أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - أعمدة سوداء في الهواء العاصف














المزيد.....


أعمدة سوداء في الهواء العاصف


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 02:05
المحور: الادب والفن
    


غريب أعمدة سوداء في وسط المدينة
لم يكن أحد يعرف متى ظهرت تلك الأعمدة .
في قلب المدينة، حيث بإرثه القديم لم يتسلق في الفراغات حيث أ لساحات فارغة والمباني كما هي متهاوية لزجة متواضعة، استيقظ اهل المدينة ذات صباح ليجدوا أن الأعمدة السوداءالشاهقة قد نمت في غفلة في متنزهات المدينة وشوارعها الاسفلتية المصبوخةباطيان اقدام السائلة وحراس الليل نبتت بالأرض كالفطر الناضج بصمت وبلا ضجيج، بلا عمال بناء، بلا أثر يدل على طريقة صعودها إلى السماء. كانت ناعمة السطح، سوداء ليلية الوجود كأنها امتصت كل أضواء النهار الشمسية للمدينة الغافية على ضفاف الشط المهيب أعمدة بلا نوافذ، بلا أبواب ينفذ من البشر.
حالة غير مألوفة وقف الناس ينظر بعضهم للآخر مشدوهين. حاول البعض لمس جدرانها، لكنها كانت ناعمة حد الانزلاق، تبعد عنهم وكأنها تهرب من اللمسة. لم يهدء لهم بال ويستقروا حاول بعضهم إيجاد تفسير حيث انها خارج أطار الواقع ،لا أحد رأى شيئًا، لا عربات نقل او آليات ثقيلة معقدة ، ولا مخططات، حتى إعلان رسمي يحمل مواصفات والغرض عن أي مشروع.
آلمهم ما في الأمر التساؤل الذي راود الأغلب من بسطاء وحكماء المدينة
لكن المعضلة الأهم لم تكن في كيفية ظهور الأعمدة السوداء ذات الجدران الملساء…
بل في من يسكنها.
في الليلة الأولى، رأى رواد الأعمدة والمهتمون مشاهدات غير مألوفة شوهدت ظلال تتحرك خلف الجدران السوداء، تشير وتدل على ان في الداخل حيوات وهناك حياة تجري داخلها. لم تكن ظلالًا معتادة لبشربالعادة، بل أشكالًا غير مألوفة، طويلة الشكل والمظهر وبشكل غريب، رؤوسها متدلية وكأنها تحاكي لبعضها بأحاديث غيرمعروفة ومعرفة.
ثاني ليلة شاهد المهتمون والمراقبون صدى مسموع وبدأ الناس يسمعون أصواتًا تأتي من داخل الأعمدة—ضحك وهمس غير مفهوم، نداءات خافتة، كأن تحاكي المدينة كلها وتحولت إلى أذنٍ كالبوق الطويل تتنصت على شيء لا يُسمع إلا لمن يقترب ويدنو منها.
مع بزوغ فجر اليوم التالي في ساعة نمو الشمس، اختفى رجل أول رجل.
يعمل في البناء في رصف الحجر المقرنص عاملًا بسيطًا، شوهد آخر مرة وهو واقف أمام أحد الأعمدة السوداء، محدقًا في مشاهدة وانعكاس صورته على الجدار الأسود. في الصباح، لم يكن له أثر. الشرطة لم تجد أي دليل، سوى حذائه الملقى عند قاعدة العمود ، كأنه قرر أن يترك اثر ترك أقدامه خلفه قبل أن يصعد .
مع كل يوم، كان المزيد من الناس يختفون.
شائعات تترى بدأت الشكوك والإشارات تتكاثر وتنتشر كالنار في الهشيم تنتشر:
• “الأعمدة ليست مباني… بل أبواب موصدة.”
• “إنها مخادعة تغري و تقتنص الناس… تأخذهم إلى حيث ما تريد إلى مكان آخر.”
• “أنها من الماضي موغلة بالقدم وليست جديدة… كانت هنا دومالكن لم يرها احد متخفية في لباس معتاد لأهل المدينة .
في فورة الغضب قرر بعض المغامرين كشف الاسرار دخولها. ومحاولات متكررة تسلقها، لا أحد عاد ليخبر ماذا رأى في الأعلى.
وفي ليلة قمرية من ليالي الشتاء وجلسات المجن والسهر في إحدى الليالي، ظهر شيء جديد: بابٌ صغير، في قاعدة أحد الأعمدة.
كان اسود املس بلا مزلج وبلا قفل. كان أشبه بنداء او بدعوة مفتوحة… لمن يجرؤ.
كان من المنصتين الحاضرين رجل كهل أشيب قصير القامة محدودب الظهر رجل عجوز ، تردد اولاً وللحظات، ثم دار بوجهه إلى الخلف واستقام مجددا وابتسم وكأنه فهم شيئًا لم يفهمه أحد، ودخل.
بعد نيف من الزمن، اهتزت الأعمدة للحظة… ثم هدأ كل شيء.
عند بزوغ الشمس فجر اليوم التالي عند الصباح، حين أشرقت الشمس، لم تكن الأعمدة غابت في غفلة عن الجميع احتاروا في وجودها ،هل فعلا اختفت أم موجودة لا أحد يعرف إلى أين هل هي في عالم متداخل متلاحم ؟وذهبت إلى مسفر آخر.
من غراءب الأمور دلالات أخرى في أماكن أخرى من العالم، في مدن بعيدة، استيقظ الناس ليجدوا أن أعمدة سوداء قد تتوسط ساحاتهم .
وكانت الأجسام اللا بشرية تتحرك في موضع جديد
وكانت الظلال تتحرك من جديد



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوات في طريق الفراغ
- ياقات زرقاء
- فضاءءات فارغة لخطوط متداخلة
- من عينيها اسطاد فراشة
- عزف لاسنطور
- تحت رماد إلاشجارمدن ساحرة
- نهارات ليلية
- للبندقية يد فيها قبضة وزناد وفوهة عمياء
- أبجدية الحروف
- **ثورة نهر في زمن المطرالاسود **
- مدينة الضباب
- عندالبوابات في المدن يبدأالسوءال**
- دوامة الحياة
- *لي روحٌ ملَّت من الجسد**
- **ذكريات في المنفى**
- /نمشيد قدسية
- قهوة بطعم الحنظل
- يسطات واكشاك بصرة
- عيد المسنين
- تراتيل أنسية


المزيد.....




- دار -كاف للنشر-: إثراء المشهد الفني العربي المعاصر وتوثيق ال ...
- التّنّور الثّقافيّ يشهر (نحبّكِ يا نعيمة) في فنلندا بمشاركة ...
- -كل كلمة تحمل هوية-... كيف نشأت اللغة الفرنسية منذ قرون؟
- اطلاق صفحة ومنتديات مروج الثقافية
- عمرو دياب يفاجئ جمهوره بإعجابه بمسلسل رمضاني
- وفاة الممثلة البلجيكية إميلي دوكان عن 43 عاما بعد صراع مع نو ...
- بسبب اتهامات أخلاقية.. شركات تنهي عقودها وبرامج تحذف مشاهد ل ...
- هل ضيّعت الدولة اللبنانية فرصة طرابلس عاصمة للثقافة العربية؟ ...
- رحيل الممثل المصري إحسان الترك بعد معاناة مادية وصحية
- -ملحمة جلجامش- في بطرسبورغ بإخراج تركي (فيديو)


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - أعمدة سوداء في الهواء العاصف