أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - متى يغتنم العراق الفرصة لإعادة النظر في كيفية التموضع على رقعة الشطرنج الدولية والإقليمية؟.














المزيد.....


متى يغتنم العراق الفرصة لإعادة النظر في كيفية التموضع على رقعة الشطرنج الدولية والإقليمية؟.


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشرق الأوسط، الذي يعاني من صراعات سببها إيران وحلفاؤها الإقليميون، دخل بعد الرد الإسرائيلي على الهجمات التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مرحلة جديدة تفسر إلى حد كبير زعزعة استقرار ديناميكيات القوة الإقليمية على مستويات مختلفة أهمها ضعف حزب الله العسكري والسياسي، سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024 وإضعاف "محور المقاومة" من خلال تفكيك مكوناته وتقليص قدرته على العمل وعلى قدر كبير دور الميليشيات الموالية لإيران في العراق لمواجهة إسرائيل. مما أتاح الفرصة لإعادة النظر في كيفية التموضع على رقعة الشطرنج الإقليمية. وعلى هذا النحو، كان على بغداد، أن تتدارك الضعف الملحوظ لشريكها الإيراني لتحرير نفسها من نفوذه.

في هذا السياق، السؤال: ما هو الموقف الممكن للحكومة العراقية تأكيده في الشرق الأوسط المتغير في ظل ولاية دونالد ترامب المضطربة في كل الإتجاهات؟

لقد كان سقوط بشار الأسد في سوريا يشكل خطرا كبيرا على كافة الدول المجاورة، مما أثار المخاوف بشأن احتمال إعادة تعبئة تنظيم الدولة الإسلامية والصراع بين الفصائل المختلفة ومنها (قوات سوريا الديمقراطية، والجيش السوري الحر) للسيطرة على الأراضي. نتيجة لهذا، أعطت الحكومة العراقية وأغلب الميليشيات الموالية لإيران الأولوية لتأمين حدود العراق. فيما سارع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى إقامة اتصالات مع أحمد الشرع، الرئيس السوري المؤقت، من أجل دعم الانتقال السياسي الجاري وتطبيع العلاقات مع السلطة الجديدة على الرغم من أن الزعيم السوري الجديد، دان تصرفات الميليشيات الموالية لإيران في العراق.

وفيما يعتبر بعض الساسة العراقيين الفصائل في العراق جزءا من "محور المقاومة"، إلا أن العراق يجد نفسه عند مفترق طرق بين النفوذ الإيراني والأميركي في المنطقة. وعلى الرغم من الرغبة المتبادلة على مر السنين في انسحاب القوات لا يزال 2500 جندي أميركي متمركزين على الأراضي العراقية حيث تهدد الميليشيات المدعومة من إيران استمرار هجماتها على المواقع الأميركية. وبين هجمات الميليشيات هذه والضغوط الأميركية من أجل فك الارتباط الأمني، تجد الحكومة العراقية نفسها في وضع غير مريح، حيث يتعين عليها التنقل بين طرفين متعارضين...

وبالنسبة لولاية دونالد ترامب الثانية، تحتل بغداد مكانة خاصة، حيث تعتبر واحدة من آخر معاقل النفوذ الإيراني. وفي هذا السياق، أرسل ترامب قبل بدء ولايته رسالة إلى السلطات العراقية يشجعها فيها على الحد من انتشار الأسلحة خارج سيطرة الدولة وتقليص نفوذ الجماعات الموالية لإيران. وتستهدف هذه الرسالة على وجه التحديد كتائب سيد الشهداء، وحركة النجباء، وكتائب حزب الله، بالإضافة إلى قوات الحشد الشعبي، وهي جهة رئيسة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنها أيضا كما يشاع، الناقل الأساسي، للنفوذ الإيراني في العراق. وكان البرلمان العراقي قد ضمن عدم تسريحها والحفاظ على أسلحتها وسمح بدمجها داخل الدولة العراقية بوضعها تحت سلطة رئيس الوزراء. ومع ذلك، فإنها تحتفظ بقدر معين من الاستقلال، الذي تمنحه لها المكانة الخاصة التي تتمتع بها التشكيلات العسكرية. وباعتبارها جزءا من الدولة العراقية وجزءا من "محور المقاومة"، فإن هذا الهيكل قادر على تبرير عملياتها خارج إطار الدولة، وخاصة ضد المواقف الأميركية. وفي الوقت نفسه، طورت قوات الحشد الشعبي فروعا سياسية تسمح لها بالجلوس في البرلمان والتأثير على نتائج الانتخابات. ويمكن لهذه المنظمة، التي تتماشى مع مصالح إيران، أن تمارس سيطرة مباشرة على السياسة العراقية...

وفيما يخضع النفوذ الإيراني للاختبار في تحييد المواجهة خلال التغيرات الجارية في الشرق الأوسط إلا أن الحكومة العراقية، رغم تجديد آية الله خامنئي التزامه بالحشد الشعبي والإعراب عن رغبته في تعزيزه. الأمر الذي جعل رغبة الحكومة العراقية في التحرر من الوصاية الإيرانية ووضع حد للتحديات والفوضى السياسية، صعبا، لأقصى الحدود والاعتبارات.

وبالعودة إلى "رسالة ترامب" وتسليطها الضوء على تباين المصالح بين إيران والولايات المتحدة في العراق. إلا أن السوداني لم يتمكن من الحفاظ على موقف متوازن، أو، لا يظل لاعبا ثانويا عالقا في التنافسات الداخلية والعالمية. وفي غياب الأدوات اللازمة للتحرر من المخاطر المحيطة، لا تستطيع الحكومة العراقية مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة، فقط، أن تدعو الخصمين إلى التفاهم المباشر بينهما. وفي هذا الصدد، دعا رئيس مجلس النواب العراقي في 3 فبراير 2025 الحكومة الإيرانية إلى الدخول في حوار مستدام مع الدول الغربية لدعم الأمن الإقليمي والدولي.

الميدان الذي يهم إدارة ترامب منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية والحد من الميليشيات الموالية، فيما الأداء الإيراني بشأن توفير مستلزمات التفاوض بين القوتين حول جميع الملفات لا زال متعثرا. ولم تتمكن الحكومة العراقية تحقيق المفاوضات المتعمقة والمباشرة بين الطرفين في مكان العمل، وقد تشمل القضايا المتعلقة بالميليشيات الموالية لإيران كوسيلة ضغط للمساومة. وعلى ما يبدو أن سيناريو المفاوضات بين بين إيران والولايات المتحدة غير مؤكد على الرغم من رغبة طهران في تجنب المواجهة المباشرة حيث إن الدعم الأميركي غير المشروط للسياسة الإسرائيلية للقيام بذلك مستمر. فيما السياق الإقليمي في الواقع، غير قادر أن يدفع لتأمين حماية إيران.

ويبقى السؤال ما إذا كانت بغداد ستتمكن من الاستفادة من إعادة التشكيل الإقليمي للحصول على نوع من الإستقلال الذاتي والسياسي للحكم، بعيدا عن صراع المحاور؟ أو، ما إذا كانت البلاد ستظل محاصرة في انقساماتها الداخلية والتنافس بين واشنطن وطهران على أرض العراق؟...



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تستطيع الدولة أداء الوظائف الأساسية التي تعتبر جوهرية لو ...
- التفاوض: عملية أساسية للتفاهم السياسي،، فهل بإمكان الأطراف ا ...
- محاذير من مخاطر عدم الأمان وفقدان الثقة بالنظام في العراق من ...
- هل سيعي الساسة العراقيون خطورة تغيّر توازن القوى في الشرق ال ...
- حلقات مفقودة تعرقل إيجاد مخرج لضبط إيقاع السياسة والمشهد الم ...
- ماكينة القمع تعود بذات الأساليب وذات الأدوات من جديد
- الصياغات المتشددة تجاه أفراد المجتمع ومخاطرها على الحياة الم ...
- نقابة المحامين العراقية... تقفز فوق قيّم مبادئها.. لمصلحة مَ ...
- تأليف السيناريو يجعل : المكتوب على الورق جديرا بالانتقال الى ...
- هل سيعيد سياسيو قوى التغيير تقييم استراتيجياتهم السياسية.. و ...
- الإعتبارات القيمية لثورة 14 تموز 1958 العراقية من حيث الجوهر ...
- 14 تموز.. الثورة التي حققت انجازات كبيرة خلال فترة قياسية
- في العراق... على من تقع مسؤولية تغيير اتجاه البوصلة السياسية ...
- عيد -اليوم الوطني- محور مهم للتعبير عن الهوية وتعزيز الشعور ...
- محنة تخلف عقلية الطبقة السياسية... أحد مظاهر فشل الدولة
- بسبب إنعدام المساءلة والرقابة..طالما ينتهك أصحاب السلطة مقوم ...
- العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية
- في العراق لا يجد مئات الصحفيين مكانا لتحقيق مهامهم بين أوساط ...
- اللغة ليست مجرد وسيلة ملازمة للنصوص الأدبية
- لمصلحة من لا يتحقق السلم المجتعي ويسود العراق جرائم القتل ال ...


المزيد.....




- مشاهد مخيفة.. فيديو يظهر إعصارًا يقذف المباني في الهواء
- روسيا: الحوار بين طهران وواشنطن كفيل بتجنب التوتر
- الجيش الصومالي يوجه ضربات قوية لـ-حركة الشباب- ويقتل أكثر من ...
- استطلاع: 40% من الأمريكيين يدعمون إجراءات ترامب تجاه أوكراني ...
- مسرح عن حياة الناس لكل الناس من السودان
- جدل في سوريا حول تاريخ انطلاق الثورة، في الـ15 أم الـ18؟
- الدردشة مع غرباء تجعلنا أكثر سعادة، فكيف نأخذ هذه الخطوة؟
- كوريا الجنوبية: تصادم بين مسيرة إسرائيلية الصنع ومروحية ولا ...
- التريث و-الفحص الكامل- سيدا الموقف .. كيف ردّت إيران على رسا ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا وترامب وشركاؤه: سياسات الانقسام


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - متى يغتنم العراق الفرصة لإعادة النظر في كيفية التموضع على رقعة الشطرنج الدولية والإقليمية؟.