أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - من ميزان القوى














المزيد.....


من ميزان القوى


عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 04:09
المحور: الادب والفن
    


سرد افتراضي
..................
استهلال
.........
طلعت شمس من أحب بليل فاستنارت فما لها من غروب
إن شمس النهار تغرب بالليــــــــــــل، وشمس القلوب ليس تغيب
من أحب الحبيب طار إليه اشتيــاقا إلـى لقــــاء الحبيــب
أبو المغيث الحسين بن منصور ( الملقب بالحلاج )
..............................................................
...
... معبدها الشامخ كان مشرعا دوما للصلاة .. كانت تعده له في أيام الأعياد ، والعطل ، والمناسبات .. وهو كالطائر المهاجر إليها من بحر ونخيل ، وبين نخيل وبحر .. يجدد خطواته إليها ، بصلة الرحم بها .. وكان عليه ألا يتردد في قبول دعوتها السخية له .. وعليه كانت تلقي مدائحها ومدامعها ، ترتل آيات عزلتها وغربتها على إيقاع مزاج مجازها الطلق ، من قيود الأدعية والوصايا ، وطقوس الولاء الزائفة..
وكلما جن الليل ، جن جنونها ، تسرد من سيرة عشقها فصوص حكمتها ، على أطلال السهر .. فتغير عناوين قصائدها ، وأرقام هواتف عشاقها ، وملامحهم الدالة عليهم ..
ولم يكن الأول ، ولا الأخير من يسعف شطحاتها الموزونة والمقفاة ، ويجاري عنادها العنيد الجميل في عشق الوطن ، إلى آخر قطرة تخطها يداه على ورق أرق لا يغادرها ، يتسلق حقيبتها الجلدية المشتهاة ..
كلما خطا إلى جوارها ، تطرز ممشاه بحكمتها الوازنة ، وهو يتعثر في رشق الصعاب حوله ، على مرآى ومسمع من توددها الخصيب ، فيسلم يديه ورجليه إليها ، كلما ميزان القوى به مال إليها ..
وهي كعادتها الخجلى ، لم تقل له : إنها ...
لكنها ...
كانت تفرش له نبلها ، على سرير رغبتها . وهي تشبهه في كل الصفات والأسماء والأشياء . تؤنسن وجودها بمزامير الأمل المنشوذ ..
لماذا كلما فتحا باب السياسة ، تشاجرا بصوت عال ؟؟ ..
هي تدمن فعل السياسة ، تراعي ميزان القوى في مواجهة اليباب .. تؤجل أحلامها القديمة ، في انتظار غد لا يشبههما الآن .. تتنازل لغدها عن مباهج طفولتها الحرى ..
وهو لم يكن يقوى على مجاراتها .. فهو صريح العبارة ، كثير الإشارة إلى كرهه لسياسة لا يعول عليها ، وهي تتلبسه من قدمه إلى قفاه .. فلا يجد له قدما في يمينها وفي يسارها . وكأنه يكسر عصا طاعة يهش بها ..
وكأنه حلم عصي على القبض، عصي على الترويض ، على المطاوعة وعلى المصالحة العمياء ..
لكن حبها كان يجفف دماء الغضب في عروق رؤياه .. فكانت شمس ليله ، وكان قمر نهارها . معا يحتفيان باليوم كله في موطن العراء ...

.......................................................................................................................................................................
مارس 2025
..................



#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حبر مدمن
- حياد بلا خبر
- من أنوثة الغجرية
- لا هدنة فيه ..
- تحولات
- عازفة على وتر قلبها
- من انتظار انتظار
- على ألذ ما يرام
- طفل يتطفل علي ..
- مسودات من مجاز منحاز
- مسودة من رماد المجاز
- مسودة التوأم ..
- من معبد الأبجدية
- لم تقل لي ..
- من متسرنم ..
- أقرب إلى الصمت قليلا
- خارطة المنفى
- كما أنت .. جرعة زائدة
- من آية الوجع
- من سيرة الظل البواح


المزيد.....




- التّنّور الثّقافيّ يشهر (نحبّكِ يا نعيمة) في فنلندا بمشاركة ...
- -كل كلمة تحمل هوية-... كيف نشأت اللغة الفرنسية منذ قرون؟
- اطلاق صفحة ومنتديات مروج الثقافية
- عمرو دياب يفاجئ جمهوره بإعجابه بمسلسل رمضاني
- وفاة الممثلة البلجيكية إميلي دوكان عن 43 عاما بعد صراع مع نو ...
- بسبب اتهامات أخلاقية.. شركات تنهي عقودها وبرامج تحذف مشاهد ل ...
- هل ضيّعت الدولة اللبنانية فرصة طرابلس عاصمة للثقافة العربية؟ ...
- رحيل الممثل المصري إحسان الترك بعد معاناة مادية وصحية
- -ملحمة جلجامش- في بطرسبورغ بإخراج تركي (فيديو)
- السبع.. -روبن هود- سوري بنكهة غجرية وأسلوب درامي غير مسبوق


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - من ميزان القوى