علاء هادي الحطاب
الحوار المتمدن-العدد: 8285 - 2025 / 3 / 18 - 04:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
د. علاء هادي الحطاب
هنا لا أتحدث فقط عن صديق اعتز بصداقته ومعرفته، بل اتحدث عن حالة انسانية كبيرة يمتلكها هذا الرجل، اتحدث عن قمة وقصة وفاء ارتقاها إياد الزوج الوفي لزوجته وشريكة حياته.
إياد الملاح الصحفي والكاتب المهم، كتلة من الوفاء والمحبة لجميع الناس ومن يعرفهم ويعرفوه، رجل مؤمن حقا بالمرأة ودورها في المجتمع والحياة، لذا لم يكن غريبا سلوكه مع زوجته التي رحلت عنا قبل ايام الدكتورة نهى الدرويش.
الدرويش اصيبت بمرض السرطان وكان شديد التأثير عليها، ومنذ اليوم الاول لإصابتها ترك إياد خلفه كل الحياة، نعم اقولها بالفم المليان ترك كل معنى للحياة وجنّد نفسه لمرافقتها ولعلاجها داخل العراق وخارجه، لم يترك لحظة في حياته طيلة خمس سنوات إلا وجندها لزوجته ورفيقة دربه نهى، كنا نستجدي رؤيته والوقوف معه في محنته، لكنه كان منشغل كل الاشتغال عن هذه الدنيا، منغمسا في مهمته التي طوع نفسه من اجلها في الوقوف الى جانب شريكة حياته.
إياد كانت لديه فرص عظيمة في العيش والسفر والعمل، لكنه ترك كل شيء في سبيل تأدية امانته ومسؤوليته امام نفسه وامام زوجته، وكان لآخر لحظات حياتها يحفر الصخر ويواجه مصاعب الحياة من اجل هدف سامٍ يؤمن به وهو الوفاء، ذلك الذي بات شحيحا في ايامنا هذه.
إياد له تأريخ من التنظير والكتابة بشأن المرأة ودورها، وبالفعل نجح في الاختبار، اختبار ان يحول الافكار والتنظير الى فعل وعمل، وحتماً أجاد بذلك، فنحن اصدقاؤه ربما تعبنا من سماع اخباره وزوجته غير المفرحة، لكن امله بشفائها كان اكبر منا جميعا، هو أراد ان يعطينا درسا حقيقيا في الالتزام بما يؤمن به.
صديقي إياد أعترف أني تعلمت منك الكثير في رحلتك مع زوجتك، واعترف أنك أصبحت بيننا ايقونة للوفاء والمحبة.. الرحمة والرضوان لأختنا الدكتورة نهى الدرويش، وكن مطمئنا إنها فرحة جدا بما قدمته لها.
#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟