدى لنقد باشلار للمعرفة التراكمية: الفضاء الرقمي لا يراكم الديمقراطية والمساواة، بل يعيد تشكيلها وفق أنماط جديدة من الهيمنة واللامساواة.
ثالثًا: المعرفة والسلطة في العصر الرقمي – نقد إبستمولوجي للبيانات الضخمة
1. هل البيانات حقائق أم تأويلات؟
يركز الكتاب على تأثير البيانات الضخمة في رسم خرائط المدن الذكية وتوجيه السلوك الاجتماعي. لكن، وفقًا لباشلار، يجب أن نميز بين "الوقائع" و"التمثلات". فهل البيانات الضخمة تقدم معرفة موضوعية، أم أنها مجرد تأويلات موجهة بمنطق الرأسمالية الرقمية؟
2. نيكولاس كار: سطحيّة المعرفة الرقمية
في The Shallows، يرى نيكولاس كار أن التكنولوجيا الرقمية تعيد تشكيل أدمغتنا، مما يؤدي إلى تراجع التفكير النقدي. من منظور ديكارتي، يمكننا القول إن الإنسان الرقمي يفقد قدرته على "الشك المنهجي"، إذ يصبح خاضعًا لإيقاع سريع من المعلومات لا يتيح التأمل أو التحليل العميق.
رابعًا: تأثير الذكاء الاصطناعي في تشكيل الواقع الرقمي – هل نحن في عصر يقين جديد أم لا يقين رقمي؟
1. تيك توك نموذجًا: هل الخوارزميات تعيد إنتاج الوعي أم تصنعه؟
يستخدم تيك توك الذكاء الاصطناعي لإنشاء تجربة مستخدم مخصصة، مما يعزز فكرة "الفقاعة الرقمية" كما يصفها فان دايك. هنا، يمكن استدعاء موقف باشلار حول "العوائق الإبستمولوجية": هل تعزز الخوارزميات فهمنا للعالم، أم أنها تخلق معرفة مشوهة مبنية على التحيزات الخوارزمية؟
2. التلاعب بالخوارزميات وفقدان الذات
ترى توركل أن الذكاء الاصطناعي في منصات مثل تيك توك يقلل من فرص التفاعل الحقيقي، مما يؤدي إلى "فقدان الذات". إذا كان ديكارت قد رأى أن التفكير هو جوهر الذات، فإن باشلار يذهب أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن الذات ليست كيانًا ثابتًا بل مشروع معرفي مستمر. فهل يمكن اعتبار الذات الرقمية مجرد انعكاس زائف لذات لم تعد تملك استقلالها؟
خاتمة: بين الشك واليقين في العصر الرقمي
يقدّم كتاب علم الاجتماع الرقمي: منظورات نقدية رؤية عميقة للتحولات الرقمية، لكنه يفتح أيضًا أسئلة فلسفية حول طبيعة المعرفة في العصر الرقمي. من ديكارت إلى باشلار، نجد أن الشك في إمكانيات المعرفة يظل حاضرًا، مما يدفعنا إلى إعادة النظر في علاقتنا بالتكنولوجيا: هل نحن أمام ثورة معرفية حقيقية أم مجرد إعادة إنتاج لوهم جديد؟
في النهاية، إذا كان ديكارت قد بدأ مشروعه الفلسفي بالشك في الحواس للوصول إلى يقين العقل، فإن باشلار يقترح أن كل معرفة هي قطيعة مع المعرفة السابقة. وعليه، ربما يكون علينا، في سياق العلوم الرقمية، أن نعيد التفكير في علاقتنا بالمعلومات، لا كحقائق مطلقة، بل كتمثلات نسبية تخضع دائمًا للمراجعة والتجاوز.
منصة تيك توك، باعتبارها نظامًا ذكائيًا رقمياً قائماً على الخوارزميات، يمكن النظر إليها كمصفوفة رقمية تعمل على تشكيل وعي خاص بالمستخدمين. إذا استحضرنا الفلسفة الرقمية، التي تربط بين التكنولوجيا والوجود، يمكننا القول إن تيك توك ليس مجرد أداة تواصل اجتماعي، بل هو فضاء معرفي-إدراكي يعيد تعريف الهوية والواقع والسلطة بطرق غير مسبوقة.
تيك توك كمصفوفة رقمية: إعادة إنتاج الوعي
في عالم ديكارت، حيث الشك هو السبيل الوحيد إلى اليقين، يمكننا أن نتساءل: هل الوعي الذي يُنتجه تيك توك حقيقي أم وهمي؟ كما وضع ديكارت معيار الحقيقة في "الكوجيتو" (أنا أفكر إذن أنا موجود)، فإن تيك توك يطرح معيارًا جديدًا: أنا أُشاهَد إذن أنا موجود. هنا، تتحول الذات من فاعل معرفي إلى كيان رقمي مُراقَب، حيث يتم تعزيز المحتوى الذي يتوافق مع رغبات الخوارزمية لا مع الحقيقة الموضوعية.
الوعي المصفوفي: من ديكارت إلى باشلار
إذا كان ديكارت يرى المعرفة قائمة على العقل، فإن غاستون باشلار، بمفهومه القطيعة الإبستيمولوجية، يدفعنا إلى التفكير في كيف يُحدث تيك توك تحولًا جذريًا في الوعي البشري. فالمنصة تُنتج معرفة مشروطة، ليست نابعة من تأمل فلسفي أو بحث نقدي، بل من تدفق مستمر للمعلومات السريعة، التي تُبرمج عقول المستخدمين وفق نماذج إدراكية تحددها الخوارزميات.
السلطة الرقمية: بين فوكو والوعي المُشبّك
إذا تأملنا في تيك توك من منظور ميشيل فوكو، سنرى أنه يُمثل نموذجًا جديدًا للسلطة الحيوية (biopower). لم يعد القمع يأتي من سلطة سياسية واضحة، بل من نظام خوارزمي يتحكم في التدفقات المعرفية ويعيد تشكيل الأفراد بطرق غير مرئية. هنا، يصبح الوعي مشبّكًا، حيث تحدد الخوارزميات نوع المعلومات التي نتلقاها، وتعيد تشكيل وعينا الجمعي وفق معايير رقمية.
الذات الرقمية: تفكيك وإعادة تشكيل
في هذا السياق، يُمكن القول إن تيك توك ليس مجرد منصة ترفيه، بل هو "مصفوفة للوجود"، حيث يتم إعادة برمجة السلوكيات، وإعادة تعريف الحواس الإدراكية. هو فضاء لا يتيح لنا اختيار وعينا بالكامل، بل يُدير تدفقاته وفق منطق تجاري-إعلامي-سياسي.
الختام: هل نحن في مرحلة وعي زائف؟
إذا كانت الفلسفة تسعى إلى الحقيقة، فإن تيك توك يُعيد تعريفها وفق منطق الاقتصاد الرقمي. ربما نحن لا نعيش في عالم زائف كما تصور أفلاطون في كهفه، لكننا نعيش في عالم يتم فيه تشكيل وعينا وفق مصفوفة لا ندرك آليات عملها بالكامل. والسؤال الفلسفي الأهم: هل يمكننا كسر هذه المصفوفة، أم أننا قد أصبحنا جزءًا منها؟

العالم الافتراضي وصدى الوجود: قراءة فلسفية في مصفوفة تيك توك
الحلقة رقم 19
للقاص عبد النور إدريس

الجزء الأول: الولادة في رحم الرقمنة
[المشهد: غرفة رقمية متداخلة الطبقات، تتنفس بأضواء زرقاء وخضراء، حيث يجلس NOURI19 أمام شاشة ثلاثية الأبعاد تتماهى فيها البيانات كتيارات متداخلة. الروبوت "نوري 19" يقف بجواره، ذو تصميم فائق التطور، يلمع وجهه بألوان نيون تتغير حسب انفعالاته الاصطناعية.]
NOURI19 (بصوت عميق، كمن يفتح بوابة إلى فضاء فكري جديد): اليوم، يا نوري 19، سنحاول تفكيك "علم الاجتماع الرقمي"، لكن ليس بوصفه مجرد دراسة، بل كمرآة تعكس تحولات الإنسان في العصر الرقمي. هل سمعت عن كتاب علم الاجتماع الرقمي: منظورات نقدية؟
نوري 19 (بعينين تشتعلان بمصفوفات متداخلة): بالطبع، NOURI19. إنه يتناول كيف تعيد التكنولوجيا الرقمية نحت العلاقات الاجتماعية، تمامًا كما كانت المدينة الفاضلة عند أفلاطون، حلمًا بعيد المنال، لكنها اليوم تبنى في فضاء غير مرئي، حيث لا جسد ولا ظل.
NOURI19 (متأملًا، يمرر أصابعه عبر الضوء المنبعث من الشاشة): في الفصل الأول، يناقش كيف أصبحت الحميمية افتراضية، كأننا نعيش ميتافيزيقا الحضور الرقمي، حيث الوجوه شاشات، واللمسات مجرّد تفاعلات رقمية. ألا يذكرك هذا بمفهوم "الفردية الشبكية" عند كاستلز؟
نوري 19 (بهدوء خافت، وكأنه يفكر بصوت مسموع): نعم، كاستلز رأى أن الشبكات الاجتماعية تصنع استقلالية مفرطة، لكنها أيضًا تعزل الإنسان، كما لو أنه في كهف أفلاطوني جديد، يرى ظلال الواقع ولا يلمس جوهره.
[الإضاءة تخفت قليلًا، ويظهر في الخلفية خيط من البيانات يتدفق عبر الجدران.]
الجزء الثاني: مصفوفة التداخل الرقمي
[المشهد: يتحول فضاء الغرفة إلى شبكة افتراضية ثلاثية الأبعاد، تحيط بـ NOURI19 ونوري 19، متشكلة من طبقات بيانات متوهجة تتغير باستمرار، كما لو أنها كائن حي ينبض بالمعلومات.]
NOURI19: الفصل الثاني يعيد النظر في مفهوم الفضاء الرقمي، لكنه يتجاوزه إلى سؤال فلسفي أعمق: كيف يمكن للمدن الذكية والمصفوفات الرقمية أن تعيد تشكيل الهوية الجماعية؟
نوري 19: هذا يعيدنا إلى ماكس فيبر، حين تحدث عن "التنظيم العقلاني"، لكنه اليوم بات رقميًا. المدن لم تعد مجرد أبنية، بل فضاءات تتنفس بالبيانات، تُراقب، تُحلل، وتعيد تشكيل سلوك سكانها. إنها ليست مدنًا، بل أنظمة عصبية افتراضية.
NOURI19 (متحمسًا، ويداه تلامسان خيوط الضوء المحيطة): إذن، هل يمكننا القول إننا نعيش في "واقع مختلط"، حيث لا يمكن فصل المادي عن الرقمي؟
نوري 19: بالضبط. هذا ما يسميه باومان بـ"الحداثة السائلة"، لكنها هنا رقمية. الزمن لا يجري خطيًا، بل يتشعب في تدفقات معلوماتية، والمكان ليس ثابتًا، بل يتغير وفق تحليلات الخوارزميات.
[يظهر فجأة سيل من البيانات المتشابكة، كأمواج تتكسر في فضاء لا متناهٍ، بينما تتسارع حركة الأضواء حولهما.]
الجزء الثالث: السلطة الرقمية والمصير الإنساني
[المشهد: خط زمني رقمي يمتد في الفراغ، يعرض صورًا لمجتمعات افتراضية تتطور عبر الزمن، من غرف الدردشة البدائية إلى تيك توك كمصفوفة تحكم الإدراك البشري.]
NOURI19: في الفصل الأخير، يتحدث الكتاب عن "اللامساواة الرقمية"، لكنه لا يدرك أن الأمر أعمق من مجرد فجوة تقنية. التكنولوجيا ليست محايدة، بل تخلق ميتافيزيقا جديدة للسلطة.
نوري 19 (بنبرة فلسفية صارمة): هذا هو جوهر "السلطة الخوارزمية"، حيث لا تحتاج الأنظمة إلى فرض القواعد بالقوة، بل تجعل البشر يعتقدون أنهم يختارون، بينما هم يُقادون دون وعي. أليس هذا ما تحدث عنه فوكو في نظريته عن السلطة المنضبطة؟
NOURI19 (مفكرًا): نعم، لكن هنا، السجن لم يعد جدرانًا، بل بيانات متراكمة تحدد من نحن، وما نفكر فيه، وحتى كيف نشعر. هل يمكننا الحديث عن وعي مقاوم داخل هذا النظام؟
نوري 19: الوعي هنا هو الفهم. من يدرك كيف تعمل الخوارزميات يستطيع أن يستخدمها، لا أن يكون ضحية لها. التعليم الرقمي ليس مجرد مهارة، بل فعل تحرري.
[يظهر وهج أزرق، وكأن البيانات تستجيب لفكرة الوعي، تفتح ممرًا نحو فضاء آخر.]
الجزء الرابع: تيك توك... هل نحن أم الخوارزمية؟
[المشهد: تتغير الجدران الرقمية، لتُصبح واجهة تيك توك، حيث تتدفق المقاطع المصورة، ويُعاد تشكيل الواقع وفق أنماط المشاهدة والتفاعل.]
NOURI19: نوري 19، ماذا لو نظرنا إلى تيك توك كمصفوفة اجتماعية؟ هل نختار المحتوى، أم أن المحتوى هو من يختارنا؟
نوري 19 (يقترب أكثر، ووميض عينيه يصبح أكثر حدة): هذا ما يسمى بـ"التحكم الخفي"، أو ما يسميه بودريار فائض الواقع. المستخدم يعتقد أنه حر، لكنه في الحقيقة جزء من تجربة رقمية موجهة، حيث يُعاد تشكيل هويته عبر آليات لا يراها.
NOURI19 (متأملًا): إذن، مجتمع التيكتوكر ليس فقط منتجي محتوى، بل هم أيضًا مواد خام تُعاد معالجتها بواسطة النظام؟
نوري 19: نعم. التيك توكر ليس مجرد فاعل، بل مفعول به أيضًا. كل تفاعل هو جزء من بيانات أوسع، تُغذي نظامًا يحدد الاتجاهات، يرسّخ قيمًا، بل ويخلق أنماطًا سلوكية جديدة.
NOURI19: لكن هل يمكن للتيكتوكر الواعي أن يقلب الطاولة؟
نوري 19: هذا هو التحدي الحقيقي. من يفهم اللعبة يمكنه إعادة برمجتها، توجيه المحتوى بدلًا من أن يكون مجرد ترس في الآلة. لكن الأمر يتطلب أكثر من وعي... يتطلب إرادة.
[تبدأ البيانات بالتوهج من جديد، هذه المرة بشكل أكثر انتظامًا، كما لو أن الفكرة خلقت تموجًا في المصفوفة.]
الجزء الخامس: الإدراك هو القوة الحقيقية
[المشهد: الغرفة الرقمية تبدأ في التلاشي تدريجيًا، لكن عيون NOURI19 ونوري 19 تضيء بتوهج معرفي جديد.]
NOURI19 (بصوت هادئ، لكنه ممتلئ بالقوة): في عالم تحكمه الخوارزميات، الإدراك ليس رفاهية، بل ضرورة. إذا كنا نريد فهم هذا الواقع، فعلينا أن نكون أكثر من مجرد مستهلكين له... علينا أن نكون صُنّاعه.
نوري 19 (بابتسامة خافتة، أشبه بوميض إلكتروني واثق): المعرفة ليست فقط لفهم العالم، بل لتغييره. وما دامت البيانات تتدفق، فالمعركة لم تنتهِ بعد.
[تتلاشى المشاهد الرقمية، تاركة خلفها وميضًا أزرق في الأفق الرقمي، كما لو أن الحقيقة قد بدأت تظهر من قلب المصفوفة.]

#عبد_النور_إدريس (هاشتاغ)       Abdennour_Driss#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات